آخر ما قرأته " الطنطورية " لــــ/ رضوى عاشور
وفي البدء اسم الرواية من " الطنطورة " وهي احدى الضواحي الفلسطينية وهي منشأ الشخصيات المحورية للرواية.
لن اكتب تلخيص عنها ولكني سأكتب عن ما لازمني منذ بدأت قرائتها الى ان انتهيت منها الى وقتي هذا.
ما سرد فيها من احداث ووقائع عن المذابح التي حدثت في فلسطين وخاصة " مذبحة صبرا وشاتيلا " 17سبتمبر 1982 بصرني بجانب آلمني كنت اعيه ولكني لم اخوضه او المسه كما لمسته مع انطواء كل صفحة منها.
ان تطوي صفحة من تلك الرواية كانك تنقش في ذاكرتك ومخيلتك آلآم لبشر ربما اغلبنا لم يزامنهم ولكننا سمعنا ولو لمجرد السمع عنهم.
الموجع في حياتهم انهم كانوا " انسان " يريدون العيش بآمان في وطنهم لا اكثر من ذلك ولا اقل وانتهت حياتهم ايضا بسبب انهم " انسان " !
الاستهانة بآلآم البشر احاول ان اتخيل طبيعة الانسان الذي يمتلك تلك القدرة الخارقة ان يجبر مئات من ادميين مثله ان يصطفوا مقابل حائط صامم اذنيه تماما عن توسلاتهم مغمض عينيه عن تلك الرجفة التي تنتاب اجسادهم من جراء شعورهم بالفزع وان كانت تلك الكلمة لاتفي كفاية بالوصف.
كيف تستطيع كلمة " فزع " ان تصف شعور انسان مهان ، يساق لنهايته ، يغدر به من خلفه ، ينتظر دوره ، تدور في رأسه افكار عن زوجته، ابنه، ابنته، امه، ابيه، اخوته ، ماذا حل بهم؟ هل استطاعوا الهرب؟ هل مصيرهم مثله؟ هل ...؟ هل ...؟
ولكن هناك شئ وحيد مسيطر عليه ويعرفه جيدا " اني خائف للموت " !!
اذا كانت من القدرات الخارقة هو ان اقرأ الافكار ، اصبح غير مرئي ، استطيع الطيران ...
فان القدرة ع تعذيب البشر والاستمتاع والتلذذ بآلآمهم فان هذا يحتاج لان تمتلك قدرة خارقة او ان لاتشعر انك كالبشر.
مايزيد الغصة والمرارة في قلبي هو ان يصل الجحود بالانسان الذي امتلك القوة ان يقرر من يستحق ان يغدو انساناً ؟!!
ما اصعب ان تنبش في ماضيك وتعيد الذاكرة ولا تجد فيها غير الالم والحسرة وتعود وتعود لاعماقها لتسترجع صور وذكريات من احببتهم لتستعين بها ع ذلك الحنين الذي يجرفك اليهم ولكن تٌشَل ذاكرتك كما لو انها عاجزة عن المضي ابعد من ان تصور لك صورهم وهم مع اكوام مثلهم يسيل منهم الدماء ورائحتهم متعفنة وتعبير واحد ع وجوهم " الفزع "
تجد ان كل ما تبنيه، حياتك باكملها بعد تلك المأساة ما هي الا ظل لما حدث في الماضي،
فالماضي جلي كالشمس في الذاكرة والحاضر ظل له فهو حقا يفقد تفاصيل الماضي مجرد ( صورة مبهمة ) للتحايل عليك لاقناعك انك اليوم لا الامس !!
انا لا اؤمن بالسياسة ولا الحلول الدولية لاستعادة الارض الفلسطينية، ولا اؤمن انها ستٌرَد ذات يوم ليسكنها الفلسطنيون فقط
( نعم لا اؤمن بذلك )
ولكني اؤمن بالانسان بكامل حقوقه وارفض تمام الرفض المفاضلة بين انسان وانسان
الفلسطنيون ما هم الا انسان من حقهم العيش بامان
الفلسطنيون ما هم الا انسان من حقهم ان يسكنوا بيوتهم وهم موقنين ان ذلك البيت سيرثه اولادهم واحفادهم من بعدهم.
فيديو للمذبحة :
http://www.youtube.com/watch?v=XXab_tNjj4I&feature=player_embedded