الثلاثاء، 27 أغسطس 2013

في معنى أن أكبر (نص موازي)



في معنى أن أكبر
أن تتقلص الإحتمالات والتطلعات ، فما كان يبدو مشوش في العشرين أصبح الآن واضح ليس لإدراكي حقيقة تأويله ولكن لإدراكي اني اصبحت لستُ بحاجة لمعرفته بعد الآن .

في معنى أن أكبر

أن ارى جدوى الإنتظار للأحلام المؤجلة والفرحة المؤجلة والحياة التي كانت يجب أن تُعاش ، لكن خوفي الأكبر أن تكون النهاية ما كانت إلا انتظار لموت مؤجل فررت من قبضته عندما كنت في العشرين بخداع بسيط وهو شغفي للحياة بما يتلائم مع حيوية العشرين

في معنى أن أكبر

أن تقل حدة الأحداث فجاعة فلم يعد هناك اسوأ مما حدث ، في العشرين حصلت على تلك الخسارة الجذرية فكان الشيء الوحيد المبرر للوجود هو غياب الإرادة الجادة للموت لإختياري

في معنى أن أكبر

الحزن ليس سيئا على الإطلاق ، الحزن يحمل بداخله أمل خفي لا أعرف من أين منبعه ، فالحزن يمس الروح كي لا تصدأ الحزن النابع من الإدراك يكشف الأسرار ويزيل الحجب فتصيبنا الدهشة من البهجة المحتملة

في معنى أن أكبر

أن اجرب النوع الأخير من الفقد وهو بإختطاف الموت لأحبتي في العشرين جربت الفقد بالحرمان منهم ، بتوقع أحداث كارثية لا تقل فداحة عن الموت لكن ربما الموت هو مصير حتمي أما كل حدث كارثي على حدى فمصيره مبهم لا ينفي سوءه

في معنى أن أكبر

أن تكون حياتي سلسلة من الأحداث التي تشكلت بوتيرة قدرية لأحداث رئيسية تنقلني من الهامش إلى مركز ثم تعيدني للهامش مرة أخرى

في معنى أن أكبر

ليس هناك متسع الآن للسخط أو الغضب فقط هدوء من أرهقته الحياة فخارت قواه وساعده جسده بالإنهاك ليستكين ويقيد حس الشغف لمزيد من المغامرة

في معنى أن أكبر

أن أرمم الذكريات للإحتفاظ بذاكرة البهجة لتواجه عصف نوبات الحنين الخانقة ورغبة جامحة في السير اللامنقطع في أماكن لفظتني لكني لن أنسى أني طبعت عليها بعضٌ مني

في معنى أن أكبر

ليس هناك مكان للندم أو الشغف فقط إمتنان لما كنته وما وصلتُ إليه فيكفيني إنه لم يعد هناك اي متسع آخر للإنتظار

الأحد، 25 أغسطس 2013

يا اسكندرية

المشي كان علاج فعال للمرارة اللي في قلبي ، كان لازم انزل وامشي وعملت كده فعلا ، كنت مفكرة اني طول ما انا ماشية هفضل ادور ع الأسباب والنتيجة اللي وصلتني لكده واتخيل واتأثر واندم واعيط ، مع المشي كانت كل الأفكار بتمشي معايا ماكانش فيه فكرة ثابتة بفكر فيها كلها افكار بتيجي وتروح وتطلع غيرها ، حلوة او وحشة او ذكرى قديمة او جديدة او حلم او اي حاجة ، افكار بتشتغل في دماغي تقب وتغطس ، ريحة البحر فكرتني بالمصيف وفكرتني بـ بابا وهو بيعلمني ازاي اعوم كان يشيلني ع ايده ويقولي طبشي بإيديكي ورجليكي جامد وبعدين يشيل ايده من تحتي فأغطس وابلع كل الماية المالحة وعيني تحرقني فقعد اطبش جامد لحد لما يمسكني واقعد الومه :-) ، في نفس الموقف تخيلت ان دي ممكن تبقى ذكرى تسببلي حسرة في قلبي لو بابا لا قدر الله جراله حاجة ، ساعتها مش هيبقى ع وشي شبح الإبتسامة ده لأ ساعتها عيني هتبقى مترغرغة بالدموع ،
لقيت اب ماشي ع الكورنيش وشايل بنته الصغيرة ع كتفه وبيتنطط وبيجري بيها ويغنوا ويصقفوا سوا وبيجري وراهم ولدين اخواتها الأكبر ومامتهم بتحاول تلحقهم بس عشان وقارها مش عارفة تمشي فهو بطأ شوية ووقف يغنيلها وهي تضحك لحد لما لحقته ومشوا كلهم سوا :-)
تعبت من المشي فركبت وعملت المشاوير ولفيت نفس المكان من شوارع ع البحر وشوارع موازية ، مشيت كتير ، وغنيت جانا الهوا بصوت اللي ماشي جنبي يسمعني كأني بكلم نفسي ولعبت بازازة المية واتنططت بين العربيات وعديت وسط الناس مستغلة رفعي ، حسيت بلحظة رضا فجأة وتفسيرات هادية نسبيا ، كانت محاولة للإستشفاء في نفس المدينة اللي جرحتني وانا لسه ما خلصتش قراية كتاب علاء خالد عنها وجوه سكندرية ! :-)

الجمعة، 16 أغسطس 2013

مخلفات نفسية .. 9/11/2012

ربما الحكمة إنني جربت طاقة من المشاعر لا اعتقد اني كنت سأعيشها بمثل تلك الكثافة والواقعية ومثل ذلك التأثير النفسي والجسماني علي ، عواصف من المشاعر المضطربة اثقلتني وجعلتني أكثر نضج وصلابة ، رؤيتي لما حولي اختلفت وتأثري بما يتأثر به الآخرون لم يعد بتلك الحدة كسابقه ولا بالأهمية الكبرى كسابقه أيضا ، توقفت عن التوقعات لأنها غالبا لا تصيب ، توقفت عن التطلع وتوقفت عن لوم الآخرين والتربص لهم ، تلمست العذر للجميع وتقبلت الآخرين كما هم تماما بدون تملق مني لهم أو العكس تماما من نفوري منهم ، تعلمت الصدق التام فأرفض عندما فعلا لا اريد وأقبل عندما اريد ذلك ، اقدم اعذارا حقيقة جدا ولا اخوض في أمر لن اقدم له تفسير حقيقي مما يجعلني اسلك طرقا ملتوية من المبررات لأهرب منه.
لم يعد يستهويني حوارات مثل ما رأيك في هذا ؟ فيما تفكرين ؟ ما الذي يفرحك أو يحزنك ؟ ماذا تحبين وماذا تكرهين ؟ ماهو رأيك تجاهي ؟ والخ الخ
لم يعد يعنيني كشف نفسي أمام الآخرين أو اكون تحت دائرة الضوء أو أصرخ مهللة بمبادئ وكم القيم التي اتباهى بتعلمي إياها لأمر بسيط جدا إني اصبحت أخاف من هذا التشدق لأني ادرك تماما كيف سيكون إنهياري أمام حدث جلل حقيقي ، وربما سيهرع الآخرون بمحاولة التأويل والتفسير فأنا منذ الآن ادرك منظوراتي الخاصة التي لن يفهمها غيري .
أدرك ذلك التصالح مع كل ما حولي النابع تماما من انعكاس ذلك الصفاء الداخي لرؤيتي لها.
لم يكن الأمر ابدا في أي مرحلة ما يتوقف على شخص بعينه حتى ولو وجد شخص بعينه حرك الماء الراكد وعكّر صفو مثاليتي الخاصة ، لم ابغض شخص ولكن بغضت أفعال ، بغضت فكر ، بغضت عداوة ، وبغضت الضبابية والإستنزاف.
وللصدق الذي تحدثت عنه نعم توقف الأمر على شخص مرة واحدة فقط حتى الآن ، نعم أعرف ذلك الإحساس عندما يذكر أحد أنه لا يسامح ابدا ، أعرف كم الغضب والوجع المشحون به ، كم إحساسه بفقدانه القدرة والعجز ، كم احساسه بأنه مثير للشفقة تجاه نفسه لأنه لم يكن له مخالب وأنياب ليرفع الظلم عن نفسه ليدافع عن حقه متشفع لنفسه بمثالية أخلاق يلعنها كل مرة أمام وجعه الخاص !
نعم أنا لا أسامح وحاولت مرارا ومرارا بأن أبذر تلك النوايا الطيبة بداخلي لكني ابدا لا استطيع ، مازالت عيني تدمع إلى الآن عندما استرجع الأمر ، مازال الأمر جلي في ذاكرتي كأنه البارحة ، كأنه اليوم ، كأنه الآن ! مازلت أرد بعنف وقسوة على أي محاولة للتذكير حتى وإن كانت بعيدة جدا .

السبت، 3 أغسطس 2013

الأمان المادي



حاجة الإنسان بتفجر فيه طاقات وحماسة ما يعهدهاش في نفسه في الأوقات العادية ، تفكيره بيخلق مية طريق وطريق عشان يقربه من نقطة الهدف او انه يتجاوز ويحل المشكلة ، الإنسان ما يقدرش يقعد تحت ضغط وتوتر عصبي كبير عليه لفترة كبيرة لأنه بيبدأ ينهار تدريجيا لحد ما تنفذ قواه ويستسلم في الآخر ، وده بيخليه عاجز سواء معنويا او جسديا او الاتنين .

هي قالتلي ياريت انا اقدر اشتغل دلوقتي عشان يبقى معايا فلوس اقدر اصرف على نفسي واحل جزء من المشكلة ، شوية ولقيتها مبتسمة جدا وبتقولي على فكرة انا ممكن اشتغل مُدرسة وادي دروس لولاد الشارع ، وقعدت تحسب تمن الحصة والفلوس اللي هتجمعها في الاخر ، كانت مبسوطة جدا انها عرفت تلاقي لنفسها مخرج يخرجها من الضيقة و لو حد سمحلها تعمل كده هيبقى حققت لنفسها اللي هي عايزاه ، الموضوع مش عشان هي مش لاقية فلوس الموضوع عشان تنتصر لكرامتها ومتحسش انها تحت رحمة حد وان حد ممكن يتحكم في حياتها وارادتها كونه بيصرف عليها حتى لو كان الحد ده اللي هو فعلا يملك الحق قدام كل الناس انه يتحكم فيها !

جزء كبير عشان نحس بالأمان مرتبط بالأمان المادي ، انك تحقق لنفسك حياة كريمة مش مرتبطة بتبعية لحد عشان تبقى مستقل و ده مرتبط بأمانك النفسي في تواجدك مع الناس ، ان علاقاتك بيهم تبقى علاقات انسانية خالصة بعيدة عن الاستغلال والقهر وقبضة اليد العليا على اليد السفلى .
أمانك المادي بيحصن اختياراتك الشخصية وبيكسبها قيمتها واحقيتها ، أمانك المادي بيخلي جزء من اختياراتك خالص تماما لما تنحي الجزء المادي على جنب ..

وده واحد من الأساسيات اللي عايزة ابدأ عليها حياتي المستقبلية إن شاء الله وهو الاستقلال المادي ، اني اقدر اكيف واكفي نفسي باللي انا اقدر انجزه من شغلي ، ومع الوقت اتوسع حتى لو كان ببطء ، اني يكون ليّا ذمة مالية منفصلة وما امدش ايدي لحد ، ممكن الموضوع ده ليه اعتبارات نفسية ليها جذور ، بس برضه الواقع اللي بنعيشه والغربة اللي كل واحد عايش فيها ، واحتمالية فقدانك الأمان بفقدانك اللي حواليك بقى احتمالية كبيرة وقريبة كل ده بيخلق جواك احساس انك عايز تكون انت امان نفسك