الجمعة، 21 يناير 2011

أكتب كما لم أكتب من قبل

أكتب كما لم أكتب من قبل لأني هذه المرة سأمتلك الجرأة لأخط حدث بالفعل.
انا في مواجهة الكلمات، لعلها تنويه عن أحداث حدثت مؤخراً، لكن الأحداث لا تنتهي بانتهائها الزمني فهي تنتهي عندما نريد نحن ذلك فقط.

ربما الحديث عنها لا يعطيها تلك الأهمية في تأثرنا بها ولكن تكمن أهميتها بما احدثته داخلنا _نحن ولا أحد غيرنا_ و لهذا فانا مؤمنة أشد الايمان بأن أشد أوجاعنا وأفراحنا هي التي لا يمكن الثرثرة عنها.

كم استفزتني رواية أحلام مستغانمي " ذاكرة الجسد " لأكتب، فبحديثها عن الذاكرة والنبش في الذكريات استفز ما بي من ألم ليثور علي رغبةً منه في تخليد ذكره.
لم يشأ ان يمر بسلام كغيره، أبى ان يتركني بلا ذكريات !

في كل محاولة لتجاهله والعبث به يعتصر قلبي ويزيد الغصة ليحفر مكانه في فترة من عمري ليصبح كعنوان لطريق لا يمكن أن تذكر تلك الفترة بدون أن يكون هو أول ما يقفز الى ذهني مبتسماً معلناً انسانيتي !!

ما أوجع الذكريات الأليمة التي تعيدنا للحدث كما لو انه مازال يحدث، يترائى رؤية العين ولكن في المخيلة.
فهو يتجسد ويتوحد ويؤلم ألمه الأول بدون رحمة وبدون أدنى اعتبار لمرور الزمن !

دائماً اكثر الذكريات ألماً هي أكثر الذكريات التي شعرنا فيها بالظلم او بتآمر القدر علينا.
ولكن ماذا عن الذكريات التي لم يظلمنا فيها أحد بل ظلمنا انفسنا؟
ماذا عن الذكريات التي تشكلت من حماقاتنا؟
ماذا عن الألم النابع من مطاردة الحقيقة بالوهم، النابع من وأد الواقع بقيم لا تصلح أن تكون الا في عالم آخر لم يكتب له الخلق بعد؟
ماذا عن ألم لا يتجســـــــــــد الا بالكلمــــــــــــــات ؟؟!!

ما أشد ذلك الواقع الذي يأبى اعطائنا فترة وجيزة لرثاء انفسنا و الحزن قليلاً.

كم انا ع قدر من الغباء في محاولتي لتخليد رموز اكتسبت قيمتها من ضعفي،
وكم هي ايضاً ع قدر اكبر من الغباء لكي يحطموا صورهم و رموزهم بالتلاعب و الاستهانة بذلك الضعف.

لعله لم يكن ضعف، لعله كان انبهار ، وبتعدد الرموز وتشابهها اندثرت حدة الانبهار لتخلق رمز جديد وهو " انا "، انهيار تلك الرموز أكد صوابي، أكد اني لا احتاج ان اصبح بمثل أعمارهم لكي أجني مجد زائف، اكد اني في مثل ذلك العمر استطيع ان اكون " انا فقط " ، ألا يعد اكتشافي لذاتي رمـــــــــــز  !!

من عاداتي لاتخلص من لحظات الانكسار هي النوم بشراهة لعجزي عن التفرد بتلك اللحظات الخاصة ...
لكني لن انام ولن اعجز بل ساتوقف لأحترم حزني، لأحترم آدميتي، لأحترم لحظة ضعف ستمنحني القوة فيما بعد.


أكتب لأرتــــاح، أكتب لأفرغ مني، فالكتابة تهون الجرح، تضعنا في مواجهة مع أنفسنا، نتحول من كاتب الى قارئ
فيتحول معه ذلك الألم الى فخر باخراج كل ذلك القدر من الواقعية.

فدائماً اكثر لحظات الألم هي أصدق لحظات التعبير !!

السبت، 15 يناير 2011

القرية المهجورة - قصة قصيرة 1/4/2010

تناقلت الحكاوي جيل يتبعه جيل عن تلك القرية المهجورة، و لم يبقى من حقائق عن تلك القرية غير تلك الحكاوي التي حرص كل جد على تسليمها لابنائه كما لو كانت وصيته التي يتركها للاجيال القادمة،
ولكن هل تكشف تلك الحكاوي عن ما كان من حقيقة تلك القرية المهجورة ؟!

- الحاج محمد رجل بسيط لم يهتم من تلك الدنيا الا بثلاثة اشياء، حرفته -صناعة السلال من الخوص - و انجاب الابناء و طبعا ميراث ابوه و اجداده من الحكاوي.
اما عن عٌمر حاج محمد فهو لا يدري عنه شيئا غير انه عايش من زمان و سيعيش ما قٌدر له ان يعيش.
لديه من الابناء خمسة عشر و مما لا شك فيه ان ابنه الاصغر " سليم " هو المقرب الى قلبه نظرا لصغر سنه و انه آخر العنقود.
اما عن سليم فكان هادئ بطبعه, حنون, دائم الخلوة الى نفسه, كثير التساؤل لا تغيب عنه شاردة او واردة.
و لصغر سن سليم كان دائما يؤجل الحاج محمد سرد حكاية القرية المهجورة خوفا على ابنه،
اما الان فقد اشتد سليم و صار رجلا ، كما ان الحاج محمد اصابه الوهن و امتلات راسه بالمخاوف من ان يترك الدنيا بدون ان يسلم ميراثه لسليم كبقية اخوته،
فأسرع الى سليم و كأنه يسارع الزمن

- سليم.. اشعر بان الاجل يداهمني و لا امتلك مال او جاه تتوارثه بعدي بل انني حرصت في حياتي على الا اجمع المال او اكون ذات شان لان كله الى الزوال و لكن لن يبقى غير ميراثنا الذي طالما حرص كل منا منذ عهد اجدادك على توريثه لابناءه !
فلتصغي الي.........
سأحكي لك من اسرار تلك القرية المهجورة التي طالما سألتني بل و الححت علي في صغرك ان تعرف عنها و لكني كنت ارفض لانه لم يكن قد حان الوقت بعد.
اما الان فقد كبرت وبلغت من الحكمة لتقبل ما سأقوله لك:

- يحكى انه من قديم قديم الازل كانت تلك القرية يقطنها الجان و اقاموا مملكتهم بها الى انه في احد الايام لا يدري احد عنه شئ او في اي تاريخ كان جاء الى تلك القرية رجل غريب لانعرف عنه شئ ولكن فيما يحكى انه كان شديد البنية، ثاقب النظرة، له من الهيئة ما يهابه البشر!
ادعى انه لديه من العلم الغيبي ما يسخر تلك الجان و ليس ذلك فقط بل وما يؤرقهم في صحوهم وغفوتهم !!!
فهابته الجن وعقد معهم معاهدة ينص فيها ان يتركوه لشأنه يعيش في هدوء على ارضهم مقابل ان لا يمسهم سوء .
وظلت تلك المعاهدة طويلا لم ينكث كلا من الطرفين بعهده،، الى ان جاء اليوم المشؤم في تاريخ الجان حيث تطاول احدهم على ارض ذلك الرجل . وهنا ثارت ثورته و في تلك اللحظة تمنوا لو تخسف بهم الارض و لكن امنيتهم لم تلبث الا ان اصبحت حقيقة فقد صب عليهم ذلك الرجل لعنته اذ قبعوا في مكان ما من تلك الارض اسرى خوفهم و يهاب كل واحد منهم الخروج .

ومرت القرون ، و سأم الجان خوفهم فأرسلوا احدهم يتطلع ماذا حدث.
فلم يجد شئ بل كانت الارض كما هي و كأن شئ لم يكن ولم يبقى من اثر ذلك الرجل شئ
و تساءل الجان فيما بينهم تٌرى اين ذهب؟ وماذا حل به؟ وماذا عن امرنا؟ !!
وبعد فترة وجيزة اطمأن الجن لخلو المكان وما ان خرجوا حتى قرروا الانتقام من بني البشر.
فاثاروا الخوف والفزع في كل القرى المحيطة، تمثلوا للصبية في العابهم، جسدوا مخاوف الاقوياء امام اعينهم ، عملوا على التفرقة بين المرء و زوجه، الى ان اصبحت تلك القرية ارض اللعنة الابدية !

- ومرت القرون طويلا طويلا وتتوالى الاجيال و تتعاقب الحكاوي ولكن لم يجرأ احد قط على دخول تلك القرية خوفا من اثارة سخط الجان عليهم .

- و انا الان يا بني قد اعطيتك كل ما حفظته و وصيتي اليك ان تنقله الى ابنائك كما ورثتَه لك.

- ترك الاب سليم في تساؤلاته حائرا

تٌرى أتسكن الجان حقا تلك الارض؟؟!
و لماذا لم تمسسنا حتى يومنا هذا بسوء؟؟!
و ترى من ذلك الرجل الذي هابته الجان؟؟!

فكر طويلا.............................. ثم تمتم لنفسه قائلا:

حقا انها لحكاية لو اطلعت عليها الجان لتبرأت منها.

مش مجنون 27/10/2010

لا حزني عارف يملكني
و لا فرحي مفعوله شديد
وانا بين ده و ده
حيران و غلبان و عبيط

لا عارف اشكي ولا احكي
و لا حتى ابكي و الوم
لا انا ساخط و لا كاره
و لا حتى مجنون

لا عارف احكي و ابوح
ولا عارف اكتم في قلبي و انوح

ان قلت مش شكية
و لا عايز حل
و لا عامل قضية

انا بس عايز احكي
و افضفض بكلمتين
يمكن من جوايا استريح
و اعرف اناملي ساعتين

لا انا عايز تعصرلي مخك
و لا تحللني نفسيا
و لا تقولي زيك كتير
و الدنيا هي هي

انا عايز ايد تطبطب
ايد تخفف
ايد تشيل من ع كتفي شوية

يمكن ما عنديش هم كتير
و لا مشكلتي بالشئ العسير
بس كلمة انا معاك
اكيد بتريح