الثلاثاء، 21 فبراير 2012

دوران



- اطلع برا الدايرة
انا بساعدك، خد ايدي
ويلا نلف في الحلقة

- هنفضل ندور جواها
وبردو هنفضل جوا الدايرة

- هي دي الفكرة!
انا هطلعك برا الدايرة
لما اعلمك
انك تبطل لف في حلقة فارغة

- مش فاهم
- اتحرر
- مش عارف
- اتحرر !
- ازاي؟
- ارمي عنك اي تعب
- مافيش حاجة معينة !
- مش قولتلك اتحرر
- مش عارف اركز

- بص جواك كويس
ايه اللي تعبك؟
- حاسس بالغربة
الدنيا دي صعبة

- ركز واتحرر
- ألِف اكتر ؟
- شكلك بدأت توصل !
ونلف اكتر ..
- شايف شريط الالم بيمر قدامي
- ركز اكتر،
اغفر اكتر،
سامح اكتر،
اتحرر اكتر ...
- ونلف اكتر ؟
- لغاية السكينة ما تسكن قلبك
- العلة أصعب !
- الشوق أصعب وأصعب
- شكلي لسه ما وصلتش !

- لِف اكتر ...
لما توصل هتزهد
مش هتزهد غير بالتخلي
سيب كل حاجة وأي حاجة
وازهد ...
وسع بصيرتك
حواسك أبعد من الحواس
هي حقيقة واحدة
الشوق اليه
هتفني نفسك عشانه
ممكن هتهلك دون الاجابة
بس اتأكد
في يوم هيخصك باسمك ..

الأحد، 19 فبراير 2012

وهل كل منا كان عليه ان يصنع مأساته الخاصة ؟!

هل نسيء الى احد؟ هل نسيء الى بلد؟ لو اصبنا ولو مرة من بعيد برذاذ الفرح ؟!
محمود درويش
هذا السؤال شعرت كما لو ان درويش يطرحه على استحياء، هل نسيء الى احد/ بلد بالفعل ؟!
...
واهم من تصور ان من يفرح بالاشياء الصغيرة على بساطتها الا يحزن على مثيلاتها
فليس من الضروري ان يكون في حياتك وجع مفجع او حادثة مهولة لتبرر حزنك
كما انه ايضا من السذاجة ان ترفض استقبال الفرح وطور النسيان المؤقت حدادا على حزنك ومؤازرة له !
... 
هل سبق لك ان تعمقت في نفسك لدرجة تخيلك لحركة اعضائك الداخلية كالقلب والمعدة والامعاء وتخيلك مرور الدم اليها وفجأة تملكك احساس انك شيء جامد اشبه بدمية بلاستيكية بلا ادنى شعور لا تملك من امرها شيء او لها وظيفة وكل ما حولك فراغ !
 ... 
هل سبق وتعمقت في ان البشرية استنزفت كامل المشاعر والكلمات وان كافة التعبيرات البشرية تدور حول نفس المعاني التي بليت من كثرة الاستهلاك !
 ..
.هل سبق وارهقك التفكير في استمرارية الدورة البشرية وتكرار نفس التجربة ! 
... 
هل سبق وشعرت بمدى محدودية جسدك في ان يحتوي تلك الروح التي تطوق الى التحرر والانطلاق والتمرد!
 ...

الصراع بين المادي والروحاني
بين الاستهلاك والزهد
بين استنزاف كامل المشاعر الانسانية في جميع المواقف
...
اذا تركنا لأنفسنا العنان لسيطرة شعور ما علينا سيصيبنا الخجل من الاستمرارية على هذا المنوال لادراكنا المبالغة التي نقترفها
لأننا بكل بساطة لا نمتلك الشعور المجرد الخالص بمفرده
اننا ذواتنا (مركبة)
 .. لا نفعل بدون هدف
.. لا نشعر بدون مؤثر
.. ان اصابتنا الوحدة حدقنا في الفراغ

دائرة انفسنا المفرغة لن تأخذنا لاكتشاف المجهول
فالحل الامثل هو الصدق مع الذات
فصدقنا مع انفسنا سيجعلنا ندرك المفارقة بين المبالغة في صنع المأساة
 ومدى طوقنا للتخلص منها حتى نمتزج بحب الحياة

الأحد، 5 فبراير 2012

مخلفات نفسية (4) ..

عن اشياء لا تهم احد سواي ...
عن اشياء تنخر بداخلي كما السوس في الخشب ...
اوقات اعتادها، واوقات كهذه تصير مؤلمة اشد الايلام ...
انا لا اعتادها، لكن ما حولي هو ما يدفعني لتجاهلها دفعا ...
اشياء يعوقني عن الانفراد بها امور عليّ القيام بها، كما انها هي الاخرى تعيقني عن اداء ما وكل الي.

احداث جلل تتعرض لها لكن لا شيء يحدث غير ان الايام تسلمها لبعضها البعض اما في رتابة واعتياد او بحذر بركان كامن على وشك الانفجار، لا تدري التوقيت تماما لكن المؤشرات تنبهك انه عما قريب.
تترقب في وجل، لكن ليس لديك شيء تفعله لمنعها "قلة حيلة" او ربما تترجى الوقت ان يعجل بها فقد اعياك الخوف من انتظارها !

تحدث على مرأى ومسمع منك، تجتاحك، تنتزع كامل ايمانك لتترك سخط عارم واحساس تام بالعجز.
لم اجرب قط العجز الجسماني-ولله الحمد- لكني اعي تماما كيف يكون مثيله تماما عندما يصيب النفس !
فان كان مداواة الاولى بالصبر فالاخير ايضا مداواته بالصبر. ربما لأنك تدرك ان مرور الايام ينسي، لكن النسيان ليست هي الكلمة المناسبة لك. مرور الايام يجعلك تتجاهلها وتعتادها، هذا هو كل شيء.
تكرارها يهزك لكنك هذه المرة تتوقف عن الثرثرة عنها فلقد اكتسبت مهارة التعامل معها من سابقتها.

اسوأ شعور بالحزن هو ذلك (الحزن البارد) !!
تشعر بهدوء وسكون يصاحب انفجار، لا تسألني كيف يجتمع الاضداد في شعور واحد؟
انا ايضا لا ادري، لن تعرفه الا اذا جربته .
انها ليست لحظة غضب تجتاحك وتعبر عنها هي اشبه بسخط على كل شيء، كل شيء بالفعل
سخط على نفسك، المقربين، اقرب المقربين، حتى الاشياء الجامدة !!

ذلك الجزء المؤلم الذي يعتصرك من الداخل ويتحرك معك اينما ذهبت لكنه لا يظهر الا عند انفرادك بنفسك
في البدء كان ليلاَ لكن الآن في اي وقت واي مكان حتى لو اجتمع حولك الكثيرين اصبح يكفي لايقاظه مجرد نظرة شاردة !

مرور الايام حفر تلك الهوة التي يقبع فيها الخوف...
بات يلازمك عدم الاطمئنان والقلق، ترجو بتوسل ان تظهر تلك اليد التي تربد عليك بحنان لا يحركها شيء غير خوفها عليك انت، انت فقط ...

حتى البكاء بات ترف لم يعد في متناولك..
تلك الدمعة العصية التي تترقرق في عينك لكن لا تذرفها ابدا حتى لو اجبرت نفسك على ذرفها لتهدأ تجدها فقط تتلاشى !!

ها انت وحيد، اختيارا واجبارا، وللمرة الثانية يجتمع الاضداد
فانت لا تجيد الحديث
كما ان لغتك لا تساعدك
ولا احد سيصيب الهدف في فهمك
وانت من الاساس موقن ان ألمك من حقك وحدك وانك تجبر غيرك على سماعك.

متى اصبحت امتص الصدمات هكذا؟
لا اعرف !
انا لا اتفاعل مع الصدمة في وقتها
ابدو باردة تماما، لأني بالفعل لا ادركها لحظتها حتى ولو مفجعة
لكني اخزنها، اخزنها في ذاكرتي البصرية والسمعية والحسية
لأجد نفسي بعد عدة ايام لا استطيع حتى ان انهض من فراشي من هول الصدمة !!
ان سئلت عن احوالي كما لو ان احدهم ضغط على زرار تشغيل الاحداث
اجيب عادي، تمام، الحمدلله..لكن بداخلي اتوسل الدموع  الا تخذلني ...
كم اكره احساس الشفقة وان كان لفظ مزعج فقل المواساة ...

لماذا تثير بداخلي كلمة (الحنين) احساس موجع؟
لأني دائما في طريقي انتظر واترقب ماذا سأفقد ...
هل سأفقد احد ممن احب؟ ام هم من سيفقدوني !