الخميس، 21 أبريل 2011

النبــي ( جبران خليل جبران )


العمــــل

العمل حب تجسم للعيون، فاذا كنت تعمل كارها وحليفك النفور لا الحب فخير لك ان تهجر العمل فتجلس ع باب المعبد تتلقى الصدقات ممن يعملون مبتهجين.

♦  ♦  ♦  ♦

البيــــوت

لن تقطنوا بيوتا شيدها الموتى للاحياء.

♦  ♦  ♦  ♦

الثيــــاب

لا تنسوا ان الاحتشام درع يقيكم من نظرات اهل الدنس، فاذا زال الدنس فأي شيء يبقى من الاحتشام سوى انه قيداً ومفسدة للعقل.

♦  ♦  ♦  ♦

الجريمة و العقاب

كما ان ورقة الشجر لا تصفر الا بعلم كامن من الشجرة كلها، كذلك الآثم لا يأتي الخطية الا بارادة مستترة منكم جميعا.

♦  ♦  ♦  ♦

القوانين

انكم لتبتهجون حين تسنون القوانين و لكن يزيد ابتهاجكم حين تخرجون عليها.

♦  ♦  ♦  ♦

المعلــم

فان كان اؤتي الحكمة حقا فانه لا يدعك تلج باب حكمته بل يقودك الى عتبة فكرك انت.

♦  ♦  ♦  ♦

المتعـــة

الزهرة في عين النحلة ينبوع حياة و النحلة في عين الزهرة رسول حب، و النحلة و الزهرة يجدان في الاخذ و العطاء حاجة و نشوة.

♦  ♦  ♦  ♦

الجمـــال

ما هو بالصورة التي تود ان تراها ولا الاغنية التي تود ان تسمعها، انما هو صورة تراها و ان اغمضت العين و اغنية تسمعها و ان سددت الاذن. ان الجمال هو الحياة ساعة تكشف عن وجهها القدسي.

♦  ♦  ♦  ♦

الديـــن

اذا اردتم ان تعرفوا الله فلا تشغلوا انفسكم بحل الالغاز بل انظروا فيما حولكم ، تروه يداعب اطفالكم، و انظروا الى الفضاء تبصروه يسير بين السحاب ويبسط ذراعيه مع البرق ويتنزل مع المطر، سترون بسمته في الزهر و حين يعلو يخفق الشجر بخفق يديه.

♦  ♦  ♦  ♦

الثــورة و الفـرز



من بداية الثورة لدلوقتي وانا بستغرب نفسي كتير اني مقلة في كتابة اللي بيحصل مع اني عندي القدرة الى حد ما اني اعبر عن اللي بيحصل حوليا مع التقييم . بس مع تتابع الاحداث وتسارعها حسيت كما لو جالي شلل تعبيري. كنت بعجز اني اسرد اي حاجة او احط اي تقييم الا لو حاجة استفزتني بشدة زي الاخوان في الاستفتاء كده !

ساعتها كنت بحس اني اشبه بذاكرة دائمة سمعية و بصرية، وعقلي ماكانش بيتوقف عن التحليل و التتبع و المقارنة، كنت بعمل تخزين للاحداث بكل رد فعل وبكل احساس وبكل امل وبكل خيبة امل بردو.
كل اللي عملته هو عملية رصد و تخزين بس دايما بتستوقفني حاجة داخلية ، هي عملية الفرز اللي عملتها الثورة.
عمري ما كنت اتصور ان الناس ممكن تختلف في الاحلام، كنت بفكر ان الاحلام واحدة ( اقصى حاجة يطمح الانسان انه يحققها من غير قيد او شرط) لكن مع الثورة اتصدمت و اكتشفت ان الاحلام ممكن تكون مختلفة لأن الاحلام عند البعض عليها سور.
اكتشفت ان وجع قلب مصر غالي ع البعض ما يقدرش يستحمله وفي آخرين ليهم آلياتهم الخاصة ومسكناتهم لتحمل الوجع. ان الاحساس بالوجع العام معدم عند البعض مقابل اشياء كتيرة زي الانانية وحب الاستقرار و العاطفية و احترام الزعماء الاباء و اعطاء الفرصة لمن لا يستحق و التصديق بهبالة !!

اكتشفت ان الاعلام المصري معشش في العقول وكلام المسئولين من بتاع مصر بتلحق بركب التقدم وحققنا المزيد من المشروعات التنموية بيخلينا نقول الله قول كمان ده انت راجل سكرة !!

من جلالة الموقف و عظمته كانت في حاجة جوايا ما اقدرش اوصفها ولو اتعادت الثورة مية مرة ما اقدرش احكي عنها حاجة كده لما تحس عظمة شعب بيكتب تاريخ مختلف عن اللي عاشه ع مدار الاف السنين .. ارادة تغيير تاتي من الشعب " لأنه كفر في عيشته " وفعلا حصل عليه !

بقى ازاي احنا كنا حاسين بكم الفساد الهايل ده، انا كنت متابعاه من زمان لدرجة اني كان بيجيلي اكتئاب كل لما اقرأ الدستور او اتابع تحليلات للوضع الحالي في مصر او اتنرفز و اقعد اتريق لما اشوف اعلانات الحزب الوطني و اللوجو بتاعه وبوستات المرشحين بتوعه في مجلس الشعب و اللي يزيد المرارة انه يفوز باكتساح ويطلع لسانه للمعارضة ويقول انتخابات حرة نزيهة ! ومشروع توريث جاي جاي ، و اللي يقول لأ واحد زيه زينا قدنا في العمر كان يتسلخ

ما هو يعني مش عشان ابويا بيصرف عليا وبياكلني و يشربني يبقى مصر كلها بتاكل وبتشرب ، ومش عشان لما بتعب بروح لدكتور يبقى مصر كلها بتتعالج
في الفترة الآخيرة دي بالذات المصريين بقى شكلهم يصعب ع الكافر من شدة الفقر و الجهل و المرض

و بعدين بقى تقوم ثورة تقول كفاية احنا زهقنا احنا بني آدمين احنا بنموت من غير ما نعيش احنا بنتذل في بلدنا و ع ارضنا ومن مصريين زينا بس معاهم فلوس

يطلع اللي يقولهم لأ لأ احنا همج، احنا نموت في الفوضى، احنا لازم نهدي الوضع شوية، لأ لأ عيب رئيس ايه اللي تمشوه حد يعمل في ابوه كده انتوا عيال ما اتربتش ، ويجي حد يقول البلد ما بقاش فيها استقراااااااااار اهي اهي اهي،

هو كان فين الاستقرار ده الاول ، فين الامن و انا خايف ادخل قسم الشرطة اقضي مصلحة او اطالب بحق وبقول لاصغرها مخبر يا باشا وحاضر وتحت امرك !
هو يعني عشان كل واحد مكفياه همومه اليومية ومش ناقص يحط عليها يبقى ده يدينا الحق اننا نهدم احلام ناس بتعرف تحلم
احلام ناس داقت مر الحقيقة عشان كده عرفت تحلم

زي الثورة ما كانت عظيمة في كل شئ من ثوارها و مطالبها ومبادئها وطهارتها،
جنت علينا انها خلت كل واحد يطلع يفتي وخلت ناس تتكلم عشان بس عايشت الحدث لا اكتر ولا اقل

ممكن تكون النوت قاسية او فكرتنا بحاجات اتسامحنا فيها ، بس بالنسبالي مش قادرة انساها لاني كنت بحس كل يوم بالخذلان تجاه اللي بيضحوا بارواحهم عشانا واحنا قاعدين في البيت و بنقولهم ارجعوا بيوتكوا بقى الاجازة بتضيع !

الأربعاء، 20 أبريل 2011

طــب الصعبانيــات


بما اني لسه مخلصة امتحان ماة الشرعي فلازم اقر حقيقة ملازماني من ساعة ما دخلت الكلية دي ( انا اشبه بالحمار ) هو ناقصلي بس ديل ووداني تكبر شوية وابقى فعلا حمار شكلا و مضمونا .
الكلية دي غريية اوي كل لما اجي اعمل مقارنة بين قبل ما ادخلها وبعد ما دخلتها الاقي كل حاجة مختلفة ومتغيرة كلياً.
قبل ما ادخلها ايام ثانوي و اعدادي كانت كل حاجة جميلة، كنت شاطرة والاساتذة عارفني بنجاحي وتميزي وكنت بشارك في انشطة المدرسة وكنت احب اكون قيادية زي اني اكون امينة الفصل واتكلم باسم زميلاتي واعبر عن رأيهم وكنت بلمس فيهم ثقتهم واحترامهم ليا، ماكنتش بخاف وما كنتش مستهترة.
المذاكرة في ثانوي كانت مختلفة مش زي ما الكل بيقول احنا كنا بنصم عشان نجيب مجموع عالي وندخل كلية من كليات القمة ، مش ده كان الهدف بالنسبالي دي كانت وسيلة مش اكتر. ما كنتش بذاكر غير و انا فاهمة صح اوي ومقتنعة باللي بدرسه جدا. كنت بذاكر عشان كنت حاسة ان ليا هدف اسمى عايزة احققه وافرح اهلي بيا. عمر المذاكرة ما كانت عبء و بالرغم اني كنت بتعب بس كنت باصبر و اقول " ان الله لا يضيع اجر من احسن عملا ".
الكلية بالنسبالي كانت تصور لعالم منفتح فيه تعددية وحرية اكبر وانشطة بشكل اوسع واعتماد ع النفس واكيد مجهود اكبر بكتير. ووالدي كان دايما يقولي ان الطب من اعظم وارقى العلوم للمفكرين و المتميزين،  فيه غموض ومتعة.
و اديني دخلت طب ولحد دلوقتي مش عارفة انا بعمل ايه في طب ؟!
اديني في سنة رابعة ومش عارفة ايه علاقة اللي بدرسه بالطب اللي همارسه في يوم من الايام باذن الله يعني.

شوية كتب بنصمها، امتحانات للمعوقين ذهنيا لو حافظ كويس هتقفل وتبقى فلة شمعة منورة، مواد تخلصها وادي دقني اهه لو افتكرت منها كلمة بعد كده، شوية كلام في المحاضرات يدخل ويخرج مرور الكرام.
وبما اني في طب من زمان يعني فالناس المقربين بيشتكوا من حاجات بسيطة زي ما هم شايفنها و انا ردي بيكون متمثل في حاجتين ع سبيل التغيير مش اكتر يا اما ما اعرفش يا لسه ما اخدتهوش !

حتى طلبة الكلية مش زي ما كنت متصورة، المفروض طالب الطب وشاكلته من اكفأ العقليات المفروض يبقى عقلية مثقفة مطلعة الا ان اغلبيتهم ما لهمش غير في المذاكرة، معذورين بردو مافيش وقت. بس اساليبهم في الحرص ع التعليم بتستفزني اوي مثلا يجوا من بدري اوي عشان يلحقوا البنش الاول بيفكروني اما كنا بنتعارك ع التختة الاولى ايام المدرسة ما اختلفناش كتير من ايامها ! .و في المحاضرة اللي عنده كلمة يبقى هيموت ويقولها ما يقدرش يهبط، و اول المحاضرة ما تخلص جري ع الدكتور عشان يخدوا الباور.
اقعد انت بقى معاهم بعد كده واسمعلهم،  كرب الدنيا كله هو الامتحان الجاي امتى؟ ع ايه ؟ يااااه ما فيش وقت انا ورايا مذاكرة كتير ده انا لسه ورايا محاضرة النهاردة !!
و كله كوم والخصال الثلاثة المتأصلة في طالب الطب : الخبث، الخوف من الحسد، مصلحتك فين و اجري وراها، وياه ياه ياه حدث ولا حرج بقى.

انا بعد كل سنة و التقديرات المفجعة اللي بجيبها ما بقتش تفرق معايا ولا بقيت بزعل. لأن العيب مش فيا ببساطة لأن مش ده الطب اللي حلمت اني ادرسه وما اقدرش اصم واذاكر زي الحمير ما بتاكل في البرسيم. انا بعمل اللي عليا وبحضر محاضراتي و راونداتي وبحاول اجتهد ع قد ما اقدر و في دكاترة فعلا اشهد لهم بالكفاءة وما بيتنسوش وده يخليني افكر ليه كله ما يبقاش زيهم ما احنا عندنا الدافع اننا نفهم اهه.
و الله الواحد بيصعب عليه ايام زمان ،، قول للزمان ارجع يا زمان.