السبت، 19 أكتوبر 2013

حلقة الـ Dilemma 1

بداية سؤال (1) عن فكرة الخلق ، في واحدة من الأسئلة المؤرقة لي بشكل بائس ، بدأت السؤال على موقع "جودريدز" كنت اريد أن اعرف هل هناك وجهة أخرى ممكن أدير بها الدفة في التفكير بدلا من التفكير الأحادي .
الإجابات التي حصلت عليها تخبرني اني لا اختلف عن الآخرين في شيء ، وكلهم لا يملكون اجابة وبالقطع لم أكن ابحث عندهم عن الإجابة ولكن وجهة التفكير عندنا متقاربة بنفس الأسلوب ونفس نهج الإجابة والبحث _إلى الآن_

العرض :

 
انا عارفة انه مش اي حد بيحب يناقش افكاره أو هواجسه مع حد ، بس انا عايزة ألاقي مساعدة ، مصادر ، بحث ، الأسئلة اللي في دماغي مش انا اول ولا آخر واحدة اسألها ، واكيد هي قديمة بقدم البشرية يعني وفي ناس توصلت لإجابات لازم يعني ، حتى لو مش حاسمة هي أكيد مش حاسمة بس ممكن منطقية ومرضية إلى حد ما ...

إيه فكرة الخلق ؟! إيه الهدف من الخلق ؟! احنا اتخلقنا ليه ؟!

البشرية لو وجدت من ملايين السنين واتطورت وحاج...ات ظهرت وحاجات اندثرت وحاجات اتقدمت وحاجات اتخلفت والخ الخ الخ
الكون انشأه الله ، بعدين كل واحد يبص لنفسه يلاقي فيه نقص والكمال لله وحده ، ده بالضرورة أوجد فكرة الجنة ، اللي هي الخلاص الأخير ، الفردوس الأبدي ، الحياة المطلقة ، كل واحد يتخيل جنته بالشكل المرضي للراحة التامة ،
الرسول قال : الجنة مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
يعني المفترض لو الواحد سرح بخياله يعجَز وآخر حاجة هيتوصلها انها مش هتكون زي الدنيا في شيء ، يعني ممكن تخيل لكون آخر او وجود آخر او ماهية أخرى ..
وللتوازن لازم الخير يقابله الشر ، وبالتالي فكرة العقاب

فجأة الكون انشئ ، فجأة الكون انتهى ، قامت القيامة ، الحساب ، جنة ونار فخلود في اي من المكانين ،ده الطريق قدام معتنقي الأديان
بس تظل فكرة الخلق هي فكرة (الله) اللي انشأنا !

طبعا قريت افكار بتداول فكرة الخلق من وجهة نظر (الله) زي انه محتاجنا او هو كملك بيلهو بالرعية ، او ناتج عن فراغ والخ الخ من الأفكار اللي برضه لا تقل سخافة عن اصحاب الأفكار الجامدة اللي النقاش هيفضل يدور حوالين فكرة العبادة وتعمير الكون !

لو فرضنا ان ربنا اخد مننا عهد قبل الإنشاء وكله كان بطوعنا ، وحصلنا دلوقتي عملية مسح الذاكرة ، واحنا بنعيش زي ما اوجدنا لأننا مالناش دخل في كده وهكذا ووقت الحساب مع عرض كل ما خفي عنا ، لاقينا ده حقيقي واننا كنا متحمسين جدا للفكرة وقبلنا كده بكامل ارادتنا ، بس هل غياب الحقيقة دي عنا طول ما احنا عايشين زي حقايق تانية ما يعتبرش نوع من الخداع ؟ او نفترض الظلم لتلك النفس الضعيفة ؟!

احنا بنعيش في وجود موجود بالفعل ، ومعانا ادوات المعايشة دي ، في داخل الوجود تبدو المنظومة متزنة والفكرة قابلة للبقاء ، لكن فكرة الوجود ذات نفسه بتقوم على إيه ؟!!

أي مساعدة ؟! أي حاجة تخليني ابص بمنظور تاني ؟! مش هعلق انا عايزة اعرف فقط لا غير

أحد الإجابات التي راقتني كثيرا
محمد ذهني :

أي محاولة للتفكير دايماً بتكون من المنظور البشري "القاصر" فلن تتعدى مجرد فرضية لها ألف رد يدحضها. في كتاب ستيفن هوكنز " تاريخ موجز للزمن" أورد سؤال: ماذا كان الرب يفعل في ملايين السنين التي سبقت خلقه للكون. أحد الإجابات كانت "كان يخلق جهنم لمن يسأل تلك الأسئلة" بينما كانت الإجابة الواقعية: " الوقت خلق مع الكون. قبل خلق الكون لم يكن هناك وقت!!" إجابة واقعية لكن غير متخيلة.. هل تتخيلين عدم وجود وقت؟ لماذا أذكر هذا.. لأوضح أن العقل البشري يقف أحياناً عاجزاً فيحيل الله للصورة البشرية ليفهم. فينتج أسئلة مثل: إذا كان لكل شيء خالق أو صانع"صورة أرضية. والله خلقنا"علاقة بين الأرض والسماء". فمن خلق الله "إحالة السماء للصورة الأرضية". حتى القرآن استعان بتلك الصور الأرضية ليفهم الناس فصور الله بالملك وتكلم عن عرش وأن الجحيم نار وأن الجنة خضرة ونعيم. وهي منظورات ليست أرضية فقط بل أقرب لعقلية زمن النزول ذاته.

طيب لماذا خلق الله الكون؟ تخيل السؤال من جهة الله لن يفيد بشيء لقصور عقلنا ذو المقاييس الأرضية.لذلك يمكن تخيله بصورة أرضية. الإنسان يحب الخلق. يحب أن يكون له شيء ينتمي له. ابناء- أسرة- رواية- قصيدة- بيت- مسجد. أي شيء له. ينسب إليه. يسعى لتخليد اسمه.أو لفعل شيء يشعر معه أنه له معنى. لماذا يحب الإنسان هذا؟ لأنه جزء من الله. وضع فيه صفاته.فالله خلقنا وخلق الكون لنكون له. طبعا خارج نطاق الكون لن نفهم شيئاً. وخارج تخيلنا الأرضي سيصبح الأمر عبثي. لكن اسألي أي كاتب: لماذا كتبت؟ لن تجدي إجابة أكبر من أنه لم يكن هناك اختيار. هي رغبته في الخلق التي لا مناص منها. اسأليه لماذا فعلت كذا وكذا في الأبطال. طبعا سيتكلم عن حريته في خلقه ولكن الأصح أنه لم يكن هناك بد إلا ما وصل إليه. وإلا فليس هناك داع لكتابته أصلاً

الخميس، 17 أكتوبر 2013

خفــــة

هو عامة امبارح كانت واحدة من اللحظات اللي بقالي فترة كبيرة جدا مستنياها عشان اقدر أوصل لأي حالة تندرج تحت مسمى (سوية) ، مفيش حاجة بتحصل من غير فعل يحركها ، الإنتظار في العموم بيندرج تحت مسمى حاجة برضه اسمها (البؤس) ، الفكرة في الإنتظار للمواجهة دي ما كانتش انتظار يتدخل في احداثه (القدر) هو كان انتظار لحظة مناسبة مش أكتر ، لما يبقى جواك متخزن كل الأحداث والنتايج بس اكتر سؤال مؤرقك هو (ليه ؟) ، ولما تبقى واعي جدا لكل اللي حصل وتم استغفالك بتبقى مستني اللحظة المناسبة عشان تكشف الحقايق كلها و ينهار سد كامل من الأكاذيب ، هو اللي حصل انه ما انهارش ولا اتصدع ولا حصل اي شيء هي المحصلة كانت (صفر) ، صفر على مستوى الحدث والطاقة المستنفذة ، بس أي (صفر) يعني تخلي، يعني لا شيء، يعني مرحلة من غير انتماء، او مرحلة بتتخلص نفسك فيها تماما من اي اثر مرهق شايله جواك لمجرد عدم الحكي ، مرحلة بتتخلص فيها من حاجات أخلاقية أو إنسانية كانت بتزيد من إرهاقك ، (الصفر) هو مرحلة التخفف من الأعباء ..
اكتشفت ان الحكي مش مريح إطلاقا في العموم، الحكي بيبدأ بمرحلة اللحظة المناسبة تبدأ تسترسل بعدين تبدأ تسترجع الأحداث بشكل واضح تماما ، مع استرجاعها تبدأ تحس بألمها ، تنفعل ، الإنفعال يزيد تدريجيا ، تدخل في حالة ثورة وفوران غضب ، العياط يتحول لهستيريا ، مع النهاية بتكون اُنهكت تماما وبعدها تبدأ تتعامل مع الأثار الجسدية المصاحبة اللي بتزود الألم ببشاعة ..
انت استهلكت تماما ، الآخر لا شيء ، لاشيء على الإطلاق صمت فقسوة !

الأسئلة بتفترض دايما وجود الإجابة، هو خليني اقول ان احنا اللي بنفترض وجود الإجابة بمجرد ما نوجه السؤال ، لأن توجيه السؤال في حد ذاته بالنسبالنا الشق الأصعب على الإطلاق لأنه محتاج مننا جرأة مضاعفة ، بس بصياغة التجربة، الآخر لا يملك الإجابة ، الآخر لا يدرك وجود سؤال من الأساس ، الآخر دائما اضعف وأجبن مما نتخيل ونفترض في نفسنا تجاهه ، والأمر لا يستحق كل العناء اللي بنتكبده بحثا عن اجوبة ، هو الشيء الأفضل على الإطلاق هو مرور التجربة اللي أوجدت السؤال ما نحاولش ندور على المعنى لأن الآخر لايدرك وجود المعنى ، وأي معنى !

انا كده اتخففت من العبء مرتين في فترة زمنية متقاربة ، التخفف من العبء مصاحب بخسارة مسميين كبار من العلاقات الإنسانية اللي كنت بتعكز عليهم ، الخسارة في الأوقات العادية اوقات الدفء بتبقى قاسية عشان بتسيب وراها حالة خواء فتبدأ تيارات البرد تتصارع جواك ، لكن الخسارات مع النفس المُثقلَة المُحمّلة بكل ما هو مرهق يعتبر شيء صحي ليها عشان توصل لأي تون هادي او رتم معتدل يبدو سوي او يحيد بها شوية عن التشوه.

دايما اقول الوقت بيتحالف مع الآخر لإرتكاب المذابح ضدنا ، انا دايما عامل الوقت ضدي لأنه دايما بيأجل كل حاجة لما بعد ، مفيش حاجة بتتعالج بشكل سليم ، ومفيش حاجة بتحصل في وقتها.

هو عامة لازم الناس تراجع قاموس الشتايم في السنتين اللي فاتوا عشان فعلا مش كفاية ولازم يبقى فيه شتايم مركبة ولازم تندرج تحت الوصف مش الأباحة ، عشان في حالات الغضب هتلاقي ان كل الشتايم دي اصلا مش كفاية انت تتمنى تخترع لفظة جديدة توصف اللي جواك حرفيا ساعتها هتهدأ وترتاح

الأربعاء، 9 أكتوبر 2013

أزرق

في حلم جاء من الماضي
عن مدينة رخامية
منحوتة التماثيل بالأبيض
غبار يكسوها
تيجانها تملأها الفراغات
بالأسود
يلقي الحلم ظلال رمادية
وظلال سوداء

الأرض بلاطات كبيرة
المار عليها
كقطعة الشطرنج
على الرقعة
يتوسطها تماما
عندما تلقي عليه
نظرة رأسية

الحركة كثيرة
والممرات الجانبية
مسدودة
وليست متشعبة

العبادة طواف
تطوف الروح
بالأزرق
تمسح الأرض
وتنثر في الجو
غبار

الشمس بعيدة
تحتل زاوية جانبية
اشعة ذهبية مستقيمة
بحواف مدببة
قليلة
من الممكن عدها
تمتزج بهياج أسود
تشبه تلألئ الأصفر
في فجوة حالكة
السواد

الحلم داكنٌ
يمتص اللون
الأزرقُ داكنٌ
و الأصفر يلمع
بوهج الماضي

الحركة تتسارع
الفزع يزيد الحركة
يبدو المارة كأشباح
يهرولون بخفة
ثم ارتفاع

هي
تبدو واضحة تماما
تتوسط كادر
كل ما حولها مموج
ثنايا ثوبها
كانها مرسومة بقلم
مدبب
يعلو رأسها تاج
كتاج التماثيل
يملأه فراغ
أسود