الجمعة، 28 ديسمبر 2012

2012 ..


ويمضي الوقت ونظل عالقين خلاله. فلا عام ماضٍ يستوقفه برهة ولا عام آتٍ يسرع به قليلاً. فنحن عالقين به في حالة متصلة . فلن نتوقف مثلا عند الثانية عشر صباح اليوم الأول من العام الجديد لنعلن أننا أفرغنا ذاكرتنا تماما مما مضى ، أو نعلن أن هذا العام يَجُب ما قبله من أخطاء سواء كنا مسئولين عنها أم أُجبرنا عليها ، أو نعلن ولادتنا من جديد ، او نعلن إنتهاء حالات القلق ، أو نصرخ مدافعين عن الشعور "بالوحدة" كجزء من ذاتنا الجديدة مع العام الجديد ، أو نُصر على سيناريو بعينه مُعَّد للسنة الجديدة ، أو نجزم بحقيقة شيء سابق تعلمناه لن يتغير هذا العام بطريقة أو بأخرى !

نحن من نجدد التوقيت لكن الزمن لا يتجدد والحلقة لن تنكسر بين لحظتين زمنيتين و كما أن الآمال لا تنشب فجأة وقت التأهب لها !

عام التوبيخ للهشاشة

أن تكتشف ان هناك نوع آخر من الخذلان هو خذلان جهازك العصبي لك ! وتجد أنه دائما ما يخذلك وقت الحاجة إليه وأحياناً في أمور عادية تماماً. أن يصبح التوتر واالقلق إحدى سماتك ويعلم الله كل ما تبذله من جهد لتحتفظ بهدوئك ، أنت في لحظات بعينها يتصاعد ذلك الشرر الكهربي إلى رأسك وفي لحظات سريعة متعاقبة ينبض قلبك سريعا تشعر كما لو انه اصبح في حلقك ، ترتعش أطرافك ولكن كله إلا هذه الدموع التي تتحامل وتتحامل على نفسك اضعاف ما يبدو حتى لا تذرفها.

أن تكون أنت مصدر الطمأنينة لأحب الناس إلى قلبك وأن تكون مسئول عن الأمر برمته وتتصدر الآخرين المفترض بهم طمأنتك بالأساس. كم هو صعب ترويد خوف الآخرين ! تتبع الخطوات المطلوبة ولا شيء في يدك غير الدعاء والإبتسامة المزيفة وبعض كلمات التنمية البشرية السخيفة ولا تدري هل هذا لطمأنتهم أم لطمأنة نفسك أولاً !

تتعجب كيف أن كلمة (الأمل) تحمل كل هذا (الألم) !

أن تكون كل كلماتك لتصف حالتك محصورة بين استنزفت / استهلكت
أن ينضب داخلك فليس لديك ما تعطيه ولا تريد أن تأخذ شيء. تريد العبور الخفيف وكفى ، فلا تطبع عليك الأشياء أثرها ولا تترك أياً منك في مكان ما. تريد أن تتلاشى أو تنصهر كما لو أنك لم توجد يوماً.

أن تتكدس الأحداث حولك وتظل عالق بين أمور حالية وأخرى تاركة أثرها إلى أن يَهن جسدك وتظل متجاهل شكواه حتى تجد أن ألمه لا مفر منه وأن ما هونت ليس بهين فترفق به ترفق بمن شاركك ما تبطن وتألم من أجلك فتحزن في صمت وتوبخ نفسك لتلك الهشاشة ، فهناك صفعات أشد بكثير ، وقت التخاذل ليس الآن حتما ليس الآن.

هناك من نحن مدينين لهم بإعتذار ، وهناك من نحن مدينين لهم بتفسير. وقبل كل هذا علينا أن ندرك بكامل اليقين الداخلي أننا لسنا بملائكة وأننا لدينا الكثير والكثير ليسخط علينا هذا العالم من أجله والكثير والكثير لنكره أنفسنا.

أن تعرف حقيقة أمر ما (وحدك) هو قمة الجحيم.

البعد إهانة ، الإقصاء إهانة ، وعليك ألا تشغل مكاناً لم يؤذن لك بشغله

محاولة إطالة أمر عن طريق مرور الوقت فقط لا غير هو إقتطاع من نفسك وتوزيعها على تلك الفترات الزمنية لتجد نفسك أخيراً ككهف مهجور خرب ، فلا تصلح للسكن إليك وليس لديك ما يمكن إعطاءه.

أكثر عام أصابني فيه الهلع من أن أودع مرة أخرى أحد ممن أحبهم. لماذا الموت أصبح قريب إلى هذا الحد ؟!!
كلما كبرنا كلما اصبحت فداحة الحقائق في إمكانيتها ان تحدث لنا أيضاً وإننا لسنا بمنأى عنها.

أحياناً تريد أن يوجهك أحدهم ماذا عليك أن تفعل ، تضحك او تبكي او تحزن في أسى ، من فرط ما تجده من كوميديا سوداء وانت ستتكفل بالبقية.


اسوأ ما يحدث لمن هم في مثل عمرنا هو بلوغ خط المنتصف و الوقوف عند المفترق محملين ببضع خيالات عن واقع مشئوم وكل منا بداخله يمني نفسه ببعض من النوايا الطيبة انه ربما سيخطئني الحظ العاثر هذه المرة ربما ستُطَّبق عليّ قاعدة الإستثناء !


هذا العام أول عيد ميلاد لا اتمنى شيء لسأمي من الأماني المؤجلة وعام جديد لا اتمنى فيه شيء ابدا لنفسي غير هدنة بسيطة لأرتاح وأن يحفظ الله لي من أحبهم سالمين .. اللهم آمين يارب العالمين


http://www.youtube.com/watch?v=mNoKXBhiQy0

الثلاثاء، 18 ديسمبر 2012

سبحة .. قصة قصيرة


عندما كنت صغيرا كان لدى أمي سبحة طويلة تمسك بها بعد كل صلاة، تحركها في يدها من بدايتها إلى نهايتها في هدوء وتتمتم بكلمات لم أكن اتبين منها شيء. وبعد أن تنتهي كانت تضعها على حافة السرير وتذهب وكنت انا أتسلل خلفها وأحاول تقليدها ، اتصنع نفس هدوءها وابدأ في العد واحد ، اثنان ، ثلاثة إلى أن أكمل عشرة كما حفظت ثم ابدأ في التأليف خمسة وعشرون ، خمسون ، مائة.
ذات يوم استيقظت من نومي ليلاً وذهبت لأنام

بجوار أمي عندها انفجرت من البكاء فزعاً مما رأيت فكانت حافة السرير تضيء. حاولت أمي تهدئتي وأخبرتني انها حبات السبحة تضيء في الظلام وضمتني إليها في الفراش وأمسكت بالسبحة وأخذنا نلعب بها سوياً تحت الغطاء وكلما أحكمناه أكثر كلما ازدادت الظلمة وازداد توهج السبحة.
منذ ذلك الحين وأصبحت تلك لعبتي المفضلة أُمسك السبحة واتغطى في الفراش وابدأ في تشكيلها في يدي أو ألُفها حول معصمي وهي تضيء.
ذات مرة في إحدى دروس المسجد الذي اصطحبني إليه أبي لتحفيظي القرآن حكى لنا الشيخ عن قصة السيدة نفيسة ليحبب إلينا حفظه. فذكر انها حفرت قبرها في حجرتها بيديها وكانت تنزل إليه كل يوم لتقرأ القرآن فيه وختمته عشرات المرات داعية الله أن يضيء لها به قبرها.
ذهبت إلى أمي وحكيت لها بانه كان للسيدة نفيسة مصحف يضيء في قبرها كسبحتها وانني حين أموت أريدها أن تضع تلك السبحة في قبري لتضيء لي عتمته. ضحكت أمي وتمنت لي طول العمر.

تراك الآن تتسائل لماذا أقص عليك تلك الحكاية. أمس كنت اقرأ في أحد كتب المتصوفة حيث مررت على سطر ذكر فيه أن قلب المحب كحبات السبحة الله ماسكها كل لمسة بنور وحب عندها تذكرت أمي وتذكرت سبحتها وترحمت عليها
ألا تتفق معي إنه لابد أن قلبها الآن يضيء لها عتمة قبرها.

الخميس، 13 ديسمبر 2012

كائن لا تحتمل خفته



هذا ليس ريفيو لتفنيد الرواية وما ورد بها من أفكار ولكنه بعض من الفقرات المقتبسة وبعض الإسقاطات


الأنظمة المجرمة لم ينشئها أناس مجرمون وإنما أناس متحمسون ومقتنعون بأنهم وجدوا الطريق الوحيد الذي يؤدي إلى الجنة ، فأخذوا يدافعون ببسالة عن هذا الطريق . ومن أجل هذا الطريق قاموا بإعدام الكثيرين ثم فيما بعد ذلك اصبح جليا وواضحا أن الجنة ليست موجودة وان المتحمسين كانوا اذاً مجرد سفاحين

# أي جمعة فيها شرعية وشريعة

كان بعضهم مغتبطين لأن تضخم الجبن يعمم سلوكهم الخاص ويرجع لهم الشرف المفقود.
/
وكان آخرون قد اعتادوا على أن يجدوا شرفهم امتيازا خاصا لا ينوون التخلي عنه مطلقا. لذلك فإنهم يكنون للجبناء محبة سرية. فلولاهم لما كانت شجاعتهم إلا مجرد جهد غير مجد وغير مثير للإعجاب


# الجزء الأول حزب الكنبة
# الجزء الثاني أخص بالذكر به(موقف عمرو موسى ووجوده في جبهة الإنقاذ الوطني حاليا)

كان فرانز يفكر في الصحافي الذي كان ينظم في براغ حملة تواقيع لإلتماس العفو للمساجين السياسيين. كان يعرف جيدا ان هذه الحملة لن تساعد المساجين فالهدف الحقيقي منها لم يكن تحرير المساجين وإنما التأكيد على انه لا يزال هناك اناس لا يهابون شيئا. كان العمل الذي يقوم به من باب العرض ولكن لم تكن في يده حيلة أخرى. إذ لم يكن مخيرا بين الفعل والعرض كان في يده خيار واحد : إما القيام بعرض أو عدم القيام بشيء.
ثمة ظروف يكون الإنسان "محكوما عليه" بأن يقوم بعرض. نضاله ضد السلطة الصامتة يشبه نضال فرقة مسرحية تستعد لمهاجمة الجيش


# شايفة فيها دور جبهة الإنقاذ الوطني

تحول قلق فرانز إلى غضب مسعور لأنه لم يعد في إستطاعته أن يتحمل رؤية قطبي الوجود البشري يقتربان إلى درجة التلامس إلى درجة أنه لم يعد هناك فرق بين النبيل والحقير ، بين الملاك والذبابة

# رؤية الثائر للواقع

الكيتش يُسيل دون انقطاع دمعتي ثائر
الدمعة الأولى تقول : ما أجمل أن يهرول صبية فوق مرجة
والدمعة الثانية تقول : ما أجمل ان تتأثر الإنسانية جمعاء لدى رؤية صبية يركضون على مرجة
وحدها الدمعة الثانية تجعل (الكيتش كيتشا) ذلك ان اخوة الناس جميعا لا يمكن ان تبنى إلا على اساس الكيتش


# المثال مضمونه واسع جدا حسسني بكم الإبتذال البشري في مواقف كتير لكن اسقاطي المباشر كان عن # الإتجار بدم الشهداء حاليا

السبت، 8 ديسمبر 2012

كلام فارغ بين عدة فواصل

تقف على العتبات ولا تجرؤ على الدخول حتى وإن اُذن لك) _ مقدمة

كل الكلمات بالنسبة لك باتت مستهلكة للغاية وللمرة الأولى تشعر ان اللغة محدودة فلا ايجاز وتكثيف يصيب المعنى فمازلت تشعر بأن لديك المزيد من التفاصيل وايضا سئمت حكاياك ، سئمت لغتك ، سئمت بَوحك  وبالرغم من ذلك ايضا فانت لست بصامت.

كيف يضيق المعنى هكذا ؟! لغتك التكرارية تسبب لك الصداع ، تجعلك تكره حتى احاديثك الداخلية. نفسك سئمت منك ما إن تبوح لها تتملل وتأبى أن تطيعك فتذهب بك بعيدا حيث النوم أو القراءة او إضاعة الوقت في مزيد من العبث.
فهي ترفض الركون إليك وترفض الإصغاء.

عندك الكثير من الأفكار المتطايرة لكن من العسير أن تقول جملة واحدة تامة مفيدة تريد قولها حقا. اصبحت عباراتك التامة لاتخرج إلا عند الضغط او الإنفعال كمن يُعذَّب ليقول ما يريد مُعّذِبه سماعه مدعيا انها الحقيقة.

نفسك يؤلمها أن تستسلم لك لأمر هو انها لا تريدك أن تعيدها مرة أخرى إلى الوراء. لا تريدك أن تستنزفها مرة أخرى لأنها بالفعل استنزفت بالكامل من قبل. هي تريد أن تتعافى ، لا تريدك أن ترتكب خطيئة الماضي . فكيف بها بعد أن تدربت جيدا ان تطلب منها الجلوس على دكة الإحتياط فقط للإنتظار وهي تعلم انها لن تشارك هذه المرة ايضا.


(ربما جلب الخواء السكون وربما كان كمن يقبض على الجمر)_فاصل أول

اللغة واسعة ولكن فيما تفيد سعتها إن كانت تكرارية ، ماذا يفيد أن تقول : نفذت / استهلكت / نضبت / استنزفت
وكلها تؤدي بك إلى نفس المعنى إنك اصبحت فارغ !

(عندما تضيق بك اللغة ابحث عن اذن جديدة للإصغاء)_فاصل ثانٍ

هل اللغة تصفنا أم نحن من نصفها ؟
وظيفتي الآن أن اهينها كما تمردت علي. سألغي كل ادوارها وسأتقمص الحالة وسأدفعها للوصف ، ستغريني بالعديد من الألفاظ والمترادفات وسيكون في النهاية المعنى واحد وبدوري سأقسو عليها بأني انا من أوجدت الحالة فستسميلني اكثر وتكتبني بعبارتها المُشَّكلة والمنمقة وسأبالغ في قسوتي واهين اللغة واهين الكلمات واهين نفسي وسيتكفل اللغويين بالإنتصار لها بقول كلمات مكررة مكررة على شاكلة اللغة هي الهوية / اللغة هي الإرث والتراث !

(إذا ضاقت عليك لغتك فستقتلك نفسك سئما)_فاصل ثالث

انت تتكلم حتى لا تتكلم .. قول عبقري لكن لعلك لم تلاحظ انه يهين اللغة . انا لاحظت ، فما فائدة اللغة ان تمنحنا كلمات اخرى في الوقت الذي نعني فيه كلمات بعينها ؟! .. عبث في عبث

(كن من انت حيث تكون واحمل عبء قلبك وحده)_فاصل ختامي_محمود درويش.

الأربعاء، 5 ديسمبر 2012

المباراة للأقوى .. قصة قصيرة

كل شيء اصبح جاهزا ليجعله يشعر بالراحة التامة لمدة ساعة ونصف. اعد الفشار والمشروبات ، جلس على الأريكة في استرخاء ، وضع أحد المساند وراء ظهره وحوط الآخر بذراعيه ، يستمع الآن إلى الأستوديو التحليلي قبل البدء. فجاة تظهر المباراة على الشاشة ، يتحمس كثيرا ، يشعر أن الحرارة بثت في جسده كله كما لو انه شارك اللاعبين الإحماء. يصفر الحكم ويبدأ الشوط الأول.

هو لا يحب الخسارة ، هدفه الأول دائما ان يحقق الفوز ، لا يرضى ابدا بالمركز الثاني. لذلك دائما ما يشجع الفريق الأقوى ويتعصب له شديدا ، ولا يتحرج إذا خسر فريقه أن يسبه ويلعنه ويتحول مباشرة إلى تشجيع الفريق الآخر.
" هكذا هو قانون الغابة ، البقاء للأقوى . وكذلك الإنسان ! "
يتقدم فريقه الآن ، يضغط بشكل مستمر ، عدد من الأهداف الضائعة ولكن لا بأس فلم يجرؤ أحد حتى الآن أن يقتحم شباك فريقه. تزداد المباراة حماسة وتعلو أصوات التشجيع ، إلتفاتة سريعة وتسديدة قوية وها هو الهدف المرتقب.
تهتز المدرجات بالصياح والتصفيق ولكن يعلن الحكم إنه هدف لا يُحتَسب. ترتفع الإحتجاجات من اللاعبين والمشجعين. تشابك بالأيدي ، يتطور الأمر بشكل سريع ، ينزل الجمهور الملعب في أحداث شغب وعنف ، تتوقف المباراة لحين السيطرة على الوضع.

حدث هذا الأمر من قبل مازال يذكره جليا. لم يكن عنف اعتيادي بل غدر ممنهج. من لا يذكر احداث مباراة فريقي المصري والأهلي ! هجوم البلطجية على المشجعين في المدرجات ، قتل هنا وهناك وقذف من أعلى ليتساقطوا واحد تلو الآخر. بوابات الخروج ملحومة والشرطة تقف تشاهد كل ما يحدث ولا يسري في عروقها غير الدم البارد.
شباب لم يتجاوز سن العشرين في الغالب. كل ما فعلوه انهم اتوا لتشجيع فريقهم ولم يعودوا ابدا إلى ديارهم تحملهم أقدامهم.
شباب شارك في الثورة ولم تكن لهم طموحات وأحلام كبيرة قبل ذلك ولكن بعد ما عايشوه يكاد يجزم ان كل واحد منهم قُتل وبداخله حلم يثق تمام الثقة في تحقيقه. شباب تم حصدهم حصدا وحصد معهم الحلم والأمل والبراءة.

حدث هز جميع الوساط وقتئذ ولكنه يذكر كلمات المشير طنطاوي جيدا _ قائد المجلس الأعلى للقوات المسلحة حينها الذي كان يدير البلاد في الفترة الإنتقالية _ وقف يقول في وسائل الإعلام : " عادي بتحصل في اي بلد في العالم ، اللي عمل كده ناس من الشعب ساكتين عليهم ليه ، الكل لازم يشارك "
كلماته رنت في اذنه طويلا. هو كان ضمن الكثيرين الذين رددوا هتاف الجيش والشعب ايد واحدة في حين ردد آخرون يسقط حكم العسكر . كان يرى أن المجلس العسكري خير أمين على البلاد  وهو من سيحقق الإستقرار. البقاء للأقوى !
ومن أقوى من المجلس العسكري يقود دفة الأمور ويعيد الأمن مرة أخرى.
هذا التعقيب على الأحداث يكاد ينطق الحجر ، لم يشعر بنفسه حينها عندما وقف أمام التلفزيون يسب المشير وكل قادة المجلس العسكري ويترحم على الشهداء ويردد يسقط حكم العسكر يسقط حكم ولاد ال ....  .

احداث لا تقتلع ابدا من ذاكرته. وعد نفسه بعدها ألا يشاهد أي مباراة ولا يتعصب لمثل هذا الهراء. فكيف لكرة تتقاذف هنا وهناك أن تكون ملطخة بالدماء ؟!
يتم إذاعة المباراة مرة أخرى بعد السيطرة على الوضع ، لا يوجد قتلى ، لا يوجد جرحى ، بعض من الفوضى فقط.
" هذا لا يحدث في أي بلد آخر يا سيادة المشير " ردد ساخرا. يحدث تغير جذري في أحداث المباراة ويتقدم الفريق الآخر بهدفين. تنتهي المباراة بنفس التقدم للفريق الآخر. يرجع إلى الخلف قليلا لمزيد من الإسترخاء.
 يقول : " لا بأس ، فهو يستحق الفوز ، إنه كان الأقوى . "