السبت، 23 أكتوبر 2010

الفلسطنيون ما هم الا انســـــــــــان



آخر ما قرأته " الطنطورية " لــــ/ رضوى عاشور
وفي البدء اسم الرواية من " الطنطورة " وهي احدى الضواحي الفلسطينية وهي منشأ الشخصيات المحورية للرواية.

لن اكتب تلخيص عنها ولكني سأكتب عن ما لازمني منذ بدأت قرائتها الى ان انتهيت منها الى وقتي هذا.
ما سرد فيها من احداث ووقائع عن المذابح التي حدثت في فلسطين وخاصة " مذبحة صبرا وشاتيلا " 17سبتمبر 1982 بصرني بجانب آلمني كنت اعيه ولكني لم اخوضه او المسه كما لمسته مع انطواء كل صفحة منها.

ان تطوي صفحة من تلك الرواية كانك تنقش في ذاكرتك ومخيلتك آلآم لبشر ربما اغلبنا لم يزامنهم ولكننا سمعنا ولو لمجرد السمع عنهم.
الموجع في حياتهم انهم كانوا " انسان " يريدون العيش بآمان في وطنهم لا اكثر من ذلك ولا اقل وانتهت حياتهم ايضا بسبب انهم " انسان " !

الاستهانة بآلآم البشر احاول ان اتخيل طبيعة الانسان الذي يمتلك تلك القدرة الخارقة ان يجبر مئات من ادميين مثله ان يصطفوا مقابل حائط صامم اذنيه تماما عن توسلاتهم مغمض عينيه عن تلك الرجفة التي تنتاب اجسادهم من جراء شعورهم بالفزع وان كانت تلك الكلمة لاتفي كفاية بالوصف.
كيف تستطيع كلمة " فزع " ان تصف شعور انسان مهان ، يساق لنهايته ، يغدر به من خلفه ، ينتظر دوره ، تدور في رأسه افكار عن زوجته، ابنه، ابنته، امه، ابيه، اخوته ، ماذا حل بهم؟ هل استطاعوا الهرب؟ هل مصيرهم مثله؟ هل ...؟ هل ...؟
ولكن هناك شئ وحيد مسيطر عليه ويعرفه جيدا " اني خائف للموت " !!

اذا كانت من القدرات الخارقة هو ان اقرأ الافكار ، اصبح غير مرئي ، استطيع الطيران ...
فان القدرة ع تعذيب البشر والاستمتاع والتلذذ بآلآمهم فان هذا يحتاج لان تمتلك قدرة خارقة او ان لاتشعر انك كالبشر.

مايزيد الغصة والمرارة في قلبي هو ان يصل الجحود بالانسان الذي امتلك القوة ان يقرر من يستحق ان يغدو انساناً ؟!!

ما اصعب ان تنبش في ماضيك وتعيد الذاكرة ولا تجد فيها غير الالم والحسرة وتعود وتعود لاعماقها لتسترجع صور وذكريات من احببتهم لتستعين بها ع ذلك الحنين الذي يجرفك اليهم ولكن تٌشَل ذاكرتك كما لو انها عاجزة عن المضي ابعد من ان تصور لك صورهم وهم مع اكوام مثلهم يسيل منهم الدماء ورائحتهم متعفنة وتعبير واحد ع وجوهم " الفزع "
تجد ان كل ما تبنيه، حياتك باكملها بعد تلك المأساة ما هي الا ظل لما حدث في الماضي،
فالماضي جلي كالشمس في الذاكرة والحاضر ظل له فهو حقا يفقد تفاصيل الماضي مجرد ( صورة مبهمة ) للتحايل عليك لاقناعك انك اليوم لا الامس !!

انا لا اؤمن بالسياسة ولا الحلول الدولية لاستعادة الارض الفلسطينية، ولا اؤمن انها ستٌرَد ذات يوم ليسكنها الفلسطنيون فقط
( نعم لا اؤمن بذلك )
ولكني اؤمن بالانسان بكامل حقوقه وارفض تمام الرفض المفاضلة بين انسان وانسان

الفلسطنيون ما هم الا انسان من حقهم العيش بامان
الفلسطنيون ما هم الا انسان من حقهم ان يسكنوا بيوتهم وهم موقنين ان ذلك البيت سيرثه اولادهم واحفادهم من بعدهم.

فيديو للمذبحة :

http://www.youtube.com/watch?v=XXab_tNjj4I&feature=player_embedded

الأربعاء، 20 أكتوبر 2010

يستبيح عذرية القلب بكل هدوء، يبدو الوضع هادئ، متزن،
وهو ما يكسبه جماله النابع من اليقين الداخلي بان هناك شئ ما،
ربما محاولة اخفاء شئ ما خير دليل ع اثبات وجوده !

الأحد، 17 أكتوبر 2010

عهـــــــد صداقـــــــة

تتذكر كيف اكتشفت طريقته الماكرة، اوهمها انه شخص آخر، اما هي فكانت تظنه شخص طالما انتظرته.
ظلت تحدثه وفي قلبها رجاء ان يكون هو الشخص الذي تمنته
طبعت نفسها ع جميع افعاله انه هو وان كل مايفعله من اجلها هي .
عاشت مع تلك التطلعات التي اخذت تتمادى وتتمادى الى ان تملكتها الجرأة ان تخبره انها عرفت حقيقته ولا داعي للتخفي عليه الافصاح عن هويته الحقيقية !
اجابها انه سيخبرها مَن هو وحدد لها التوقيت.
تملكتها جميع المشاعر في آن واحد من الفرح والقلق والخوف والرجاء والانتظار والتشوق واللهفة والاستعجال و ...،....،...، الخ

انتظرته قبل الموعد بكثير  ولكنه ظهر في موعده بالتحديد
بادرها بالاسئلة المعتادة كيف حالك؟ كيف كان يومك؟ أم من جديد؟؟
اخبرته - وهي تحترق بداخلها - ان كل شئ بخير  وسألته مَن انت؟؟؟
اخذ يماطلها بمجموعة من المقدمات ليمهد لها سر اخفاء هويته الحقيقية ، اما هي فكل ما تفكر فيه ( انه هو ) فليخبرها اذا فهي لا تطيق الانتظار !

انها اللحظة الآن، انا ادعى ............................
صعقت عندما عرفت هويته الحقيقية فلم يكن مَن ارادته ان يكون، لم تستطع المضي اكثر من ذلك فقد انتابتها رعشة اصابت كامل جسدها فاعتذرت بان عليها الذهاب لاجابة طلب والدتها واعدة باستكمال الحديث في وقت آخر.

شعرت بخيبة امل شديدة وفتور تجاه الشخص الذي تمنت ان يكون.
اقلعت عن الفكرة فهو لا يستحق التفكير فيه اكثر من ذلك لافائدة ترجى منه !!

اما عن ذلك الشخص الذي دخل حياتها بصدفة - لن تنساها ابدا -كان عليها ان تبدي مزيد من التعقل تجاهه لتحافظ ع توازنها.
استمعت اليه كثيرا، عذرت له مبرره للتطفل عليها بتلك الطريقة الماكرة بل وغفرت له ذلك وقررت ان تساعده في امره.

فقد كان هذا التطفل وسيلته الوحيدة لاستمالة قلب احدى صديقاتها التي طالما رفضته فهداه تفكيره اذ ربما تستطيع هي اقناعها
تعاطفت معه اذ كان حبه لها صادق كثيرا ففعلت كل ما تستطيع ولكنها فشلت.
صمد امام رفضها، ادعى النسيان وان كان قلبه مازال يهفو اليها ويترقبها في جميع الاماكن التي تتردد عليها.

قويت صداقتهما التي استمرت لسنوات اعتبرها من اقرب اصدقائه اليه، فكانت عقله المرشد ، المحفز ، الناصح له في جميع شئونه حتى العاطفية منها مع انها لم يسبق لها عهد بها.
عرفت عنه جميع تفاصيل حياته الكبيرة منها والصغيرة وبرغم امور التلاهي اليومية والانقطاع المستمر ظل حريص ع السؤال عنها وتتبع احوالها.

في فترة ما لاحظت اهتمام مبالغ فيه وامور لم تالفها منه، حاولت تجاهلها في بداية الامر الا انها بدت مقلقة لها وبالفعل اثارت اهتمامها لمعرفة ما يكون
تابعت توالي تلك الاحداث، ربطت كل منها بالاخر وخرجت باستنتاج لا يشوبه ادنى شك لديها
لقد احبــــــــها !!

اعدته جرم لا يغتفر في حقها وان كان - حقا كذلك - فكم من المهين لها ان يفكر بمثل تلك الطريقة.
فقد بدأ الامر ان تكون وسيط لاخرى أينتهي بها المطاف ان تكون هي الحدث !!
ظلت تتجاهل الى ان صارحها
اغلظت عليه الرد وانهت كل شئ في لحظة واحدة.

شعرت براحة شديدة لامتثالها لمبادئها، فعلاقتها تتسم بالوضوح والثبات مما يحفظ لها استقرارها
فكل لها في مكانه المناسب، من هو صديق يظل صديق فالصداقة لا يمكن ان تتبدل بشئ آخر
ومَن احبته يظل في مكانته لا تتغير فلا يمكن ان تتبدل ليصبح صديق يوما ما.
هكذا الفت  نفسها وهكذا وضعت قواعدها ولا يمكن ان تستهين بها .

لم تعطي مبرر لتلك القسوة فالامر واضح تماما
اما هو فظل يؤلمه كثيرا استغنائها السهل عن تلك الصداقة متسائلا كثيرا ماذا فعلت لاستحق ذلك ؟!
فقد كان يخيل له انه بحبه لها يعطيها قدرا اكبر بكثير مما تعطيه الصداقة !

استمرت القطيعة، تغيرت جميع احواله، يندم كثيرا ع افتقاده تلك الصداقة
اما هي فهي تشعر بداخلها بالاسف تجاهه ولكنها تعزي نفسها انها فعلت الصواب.

قابلته مرات قلائل وفي كل مرة كانت تنتابها غصة من تلك النظرة التي كانت تشعر من جرائها بكثير من التخاذل فقد كانت تخبرها بكل ما يكمن في جوفه من حديث عاجز عن البوح به وتساؤل مٌلِح
لماذا خذلتني؟!!

قررت ان تريح ضميرها مدعية ان الفرصة للتبرير لم تفت بعد
ارسلت اليه برسالة موضحة السبب انها وفرت عليه عناء قصة لن تٌستَكمَل ابدا فقد انهتها قبل ان تبدأ
لم تكن تريد ابدا ان يذكرها انها واحدة من اللاتي احبهن وانها تركت له كمثلهن جرح غائر لا يٌنتَسى
اصرت ان ما فعلته معه هو الصواب مخبرة اياه ان يسامحها ولكن هذا لا يعني انها ستعيد تلك الصداقة من جديد.

اجابها برسالة مماثلة ولكنها لم تكن كذلك فقد كانت مؤثرة لدرجة انها لم تستطع ان تمنع نفسها من البكاء
من الاشياء التي علقت في ذهنها ولن تنساها عندما اخبرها تذكره لعيد مولدها وانه كان ع وشك ارسال رسالة تهنئة ولكنه تراجع عنها احترام لها ولقرارها
واخبرها ان امنيته الوحيدة التي تمناها في عيد مولده ان تبعث له برسالة تتمنى له مولد سعيد لكن امنية عيد مولده لم تتحقق.

اخذت تشعر بانه كم من المؤسف ان يتذكرنا احدهم ويتمنى لنا كل الخير واننا حين نتذكره لا نذكر له الا الاساءة !
كم تضائلت نفسها كثيرا بتذكرها لكل ما مَر
رفعت رأسها للسماء محدثة الله:
كيف سمحت لي طوال ذلك الوقت ان انام مرتاحة البال وانا ظالمة احدهم.