الثلاثاء، 26 مارس 2013

أنا عندي حكاية أحكيها


في الإعتقاد ان اللي بيحكي بيخرج اللي جواه فبيشيل الحمل من عليه شوية ويستريح حتى لو راحة مؤقتة ، أنا جربت الحكاية دي اكتر من مرة وكل مرة بتعب بعدها وبتعب أوي ، لقيت ان كل ردود فعلي تجاه أي حدث مهما  كان شديد أو بسيط بيبقى "التخزين" بحتفظ بيه في ذاكرة ارشيفية ، واتجاهله لفترة سواء كانت كبيرة أو صغيرة لحد فجأة ألاقيه ظهر على السطح وابدأ احسه بألمه الأول كأنه لسه بيحصل دلوقتي. ساعات الألم ده بيمنعني عن نشاطي اليومي لدرجة اني حتى ما بقدرش اقوم من السرير وانام لفترات طويلة ويبقى عندي كسل ، أو لو اضطريت اني امارس نشاطي عادي الحزن بيبقى هيموتني بحس ان جسمي بيتآكل وإني عندي غصة ووجع في قلبي بيأن كل شوية .

في كام خبطة وراء بعض حصلوا حسيت ان عندهم نهاية المطاف وشدتهم رعبتني واتصرفت بمنطلق الرعب ده ، ساعتها كنت محتاجة ايد تتمد لي تستحملني شوية ، تطبطب عليّا وتقويني .
ساعات الكلام اللي بيقولك اتماسك وكله يقوي من عزمك عشان تكمل بيبقى مش محله خاصة لما انت تبقى فاهم كده كويس وبتتعامل مع اللي محتاج قوتك دي واهتمامك بالشكل ده فعلا وما بتينش ليه خوفك بالعكس بتعامله بمنتهى الصبر والحكمة والقوة اللي بيلمسها عندك ، بس انت كشخص فعلا بتبقى محتاج سند حد يحسسك انه قريب فعلا وحاسس بيك وهيقف جنبك لو لقى رجلك ذلت او خوفك خانك ، يتفهمك للآخر وما يعلقش حتى لو انت افورت حبتين وهولت الأمور !

الناس اللي متعودة عليك ثابت وقوي طول الوقت عايزاك كده يمكن عشان بتستمد قوتها منك فمبتحبش تشوفك بتتضعف .
وممكن اظهارك القوة دي طول الوقت هو ناتج احساس شخصي نابع منك انك مش عايز تبقى مرثية ومثير للشفقة او حد يمدلك ايده بدافع العطف ، طلب مقرف !

الفترة دي معدلاتي الدراسية تحت الأرض ، عمري ما كنت مستسلمة بالشكل ده ، ما بدخلش الإمتحان من اصله وما بقاش عندي القدرة خلاص اني افضل اكرر نفس التمثيلية ونفس الخوف والقلق والتوتر ، مابقاش عندي طاقة ع المواجهة عايزة اهرب من كل حاجة يمكن استريح شوية ، يمكن افرغ اللي جوايا دفعة واحدة وابدأ من جديد ، أو ع الأقل استعيد صلابتي واتزاني ، مش عايزة كلمة توبيخ أو تأنيب كفاية عليّا ضميري اللي معذبني طول الوقت بسبب استسلامي ، طب فيها ايه لما انكسر شوية ، هو اللي انا فيه ده ما يستحقش الإنكسار ؟!
لما حياتك كلها تنتهي قبل ما تبدأ وكل اللي فيها عبارة عن " وصمة " انت مطالب انك تتحمل نتيجة اخطاء ما عملتهاش ، حتى لما يجي الوقت اللي هيبقى مطالب منك تحكي حكايتك لازم توضح انك  مظلوم عشان تتصدق !! وانت عارف ان عمرك ما هتعمل كده ولا عمرك هتستجدي الشفقة لأي سبب من الأسباب !

كمان اللي يزود عليك انك تلاقي اللي بيهتم بيك ، بيهتم بناء ع حجم المصاب عندك ، بيزايد ع وجعك ، ايوة ده تستحق اني اهتم بيك عشانه ، ايوة وده كمان فعلا انا بلتمسلك العذر بسببه ، أما ده بقى لأ دي حجة واهية اسباب غير مقنعة.
بيبقى كل اللي في بالك ساعتها وانت مال أهلك اصلا باللي عندي وانت مين عشان تقرر انه يستحق او ما يستحقش ؟!
اتفضل حضرتك عيش حياتي وعيش بشخصيتي وشوف اذا كان امر مهم ولا لأ !!
كل واحد فيه اللي مكفيه يبقى نسكت وخلاص مش مطلوب ازيد من كده ، انهم يساعدوك بفترة صمت ،
"صمـــــــــــــــــــــــــــــت " لكن اكتر تعذيب فعلا ممكن تتعرضله لما انت تبقى عايز تسكت وتلاقي اللي عايز يهون عليك بالدوشة والكلام الكلام الكلام وحكايات من الشرق والغرب حتى و إن كانت معقولة بس كل اللي انت بتتصوره قدامك ان ده اسخف شخصية على وجه الأرض ، ممكن تبطل سخافة بقى وتخليني استمتع ببعض " الهدوء "

ايوة انا عندي حكاية احكيها ، وايوة حكاية حزينة ،  لكن عشان الناس معادن ، فمحدش هيقدر حزنك إلا اللي يستاهلك ، ساعتها ده اللي انت كمان هتقدره وتحكيله حكايتك الحزينة وانت فرحان :)

الخميس، 21 مارس 2013

يوما ما


يوما ما سينزع الله من قلوبنا كل تلك الأشياء التي تؤلمنا ويبذر فيها بذرته الطيبة.
 ويكفكف الدمع ويمسح بيده على تلك القلوب التي أوهنها الحزن.
ويبدد بنوره وحشة عتمتنا ويرينا الحكمة والغاية فنمضي راضين مطمئنين.

يوما ما سنكون قادرين على أن نتم ضحكاتنا ونوزع ابتسامتنا كاملة .
وسنكسر تلك الحواجز داخلنا ونقتل الصمت بالصمت بدون فكرة تقلقه .

يوما ما سيكون للحكي  معنى أخر عندما يصيب المعنى والشعور في آن.
 وسنقتطع من الوقت ما يكفينا لنخبر حكايتنا كاملة وسيستمعوا إليها كاملة بلا ضيق ولا ملل.
وستتدفق الكلمات بدون كبح خوف او خجل أو مرثية تبرر الصدق.

يوما ما سنملك فكرة كاملة عما نفعله بتلك الأيام المدّخرة في أعمارنا غير تبديدها في انتظار الأيام التالية.

يوما ما سيعلم الآباء اننا احببنا فعذرنا.
وسيتوقفون عن أن يكونوا غصتنا وجرح لا يندمل.

يوما ما سيتاح لنا الوقت لنتمادى في حزننا كي نفرغه كله
 ولن يثير لفظ " الوحدة " مثل ذلك الشجن.

يوما ما سنسدد نتيجة الأخطاء كاملة
لعل الحياة تمنحنا متنفس للعيش قليلا وتغض عنا الطرف

الأحد، 17 مارس 2013

تميمة للحزن

من الحاجات السخيفة اني اسَّمي المدونة بتاعتي " حكايات بدون عنوان " وكل مرة اكتب فيها افضل ادور على عنوان مناسب لكلامي اللي فعلا ما ينفعش يكون ليه عنوان وفي الآخر اكتب عناوين سخيفة لزجة عشان يبقى توثيق اعرف ادور عليها بسهولة اكتر !

عشان غادة مفكرة ان الخذلان اللي حسيت بيه مصدره حد حبيته وخذلني ، وان قلبي موجوع وجع حبيب ، هو فعلا الخذلان بيكون من الناس اللي بنحبهم بس مش لازم يكون اللي خذلني قصة حب !
من ساعة ما القراية بقت جزء رئيسي في حياتي بقى فيه مقولات بتعلق معايا من شدة واقعيتها ووصفها ليّا وبلاقي اني مش محتاجة اجهد نفسي اني ادور على اسلوب ادبي اصيغ بيه الإحساس ده لأنهم فعلا بيرسموه،  من الحاجات دي مقولة بهاء طاهر

" كل الأسر السعيدة تتشابه أما كل أسرة شقية متفردة في شقائها ! "

زي ما يكون الشقاء بيبقى وليد الصغر ويفضل ملازم صاحبه كتيمة مميزة ليه ويطبع على وشه _رغم لحظات الفرح_ انه حزين ! ايوة بيبقى قادر يفرح ويفرح اوي لكن لما بيفرد لنفسه مساحات الصمت بتاعته تحس انه نزل في قعر بير حزن من الصعب انه يطلع منه حتى لو مدتله ايدك . الصمت هو الحاجة الوحيدة اللي حصن نفسه بيها ، هو بيبقى عارف كويس انه خايف وانه عمره ما حس بالأمان وكمان عرف كويس جدا انه لو احتاج لحد يطمنه مش هيبقى موجود على طول عشان يطمنه لأنه ببساطة لسه ماعرفش ازاي يبطل الخوف لأنه ببساطة اكبر منها انه لو الخوف اتمحى من حياته ساعتها هيكون سعيد ، وهو مايعرفش يعمل كده، ببساطة برضه لأن الموضوع مش بإيده تماما هي مسألة قدرية بحتة.
كمان الصمت بيخرج بيه من دايرة الإبتذال وتسويق الحزن اللي دايما بعد فترة بيبقى مبالغ فيه ، هو ذات نفسه بيبقى عارف انه مبالغ فيه بس حد يقول للدنيا انها توقف لحظة يأخد فيها هدنة ويعمل معاها تصالح عشان هي كده ايدها بقت تقيلة أوي.

كل ما بيكبر بيدرك حجم المشكلة ، بيدرك اطراف خفية ما كانش عارف يشوفها صح وهو صغير ، حجم المشكلة يكمن انها فعلا حولته من طفل عادي طموحه العادي جدا انه يعيش حياة طبيعية زي اي حد إلى انه لازم يقتطع حاجات كتير من حياته عشان خلاص مابقاش عنده ترف الوقوف عليها او انه يحارب عشان يأخدها.

دايما بتبقى اسهل الأسئلة هي اصعبها عشان هو مش عارف يبتدي منين الحكاية ، هو ذات نفسه مش عارف هو راضي ولا ساخط ، معندوش مشكلة يبقى كده ولا اتفرض عليه كده ، طيب هو قابل كده ليه ؟
في فترة من حياته بيبعد عن اي حد وبيمنع اي حد انه يقرب لأنه برضه مابقاش عنده ترف انه يغامر بوجود حد معاه هو عارف انه مالوش ذنب في انه يتحمل معاه العبء ده.
الموضوع بياخد شكل دواير متداخلة، دايرة هو محطوط فيها هي المشكلة وهو ذات نفسه دايرة عاملة مشكلة لغيره ، ودواير بتتقاطع معاه تشبهه إلى حد ما عشان تقويه او تواسيه او اي مسمى كان.

  بيتعود على الدنيا كده ، ييأس شوية يعافر شوية ، يققع ويقوم يملأ حياته بحاجات هو مش عارف هي مهمة ولا لأ بس اهي موجودة عاملة ونس، ويفضل طول وقته مستني فرحة يمكن ما تجيش !

عارفة يا غادة
عارفة لما تبقي من وانتِ صغيرة عمرك ما حسيتي بالأمان ، وتفضلي كل ما بتكبري بتلاقي ان في حاجات فعلا بقت ترف انك ما تقدريش عليه او يبقى موجود في حياتك زي انك تعيشي حياة طبيعية "حياة طبيعية " يعني تحسي بالأمان ، تحسي بالدفا جواكي ، يعني تحطي دماغك ع المخدة وانتِ ما بتفكريش في ان بكرة هيجي وانتِ ما بقاش عنك برضه ترف الحلم . بتبقي عايزة حاجة اوي وتبعدي جدا عشان انتِ المشكلة انتِ اللي مش هينفع !!

بتعيشي تدفعي ضريبة أخطاء غيرك ، وإياكِ انك تغلطي. مش من حقك الغلط ، تحسي انه خلاص ما ينفعش انتِ كمان تغلطي لأنه خلاص ما بقاش فيه حِمل لكده ومفيش حد هيتحمل نتيجة اي غلط تغلطيه حتى ولو صغير _اذا كان حتى مش قادر يتحمل انه يوفرلك حياة طبيعية ! _ كمان انتِ اللي بقيتي تطبطبي واتحملتي مسئولية اكبر منك بس ربنا بيعين ع الحمل .
عارفة ساعات ببقى هخبط دماغي في الحيطة من اد ايه انا مشوشة ، جوايا كل التناقض مرة واحدة ، غضبانة وغضبانة جدا انه ليه كده ؟ وليه بيحصل كده ؟ وفي نفس الوقت جوايا تعاطف وحب وغفران غير طبيعي على كل الأخطاء ديه ، وعلى كل اللي في حياتي لأني بحبهم بحبهم اوي ، هم اللي خلوني اللي انا عليه وما بخلوش عليّا بحاجة.

عارفة زي ما يكون مكتوبلي ان قلبي يفضل دايما واجعني على كل اللي بحبهم
!

 احنا كل مشكلة بتبقى كبيرة اوي ومالهاش حل ، فعلا ما بيبقاش ليها اي حل غير ان الوقت يعدي ، عشان خلاص لازم يعدي عشان الحياة تكمل ، ماهو لو وقفت هيبقى اريح لكل حد فينا ، بس ما بتوقفش يا غادة بتكمل وبتدينا هدنة اننا نعيش ايامنا عادي لحد لما تيجي مشكلة تانية وراها اكبر من اللي قبلها وتفضلي عايشة دايما تترجي الوقت انه يعدي ارجوك عدي عشان احنا الحزن خلاص قتلنا ومش قادرين ، ارواحنا استنزفت للآخر بقى !!

كان نفسي مثلا اكون زي اي بنت بتحب حد وعندها مساحة لكده ، انا دايما بخاف اقرب عشان انا عارفة اني دايما هبقى انا المشكلة ، ويوم لما ربنا بعتلي الحاجة دي وقفت ع خط النص بين اني اقرب او ابعد عشان ما اظلمش حد معايا و احمله عبء مالوش ذنب فيه !

انا معرفش حكيت كل ده ليه ، بس كنت محتاجة ده جدا ، محتاجة اخرج اللي جوايا عشان انا تعبت من اني افضل الف في نفس الدايرة.

الخميس، 14 مارس 2013

وعشان لازم يكون فيه كلام يتقال ..

أنا كنت عارفة اني بعد لما أكلمه واسمع صوته هتبقى حالتي كده بعدها ، عشان كده فضلت طول الوقت ده أقاوم نفسي وأحاول أتناسى واقسى عليه كتير بيني وبين نفسي عشان ما اكلمهوش ، وبالرغم من اني كلمته عادي جدا وكأن ولا حاجة ، ده واجعني جدا لأني دايما ما بعرفش اعبر نهائي عن اللي جوايا بالكلام ولا اقول كل اللي حساه ، أنا كل يوم بيوحشني جدا وبيبقى نفسي اطلبه واقوله اد إيه هو واحشني واد إيه غيابه ده واجعني وان فيه حتة في قلبي دايما بتتعصر كل لما افتكر انه ما بقاش موجود وسطنا ، كنت عايزة أقوله اني دايما وأنا قاعدة بذاكر بليل لوحدي بتخيله لسه برا البيت لوقت متأخر زي ماهو متعود وهيجي قرب الفجر ويفتح ويدخل متسحب عشان بابا ما يسمعهوش ويبعتلي بوسة في الهواء ويدخل ينام على طول ، كنت عايزة أقوله اني لما بدخل اوضته اجيب حاجة بجيبها واخرج جري كأني خايفة حد يشوفني وبتجنب ابص على سريره ومكتبه وعلاقة الهدوم  عشان كلهم بيوجعوني وبيعرفوني حقيقة انه هيغيب وقت ربنا بس اللي عارف لإمتى ؟!
كنت عايزة اقوله ان البيت بقى فاضي علينا لوحدنا وان وجوده رغم كل حاجة كانت بينا جافة إلا انه كان بيحسسني بالأمان وانه مشى وسابلي مسئولية وحِمل أكبر مني بكتير.
كنت عايزة اقوله اني عمري ما اتخيلت اننا ممكن نفترق او انه يكون بعيد اوي كده وانه في بعده ده اخد حتة من قلبي معاه .
عمري ما حسسته بالحب ده وكنت دايما بنتقده على تصرفاته الغلط بس كنت مفكرة ان فيه حب مش لازم يتقال لأنه موجود كده كده مهما عملنا زي حاجتنا للأكل والشرب والنوم وياريتني كنت بدل النقد ده كل يوم كنت مرة حسسته بالحب ده بجد يمكن لو كان حس بالحب ده كان منعه من انه يغلط ويلاقي حد يثق فيه.
كلنا هنا مع بعض وهو بقى لوحده بيتحمل نتيجة غلطته لوحده ، زي اللي جه الدنيا وملاقاش ليه حد يا ربنا يرحمه ويساعده يا يموت !!
 عمر كامل هيعدي ، وهنكبر بعيد عن بعض ومش هيبقى لينا غير ذكريات زمان أوي اللي هتفضل توجعنا كل لما نفتكرها ، يا عالم لما نشوف بعض بعد كده هيكون اد ايه فينا اتغير وايه الكلام اللي هيقف على لسانا ومش هنقدر نقوله وايه الجرح اللي سببناه لنفسنا من دلوقتي هيفضل معلم لحد ما نموت  ..
يا ترى هنتقابل كلنا تاني ونتلم حوالين بعض كاملين ولا حد  فينا هيتعب ومش هيكمل الرحلة معانا و كان نفسه في حضن واحد اخير ويملي عينه بنظرة واحدة.

النهاردة لما خدت قرار اني اكلمه وقعدت احسبها في دماغي اكلمه ولا لأ ، سبت عقلي يحسبها مع نفسه ولقيت ايدي بتطلب النمرة وحاطة التليفون على ودني وبسمع الجرس في الناحية التانية. مش محتاجة فلسفة كتير واستعباط لأني عارفة اني بكل عنطظتي هرجع اندم وباندم أوي على كل حاجة ما بقولهاش وما بعملهاش وبتيجي دايما متأخرة وبعزي نفسي ان دايما في وقت ؟!
لأ مافيش وقت ، مافيش وقت وبلاش اضحك على نفسي واتعاظم

كان نفسي اقول كل ده وما قولتهوش وعارفة اني مش هقوله ابدا ، ولو اتقال هيبقى كلام بيتقال عشان لازم يكون في كلام يقتل الصمت ، الصمت التقيل ، الصمت اللي بيخوف ، الصمت الهادي من برا وكله دوشة من جوا ، صمت كله أسف وندم وكلام ما بيقدرش يخرج لأنه خلاص فقد المعنى !

الجمعة، 8 مارس 2013

يوم عادي ..

دائما ما احذر اختي طالبة الثانوية العامة من أن تشغل منبهها الذي يكرر رنينه كل ساعة منذ بدء نومها حتى موعد استيقاظها مما يجعل نومي متقطع. استيقظ لإغلاقه كل ساعة بينما هي لاتدري من الأساس انه كرر تنبيهه ، فهي تستيقظ في موعدها المحدد ولا ادري انا اذا لماذا كل هذا الإزعاج !
دائما ما استيقظ ربع ساعة متأخرة عن موعد استيقاظي المحدد هذا فقط مقدار ما اسمح به لنفسي من تأخير حتى استطيع الإلتحاق بالمواصلات وأصل الكلية في الوقت المحدد فليس لدي رفاهية التأخير التي تكمن لسكان الأسكندرية نفسها فأنا من الوافدين ، كما اني اخصص ضمن جدولي الزمني مساحة للقدر حتى لا يتلاعب معي ويفاجأني بتلك الحوادث المتكررة على "الدولي" أو زحمة كوبري "محرم بك" في هذا الوقت من الصباح حيث الجميع يذهب لعمله.

بعد الإستيقاظ مباشرة اتجه للكمبيوتر أضغط زر التشغيل بإصبع رجلي الكبير وأخذ مكاني أمام الشاشة في تلك العادة التي اكتسبتها منذ عام تقريبا لتساعدني على الإستيقاظ والتنبه. اركز في تلك الشاشة السوداء في البدء ثم ظهور كلمة "windows" إلى ان يظهر الـ "desktop" بمحتوياته وابدأ في تحريك عضلات يدي بتحريك الـ"mouse" وغلق كل رسائل التنبيه التي تظهر فجأة ثم ابدأ بتصفح "Facebook" عندها استرد كامل انتباهي وافيق تماما.
وبرغم من ضيق أمي الشديد من تلك العادة " السودة المهببة " كما تقول إلا اني اجدها فعالة تماما.

من الأمور المزعجة لي هو اضطراري ان انهي ارتداء ملابسي وتحضير أشيائي في وقت محدد تماما فلا دقيقة واحدة تأخير وبما ان هذا إحدى مستحيلاتي فأجد نفسي اجري في كل أنحاء الشقة لأجلب "الشراب" من غرفة أمي أو اسرع إلى المطبخ لألحق بعض رشفات من النسكافيه الذي دائما ما يبرد أو انساه تماما مع الإستعجال. اصرخ على أمي لتعطيني مصروفي اليومي فلقد تأخرت كثيرا.
يحين دور اكثر الأشياء استفزازا منذ لحظة استيقاظي وهو " مسح الحذاء " ! اكره أن افعل ذلك وخاصة مع التأخير .

تلك اللحظات التي تدفعني للحديث صباحا ورسم علامات البشاشة على وجهي عندما اسأل سواقين الميكروباصات عن عربية " الموقف " بعضهم الذي يتجاهلني تماما والاخر ذو العيون التي تغزوك حتى العظام. هل هناك سخط صباحي يماثل هذا ؟!
ودائما ما اتسائل ذلك السؤال الوجودي لماذا لا يكون هناك مكان مخصص تقف فيه عربات "الموقف" ومكان أخر لعربات "خمسة وأربعين 45 " واذهب مباشرة لوجهتي بدون حديث يشوش تلك الأفكار الصباحية المسلية.

انا يوميا علي ان اصنع تلك الخيارات السريعة وتشغيل عقلي لبضع ثواني للمرة الأولى منذ الصباح بعيدا عن تلك الامور التي تعودت على فعلها تلقائيا. تبدأ تلك الحظة عندما اقف على باب العربية انظر إلى أماكني المفضلة _والتي غالبا ما تكون بجانب الشباك_ إن كانت خالية أم لأ ، وإن لم اجد مكان مفضل ابدا بالخيار الثاني ، اعيد التفحص مرة ثانية وسط تفحص معاكس من الركاب لأجد مكان مناسب اجلس فيه.

يا الله على ذلك الإرتياح عندما يغلق باب العربية وتبدأ في التحرك، فقد انتهت الأمور المزعجة ، انفراد تام بنفسي وفضول مراقبة الطريق وتداعي الأفكار أو قراءة كتاب أو استماع للبلاي ليست المفضلة.
واذا اردت اختصار ذلك المشوار اليومي بالميكروباص بدون تلك التفاصيل فسيكون كالآتي :
فين عربية الموقف ؟ ثم مرحلة "لم الأجرة" ثم مرحلة البحث عن "الفكة" وأخيرا تنتهي بـ " أول الكوبري معاك لو سمحت"

صباح الخير ، صباح الفل ، يا صباح الجمال ، ثلاث صباحات يصنعون يومي ولا يفسدها غير عشرات القبل التي تضعها على خدود جميع صديقاتك  الموجودين. تلك العادة المتطورة من سلام الأيدي والتي كنت من اوائل الناقمين عليها واصبحت أفضل مثال على تطبيقها.

_ صباح الخير ، ممكن أخد الغياب ؟ رقمي 730 مع ابتسامة بلهاء وما يدور في مخيلتي حينها
" I may look calm but in my head I've killed you three times "

وبالرغم من حضوري المبكر إلا انني اتعمد الصعود على الوقت تماما حتى لا "اتدبس في الشييت" ايموشن شيطان 3:)
اجلس في الراوند هادئة ومنصتة وعيوني تلاحق الدكتور في كل إيماءة وحركة ورأسي ينسج حوله باقي حكايته . بالنسبة لي استاذ في الكلية يعني مزايا الخمسة "ع" المشهور بها الدكتور ، عيادة ، عربية ، عروسة ، عزبة ، عمارة ودائما ما اتخيله كائن مادي إدراكه بما يحيط به يكاد يكون معدوم ، رأيه _بإدعائه_ دائما على صواب مكتسب تلك الثقة من وضعه ومكانته العلمية ودائما ما يتميز بتلك الإبتسامة البلاستيكية التي اكتسبها مع الوقت أو علموه اياها لإبهاج المرضى !

قلبي يقفز فرحا عندما انظر في ساعتي واجدها الثانية عشر إلا ربع ، ربع ساعة فقط تفصلني عن حريتي تمر ببطء شديد ولكن اخيرا تأتي الثانية عشر فاكون أول الهرولين على سلم عمارة الجراحة .

اجلس ما اجلسه من الوقت مع سكان "النافورة" إلى أن يحين وقت العودة ساعتها ارتسم علامات الجدية انظر في الساعة بشكل متكرر ، اُعّدل من هيئتي ، خطواتي سريعة إلى حد ما ثابتة ، الحق بالمشروع إلى "الموقف" ومنه اركب احدى عربات "رشيد".

أعود إلى البيت ، ولابد من اتناول وجبتي الأساسية في اليوم كله وهي "الغدا" فمن الممكن او بل هو الطبيعي اني لا افطر او اتعشى ولكن كله إلا الغدا لابد ان يكون مُعّد بإهتمام وإلا فلتحتمل أمي ما جلبته لنفسها من صوتي "القميء".
اجلس اتابع احدى المسلسلات بعد الغدا أو اتصفح "Facebook" ثم اذهب لأنام ليبدأ يومي بعد منتصف الليل واستعيد ساعتي البيولوجية التي تتلائم مع كوني كائن ليلي.


الأربعاء، 6 مارس 2013

تفــاهـــم


قالت لي (س) من صديقاتي أن الأمور باتت مع حبيبها لا تحتمل. تشعر كما لو ان الحياة أصبحت فاترة ، انطفئ ذلك البريق وأصبحت تلك التفاصيل الصغيرة بينهما تستفزها. هو لا يراعي أمورها الخاصة ولا يلتمس الأعذار ويريدها متفهمة طوال الوقت وعليه أن يرسل بتلك الرسائل النصية القصيرة بشكل مستمر وعليها الرد فورا في التوقيت المحدد !

بات حين يحدثها مؤخراً يطلب منها أن تتغير قليلا ، فهو أحبها لأنه يحبها ولكن ليستمر هذا الحب كما بدأ عليها أن تتغير بعض الشيء لتلائم تلك المزاجية التي هو عليها. عليها أن تقرأ اكثر وأن تعتني به أكثر.

أنا أعلم انه الوحيد الذي استطاع أن يحتويها كما هي ، يحبها كما هي تريد ، هو الأفضل بيننا على الإعتناء بها وإسعادها. طالما أحببت فرحتها معه وتلك الإبتسامة التي تلازمها. أنا أعلم أنه الأفضل لها وربما لغيرها أيضا.
أخبرتها أن تلك الهوامش هي التي تعمل على تآكلنا شيئا فشيئ ، تتمكن منا ويصيبنا الهاجس لإعادة التقييم ولا يلبث أن يتوغل أكثر وأكثر.
نبدأ بإعطائها المسميات الكبرى من “غياب التفاهم” و “فرض الرأي” و “محو شخصيتنا” وانهم لا يحبوننا كما نحن عليه بل يريدونا أن نتغير ..

الأمر لا يبدو كما هو ظاهر والطلب كما يبدو عليه في بعض الأحيان ، ربما هو أراد أن يقول لها أهتمي بي قليلا الآن ، احتاجك بجانبي فأنا مرهق جدا أو تلك الأمور التي يصعب علينا طلبها مباشرة حتى لا تتحول الإجابة عليها نوعا من استجداء التعاطف والطلب يصبح توسل !
فنتخذ تلك الصفة الهجومية لنخفي وراءها تلك الهشاشة .

علينا أن نلعب عدة أدوار في نفس الوقت لنتجاوز ذلك التشوش ونعود لنرى ذلك الصفاء مجددا.
هو لم يتغير وهي كذلك وتلك المعاني الكبرى لا تخبو سريعا هكذا أمام العثرات
المحبة لا تعطي إلا نفسها، ولا تأخذ إلا من نفسها. المحبة لا تملك شيئاً، ولا تريد أن يملكها أحد، لأن المحبة مكتفية بالمحبة ”
كما قال جبران  :)

الجمعة، 1 مارس 2013

الكيتش ..

(الكيتش لا يبدو كيتشا إلا اذا لو وجدت الجميع يوافقونك على عظمته أو أهميته أو إنسانيته أو .. ..
نحن من صنعنا الكيتش وأكسبناه المعنى وأفقدنا الأمور العظيمة معناها بإبتذالها !)

وعلى سبيل المثال
- صور أطفال المجاعات بتلك الضحكة البريئة رغم الألم
- دم الشهيد
- “رجولة” أطفال الشوارع التي يفتقدها الكثيرون
- براءة الطفولة
- جميع ما ينشر ليرسم بهجة وسط الألم

بالرغم من مثالية تلك الأمور وعظمتها إلا أن التعاطف معها المثير للشفقة وإقتطاعها من سياقها والوضع العام الموجودة فيه يبتذلها ويظلمها كثيرا. فهو لا يمحوا الألم ولا يعطي الحقوق بل يعطي نوعا من تسكين الضمير مؤقتا ، يضفي بعض الهالة الظريفة المطعّمة بالإنسانية لصاحب “اللقطة” البارع وبالطبع للمشاركين في نشرها.

لو وضعنا في مواجهة حقيقية مع هذا العالم سندرك مدى تجاوزه لنا ومدى حجمه الطبيعي الذي يتخطانا بكثير والذي سنتعامل معه بالعجز أو الهروب وسنندهش أكثر من مدى بساطة ما نراه معّقد للغاية ، فسكانه اعتادوا وتكيّفوا ويعملون على تغيير أنفسهم بمعدلات بطيئة أو سريعة _لا يهم_ حسب حاجتهم لذلك. أما نحن فنتعامل معه بمبدأ التغيير وليس الحتمية و إفتراض إنه واقع معوّج نظرا لعامل بسيط جدا انه مختلف عننا إنهم “غيرنا” .