الاونة الاخيرة تشهد محاولات لمد التيار الديني بشكل غير طبيعي كما يشهد اتجاه شامل لأسلمة المجتمع بمعنى تحقيق اسلام صوري يفتقد روح الاسلام الحقة
ومن المعروف انه من الفرائض الدينية التي تراعيها المرأة المسلمة هو الحجاب واصبح هذه الايام ايضا النقاب وان كان فرض عند بعض الطوائف الدينية منهم ( السلف) بالتأكيد.
اختلفت مظاهر الحجاب و اشكالها وكثرت الفتاوى تجاهها حتى استرجعوا بعض الربطات للاصل اليهودي !!
ولكن هذا ليس بموضوعي فما استوقفني هو سؤال والردود عليه فكان السؤال بالصيغة التالية:
ما رأيك في الفتاة المحجبة والغير محجبة؟ وايهما تفضل؟؟
فهناك من اختار المحجبة
وهناك من قال انه ليس بالضرورة فالجيد والسئ موجود في كليهما
اما عن الغير محجبة فاعتقد قلة اختيارها تعود لغير المحجبات !
من هنا ابدأ...اننا لا نعيش كأفراد منفصلين بل في صيغة مجتمعية وكانسان يعول نفسه ، يتحمل مسئوليته ، مدرك جيدا حقوقه وواجباته اذا فهو ايضا حر في اختياراته.
فعند مخاطبة عقول واعية تعرف اختياراتها ودوافعها وما هي مقبلة عليه فلها ملئ حريتها لترتديه ان شاءت او لا ترتديه ان شاءت ايضا
ولا اتحدث هنا عن الزامية الحجاب او النقاب كفرض ديني ولكن كسلوك اشخاص.
عندما تتغير الدوافع والسلوكيات وتوجه توجيها لمنطقة ان جادلت فيها لا تجد مفر مهما استشهدت
وتصبح النظرة كالاتي:
الحجاب (مظهر خارجي) هو : رمز العفة والستر والطهر والصيانة والحفظ للفتاة
الغير محجبة (مظهر خارجي) هو : رمز الميوعة والخروج عن التعاليم وعدم الالتزام كما وصلت لادانتها ايضا بخروجها بمثل تلك الهيئة كمثيرة للفتن و محركة للغرائز بل ووسيلة لعرض جسدها ليفترسها الاخرون.
عندما تصبح الدعاية للحجاب كتلك:
أهذه نظرة الاسلام للفتاة؟ أاصبح الحجاب هو ختم الاسلام للمرأة بالعفة ودونه هو عدم هداية وطرد من رحمة الله؟!
ألخصت كل مشاكل المجتمع الاساسية ( من الفقر والبطالة وارتفاع مستوى المعيشة والجهل )في اننا لا نستطيع ان نمنعهم ولكن نستطيع ان نصون انفسنا؟!
تركنا كل ما يمثله الانسان كانسان كقيمة بشرية عقل مفكر ولسان ناطق ووسط متفاعل وقمنا بتغليفه كالمصاصة لحمايته من الذباب!!!
عندما اعلن وزير التعليم العالي حرم الفتيات مرتديات النقاب من اداء الامتحانات طالما يرتديهن وذلك للحرص ع عدم الغش وعدم استخدامه في اساليب غير مشروعة وما فعلوه بعد ذلك من وقفات ومظاهرات وتنديد ومطالبتهم بالحرية الشخصية!
وهذا التعبير ما استوقفني عنده
من حقها ارتداء ما شاءت وهذا صحيح ولكن لماذا أعدته حرية شخصية؟
كونه مخالف وممنوع اذا حرية شخصية لغاية في نفسها كشعورها بالراحة، مزيد من الثقة بالذات، حرية اكثر في التعامل مع الاخرين كما ترى حيث باختبائها لن يراها الناس! اي كانت الغاية فان تجلب عليها النفع ولا ضرر فانا معها قلبا وقالبا
ولكن الحرية الشخصية ما هي الا حرية فردية بمعنى وجدت غايتي في تلك فلافعلها لنفسي وبمفردي وبدون ضرر
ولكن عندما يصبح مرتدوه ممثلي العفة والطهارة وتتغير وجهة النظر من حالات فردية الى حالات تفشي كله يدعو الله ليصبح مثلهم اعتقادا ان هذا عصمة وحماية.
عندما نراهم ندعي الله لهم بالتثبيت ونرى غيرهم ندعو لهم بالهداية
فأين تلك الحرية الشخصية!!
عندما تفرض علينا ملابسنا الالتزام بسلوكيات معينة فقط لاننا نرتديها فاننا اذا ع وشك كارثة، فاصبحت تصنعنا ملابسنا بدلا من صنعنا لها لتشكل قالبنا الخارجي بالشكل الذي يروق لنا
اما اصلنا من السلوكيات والاخلاقيات والتعاليم فهو لايتغير سواء اذا ارتدينا ملابس او لم نرتدي.
عندما يحتم علينا التعامل معهم بان نبدأ وننهي اللقاء بالسلام عليكم لاخذ الاجر والثواب،
والحديث معهم لابد ان يؤدي الى الاجر والثواب واحساسهم بالفخر انهم اخذوا ثواب بسببنا واننا اخذنا ثواب مقابل بسببهم ايضا!!
وعن ذلك الشعور بالتقصير ايضا ومدى فخرنا بهم لتمسكهم بذلك المظهر برغم الانتقادات ( اللهم ثبتهم انهم ع الايمان حق؟؟!!)
من اعطى لهم تلك الرخصة؟؟
الحرية الشخصية اذا امتثل بها مجموعة فهذا يعد فكر خاص بجماعة معينة لانه ميز شريحة معينة اذا لا تعد حرية شخصية.
لذلك ارجوهم ان لا يختأبوا خلف المظهر الذي اختلقوه لانفسهم وليحدثوني كانسان مثلي مثلهن
فكما يقولون ربي الله فاني اقول ربي الله والله اعلم بحال اللسانين