من بداية الثورة لدلوقتي وانا بستغرب نفسي كتير اني مقلة في كتابة اللي بيحصل مع اني عندي القدرة الى حد ما اني اعبر عن اللي بيحصل حوليا مع التقييم . بس مع تتابع الاحداث وتسارعها حسيت كما لو جالي شلل تعبيري. كنت بعجز اني اسرد اي حاجة او احط اي تقييم الا لو حاجة استفزتني بشدة زي الاخوان في الاستفتاء كده !
ساعتها كنت بحس اني اشبه بذاكرة دائمة سمعية و بصرية، وعقلي ماكانش بيتوقف عن التحليل و التتبع و المقارنة، كنت بعمل تخزين للاحداث بكل رد فعل وبكل احساس وبكل امل وبكل خيبة امل بردو.
كل اللي عملته هو عملية رصد و تخزين بس دايما بتستوقفني حاجة داخلية ، هي عملية الفرز اللي عملتها الثورة.
عمري ما كنت اتصور ان الناس ممكن تختلف في الاحلام، كنت بفكر ان الاحلام واحدة ( اقصى حاجة يطمح الانسان انه يحققها من غير قيد او شرط) لكن مع الثورة اتصدمت و اكتشفت ان الاحلام ممكن تكون مختلفة لأن الاحلام عند البعض عليها سور.
اكتشفت ان وجع قلب مصر غالي ع البعض ما يقدرش يستحمله وفي آخرين ليهم آلياتهم الخاصة ومسكناتهم لتحمل الوجع. ان الاحساس بالوجع العام معدم عند البعض مقابل اشياء كتيرة زي الانانية وحب الاستقرار و العاطفية و احترام الزعماء الاباء و اعطاء الفرصة لمن لا يستحق و التصديق بهبالة !!
اكتشفت ان الاعلام المصري معشش في العقول وكلام المسئولين من بتاع مصر بتلحق بركب التقدم وحققنا المزيد من المشروعات التنموية بيخلينا نقول الله قول كمان ده انت راجل سكرة !!
من جلالة الموقف و عظمته كانت في حاجة جوايا ما اقدرش اوصفها ولو اتعادت الثورة مية مرة ما اقدرش احكي عنها حاجة كده لما تحس عظمة شعب بيكتب تاريخ مختلف عن اللي عاشه ع مدار الاف السنين .. ارادة تغيير تاتي من الشعب " لأنه كفر في عيشته " وفعلا حصل عليه !
بقى ازاي احنا كنا حاسين بكم الفساد الهايل ده، انا كنت متابعاه من زمان لدرجة اني كان بيجيلي اكتئاب كل لما اقرأ الدستور او اتابع تحليلات للوضع الحالي في مصر او اتنرفز و اقعد اتريق لما اشوف اعلانات الحزب الوطني و اللوجو بتاعه وبوستات المرشحين بتوعه في مجلس الشعب و اللي يزيد المرارة انه يفوز باكتساح ويطلع لسانه للمعارضة ويقول انتخابات حرة نزيهة ! ومشروع توريث جاي جاي ، و اللي يقول لأ واحد زيه زينا قدنا في العمر كان يتسلخ
ما هو يعني مش عشان ابويا بيصرف عليا وبياكلني و يشربني يبقى مصر كلها بتاكل وبتشرب ، ومش عشان لما بتعب بروح لدكتور يبقى مصر كلها بتتعالج
في الفترة الآخيرة دي بالذات المصريين بقى شكلهم يصعب ع الكافر من شدة الفقر و الجهل و المرض
و بعدين بقى تقوم ثورة تقول كفاية احنا زهقنا احنا بني آدمين احنا بنموت من غير ما نعيش احنا بنتذل في بلدنا و ع ارضنا ومن مصريين زينا بس معاهم فلوس
يطلع اللي يقولهم لأ لأ احنا همج، احنا نموت في الفوضى، احنا لازم نهدي الوضع شوية، لأ لأ عيب رئيس ايه اللي تمشوه حد يعمل في ابوه كده انتوا عيال ما اتربتش ، ويجي حد يقول البلد ما بقاش فيها استقراااااااااار اهي اهي اهي،
هو كان فين الاستقرار ده الاول ، فين الامن و انا خايف ادخل قسم الشرطة اقضي مصلحة او اطالب بحق وبقول لاصغرها مخبر يا باشا وحاضر وتحت امرك !
هو يعني عشان كل واحد مكفياه همومه اليومية ومش ناقص يحط عليها يبقى ده يدينا الحق اننا نهدم احلام ناس بتعرف تحلم
احلام ناس داقت مر الحقيقة عشان كده عرفت تحلم
زي الثورة ما كانت عظيمة في كل شئ من ثوارها و مطالبها ومبادئها وطهارتها،
جنت علينا انها خلت كل واحد يطلع يفتي وخلت ناس تتكلم عشان بس عايشت الحدث لا اكتر ولا اقل
ممكن تكون النوت قاسية او فكرتنا بحاجات اتسامحنا فيها ، بس بالنسبالي مش قادرة انساها لاني كنت بحس كل يوم بالخذلان تجاه اللي بيضحوا بارواحهم عشانا واحنا قاعدين في البيت و بنقولهم ارجعوا بيوتكوا بقى الاجازة بتضيع !