الأربعاء، 1 يناير 2014

2014 ..

ابتدأت تلك السنة الجديدة من بضع ساعات فقط ، استبشار وتمني لم أعهده في نفسي على مدى عام كامل ولم استقبل به حتى العام المنصرم عام ال 2013.

2013 كانت الأصعب على الإطلاق ، سنة كاملة كل ما كان فيها هو محاولة الصمود أمام ضربات القدر المتتالية ، آلآم جديدة كل يوم وجرح في النفس يترك ندبته أبد العمر ، سننسى حتما سننسى ويتراكم الغبار على تلك الأيام يوما ما لكنها ستظل قابعة هناك في ظلمة البئر عميقة ومن حين للآخرسننفض الغبار عن تلك الذكرى ليعود الجرح يؤلم من جديد لكن من المحتمل أن يكون حينها مستنا تلك الفرحة  بعين الرضا التي تعيننا على تحمل الأوجاع وتطيّبنا بحكمة " هكذا هي الحياة " !

لن أنسى ما كتبته بختام ال 2012 ، مودعة عام ومستقبلة عام ، كتبت وكنت على يقين بما اكتب والآن أنا أيضا على يقين بما حصلت عليه
"

ويمضي الوقت ونظل عالقين خلاله. فلا عام ماضٍ يستوقفه برهة ولا عام آتٍ يسرع به قليلاً. فنحن عالقين به في حالة متصلة . فلن نتوقف مثلا عند الثانية عشر صباح اليوم الأول من العام الجديد لنعلن أننا أفرغنا ذاكرتنا تماما مما مضى ، أو نعلن أن هذا العام يَجُب ما قبله من أخطاء سواء كنا مسئولين عنها أم أُجبرنا عليها ، أو نعلن ولادتنا من جديد ، او نعلن إنتهاء حالات القلق ، أو نصرخ مدافعين عن الشعور "بالوحدة" كجزء من ذاتنا الجديدة مع العام الجديد ، أو نُصر على سيناريو بعينه مُعَّد للسنة الجديدة ، أو نجزم بحقيقة شيء سابق تعلمناه لن يتغير هذا العام بطريقة أو بأخرى !

نحن من نجدد التوقيت لكن الزمن لا يتجدد والحلقة لن تنكسر بين لحظتين زمنيتين و كما أن الآمال لا تنشب فجأة وقت التأهب لها ! "

الآن مع حلول هذا العام كم اتطلع لبشرى جديدة، لأمل جديد ، لبرهة نتأمل قليلا ماذا كنا وكيف أصبحنا وماذا بعد ؟
لنعيد خلق ذواتنا الجديدة بذلك الحِمل ، لنتغلب على الهشاشة لننفضها ونرى أثر دفع الأذى عنا وكيف اكسبنا صلابة ، لنضع خططنا لهذا العام ولنغدق أمانينا على من نحب ، لنسأل الله العون وأن ينظر إلينا بعين الرحمة والهدي للطريق.

سنة أودعتها دعاء ورجاء ليحفظه الله، عنده لا تضيع الودائع. أنا من آمنت أن الزمن لا يتجدد ولا ينكسر بين لحظتين أشعر هذا العام كما لو اني نفضت عن عاتقي غبار حِمل ثقيل ، فما حدث قد حدث ، متطلعة للقادم بعين مستبشرة وقلب أخضر. فالماضي انتهى مجازا لابد أن يكون هكذا ولأبدأ عام جديد كما لو أن الزمن يبدأ الآن مبددة ما جمعته من خسائر. فمازلنا مرضى مصابين بالأمل.



                                                                                                                                                           

عدت سنة !

2013 لم تكن بنا رحيمة على الإطلاق !

- كل واحد منا يعيش معاناته الخاصة جدا ، لا أحد يمتاز عن الآخر بكون ألمه أكبر أو أقوى ، بكل بساطة كل واحد يعيش جحيمه الخاص ، كل واحد منا يحاول دفع الأذى عن نفسه ، يحاول أن يتحرر وفي كل محاولة تلتف عليه معانته بطرق شتى ، مع كل محاولة للمقاومة نزداد هشاشة ونتحصن بالصمت لا غير !

- لو كان هناك شيء أشد من فاجعة القدر فهو محاولة تأويله ، ولو هناك أمل قاتل فهو أمل اليائس ، ولو هناك انتظار غير رحيم وهو في المجمل هكذا فهو انتظار لشيء يستنزفك ، انتظار خلاص لا دخل لك به !

- (الوقت) جدير بالتبجيل ، لا تدرك أهميته إلا حين ينفذ أو لا يستوعب مغامرة " شغف " ، الوقت سواء ساعات ، مرحلة ما ، أو عمر كامل ، مخيفة فكرة استرجاعه ولا يوجد به شيء يستحق التوقف عنده ! هناك وقت نرجوه ليمر وهناك وقت نستوقفه ، الوقت بالضرورة ينقلني لتلك اللحظة التي يشعر عندها المرء بالإكتمال ، لحظة تسترعي الإنتباه أخاف أن تكون ولت و اتمنى أن تكون قادمة ، وفي هذا أو ذاك لا اعتقد أن تكون وجدت بالفعل لأنها ستكون بدون خوف أو أسف أو حتى تمني. سيكمن كمالها في انها هي !

- فكرة استحوذت علي هذا العام هي فكرة " الإنتحار " تلك الطاقة الموازية تماما لطاقة الحياة ، تلك الرغبة الدافعة لتلك الغريزة الجوهرية فينا ، اولئك من امتلكوا الجرأة للهو بالحياة ، من امتلك حس تمرد خالص تماما ليواجه ايا كان ما ينتظره على الجانب الآخر أو لأنه اكتفى فقط بما حققه.
فيلم the hairdresser's husband
لم تكن تتخيل انها تستطيع ان تكون أكثر سعادة مما هي عليه، في لحظة ما قبل أن يخبو صخب العلاقة وتصاب بالفتور، اختارت أكثر لحظاتها تألقا وفي أعلى قمة للمنحنى أنهت كل شيء تماما تاركة خلفها مالا يفسر محققة لحظة اكتمالها.
كاتب يدعى "رومان جاري" عاش حياته كلها تحت اسم مستعار "آميل اجار" حقق مجده باسم أخر ، واجه الحياة بهوية مزيفة ، خدعة استخدمها ليلهو بتلك الحياة وحقق انتصاره عليها. في رسالة انتحاره كتب :
" لقد استمتعت كثير باللهو ، شكراً الوداع "

- كتابة بعقد مصالحة مع القسوة كانت " أطول رسالة في العالم" تلك التي كتبها الفتى نيقولا ذو الأحد عشر عاما لحبيبته المستقبلية المتخيلة شوكس
لا استطيع منع تلك العبارة من أن تقتحم تفكيري من حين لآخر لتعقد هدنة للتصالح معي ( لو كنت أنا يا شوكس سأكون كما في الأحلام السعيدة )
ربما حلمه السعيد أن يكون معها هي التي لا يعرفها ولكنه ينتظرها ، ربما حلمه السعيد أن يستعيد جدته ، أن نستعيد هؤلاء من نحبهم وغادرونا ولا نستطيع جلبهم إلينا إلا بإستحضارهم في أحلامنا السعيدة ، ربما حلمه السعيد أن يقف في وجه زملائه الذين لم يكترثوا لإختفاء صوته حزنا على جدته ، أن نكون أكثر قسوة مع هؤلاء الذين يتجاوزونا ويسخروا من ألمنا فقط لأنه لا يعنيهم !

- الموت على الرغم من فرطته والتفنن في خطفتنا بطرق شتى، ستبقى له هيبته ، سيظل أمر يروعنا إذا اقترب من أحبائنا ، سيظل يكسونا بحزن هش بلوري سهل الكسر طالما مازال قادرا على أن يوجه ضربته إلينا مباشرة تاركنا بلا حيلة وبجرح لا يندمل. مثير للشفقة من يظن إنه بموت أحدهم حقق انتصار ، هو في الحقيقة الموت هزيمة لنا، هزيمة لنا نحن الأحياء فقط لا غير.

- " كنا نمسح دموعنا ونقول : "لايهم حين نكبر سنكسرهم أيضًا
إلا أنهم وحينما تأتينا الفرصة المناسبة ينكسرون من تلقاء أنفسهم " #عماد_أبو_صالح
ينكسرون ويتركونا ننازع أنفسنا ، نتخبط ، يقتلنا التفكير ، فنحن أيضا ننكسر معهم تماما فنمسح دموعهم بقلوبنا الممزقة !

- " فينا نحمل الصخر فوق الجبل ونرميه ونعيد ونعيد ونعيد "
" فينا نفتح عينينا لما يرموا فيها تراب ، قلن لسا شايفين "
" فينا نقاوم ليهلك الخيال اللي حاربناه ، قلن لسا صامدين "
" فينا نرفض نأكل بعض لو الناس شافت عضامنا، قلن مش جيعانين "
كلمات تخلد لـ #مشروع_ليلى
الجملة الأخيرة كتبت على صورة لأحد رجال الشرطة وهو يمسك هراوته، الصورة مزيج من الألوان الخافتة ، واصبحت متداولة كصورة cover ، تلك الأغنية تبعث في حماس غير عادي عندما تستفحل الأمور ، تلك الأغنية لو طلب مني وضعها خلفية لحدث ما فهو عندما تمكن زميلنا المعتقل من أداء امتحانات هذا العام. لم استشعر حلاوة وسط هذا التخبط واليأس كهذا الحدث. إن كان حمل الصخرة مرة بعد مرة هو عقاب سيزيف الأبدي فأنا أرى إنه طوق النجاة الوحيد لنا كنوع من "المقاومة"

- "أفضل دليل علي أن الموسيقي ليست من جوهر إنساني بأي شكل من الأشكال هو أنها لا تبعث أبدا علي تصور الجحيم!" #اميل_سيوران
الموسيقى كانت تحدي الصمت ، خلفية جميع الأوقات ، لساعات وساعات وساعات ،
شعور ببهجة متسللة ، ليس هناك شعور لاذع بحزن أو فرح مسيطر ، كاسترسال لطّيف خفيف .
في فيلم Amadeus الذي يحكي قصة حياة موتسارت
يخبرنا انه:
" أكثر من صوت يتحدث في مسرحية ما في وقت واحد يعد ضوضاء أما بالموسيقى ، الموسيقى وحدها يستطيع أكثر من عشرين شخص أن يتحدثوا في وقت واحد ويصبح هذا الإنسجام التام "
فقط الموسيقى لا يمكن استيعابها ، الموسيقى تسمو فوق الفرح والألم.