تتذكر كيف اكتشفت طريقته الماكرة، اوهمها انه شخص آخر، اما هي فكانت تظنه شخص طالما انتظرته.
ظلت تحدثه وفي قلبها رجاء ان يكون هو الشخص الذي تمنته
طبعت نفسها ع جميع افعاله انه هو وان كل مايفعله من اجلها هي .
عاشت مع تلك التطلعات التي اخذت تتمادى وتتمادى الى ان تملكتها الجرأة ان تخبره انها عرفت حقيقته ولا داعي للتخفي عليه الافصاح عن هويته الحقيقية !
اجابها انه سيخبرها مَن هو وحدد لها التوقيت.
تملكتها جميع المشاعر في آن واحد من الفرح والقلق والخوف والرجاء والانتظار والتشوق واللهفة والاستعجال و ...،....،...، الخ
انتظرته قبل الموعد بكثير ولكنه ظهر في موعده بالتحديد
بادرها بالاسئلة المعتادة كيف حالك؟ كيف كان يومك؟ أم من جديد؟؟
اخبرته - وهي تحترق بداخلها - ان كل شئ بخير وسألته مَن انت؟؟؟
اخذ يماطلها بمجموعة من المقدمات ليمهد لها سر اخفاء هويته الحقيقية ، اما هي فكل ما تفكر فيه ( انه هو ) فليخبرها اذا فهي لا تطيق الانتظار !
انها اللحظة الآن، انا ادعى ............................
صعقت عندما عرفت هويته الحقيقية فلم يكن مَن ارادته ان يكون، لم تستطع المضي اكثر من ذلك فقد انتابتها رعشة اصابت كامل جسدها فاعتذرت بان عليها الذهاب لاجابة طلب والدتها واعدة باستكمال الحديث في وقت آخر.
شعرت بخيبة امل شديدة وفتور تجاه الشخص الذي تمنت ان يكون.
اقلعت عن الفكرة فهو لا يستحق التفكير فيه اكثر من ذلك لافائدة ترجى منه !!
اما عن ذلك الشخص الذي دخل حياتها بصدفة - لن تنساها ابدا -كان عليها ان تبدي مزيد من التعقل تجاهه لتحافظ ع توازنها.
استمعت اليه كثيرا، عذرت له مبرره للتطفل عليها بتلك الطريقة الماكرة بل وغفرت له ذلك وقررت ان تساعده في امره.
فقد كان هذا التطفل وسيلته الوحيدة لاستمالة قلب احدى صديقاتها التي طالما رفضته فهداه تفكيره اذ ربما تستطيع هي اقناعها
تعاطفت معه اذ كان حبه لها صادق كثيرا ففعلت كل ما تستطيع ولكنها فشلت.
صمد امام رفضها، ادعى النسيان وان كان قلبه مازال يهفو اليها ويترقبها في جميع الاماكن التي تتردد عليها.
قويت صداقتهما التي استمرت لسنوات اعتبرها من اقرب اصدقائه اليه، فكانت عقله المرشد ، المحفز ، الناصح له في جميع شئونه حتى العاطفية منها مع انها لم يسبق لها عهد بها.
عرفت عنه جميع تفاصيل حياته الكبيرة منها والصغيرة وبرغم امور التلاهي اليومية والانقطاع المستمر ظل حريص ع السؤال عنها وتتبع احوالها.
في فترة ما لاحظت اهتمام مبالغ فيه وامور لم تالفها منه، حاولت تجاهلها في بداية الامر الا انها بدت مقلقة لها وبالفعل اثارت اهتمامها لمعرفة ما يكون
تابعت توالي تلك الاحداث، ربطت كل منها بالاخر وخرجت باستنتاج لا يشوبه ادنى شك لديها
لقد احبــــــــها !!
اعدته جرم لا يغتفر في حقها وان كان - حقا كذلك - فكم من المهين لها ان يفكر بمثل تلك الطريقة.
فقد بدأ الامر ان تكون وسيط لاخرى أينتهي بها المطاف ان تكون هي الحدث !!
ظلت تتجاهل الى ان صارحها
اغلظت عليه الرد وانهت كل شئ في لحظة واحدة.
شعرت براحة شديدة لامتثالها لمبادئها، فعلاقتها تتسم بالوضوح والثبات مما يحفظ لها استقرارها
فكل لها في مكانه المناسب، من هو صديق يظل صديق فالصداقة لا يمكن ان تتبدل بشئ آخر
ومَن احبته يظل في مكانته لا تتغير فلا يمكن ان تتبدل ليصبح صديق يوما ما.
هكذا الفت نفسها وهكذا وضعت قواعدها ولا يمكن ان تستهين بها .
لم تعطي مبرر لتلك القسوة فالامر واضح تماما
اما هو فظل يؤلمه كثيرا استغنائها السهل عن تلك الصداقة متسائلا كثيرا ماذا فعلت لاستحق ذلك ؟!
فقد كان يخيل له انه بحبه لها يعطيها قدرا اكبر بكثير مما تعطيه الصداقة !
استمرت القطيعة، تغيرت جميع احواله، يندم كثيرا ع افتقاده تلك الصداقة
اما هي فهي تشعر بداخلها بالاسف تجاهه ولكنها تعزي نفسها انها فعلت الصواب.
قابلته مرات قلائل وفي كل مرة كانت تنتابها غصة من تلك النظرة التي كانت تشعر من جرائها بكثير من التخاذل فقد كانت تخبرها بكل ما يكمن في جوفه من حديث عاجز عن البوح به وتساؤل مٌلِح
لماذا خذلتني؟!!
قررت ان تريح ضميرها مدعية ان الفرصة للتبرير لم تفت بعد
ارسلت اليه برسالة موضحة السبب انها وفرت عليه عناء قصة لن تٌستَكمَل ابدا فقد انهتها قبل ان تبدأ
لم تكن تريد ابدا ان يذكرها انها واحدة من اللاتي احبهن وانها تركت له كمثلهن جرح غائر لا يٌنتَسى
اصرت ان ما فعلته معه هو الصواب مخبرة اياه ان يسامحها ولكن هذا لا يعني انها ستعيد تلك الصداقة من جديد.
اجابها برسالة مماثلة ولكنها لم تكن كذلك فقد كانت مؤثرة لدرجة انها لم تستطع ان تمنع نفسها من البكاء
من الاشياء التي علقت في ذهنها ولن تنساها عندما اخبرها تذكره لعيد مولدها وانه كان ع وشك ارسال رسالة تهنئة ولكنه تراجع عنها احترام لها ولقرارها
واخبرها ان امنيته الوحيدة التي تمناها في عيد مولده ان تبعث له برسالة تتمنى له مولد سعيد لكن امنية عيد مولده لم تتحقق.
اخذت تشعر بانه كم من المؤسف ان يتذكرنا احدهم ويتمنى لنا كل الخير واننا حين نتذكره لا نذكر له الا الاساءة !
كم تضائلت نفسها كثيرا بتذكرها لكل ما مَر
رفعت رأسها للسماء محدثة الله:
كيف سمحت لي طوال ذلك الوقت ان انام مرتاحة البال وانا ظالمة احدهم.