ويمضي الوقت ونظل عالقين خلاله. فلا عام ماضٍ يستوقفه برهة ولا عام آتٍ يسرع به قليلاً. فنحن عالقين به في حالة متصلة . فلن نتوقف مثلا عند الثانية عشر صباح اليوم الأول من العام الجديد لنعلن أننا أفرغنا ذاكرتنا تماما مما مضى ، أو نعلن أن هذا العام يَجُب ما قبله من أخطاء سواء كنا مسئولين عنها أم أُجبرنا عليها ، أو نعلن ولادتنا من جديد ، او نعلن إنتهاء حالات القلق ، أو نصرخ مدافعين عن الشعور "بالوحدة" كجزء من ذاتنا الجديدة مع العام الجديد ، أو نُصر على سيناريو بعينه مُعَّد للسنة الجديدة ، أو نجزم بحقيقة شيء سابق تعلمناه لن يتغير هذا العام بطريقة أو بأخرى !
نحن من نجدد التوقيت لكن الزمن لا يتجدد والحلقة لن تنكسر بين لحظتين زمنيتين و كما أن الآمال لا تنشب فجأة وقت التأهب لها !
عام التوبيخ للهشاشة
أن تكتشف ان هناك نوع آخر من الخذلان هو خذلان جهازك العصبي لك ! وتجد أنه دائما ما يخذلك وقت الحاجة إليه وأحياناً في أمور عادية تماماً. أن يصبح التوتر واالقلق إحدى سماتك ويعلم الله كل ما تبذله من جهد لتحتفظ بهدوئك ، أنت في لحظات بعينها يتصاعد ذلك الشرر الكهربي إلى رأسك وفي لحظات سريعة متعاقبة ينبض قلبك سريعا تشعر كما لو انه اصبح في حلقك ، ترتعش أطرافك ولكن كله إلا هذه الدموع التي تتحامل وتتحامل على نفسك اضعاف ما يبدو حتى لا تذرفها.
أن تكون أنت مصدر الطمأنينة لأحب الناس إلى قلبك وأن تكون مسئول عن الأمر برمته وتتصدر الآخرين المفترض بهم طمأنتك بالأساس. كم هو صعب ترويد خوف الآخرين ! تتبع الخطوات المطلوبة ولا شيء في يدك غير الدعاء والإبتسامة المزيفة وبعض كلمات التنمية البشرية السخيفة ولا تدري هل هذا لطمأنتهم أم لطمأنة نفسك أولاً !
تتعجب كيف أن كلمة (الأمل) تحمل كل هذا (الألم) !
أن تكون كل كلماتك لتصف حالتك محصورة بين استنزفت / استهلكت
أن ينضب داخلك فليس لديك ما تعطيه ولا تريد أن تأخذ شيء. تريد العبور الخفيف وكفى ، فلا تطبع عليك الأشياء أثرها ولا تترك أياً منك في مكان ما. تريد أن تتلاشى أو تنصهر كما لو أنك لم توجد يوماً.
أن تتكدس الأحداث حولك وتظل عالق بين أمور حالية وأخرى تاركة أثرها إلى أن يَهن جسدك وتظل متجاهل شكواه حتى تجد أن ألمه لا مفر منه وأن ما هونت ليس بهين فترفق به ترفق بمن شاركك ما تبطن وتألم من أجلك فتحزن في صمت وتوبخ نفسك لتلك الهشاشة ، فهناك صفعات أشد بكثير ، وقت التخاذل ليس الآن حتما ليس الآن.
هناك من نحن مدينين لهم بإعتذار ، وهناك من نحن مدينين لهم بتفسير. وقبل كل هذا علينا أن ندرك بكامل اليقين الداخلي أننا لسنا بملائكة وأننا لدينا الكثير والكثير ليسخط علينا هذا العالم من أجله والكثير والكثير لنكره أنفسنا.
أن تعرف حقيقة أمر ما (وحدك) هو قمة الجحيم.
البعد إهانة ، الإقصاء إهانة ، وعليك ألا تشغل مكاناً لم يؤذن لك بشغله
محاولة إطالة أمر عن طريق مرور الوقت فقط لا غير هو إقتطاع من نفسك وتوزيعها على تلك الفترات الزمنية لتجد نفسك أخيراً ككهف مهجور خرب ، فلا تصلح للسكن إليك وليس لديك ما يمكن إعطاءه.
أكثر عام أصابني فيه الهلع من أن أودع مرة أخرى أحد ممن أحبهم. لماذا الموت أصبح قريب إلى هذا الحد ؟!!
كلما كبرنا كلما اصبحت فداحة الحقائق في إمكانيتها ان تحدث لنا أيضاً وإننا لسنا بمنأى عنها.
أحياناً تريد أن يوجهك أحدهم ماذا عليك أن تفعل ، تضحك او تبكي او تحزن في أسى ، من فرط ما تجده من كوميديا سوداء وانت ستتكفل بالبقية.
اسوأ ما يحدث لمن هم في مثل عمرنا هو بلوغ خط المنتصف و الوقوف عند المفترق محملين ببضع خيالات عن واقع مشئوم وكل منا بداخله يمني نفسه ببعض من النوايا الطيبة انه ربما سيخطئني الحظ العاثر هذه المرة ربما ستُطَّبق عليّ قاعدة الإستثناء !
هذا العام أول عيد ميلاد لا اتمنى شيء لسأمي من الأماني المؤجلة وعام جديد لا اتمنى فيه شيء ابدا لنفسي غير هدنة بسيطة لأرتاح وأن يحفظ الله لي من أحبهم سالمين .. اللهم آمين يارب العالمين
http://www.youtube.com/watch?v=mNoKXBhiQy0