الأحد، 21 أغسطس 2011

مخلفـــات نفسيــة

" في علاقتنا بهم يظلوا آخرين ولكن حين يخرجون من حياتنا يأخذنا شعور جارف بالحنين اليهم تاركين فراغ لا يمكن ان يملأه غيرهم ! "
مع نظرة عن قرب لنفسي وجدت ان كتاباتي تتردد ما بين الحنين او الفقد او الرحيل او محاولة لابراز مفهوم خاص بي من خلال قصة او مقال او ابيات شعر لا تتمتع بالحرفية في فن الشعر ولكن يملأها صدق الشعور لحظة كتابتها.

لا استطيع ان اكتب بدون وجود سبب يدفعني لذلك وعادة تبدو فلسفية بعض الشيء او غير مفهومة لمن يقرأها عندما احاول ان اصيغ فيها وجهة نظري او الحدث كما اراه او تحليل الشعور بالنسبة لي.

في بعض الاحيان ادون هنا ما اخجل ان يطلع عليه اصدقائي مباشرة او ما هو ليس للتعليق عليه فهنا اشعر بالخصوصية و الانفراد، انا اعرف ان من الممكن ان يقرأها من يهتم ولكن لغياب التأثير المتبادل هو ما يجعلني اشعر بذلك الانفراد .
. . . . . .

بالرجوع للبدء اتذكر تلك المقولة لـ/ محمد عفيفي
" في علاقتي بالآخرين أحب على الدوام أن يظلوا آخرين"
 اعجبتني كثيراً تلك المقولة  لما فيها من تحديد ماهية العلاقة بين الفرد و المحيطين، فمن الطبيعي هناك الاقرب و الابعد لأي انسان، الأبعد من تجمعنا بهم امور مشتركة ولكن لا تؤسس لعلاقة طويلة الامد فيها ذلك النوع من الالفة.

ثم وجدتني الآن اكتب تلك المقولة بكل تلقائية مني ناتجة عن شعور جم بالحنين
" في علاقتنا بهم يظلوا آخرين ولكن حين يخرجون من حياتنا يأخذنا شعور جارف بالحنين اليهم تاركين فراغ لا يمكن ان يملأه غيرهم ! "
اتضح لي ان كل من اعرفهم هم مهمين في حياتي سواء قريب ام بعيد، ع اتصال دائم او مجرد امور مشتركة.
اتضح لي ان الامور الصغيرة تعني لي الكثير ومن يفعلها يتفرد بها في حياتي ولا يحتل مكانها احد سواه،
حتى من عرفتهم لفترة وجيزة وانتهت، لا استطيع ان انكر وجودهم او ادعي انهم لم يكونوا احد مهم " ع الاطلاق " فبذلك اكون اخطأت في حقهم وفي حق نفسي ايضاً.

كل انسان مدني بشعور ايجابي او سلبي بصرني بأمور كنت اجهلها، هم لا يعرفون ذلك لطبيعة المعاملة " الاعتيادية " ولكني " لست اعتيادية " فانا افكر فيها طوال الوقت ويلفت انتباهي الفعل الصغير ع تفاهته !
. . . . . .

حدث شرخ بيني وبين انسان الاعز عندي في الفترة الاخيرة عندما انهار امامي بكل ما بثه في من مبادئ و افكار. فوجئت بمدى تصادمه "هو" معها وعدم اعترافه بأي منها عندما مسه الامر هو شخصياً
بالفعل " اكبر الخيانات الخذلان " 
خذلني كثيراً وبالرغم من ترديدي تلك الكلمة له اصبح لا يأبه بها او بدأت اقتنع انه لا يعرف لها معنى او غير مؤمن بها !!
منطقه العقلي البحت و التجريد من اي احساس داخلي جعلني العن كل قسوة العالم التي توجد في " قلب ميت " اصبح لا تهزه اسمى المشاعر الانسانية  الا بغرض ان يبدو صاحب مبدأ " شخصية استعراضية " لكنه لا يؤمن به بداخله !
كلما اراه يتحدث ويتفلسف ويحاور ويجادل وينتصر اشعر بعدمية كل ذلك اذا كان ليس نابع من ايمان ولكن لتحقيق انتصار ع الخصوم. لا يقفز في ذهني غير لفظة " منافق ".
هو من شكلني وله الفضل الاكبر فيما انا عليه الآن و اعترافي باهميته في حياتي وعدم نكراني لأي شيء بكل صدق مع نفسي يصيبني بالتشويش و الحزن كلما اراه .
. . . . . .

عنما اشعر اني قريبة من احد او يعجبني لوجود شيء مميز به ابدي كامل اهتمامي واحترامي كنوع من الفرحة و التشجيع بمعرفته ولكن ما يثير غضبي الشديد هو ان افهم بطريقة خاطئة و اجد ان ما اقول او ما افعل يحتمل التأويل لأغراض عدة مع انه طُبّع مني بكل صدق وبراءة النوايا وهذا ما يجعلني اندم و اخجل و ابتعد لعل ابتعادي يفسر حقيقة الاهتمام !
. . . . . .

كلمات تتردد كثيراً بداخلي في الآونة الاخيرة توجع قلبي كــ
خذلان
حنين
سؤال
اهتمام
ضبابية
خوف 

. . . . . .

ربي هب لي من الحكمة ما يجعلني استمد قوتي من نفسي وليس من الآخرين :)

الأربعاء، 17 أغسطس 2011

قلبٌ ينبض بالشجن !


سألتني احدى صديقاتي عن نوع الرجال الذي يجذبني ؟
حينها ربما لم اخذ السؤال على محمل الجد او لم اكن  اعرف حقاً .
اجبتها : لا اعرف بالتحديد ربما لأني لم اجرب او افكر في هذا من قبل، ولكني اعتقد انه الشخص الذي يفعل الاشياء الصغيرة من اجلي ( مثل ان يعرف متى يدعمني وقت حاجتي اليه ) ...

اعتقد ان اجابتي كانت صائبة حينها نتيجة لماتعرضت له من خذلان وما احتاجه من الدعم بدون ان اطلب و ان اشعر بالاهتمام و التقدير .

بعد مرور الوقت وجدت ما يجذبني لرجل !
هو ذلك الرجل الذي اشعر فيه بالشجن، حزن خفي لا ادري مصدره، اشعر كما لو ان وراءه حكاية يدفعني الفضول لمعرفتها ولكن لو خُيرت لمعرفتها لن اختارها ابداً .
ليست بالضرورة ان تكون حكاية هامة او قصة مأساوية تدعو للتعاطف و الشفقة ولكن يكفيني ذلك القلب الذي شعر بالالم،
شعر بالحزن، شعر بالوحدة، شعر بالحاجة الى رفيق او يد تهون عليه ..
فاني اعتبره بمثابة  " حياة للقلب "

فهو قلب يقدر من حوله . . يتعاطف . . يصغي باهتمام . . يشارك بكل ما يملك . .
قلبٌ عصره الالم و التفكير ويخاف ان يمضي وحيداً !

في الانتظــار - محمود درويش

و كتبت كي انسى اساءتها قصيدة . . هذي القصيدة !


في الانتظار يصيبني هوس برصد
الاحتمالات الكثيرة :
ربما نسيت حقيبتها الصغيرة في القطار،
فضاع عنواني
وضاع الهاتف المحمول، فانقطعت شهيتها
وقالت :
لا نصيب له من المطر الخفيف
وربما انشغلت بأمر طارئ أو رحلة
نحو الجنوب لكي تزور الشمس، واتصلت
ولكن لم تجدني في الصباح، فقد
خرجت لأشتري غاردينيا لمسائنا وزجاجتين
من النبيذ..
وربما اختلفت مع الزوج القديم على
شؤون الذكريات، فأقسمت ألا ترى
رجلاً يهددها بصنع الذكريات
وربما اصطدمت بتاكسي في الطريق
إلي، فانطفأت كواكب مجرتها
ومازالت تعالَج بالمهدئ والنعاس
وربما نظرت إلى المرآة قبل خروجها
من نفسها، وتحسست أجاصتين كبيرتين
تموجان من حريرها، فتنهدت وترددت:
هل يستحق أنوثتي أحد سواي
وربما عبرت، مصادفة، بحب
سابق لم تشفَ من، فرافقته إلى
العشاء
وربما ماتت،
فإن الموت يعشق فجأة، مثلي،
وإن الموت، مثلي، لا يحب الانتظار
لَم تأتِ 
قُلتُ: ولنْ ..
  إذاً سَأعيدُ ترتيبَ المساءِ
  بِما يَليقُ بِخيبتي وغيابِها 
أطفأتُ نارَ شُموعِها 
أشعلتُ نورَ الكهرباء 
شِربتُ كأسَ نَبيذِها وكسرتُهُ
  بدلتُ موسيقى الكمنجاتِ السريعةِ بالأغاني الفارسية 
قُلتُ : لَنْ تَأتِ 
سأنضو ربطةَ العُنقِ الأنيقةَ 
هكذا أرتاحُ أكثر أرتدي بيجامةً زرقاءً 
أمشي حافياً لو شِئتُ 
أجلسُ بأرتِخاء القُرفُصاءِ 
على أريكتها فأنساها ..
  وأنسى كُلَّ أشياءِ الغياب
  أعدتُ ما أعدَدتُ من أدواتِ حَفلَتِنا إلى أدراجِها
  وفتحتُ كلَّ نوافذي وستائري 
لا سرَّ في جَسدي أمامَ الليل إلا ما انتظرتُ وما حَسِرتُ..
  سَخرتُ من هَوَسي بتنظيفِ الهواء لأجلها.. 
عَطرتُهُ بِرذاذ ماءِ الوردِ واللَيمون.. 
لَنْ تَأتِ..
  سأنقلُ زهرةَ الأوركيد من جِهةِ اليمينِ إلى اليسارِ
  لكي أُعاقِبَها على نِسيانِها 
غطيتُ مرآةَ الجِدارِ بمعطفِ
  كي لا أرى إشعاعَ صُورتها واندَم..
  قلتُ : أنسى ما اقتَبستً لها مِنَ الغزلِ القديم
  لأنها لا تستحقُ قصيدةً حتى ولو مسروقةً
  ونَسِيتُها.. 
وأكلتُ وجبَتيَ السريعةً واقفاً 
وقرأتُ فَصلاً من كتابِ مدرسيّ عن كواكِبِنا البَعيدة 
وكتبتُ .. كي أنسى إساءَتَها قَصِيدة هَذي القَصيدة !
اقسمت ألا ترى رجلاً يهددها بصنع الذكريات !