الجمعة، 30 سبتمبر 2011

مخلفات نفسية (2)

لو الدنيا علمتني حاجة حلوة وقصادها اكره حاجة وحشة، فهي علمتني ان اد ايه الكذب شيء مقرف وبيضيع معاه الثقة واننا بنكذب طول الوقت حتى لو مش عارفين اننا بنكذب او بنكذب غصب عننا بس بنفضل نكذب ونكذب ونكذب . . . .

اما بقى الحاجة الوحشة اللي بكرها فهي خلتني اكره اللف و الدوران، بحب الصراحة وما بحبش الالغاز ولا التلميحات وكرهت التاويلات والتفسيرات لو عندك حاجة واجه ع طول.
. . . . . .

اول يوم انزل فيه عندنا في مستشفى رشيد العام عشان اتدرب ( حسيت اوي اليوم ده ربنا مقدرلي اني اشوف فيه خالي قبل ما يموت ).
ماما كلمتني في التليفون اني اجي اديه حقنة وريد
قلتلها بخاف
سألتها هو تعبان اوي
قالتلي ايواا
قلتلها هخلص وهاجي اطمن عليه
فعلاً رحت وكانوا بيحاولوا يفوقوه ويخلوه يتكلم 
دي كانت آخر مرة شفته فيها قبل ما ينقلوه مستشفى دمنهور ويروح في غيبوبة طول الاسبوع ويوافيه الاجل ليلة الجمعة.

بفكر في اليوم اللي رحت فيه المستشفى وبقول لو كنت قعدت في البيت اليوم ده وماكنتش نزلت اكيد ماكنتش هروح معاهم ولا كنت هشوفه كنت هقعد استنى اختي تيجي من المدرسة عشان احضرلها الفطار واخد بالي من البيت.

بحمد ربنا انه كان مقدرلي كده وده اللي صبرني شوية مع اني مش قادرة اسامح نفسي اننا ماكناش بنزوره كتير. دلوقتي بتمنى لو كان عايش كنت بينت له اد ايه اني بحبه واد ايه هو غالي عليا بس للاسف ما بندركش كده غير لما اللي بنحبهم نفقدهم وساعتها بنندم اوي.

صعبان عليا اوي اننا نقصنا واحد واني مش هشوفه تاني واني لو اتسألت عليه بعد كده هقول الله يرحمه.
مش قادرة اتخيل فراقه " فعلاً صعب " ودايماً صورته في بالي.
اد ايه كان فرحان بيا وفخور اني في كلية الطب وكان دايماً يقول للدكاترة اللي بيعالجوه انا بنت اختي دكتورة برضو.
الله يرحمك يا خالي ويغفرلك ويسامحك ويجعل مثواك الجنة وتسامحني لأني معرفتش اد ايه انت غالي عليا غير لما فقدتك.
                                                                                 تاريخ الوفاة : 23 سبتمبر 2011
. . . . . .

المصائب لا تأتي فرادى بل تأتي كتائب
والله انا حاسة اني نسيت الضحكة اللي من القلب الابتسامة بقت مجرد انفراجة شفتين و الراحة من الحزن ماهي الا عبارة عن مجرد تضييع الوقت !
. . . . . .

احساس بالغضب من الدنيا شديد وعايزة اقولها بكل قسوة :

" اييييييه بقى ماالك مش هتفرجيها علينا شوية انا تعبت وطهقت وزهقتيني في عيشتي خلااااااااص "

انا دايماً عندي تصالح مع الدنيا حتى وقت الكرب لأني واثقة ان دوام الحال من المحال، دايماً راضية ومش بعترض وبقول الحمد لله انا اقدر استحمل اكتر من كده كمان
بس حقيقي الفترة دي بقى تعبت وماحستش بأي فرحة من زمااااان اااوووي ومافيش راحة بال يمكن احلى حاجة بتبقى في اليوم كله هو النوم
مافيش كلام
مافيش تفكير
مافيش زعل !
. . . . . . 

عايز تشوف رد فعل غير متوقع مني ممكن تعمل حاجتين:
حرك جوايا الفضول.
حرك جوايا الغِل ( الحاجة دي ليها مفعول السحر ).
. . . . . .

ما بحبش اللي بيتفذلك ويقول انه يعرف يقراني لأني ببساطة:
ما عنديش اسرار !
. . . . . .

دايماً بعمل اللي مقتنعة بيه وما بيغيرش قناعاتي غير التجربة
. . . . . .

بهاء طاهر بيقول في روايته الحب في المنفى:

" كل الاسر السعيدة تتشابه ولكن كل اسرة شقية فريدة في شقائها "

الكلام ده صح ع فكرة !



الأربعاء، 21 سبتمبر 2011

العريس . . كلمتين في بوقي عشان اهبط :D

اليومين دول ماسورة جواز واتفتحت. كل يوم خطوبة،فرح،قراية فاتحة،كتب كتاب وكأن الناس كان عندها كبت وما صدقت . . يلا بقى ربنا يسعدهم ويهنيهم :D
السنة دي بالذات الفرة بين صحباتي شغالة ع ودنه كل شوية اسمع خبر حلو من ده يمكن عشان هم خلصوا كلية و انا لسه :(

خلاص بقى ده الوقت المناسب وخاصة اللي كانت مخطوبة وقت الدراسة خلاص اهي خلصت ومبقاش في حجة يبقى اييييه؟ نتجوز بقى ;)
بس الاغرب بقى مش جواز صحباتي بعد الكلية لأ دول زمايل اختي اللي في الثانوي كمان بيتجوزوا أه و النعمة بيتجوزوا ! ومستواهم الدراسي كويس جداً وشاطرين !!

كنت في سهرة واحدة صاحبتي قبل ما تتجوز فسألتني واحدة قريبتها
انتي مخطوبة؟
قلتلها لأ
قالتلي بشغف جامد حبتين ربنا هيسهل ان شاء الله هيسهل ما تقلقيش . . هههههههههههههههههههه

انا بقى عايزة اعرف في ايه ؟؟ حقيقي في ايه ؟؟
احنا بنتقدم لقدام ولا بنرجع لورا تاني تفكيرنا بينضج ولا الجواز بقى في حد ذاته هدف للبنات.

دلوقتي قرايبي في انتظار الخبر السار ده اني اقول : انا اتخطبـــت :D
بلا طب بلا بتاع البنت مهما اتعلمت ووصلت اخرتها ايه ؟ الجـــــواز !

الله يرحمك يا قاسم امين انت وتحرير المرأة وانها لازم تشارك في المجتمع وتعمل وتتعلم وتخرج من القمم اللي معيشينها فيه وتنفض عنها بقى كل التقاليد البالية وتحريرها من كل السلطات المتحكمة فيها ومحكمة قبضتها عليها من سلطة ابوية و وزوجية ومجتمعية متمثلة في عادات وتقاليد وفكر مترسخ غير قابل للتغيير.

بقى دلوقتي لو وصلنا لسن معين _وتقريباً دلوقتي لازم يكون قبل الخمسة وعشرين :D _
وما ارتبطناش يبقى في حاجة غلط ونحس انه ناقصنا حاجة و النظرة تتغير ناحية البنت " وده حقيقي مش بتحامل ع فكرة " .

الفكر لسه ما اتغيرش او بيعود تاني في ثوب آخر حتى لو اتحايلنا ع نفسنا وادارينا ورا تعليم البنات واننا منحناها رخصة عمرها ما تحلم بيها ويجي شغلها بقى يتحكم فيه الانسان اللي هترتبط بيه يا يوافق يا يرفض يا يوافق بشروطه الخاصة !بقت تنطق الالسنة باللي يرضي الوضع الراهن بس مازلنا نحمل الصورة المقيتة عن الجواز " الهدف " جوانا

طيب سؤال محشور في زوري وبحاول الاقي اجابة
ليه بندور ع الجواز بأبرة؟
ممكن حاجة عاطفية واحساس بالامان
ولا احساس بالاستقلال عن السلطة الابوية واهو مهما كان الزوج متسلط بس انا حرة في بيتي !
ولا عشان الشهادة والتعليم ما بقاش ليهم قيمة دلوقتي ولا بيوفروا حياة كريمة
ولا يمكن كلهم!

انا لما بقول لماما اني لو فكرت في الارتباط " وده نصيب " عشان الاحراج :D
لو فكرت هيكون بعد لما اتخرج واشتغل ويكون ليا ذمة مالية منفصلة واحس بقى اني بقيت انسانة منتجة اعرف اتحمل مسئولية صح وابقى فاهمة معنى الكلمة دي كويستبصلي كأني لسه صغيرة او نظرة تشبه فيما معناها موت يا حمار " امي وانا عارفاها كويس:D"

الشهادة وفوقها العريس خلاص بقى اوبشن للبنت الشاطرة المتميزة الجميلة 

العريس مع الشهادة الاول وبعد كده بقى الشغل والهوايات الخاصة والعادات الشخصية و الخصوصية حاجات مش هيبقى ليا فيها الحق او لازم اتناقش فيها عشان احصل ع الموافقة و الرضا عن افعالي دي حاجة اساساً عن نفسي ما اقبلهاش ولا مجال للحوار حواليها!

الحمدلله خلصت وهبطت . . خلاص كده :D :D

الثلاثاء، 6 سبتمبر 2011

صـــافي . . قصة قصيرة

حانت لحظة الوضع وصرخات الام تعلو وتهدأ ثم لا تلبث ان تعلو مرة اخرى.  في احد الاركان يقف الاب منصور يشد على يديه داعياً الله ان يرزقه بمولود ذكر ، فهو انجب خمسة اناث احببهن جميعاً ولم يؤثر واحدة على الاخرى  وكلهن عزيزات لديه لكنه لا يستطيع ان يمنع قلبه من التعلق بذلك الامل. هو يرجو الله ان يكون وليد ذكر يشبهه ويعلمه حرفته التي اشتهر بها بين اقرانه في السوق. هو صانع اغلفة الكتب و المجلدات الجديدة منها و المتهالكة ايضاً. انعم الله عليه بموهبة الخط الجميل فهو ما ان يضع الريشة في الحبر ثم يهم في رسم الخط حتى تتحرك الريشة في يده في سلاسة ومرونة، اما عن جمال الخط فهو كفيل بابهار المارة فيتهافتوا عليه جالبين معهم كتبهم القديمة ليصنعوا لها اغلفة جديدة.
في وسط  ابتهالات  منصور ودعائه المسترسل الذي جعله يتحول فيما يشبه عابد ورع يرجو الله من كل قلبه وكل يقين علت صرخة قوية اعقبها لحظة من الصمت ثم صراخ الوليد الجديد. اسرع الى الغرفة وما ان رأه حتى وجدها انثى فانصرف بدون ان يتحدث بكلمة ولكن ما رُسم على وجهه أنذاك يظهر مدى خيبة الامل و الحزن الشديدين. اما الام ما ان نظرت الى طفلتها حتى استبشرت بها فقد كان لها عينين واسعتين صافيتين اثرها جمالهما فقالت سأسميها "صافي" .
نشأت صافي بين حنان الام وجفاء الاب. فهي تراه يعامل اخواتها بطبيعته اما هي فهو دائم النفور منها و الابتعاد عنها. هي تعلم انه طالما رجى الله ان تكون ذكر ولكنها تسأل نفسها ما الخطأ في اني ولدتُ انثى وليس ذكر فلدي من الاخوات خمسة غيري وانا السادسة ، اعتقد ان هذا لن يشكل فارق !
بالرغم من ابتعاد والدها عنها وتجاهله اياها الا انها كانت كثيرة الشبه به وفي عاداته ايضاً، فهي عندما تجلس الى المائدة تمسك الملعقة بنفس مسكة ابيها المميزة, كما ان خطها الجميل يكاد يفوق جمال خط ابيها وهي ايضاً تستعمل يدها اليسرى كأبيها تماماً. لاحظ منصور مدى تشابههما فبدأ يحن اليها ويطيب خاطره تجاهها.
اعتاد بعد ذلك ان يأخذها معه الى الدكان لتسليه بجمال حديثها اثناء عمله وتقرأ عليه ما اعجبها من الشعر و الادب و التاريخ، كما انها اخذت تساعده في عمله وتهيئ له الجلود للمجلدات الكبيرة. بعد تمرينها على كيفية رسم الخط بدأت تقوم بعملية تغليف الكتاب بأكملها بمفردها وبمهارة وحرفية.
كبرت صافي وكذلك منصور فأصبح شيخاً هرم و بالرغم من قيام صافي بكافة الاعمال الا انه لم يتقاعس يوم عن الذهاب الى دكانه معها.
تزوجت الابنة وبعد عدة شهور حملت في وليدها الاول وعندما حانت لحظة الوضع تذكر الشيخ منصور كيف كان عند ولادة صافي ويستعجب كثيراً من تخطيط القدر، هو لا يدري كيف رق قلبه لها ولا كيف كان قبل ذلك قاسي عليها. ربما هو الحب الغريزي بداخلنا تجاه الابناء و الآباء ، ربما حنانها وقربها منه  لا يدري حقاً.
صرخات وليدها الاول تملأ البيت الآن. انجبت ولداً جميل له مثل عينيها الصافيتين .
قالت سأسميه منصور كأبي وسأعلمه صنعته حتى لا تخرج من بيننا.