الخميس، 29 ديسمبر 2011

يوم جديد .. قصة قصيرة

ما الجديد في هذا اليوم؟  يسأل نفسه عند استيقاظه صباحاً ذاهباً الى عمله، يمشي في نفس الطريق، يرى نفس الاشخاص، يلقي عليهم التحية بابتسامة فاترة ويردون عليه بنفس التحية والسؤال عن احواله، نفس الضيق الذي يصيبه من الاجابة بانه على ما يرام مع انه يدري انهم لا يهمهم امره في شيء ولا يريدون سماع جواب غير ذلك ولن يستعموا اليه اذا شكى لهم او تبرم من سوء المعيشة وغلاء الاسعار ومصاريف الاولاد وطلبات الزوجة التي لا تنتهي ومرض امه وما سيلقاه  عندما يعنفه مديره على تأخيره ويخبره ان هذه هي المرة الاخيرة فعليه ان يجد حل لتلك المشكلة ويجيبه بنفس الاجابة المحفوظة بأنه يسكن بعيدا عن مكان العمل والراتب ضئيل لكي يجد وسيلة دائمة تأتي به الى العمل كل يوم في نفس الموعد، فهو لا يجد غير رجله التي تحمله اينما ذهب والتي بدأت تتبرم هي الأخرى من طول المسافة التي يقطعها يومياً ذهاباً واياباً وما يعانيه من آلآم في العظام ولكن عليه ان يتحمل لأن هذا هو العمل الوحيد المتوافر لديه ليقتات معاشه ويوفر احتياجات اسرته الضرورية.

 لن يستمعوا اليه اذا اخبرهم عن زملائه في العمل هؤلاء المرضى الذين يتباهون بملابسهم الجديدة ذات الماركات العالمية وسياراتهم الفاخرة وسهراتهم الممتعة وفي نفس الوقت مازالوا يتمسكون بهذا العمل الذي يدر مال ضئيل هم ليسوا في حاجة اليه ولكن يحتاجه الكثيرون غيرهم ممن يشبهونه او اقل منه بكثير!
وهاهو يؤدي نفس العمل كل يوم بنفس الاوراق ونفس التوقيع عليها من مديره وايصال كل واحدة الى أصحابها.وحين تحين ساعة الانتهاء يتأخر قليلاً عن زملائه لكي يحسر ما طلبته منه زوجته من مستلزمات البيت وما طلبه الاولاد من ادوات دراسية والدواء الذي سيشتريه لأمه وينهي عمليته الحسابية بنفس التنهيدة المصحوبة بالالم والحسرة.

يعود الى البيت في الموعد المحدد، يتناول الغذاء، يقرأ الجريدة التي تجرعه المزيد من الضيق عندما يقرأ عن عدد القتلى جراء انهيار مبنى جديد تعمد صاحبه ان يوفر من سعر مواد البناء ليُحَصِل مزيداً من الربح دون ادنى تفكير منه في ارواح هؤلاء أو ما عانوه من اجل الحصول على شقة في تلك البناية الجدية ليبداوا حياة جديدة وها هم يدفعوا الثمن ارواحهم.ويقرأ عن ارتفاع الاسعار ويشكوا لنفسه كيف سيُكمل الشهر بذلك المرتب الضئيل الذي لا يزيد في مقابلة تلك الزيادة.ويقرأ عن انتحار تلك الفتاة التي تكبر ابنته بسنة واحدة بعد ان فشلت في اداء امتحان مادة الكيمياء.
يطوي الجريدة ويشعل التلفاز، يتنقل بين القنوات، اذا بمذيعة تستضيف احد المسئولين الذي يؤكد ان المواطن محدود الدخل هو اولوية الحكومة الجديدة ورفع مستوى معيشته هو الاساس. يدير القناة اذا بأحد الشيوخ يتحدث عن جواز ام بطلان الوضوء اذا مسحت على رأسك كلها أم مقدمتها فقط؟يدير القناة فاذا بنشرة الاخبار باللغة الانجليزية. يغلق التلفاز ويذهب الى النوم !

ينظر في ساعته انها السابعة
يردد قائلاً : لن اذهب اليوم الى العمل وسأنام الى ساعة متأخرة
يدير وجهه الى اعلى رافعاً صوته غاضباً " يارب اما ان تبعث اليوم اليّ برزقي او فليكن الموت

الاثنين، 19 ديسمبر 2011

دون ان اصبح حجر !

احساس عام ممكن اقول اتزان بس ما اعرفش،
هي حالة كده مش عارفة اصنفها واللغة حالياً مش مساعداني الاقي كلمة مناسبة توصفها
ممكن اوصفها،
هدوء وصفاء يشوبهما القلق و الترقب

حالة من الملل يتبعها حالة من اللا انتظار
نظرات زاهدة تدل على الاكتفاء او ربما النضج المبالغ فيه
حالة من الانشغال و ضيق الوقت.
_________________

مستغربة حالتي جداً لأن دي اول مرة احس اني فعلاً لنفسي وبنفسي، زاهدة عن الدنيا كلها حتى اقرب الاصحاب.
ما فيش حاجة بتفرق معايا نهائي
احساس بالامبالاة و الضجر من الامور الاعتيادية و الحوارات الاعتادية حتى الضحكات والدموع الاعتيادية.
لا يستفزني اي شيء انساني لا اتعاطف معه، اشعر كما لو انه مصطنع.
مزيداً من التمركز حول الذات مع بعض من الانانية و الوحدة.
حتى هذه التدوينة ليست بدافع التفريغ كالمعتاد ولكن بدافع الكتابة فقط !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المقلق في الموضوع بالنسبالي مش كرهي للحالة دي، بس لاستمرارها لفترة ما كنتش اتوقعها،
كنت مفكراها ظاهرة عرضية بس طلعت العكس وطولت حبتين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

محمود درويش بيحب يلخص ويجيب من الآخر/
"قلبي ليس لى ...
ولا لأحد.
لقد استقل َّ عنى 
دون أن يصبح حجراً."
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المهم انا بسأل نفسي دلوقتي

انا امتى كبرت اوي كده ؟!

الخميس، 15 ديسمبر 2011

فكر شوية ؟

تخيل/ي ان ممكن يكون في حد فعلياً بيفكر فيك/ي في نفس اللحظة دي دلوقتي وانت/ي ماتعرفش
!
حياة عبثية فعلاً اننا لا نملك كل الادراك
ولكن ماذا عن التخاطر هل هو جزء من الادراك المبهم الذي يمتلكه البعض فقط؟
 هامش:
بالرغم من ان ادراكنا منقوص بعضنا يمتلك مرحلة متقدمة من الادراك !

فكر شوية