الخميس، 29 ديسمبر 2011

يوم جديد .. قصة قصيرة

ما الجديد في هذا اليوم؟  يسأل نفسه عند استيقاظه صباحاً ذاهباً الى عمله، يمشي في نفس الطريق، يرى نفس الاشخاص، يلقي عليهم التحية بابتسامة فاترة ويردون عليه بنفس التحية والسؤال عن احواله، نفس الضيق الذي يصيبه من الاجابة بانه على ما يرام مع انه يدري انهم لا يهمهم امره في شيء ولا يريدون سماع جواب غير ذلك ولن يستعموا اليه اذا شكى لهم او تبرم من سوء المعيشة وغلاء الاسعار ومصاريف الاولاد وطلبات الزوجة التي لا تنتهي ومرض امه وما سيلقاه  عندما يعنفه مديره على تأخيره ويخبره ان هذه هي المرة الاخيرة فعليه ان يجد حل لتلك المشكلة ويجيبه بنفس الاجابة المحفوظة بأنه يسكن بعيدا عن مكان العمل والراتب ضئيل لكي يجد وسيلة دائمة تأتي به الى العمل كل يوم في نفس الموعد، فهو لا يجد غير رجله التي تحمله اينما ذهب والتي بدأت تتبرم هي الأخرى من طول المسافة التي يقطعها يومياً ذهاباً واياباً وما يعانيه من آلآم في العظام ولكن عليه ان يتحمل لأن هذا هو العمل الوحيد المتوافر لديه ليقتات معاشه ويوفر احتياجات اسرته الضرورية.

 لن يستمعوا اليه اذا اخبرهم عن زملائه في العمل هؤلاء المرضى الذين يتباهون بملابسهم الجديدة ذات الماركات العالمية وسياراتهم الفاخرة وسهراتهم الممتعة وفي نفس الوقت مازالوا يتمسكون بهذا العمل الذي يدر مال ضئيل هم ليسوا في حاجة اليه ولكن يحتاجه الكثيرون غيرهم ممن يشبهونه او اقل منه بكثير!
وهاهو يؤدي نفس العمل كل يوم بنفس الاوراق ونفس التوقيع عليها من مديره وايصال كل واحدة الى أصحابها.وحين تحين ساعة الانتهاء يتأخر قليلاً عن زملائه لكي يحسر ما طلبته منه زوجته من مستلزمات البيت وما طلبه الاولاد من ادوات دراسية والدواء الذي سيشتريه لأمه وينهي عمليته الحسابية بنفس التنهيدة المصحوبة بالالم والحسرة.

يعود الى البيت في الموعد المحدد، يتناول الغذاء، يقرأ الجريدة التي تجرعه المزيد من الضيق عندما يقرأ عن عدد القتلى جراء انهيار مبنى جديد تعمد صاحبه ان يوفر من سعر مواد البناء ليُحَصِل مزيداً من الربح دون ادنى تفكير منه في ارواح هؤلاء أو ما عانوه من اجل الحصول على شقة في تلك البناية الجدية ليبداوا حياة جديدة وها هم يدفعوا الثمن ارواحهم.ويقرأ عن ارتفاع الاسعار ويشكوا لنفسه كيف سيُكمل الشهر بذلك المرتب الضئيل الذي لا يزيد في مقابلة تلك الزيادة.ويقرأ عن انتحار تلك الفتاة التي تكبر ابنته بسنة واحدة بعد ان فشلت في اداء امتحان مادة الكيمياء.
يطوي الجريدة ويشعل التلفاز، يتنقل بين القنوات، اذا بمذيعة تستضيف احد المسئولين الذي يؤكد ان المواطن محدود الدخل هو اولوية الحكومة الجديدة ورفع مستوى معيشته هو الاساس. يدير القناة اذا بأحد الشيوخ يتحدث عن جواز ام بطلان الوضوء اذا مسحت على رأسك كلها أم مقدمتها فقط؟يدير القناة فاذا بنشرة الاخبار باللغة الانجليزية. يغلق التلفاز ويذهب الى النوم !

ينظر في ساعته انها السابعة
يردد قائلاً : لن اذهب اليوم الى العمل وسأنام الى ساعة متأخرة
يدير وجهه الى اعلى رافعاً صوته غاضباً " يارب اما ان تبعث اليوم اليّ برزقي او فليكن الموت

الاثنين، 19 ديسمبر 2011

دون ان اصبح حجر !

احساس عام ممكن اقول اتزان بس ما اعرفش،
هي حالة كده مش عارفة اصنفها واللغة حالياً مش مساعداني الاقي كلمة مناسبة توصفها
ممكن اوصفها،
هدوء وصفاء يشوبهما القلق و الترقب

حالة من الملل يتبعها حالة من اللا انتظار
نظرات زاهدة تدل على الاكتفاء او ربما النضج المبالغ فيه
حالة من الانشغال و ضيق الوقت.
_________________

مستغربة حالتي جداً لأن دي اول مرة احس اني فعلاً لنفسي وبنفسي، زاهدة عن الدنيا كلها حتى اقرب الاصحاب.
ما فيش حاجة بتفرق معايا نهائي
احساس بالامبالاة و الضجر من الامور الاعتيادية و الحوارات الاعتادية حتى الضحكات والدموع الاعتيادية.
لا يستفزني اي شيء انساني لا اتعاطف معه، اشعر كما لو انه مصطنع.
مزيداً من التمركز حول الذات مع بعض من الانانية و الوحدة.
حتى هذه التدوينة ليست بدافع التفريغ كالمعتاد ولكن بدافع الكتابة فقط !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المقلق في الموضوع بالنسبالي مش كرهي للحالة دي، بس لاستمرارها لفترة ما كنتش اتوقعها،
كنت مفكراها ظاهرة عرضية بس طلعت العكس وطولت حبتين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

محمود درويش بيحب يلخص ويجيب من الآخر/
"قلبي ليس لى ...
ولا لأحد.
لقد استقل َّ عنى 
دون أن يصبح حجراً."
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المهم انا بسأل نفسي دلوقتي

انا امتى كبرت اوي كده ؟!

الخميس، 15 ديسمبر 2011

فكر شوية ؟

تخيل/ي ان ممكن يكون في حد فعلياً بيفكر فيك/ي في نفس اللحظة دي دلوقتي وانت/ي ماتعرفش
!
حياة عبثية فعلاً اننا لا نملك كل الادراك
ولكن ماذا عن التخاطر هل هو جزء من الادراك المبهم الذي يمتلكه البعض فقط؟
 هامش:
بالرغم من ان ادراكنا منقوص بعضنا يمتلك مرحلة متقدمة من الادراك !

فكر شوية

الأربعاء، 16 نوفمبر 2011

My status

القوة لا تمنع الخوف، فالقوة تتطلب موقف اما الخوف فيتطلب هاجس.


الكتابة بتخرج الخوف اللي جوايا
يوسف زيدان في عزازيل من يكتب لن يموت بالنسبالي من يكتب لن يخاف.


و نحن نحمل وزر الحياة على اكتافنا، اثقال نحملها يرهقنا حملها تجعلنا نبدو اكثر حكمة و اعمق فلسفة وهي العبثية في جل صورها.


بت اكره الذكريات و الحنين.


انا مع الورق مختلفة .


الافكار الغير اعتيادية تجعل اصحابها اكثر جاذبية.


اهتم بمن يبدأ حديثه بتعريفنا عن نفسه اشعر معه بذلك الاعتزاز بذاته.


لا استطيع تقبل صاحب اي فكر ديني متكلف حريص ع اظهاره بين الجميع اشعر باني ابغضهم وابغض فكرة استئثارهم بالله لانفسهم و انهم المفضلين عنده لاتباعهم منهجه.. اليس الاجمل ان نعتقد ان الله للجميع وبالرغم من الجميع هذا فهو يعرفك .


لا اهتم الا بالاشياء التي تهمني بالفعل وما اكثر ترديدي لها و والدي يعرف ذلك جيداً :))



بالرغم من تفضيلي للالوان المبهجة كالنيلي و الاخضر الا ان لون الحبر المفضل لي في الكتابة هو الاسود.. ربما هو لون مزاجي الشخصي دائماً لحظة الكتابة ؟!


لا تغريني علامة التعجب (!) بقدر ما تغريني علامة الاستفهام (؟) و دائماً اشعر ان النقطة (.) هي شيء زائد ليس لها مكان في حياتنا



لا تكون الفرصة فرصة عن تخطيط انها تحمل كل ما تحمله الصدفة من معنى بداخلها ، فالفرصة صدفة اختارتك في وقت لم تكن مهيأ نفسك من اجلها .

الاثنين، 7 نوفمبر 2011

2011 . . فاطمة التخبط !!

سنة ما يكفيهاش حبة كلام احداثها عظيمة ومهولة و مع انه فاضل فيها اقل من شهرين بس ممكن يحصل فيهم الهوايل حاسة انه فاضل فيها كتير اوي اكتر مما هو متوقع لها !

 2011 . . علمتني

كلمة لا اهتم.

ان كل ما نتمسك به و بشدة هو الاسرع الى الزوال.

ان ما نظنه الاجمل فينا ما هو الا اكبر نقطة ضعف فينا على الاطلاق وما هو الا اول شيء نخسره او نغير اعتقادنا تجاهه.

ان دموعنا تخفف عنا كثيراً و لكنها لا تغير شيء.

ان من اسخف ما يمكن ان نشعر به هو ان تكون احدى عرائس الماريونت في يد احدهم وان ليس لك اي قرار وبالرغم من كل محاولاتك للتخلص من ذلك الدور تجد نفسك مجبر لاكماله للنهاية.

من ارهق الامور الجدل للجدل بدون اي نتيجة وهو شيء معروف ولكن تجربته قاسية.

ان جميع الاحلام الكبيرة خيبات مماثلة.

ان لا شيء يستحق التمسك به الا اذا كان واقعي.

جعلتني ادرك سخافة اصحاب القضايا الكبرى فليس هناك قضية يستحق المرء ان يفني نفسه من اجلها،تعد تلك القضايا نوع من الظلم للبعض فمن يؤمن بها شجاع ومن لا يهتم فهو متخاذل !

من نحبهم الاكثر على الاطلاق هم الاكثر خذلاناً لنا وهم ايضاً من نعجز امامهم عن البوح ولو بمقدار 1% من دواخلنا تجاههم.

اوجدت المستحيل بداخلي وهو ان اصير ما اريد ..( في ام الكلية دي ).

ان الانسان (انسان) بطبعه ومشاعرنا الطيبة لا تتغير وقت الشدة.

ان تكون واقعي هو ان يحكم عليك بغياب الاحساس العام.

ان الانفراد بالنفس الطريق الاسرع للاكتئاب وليس للصفاء و الهدوء.

ان الضربة التي لا تقتلك تقويك ( وما اكثر تلك الضربات في 2011).

ان حزنك من نصيبك وحدك و يظل دائماً الجزء الاكبر منه هو الذي لا تستطيع ان تحكيه بالكلمات.

ان نهتم اكثر بأهلنا و المقربين منا فما اسرع خطفة الموت لهم ونحن نظن انفسنا معصومين منه ليتركنا لشعور الفقد وتأنيب الضمير لعدم ودهم بشكل اكبر وعندها سندرك حقاً مدى حبنا لهم و اهميتهم عندنا و ان مجرد وجودهم في حياتنا يشكل فارق كبير وكم هو غاية في الصعوبة عندما نُسأل عنهم ونجيب رحمهم الله !
- الله يرحمك يا خالي ويغفرلك ويجعل مثواك الجنة_

2011 .. فاطمة التخبط بين
ما اريده بشدة وادرك بعد ذلك اني لا اريده
وبين مالا اتوقعه و يحدث حقاً !
و بين ما اتمناه و ارجوه ويحدث !!
و بين محاولاتي الكثيرة لايجاد ايماني الداخلي و ادراكي لعبثيته
بين خوفي الشديد و ان يفترض مني ان اكون قوية و اكثر تحمل للمسؤلية
بين ما افكر فيه و ما ابدو عليه

الايمان الشخصي

الايمان الشخصي في كثير من الاحيان يفضي بنا الى الوحدة و العزلة بأنفسنا عن الآخرين. يدفعنا لتجاهل من حولنا نتيجة للارهاق من كثرة الردود و النقاشات واثبات حقيقة ايماننا !
ماذا يضير الآخرين بماذا نؤمن؟! و لماذا نتحاور حول ذلك طالما هو شيء يخصنا نحن فقط نحن ولا احد غيرنا ؟!
لماذا ينصبون انفسهم حكام او طرف آخر من النقاش لاثبات صحة او خطأ ذلك الايمان و لماذا الايمان الشخصي محل نقاش في الاساس ؟!!


بما ان كل شيء نسبي فان الايمان الشخصي يحمل سمة النسبية ايضاً بشكل كبير ربما يتغير في موقف او جملة او هاجس يشعرنا بعدميته و ان هناك ما هو اكثر واقعية و اكثر قيمة.
انا لا اقصد الايمان الديني ولا ما يتعلق بتلك المنظومة ولا ارد افعالي بشكل مباشر لتلك الدائرةولكن ربما الايمان الفطري التلقائي الموجود في كل منا.

في بعض الاحيان تمسكك بما تؤمن مع الاحتفاظ بخصوصيته عن الآخرين يرسم حولك هالة تميزك تشعرك بالغموض عن من حولك نتيجة لفضولهم ولكن عندما تنظر انت لنفسك تجد انك لا تبدو كذلك على الاطلاق ولا تشعر بأي من ذلك التميز وانك بسيط حد اللا حد فتجد انه يكفيك فقط الابتسامة ولا تحتاج الى الرد على تلك المبالغة من جانبهم لأنك تدرك تماماً ان النقص في الآخر هو ما اشعرهم بتميزك لا العكس.
تشعر انك حتى لا تمتلك التواضع كسمة تميز ولكن ترى نفسك بكامل الواقعية انك غير مميز على الاطلاق. 
فكل انسان مميز لو ادرك انه حقاً مميز، لو ادرك طبيعته، لو اعطى لنفسه مساحة الشعور التي تكفيه و مساحة البساطة بعيداً عن التكلف، لو احترم ذاته الانسانية وابتعد عن الموروثات و الصبغات الاجتماعية التي حولتنا لمرضى اجتماعيين !

السبت، 29 أكتوبر 2011

العبث

محفوظ في ثرثرة فوق النيل

" العبث هو فقدان المعنى، معنى اي شيء. انهيار الايمان، الايمان باي شيء و السير على الحياة بدافع الضرورة وحدها دون اقتناع وبلا امل حقيقي "

توقفت عندها كثيراً دفعتني لأفكر فيما يرهقني
هل لابد من الخوف لتمام الايمان وادراك الضعف والحاجة ؟
هل لابد من ان نحمل وزر الحياة على اكتافنا، اثقال يرهقنا حملها تجعلنا نبدو اكثر حكمة واعمق فلسفة _وهو العبث في ابهى صوره !_ ولكن لانملك لتفسيرها شيء وبعد ذلك نكتشف اننا تهنا في زحمة تلك الحياة وتناسينا التلقائية و العفوية والبراءة.
اصبحنا نحمل تفسيرات الحياة معنا من هنا لهناك ومن فم هذا و من فم ذاك لعلنا نخرج باجابة نرتضيها او ننتصر لمبدأ او منهج انتهجناه.

عزيزي محفوظ العبث ربما هو الانسان الاقرب للطبيعة المتوحد مع ما يريد
ربما هو يحمل قدر من الانسانية اكبر مننا جميعاً هو ما دفعه للعبث في غمار كل ذلك الايمان المزيف و الادعاءات
ربما هو من حاول ان يجد نفسه الحقة
لعلك لو فقدت المعنى تجده جلّه ويتراءى الزيف في ابهى صوره و اوضحها
لعلك لو فقدت المعنى تدرك معنى اخر ان اغلبية الاشياء بلا معنى لأنك عندها سوف تسأم من النسبية و عجزك عن الوصول للامر المطلق يجعلك تؤمن بالعبثية وتصبح هي كامل الايمان
اذا كان العبث يحتمل تأويله اللا اخلاقية فلماذا نتناسى انها بدافع العبث ايضاً
واذا كان العبث ماهو الا رحلة لادراك المعنى فهي ليست مبرر وكذلك العبثيّ مدرك انها حماقة ولكن حماقة مملوءة بالمعنى والعدمية الاثنين معاً
أترى هل نُجازى لانسانيتنا ام على قدر حملنا للاثقال و التأويلات والحجج
من يُحكم له بالصواب المجرد ام المثقل؟
ولعل المجرد كان الاكثر حملاً على الاطلاق !!

الجمعة، 7 أكتوبر 2011

ملناش غير بعض




ملناش غير بعض
غناء والحان : وجيه عزيز
كلمات : علي سلامة
. . . 
ملناش غير بعض حبيبى
ملناش غير بعض
أدينا الدنيا ساعات وتروح
وتروح
وتسيب جوانا فرح وجروح
ونروح نتغرب فين ما نروح
ملناش غير بعض
تنفض الناس ويغيب الضى
وأقول ده خلاص رايح مش جى
أتاريك مش زى الناس ولا زى
عايشين الدنيا على عيبها
تجرحنا ونعرف الاعيبها
وبنمسك فيها وبنسيبها
وبنحضن بعض
ملناش غير بعض حبيبى
ملناش غير بعض

الأربعاء، 5 أكتوبر 2011

الطابور الصباحي . . قصة قصيرة


وقف في طابور المدرسة الصباحي بتلك الهيئة المعتادة لمديري المدرسة ، تلك النظارة الثقيلة و البدلة المعتادة ذات الصديري و التي يتغير لونها ما بين اللون البني و الرمادي و احياناً الكحلي ، وذلك الشعر الابيض ع جانبي الرأس و الصلع في المنتصف الذي يعكس ضوء الشمس في الظهيرة، وينفلت من بين فراغ اسنانه تلك الجمل باللغة العربية المُشَّكلة و المشددة ، فخطأ واحد في ضم او فتح احدى الكلمات يعده جُرم فادح لا يُغتَّفر لأنه مدرس لغة عربية عظيم و اصبح مدير لتلك المدرسة العريقة لكفائته ربما وربما ايضاَ لأن سنه يسمح له بذلك !

وها هو حديث الصباح اليومي عن انجازاته وتفوقه الخرافي المعتاد عندما كان عمره في مثل عمرنا وحديثه اليوم عن تفوقه في مادة اللغة الانجليزية !!
لم استطع ان امنع نفسي من التهكم عليه هذا ليس لادراكي باستخفافه بنا لأننا مازلنا صغار كما يعتقد و حسب ولكني كنت دوماً اطلق عليه " استاذ ساندوتش "
فهو لا يلتهم الطعام بشراهة كما يبدو من النعت ولكنها الاموال !!

يكفيك ان تُرسَل لك دعوة لحضور مجلس الاباء حتى تنبهر بمجموعة من خطابات التسول والاستعطاف لانقاذ مصير مدرسة عريقة و تطوير المنشأت و المعامل والحفاظ على سلامة الأبناء و الكثير و الكثير مما يشبه المتسولين الذين تدرك من النظرة الاولى انهم محتالون ليس لأن هيئتهم تفضحهم ولكن لأنهم اغبياء!

انه ليس اجتماع للحديث عن مشاكل الطلاب او مناقشة خطة لتطوير العملية التعليمية بالمدرسة او محاولة لتقويم سلوك الطلاب، انه اجتماع يحضره اولياء الامور ممن لديه القدرة على الدفع و في نفس الوقت يضمن لأبنه او لأبنته الخدمة الخمس نجوم ممن يعرف الوالد السخي ذو المكانة المرموقة...

اطلقت النكتة بكل اريحية وبملئ فمي و لسوء حظي " النحس " لم انتبه لمكاني بالصف الاول من الطابور فسمعتني احدى معلماتي فتسائلت عن صاحبة النكتة فتقدمت بكل ثقة ولعلها مصحوبة بفخر ايضاً "انا من قلت ذلك" لا ادري ما دفعني للتقدم بتلك السرعة و التلقائية هل لأني حقاً من قلت ذلك ام لأني ظننتها ستتعاطف معي بل ستضحك ايضاً لأنها تعرفه جيداً ؟؟!
نهرتني بشدة وزجت بي لآخر الطابور متوعدة بالشكوى له بكل ما قلت ولن تهدأ الا باستدعاء ولي امري لينظر نتاج تربيته ...

اجتمع حولي الكثير من الزميلات محاولين الدفاع عني و الاعتذار منها ومع بدء اول حصة في اليوم حتى سرى الامر وتردد اسمي بين الاساتذة وجميع طلاب المدرسة كما لو انه احدى مشاهد الافلام الابيض و الاسود عندما يهلل بائع الجرائد " اقرأ الحادثة اقرأ الحادثة ! ".

لم يرني احد في ذلك اليوم الا و سألني عما قلته ووبخني بشدة على هول الفعلة و انا انظر لهم بكل دهشة واجدني بكل تلقائية اقول لهم " لم اقل ذلك ، انكم تعرفوني جيداً مستحيل ان يصدر عني ذلك القول !! " واذا بي اتمسك بقولي واُكذب كل ما قيل وانعته بالافتراء علي !

دخل مدير المدرسة في احدى الحصص المتأخرة من ذلك اليوم و نادى على اسمي لأقف امام الطلاب ونهرني بشدة قائلاً " اللي يجيب سيرتي بسوء مالوش عندي الا الجزمة !! "

اشتعلت غضباً وسخطاً واذا بصوتي يرتفع واهدد كما ان التعبير اثار سخط زميلاتي هم الاخريات فوقفن مدافعن عني مكذبين الحدث تماماً مشيدين بأخلاقي وادبي الجم ...

عُدتُ الى البيت و انا ابكي كما لم ابكي يوماً في حياتي شاكية لأمي ما حدث فاذا بها تتوعد هي الأخرى بكل حدة وغضب.

انسحبت لغرفتي و انا افكر في كذبتي و اذكره حينما استدعاني في الاذاعة المدرسية السنة الماضية و عنفني بشدة جراء شكوى والد زميلتي _احد الحضور الدائمين بمجلس الاباء_ بتعرضي لأبنته فاذا بي اشمر له عن ذراعي لأريه الاثر الازرق لتلك العضة وتلك الكدمة الاخرى تحت عيني اليسرى .

الجمعة، 30 سبتمبر 2011

مخلفات نفسية (2)

لو الدنيا علمتني حاجة حلوة وقصادها اكره حاجة وحشة، فهي علمتني ان اد ايه الكذب شيء مقرف وبيضيع معاه الثقة واننا بنكذب طول الوقت حتى لو مش عارفين اننا بنكذب او بنكذب غصب عننا بس بنفضل نكذب ونكذب ونكذب . . . .

اما بقى الحاجة الوحشة اللي بكرها فهي خلتني اكره اللف و الدوران، بحب الصراحة وما بحبش الالغاز ولا التلميحات وكرهت التاويلات والتفسيرات لو عندك حاجة واجه ع طول.
. . . . . .

اول يوم انزل فيه عندنا في مستشفى رشيد العام عشان اتدرب ( حسيت اوي اليوم ده ربنا مقدرلي اني اشوف فيه خالي قبل ما يموت ).
ماما كلمتني في التليفون اني اجي اديه حقنة وريد
قلتلها بخاف
سألتها هو تعبان اوي
قالتلي ايواا
قلتلها هخلص وهاجي اطمن عليه
فعلاً رحت وكانوا بيحاولوا يفوقوه ويخلوه يتكلم 
دي كانت آخر مرة شفته فيها قبل ما ينقلوه مستشفى دمنهور ويروح في غيبوبة طول الاسبوع ويوافيه الاجل ليلة الجمعة.

بفكر في اليوم اللي رحت فيه المستشفى وبقول لو كنت قعدت في البيت اليوم ده وماكنتش نزلت اكيد ماكنتش هروح معاهم ولا كنت هشوفه كنت هقعد استنى اختي تيجي من المدرسة عشان احضرلها الفطار واخد بالي من البيت.

بحمد ربنا انه كان مقدرلي كده وده اللي صبرني شوية مع اني مش قادرة اسامح نفسي اننا ماكناش بنزوره كتير. دلوقتي بتمنى لو كان عايش كنت بينت له اد ايه اني بحبه واد ايه هو غالي عليا بس للاسف ما بندركش كده غير لما اللي بنحبهم نفقدهم وساعتها بنندم اوي.

صعبان عليا اوي اننا نقصنا واحد واني مش هشوفه تاني واني لو اتسألت عليه بعد كده هقول الله يرحمه.
مش قادرة اتخيل فراقه " فعلاً صعب " ودايماً صورته في بالي.
اد ايه كان فرحان بيا وفخور اني في كلية الطب وكان دايماً يقول للدكاترة اللي بيعالجوه انا بنت اختي دكتورة برضو.
الله يرحمك يا خالي ويغفرلك ويسامحك ويجعل مثواك الجنة وتسامحني لأني معرفتش اد ايه انت غالي عليا غير لما فقدتك.
                                                                                 تاريخ الوفاة : 23 سبتمبر 2011
. . . . . .

المصائب لا تأتي فرادى بل تأتي كتائب
والله انا حاسة اني نسيت الضحكة اللي من القلب الابتسامة بقت مجرد انفراجة شفتين و الراحة من الحزن ماهي الا عبارة عن مجرد تضييع الوقت !
. . . . . .

احساس بالغضب من الدنيا شديد وعايزة اقولها بكل قسوة :

" اييييييه بقى ماالك مش هتفرجيها علينا شوية انا تعبت وطهقت وزهقتيني في عيشتي خلااااااااص "

انا دايماً عندي تصالح مع الدنيا حتى وقت الكرب لأني واثقة ان دوام الحال من المحال، دايماً راضية ومش بعترض وبقول الحمد لله انا اقدر استحمل اكتر من كده كمان
بس حقيقي الفترة دي بقى تعبت وماحستش بأي فرحة من زمااااان اااوووي ومافيش راحة بال يمكن احلى حاجة بتبقى في اليوم كله هو النوم
مافيش كلام
مافيش تفكير
مافيش زعل !
. . . . . . 

عايز تشوف رد فعل غير متوقع مني ممكن تعمل حاجتين:
حرك جوايا الفضول.
حرك جوايا الغِل ( الحاجة دي ليها مفعول السحر ).
. . . . . .

ما بحبش اللي بيتفذلك ويقول انه يعرف يقراني لأني ببساطة:
ما عنديش اسرار !
. . . . . .

دايماً بعمل اللي مقتنعة بيه وما بيغيرش قناعاتي غير التجربة
. . . . . .

بهاء طاهر بيقول في روايته الحب في المنفى:

" كل الاسر السعيدة تتشابه ولكن كل اسرة شقية فريدة في شقائها "

الكلام ده صح ع فكرة !



الأربعاء، 21 سبتمبر 2011

العريس . . كلمتين في بوقي عشان اهبط :D

اليومين دول ماسورة جواز واتفتحت. كل يوم خطوبة،فرح،قراية فاتحة،كتب كتاب وكأن الناس كان عندها كبت وما صدقت . . يلا بقى ربنا يسعدهم ويهنيهم :D
السنة دي بالذات الفرة بين صحباتي شغالة ع ودنه كل شوية اسمع خبر حلو من ده يمكن عشان هم خلصوا كلية و انا لسه :(

خلاص بقى ده الوقت المناسب وخاصة اللي كانت مخطوبة وقت الدراسة خلاص اهي خلصت ومبقاش في حجة يبقى اييييه؟ نتجوز بقى ;)
بس الاغرب بقى مش جواز صحباتي بعد الكلية لأ دول زمايل اختي اللي في الثانوي كمان بيتجوزوا أه و النعمة بيتجوزوا ! ومستواهم الدراسي كويس جداً وشاطرين !!

كنت في سهرة واحدة صاحبتي قبل ما تتجوز فسألتني واحدة قريبتها
انتي مخطوبة؟
قلتلها لأ
قالتلي بشغف جامد حبتين ربنا هيسهل ان شاء الله هيسهل ما تقلقيش . . هههههههههههههههههههه

انا بقى عايزة اعرف في ايه ؟؟ حقيقي في ايه ؟؟
احنا بنتقدم لقدام ولا بنرجع لورا تاني تفكيرنا بينضج ولا الجواز بقى في حد ذاته هدف للبنات.

دلوقتي قرايبي في انتظار الخبر السار ده اني اقول : انا اتخطبـــت :D
بلا طب بلا بتاع البنت مهما اتعلمت ووصلت اخرتها ايه ؟ الجـــــواز !

الله يرحمك يا قاسم امين انت وتحرير المرأة وانها لازم تشارك في المجتمع وتعمل وتتعلم وتخرج من القمم اللي معيشينها فيه وتنفض عنها بقى كل التقاليد البالية وتحريرها من كل السلطات المتحكمة فيها ومحكمة قبضتها عليها من سلطة ابوية و وزوجية ومجتمعية متمثلة في عادات وتقاليد وفكر مترسخ غير قابل للتغيير.

بقى دلوقتي لو وصلنا لسن معين _وتقريباً دلوقتي لازم يكون قبل الخمسة وعشرين :D _
وما ارتبطناش يبقى في حاجة غلط ونحس انه ناقصنا حاجة و النظرة تتغير ناحية البنت " وده حقيقي مش بتحامل ع فكرة " .

الفكر لسه ما اتغيرش او بيعود تاني في ثوب آخر حتى لو اتحايلنا ع نفسنا وادارينا ورا تعليم البنات واننا منحناها رخصة عمرها ما تحلم بيها ويجي شغلها بقى يتحكم فيه الانسان اللي هترتبط بيه يا يوافق يا يرفض يا يوافق بشروطه الخاصة !بقت تنطق الالسنة باللي يرضي الوضع الراهن بس مازلنا نحمل الصورة المقيتة عن الجواز " الهدف " جوانا

طيب سؤال محشور في زوري وبحاول الاقي اجابة
ليه بندور ع الجواز بأبرة؟
ممكن حاجة عاطفية واحساس بالامان
ولا احساس بالاستقلال عن السلطة الابوية واهو مهما كان الزوج متسلط بس انا حرة في بيتي !
ولا عشان الشهادة والتعليم ما بقاش ليهم قيمة دلوقتي ولا بيوفروا حياة كريمة
ولا يمكن كلهم!

انا لما بقول لماما اني لو فكرت في الارتباط " وده نصيب " عشان الاحراج :D
لو فكرت هيكون بعد لما اتخرج واشتغل ويكون ليا ذمة مالية منفصلة واحس بقى اني بقيت انسانة منتجة اعرف اتحمل مسئولية صح وابقى فاهمة معنى الكلمة دي كويستبصلي كأني لسه صغيرة او نظرة تشبه فيما معناها موت يا حمار " امي وانا عارفاها كويس:D"

الشهادة وفوقها العريس خلاص بقى اوبشن للبنت الشاطرة المتميزة الجميلة 

العريس مع الشهادة الاول وبعد كده بقى الشغل والهوايات الخاصة والعادات الشخصية و الخصوصية حاجات مش هيبقى ليا فيها الحق او لازم اتناقش فيها عشان احصل ع الموافقة و الرضا عن افعالي دي حاجة اساساً عن نفسي ما اقبلهاش ولا مجال للحوار حواليها!

الحمدلله خلصت وهبطت . . خلاص كده :D :D

الثلاثاء، 6 سبتمبر 2011

صـــافي . . قصة قصيرة

حانت لحظة الوضع وصرخات الام تعلو وتهدأ ثم لا تلبث ان تعلو مرة اخرى.  في احد الاركان يقف الاب منصور يشد على يديه داعياً الله ان يرزقه بمولود ذكر ، فهو انجب خمسة اناث احببهن جميعاً ولم يؤثر واحدة على الاخرى  وكلهن عزيزات لديه لكنه لا يستطيع ان يمنع قلبه من التعلق بذلك الامل. هو يرجو الله ان يكون وليد ذكر يشبهه ويعلمه حرفته التي اشتهر بها بين اقرانه في السوق. هو صانع اغلفة الكتب و المجلدات الجديدة منها و المتهالكة ايضاً. انعم الله عليه بموهبة الخط الجميل فهو ما ان يضع الريشة في الحبر ثم يهم في رسم الخط حتى تتحرك الريشة في يده في سلاسة ومرونة، اما عن جمال الخط فهو كفيل بابهار المارة فيتهافتوا عليه جالبين معهم كتبهم القديمة ليصنعوا لها اغلفة جديدة.
في وسط  ابتهالات  منصور ودعائه المسترسل الذي جعله يتحول فيما يشبه عابد ورع يرجو الله من كل قلبه وكل يقين علت صرخة قوية اعقبها لحظة من الصمت ثم صراخ الوليد الجديد. اسرع الى الغرفة وما ان رأه حتى وجدها انثى فانصرف بدون ان يتحدث بكلمة ولكن ما رُسم على وجهه أنذاك يظهر مدى خيبة الامل و الحزن الشديدين. اما الام ما ان نظرت الى طفلتها حتى استبشرت بها فقد كان لها عينين واسعتين صافيتين اثرها جمالهما فقالت سأسميها "صافي" .
نشأت صافي بين حنان الام وجفاء الاب. فهي تراه يعامل اخواتها بطبيعته اما هي فهو دائم النفور منها و الابتعاد عنها. هي تعلم انه طالما رجى الله ان تكون ذكر ولكنها تسأل نفسها ما الخطأ في اني ولدتُ انثى وليس ذكر فلدي من الاخوات خمسة غيري وانا السادسة ، اعتقد ان هذا لن يشكل فارق !
بالرغم من ابتعاد والدها عنها وتجاهله اياها الا انها كانت كثيرة الشبه به وفي عاداته ايضاً، فهي عندما تجلس الى المائدة تمسك الملعقة بنفس مسكة ابيها المميزة, كما ان خطها الجميل يكاد يفوق جمال خط ابيها وهي ايضاً تستعمل يدها اليسرى كأبيها تماماً. لاحظ منصور مدى تشابههما فبدأ يحن اليها ويطيب خاطره تجاهها.
اعتاد بعد ذلك ان يأخذها معه الى الدكان لتسليه بجمال حديثها اثناء عمله وتقرأ عليه ما اعجبها من الشعر و الادب و التاريخ، كما انها اخذت تساعده في عمله وتهيئ له الجلود للمجلدات الكبيرة. بعد تمرينها على كيفية رسم الخط بدأت تقوم بعملية تغليف الكتاب بأكملها بمفردها وبمهارة وحرفية.
كبرت صافي وكذلك منصور فأصبح شيخاً هرم و بالرغم من قيام صافي بكافة الاعمال الا انه لم يتقاعس يوم عن الذهاب الى دكانه معها.
تزوجت الابنة وبعد عدة شهور حملت في وليدها الاول وعندما حانت لحظة الوضع تذكر الشيخ منصور كيف كان عند ولادة صافي ويستعجب كثيراً من تخطيط القدر، هو لا يدري كيف رق قلبه لها ولا كيف كان قبل ذلك قاسي عليها. ربما هو الحب الغريزي بداخلنا تجاه الابناء و الآباء ، ربما حنانها وقربها منه  لا يدري حقاً.
صرخات وليدها الاول تملأ البيت الآن. انجبت ولداً جميل له مثل عينيها الصافيتين .
قالت سأسميه منصور كأبي وسأعلمه صنعته حتى لا تخرج من بيننا.

الأحد، 21 أغسطس 2011

مخلفـــات نفسيــة

" في علاقتنا بهم يظلوا آخرين ولكن حين يخرجون من حياتنا يأخذنا شعور جارف بالحنين اليهم تاركين فراغ لا يمكن ان يملأه غيرهم ! "
مع نظرة عن قرب لنفسي وجدت ان كتاباتي تتردد ما بين الحنين او الفقد او الرحيل او محاولة لابراز مفهوم خاص بي من خلال قصة او مقال او ابيات شعر لا تتمتع بالحرفية في فن الشعر ولكن يملأها صدق الشعور لحظة كتابتها.

لا استطيع ان اكتب بدون وجود سبب يدفعني لذلك وعادة تبدو فلسفية بعض الشيء او غير مفهومة لمن يقرأها عندما احاول ان اصيغ فيها وجهة نظري او الحدث كما اراه او تحليل الشعور بالنسبة لي.

في بعض الاحيان ادون هنا ما اخجل ان يطلع عليه اصدقائي مباشرة او ما هو ليس للتعليق عليه فهنا اشعر بالخصوصية و الانفراد، انا اعرف ان من الممكن ان يقرأها من يهتم ولكن لغياب التأثير المتبادل هو ما يجعلني اشعر بذلك الانفراد .
. . . . . .

بالرجوع للبدء اتذكر تلك المقولة لـ/ محمد عفيفي
" في علاقتي بالآخرين أحب على الدوام أن يظلوا آخرين"
 اعجبتني كثيراً تلك المقولة  لما فيها من تحديد ماهية العلاقة بين الفرد و المحيطين، فمن الطبيعي هناك الاقرب و الابعد لأي انسان، الأبعد من تجمعنا بهم امور مشتركة ولكن لا تؤسس لعلاقة طويلة الامد فيها ذلك النوع من الالفة.

ثم وجدتني الآن اكتب تلك المقولة بكل تلقائية مني ناتجة عن شعور جم بالحنين
" في علاقتنا بهم يظلوا آخرين ولكن حين يخرجون من حياتنا يأخذنا شعور جارف بالحنين اليهم تاركين فراغ لا يمكن ان يملأه غيرهم ! "
اتضح لي ان كل من اعرفهم هم مهمين في حياتي سواء قريب ام بعيد، ع اتصال دائم او مجرد امور مشتركة.
اتضح لي ان الامور الصغيرة تعني لي الكثير ومن يفعلها يتفرد بها في حياتي ولا يحتل مكانها احد سواه،
حتى من عرفتهم لفترة وجيزة وانتهت، لا استطيع ان انكر وجودهم او ادعي انهم لم يكونوا احد مهم " ع الاطلاق " فبذلك اكون اخطأت في حقهم وفي حق نفسي ايضاً.

كل انسان مدني بشعور ايجابي او سلبي بصرني بأمور كنت اجهلها، هم لا يعرفون ذلك لطبيعة المعاملة " الاعتيادية " ولكني " لست اعتيادية " فانا افكر فيها طوال الوقت ويلفت انتباهي الفعل الصغير ع تفاهته !
. . . . . .

حدث شرخ بيني وبين انسان الاعز عندي في الفترة الاخيرة عندما انهار امامي بكل ما بثه في من مبادئ و افكار. فوجئت بمدى تصادمه "هو" معها وعدم اعترافه بأي منها عندما مسه الامر هو شخصياً
بالفعل " اكبر الخيانات الخذلان " 
خذلني كثيراً وبالرغم من ترديدي تلك الكلمة له اصبح لا يأبه بها او بدأت اقتنع انه لا يعرف لها معنى او غير مؤمن بها !!
منطقه العقلي البحت و التجريد من اي احساس داخلي جعلني العن كل قسوة العالم التي توجد في " قلب ميت " اصبح لا تهزه اسمى المشاعر الانسانية  الا بغرض ان يبدو صاحب مبدأ " شخصية استعراضية " لكنه لا يؤمن به بداخله !
كلما اراه يتحدث ويتفلسف ويحاور ويجادل وينتصر اشعر بعدمية كل ذلك اذا كان ليس نابع من ايمان ولكن لتحقيق انتصار ع الخصوم. لا يقفز في ذهني غير لفظة " منافق ".
هو من شكلني وله الفضل الاكبر فيما انا عليه الآن و اعترافي باهميته في حياتي وعدم نكراني لأي شيء بكل صدق مع نفسي يصيبني بالتشويش و الحزن كلما اراه .
. . . . . .

عنما اشعر اني قريبة من احد او يعجبني لوجود شيء مميز به ابدي كامل اهتمامي واحترامي كنوع من الفرحة و التشجيع بمعرفته ولكن ما يثير غضبي الشديد هو ان افهم بطريقة خاطئة و اجد ان ما اقول او ما افعل يحتمل التأويل لأغراض عدة مع انه طُبّع مني بكل صدق وبراءة النوايا وهذا ما يجعلني اندم و اخجل و ابتعد لعل ابتعادي يفسر حقيقة الاهتمام !
. . . . . .

كلمات تتردد كثيراً بداخلي في الآونة الاخيرة توجع قلبي كــ
خذلان
حنين
سؤال
اهتمام
ضبابية
خوف 

. . . . . .

ربي هب لي من الحكمة ما يجعلني استمد قوتي من نفسي وليس من الآخرين :)

الأربعاء، 17 أغسطس 2011

قلبٌ ينبض بالشجن !


سألتني احدى صديقاتي عن نوع الرجال الذي يجذبني ؟
حينها ربما لم اخذ السؤال على محمل الجد او لم اكن  اعرف حقاً .
اجبتها : لا اعرف بالتحديد ربما لأني لم اجرب او افكر في هذا من قبل، ولكني اعتقد انه الشخص الذي يفعل الاشياء الصغيرة من اجلي ( مثل ان يعرف متى يدعمني وقت حاجتي اليه ) ...

اعتقد ان اجابتي كانت صائبة حينها نتيجة لماتعرضت له من خذلان وما احتاجه من الدعم بدون ان اطلب و ان اشعر بالاهتمام و التقدير .

بعد مرور الوقت وجدت ما يجذبني لرجل !
هو ذلك الرجل الذي اشعر فيه بالشجن، حزن خفي لا ادري مصدره، اشعر كما لو ان وراءه حكاية يدفعني الفضول لمعرفتها ولكن لو خُيرت لمعرفتها لن اختارها ابداً .
ليست بالضرورة ان تكون حكاية هامة او قصة مأساوية تدعو للتعاطف و الشفقة ولكن يكفيني ذلك القلب الذي شعر بالالم،
شعر بالحزن، شعر بالوحدة، شعر بالحاجة الى رفيق او يد تهون عليه ..
فاني اعتبره بمثابة  " حياة للقلب "

فهو قلب يقدر من حوله . . يتعاطف . . يصغي باهتمام . . يشارك بكل ما يملك . .
قلبٌ عصره الالم و التفكير ويخاف ان يمضي وحيداً !

في الانتظــار - محمود درويش

و كتبت كي انسى اساءتها قصيدة . . هذي القصيدة !


في الانتظار يصيبني هوس برصد
الاحتمالات الكثيرة :
ربما نسيت حقيبتها الصغيرة في القطار،
فضاع عنواني
وضاع الهاتف المحمول، فانقطعت شهيتها
وقالت :
لا نصيب له من المطر الخفيف
وربما انشغلت بأمر طارئ أو رحلة
نحو الجنوب لكي تزور الشمس، واتصلت
ولكن لم تجدني في الصباح، فقد
خرجت لأشتري غاردينيا لمسائنا وزجاجتين
من النبيذ..
وربما اختلفت مع الزوج القديم على
شؤون الذكريات، فأقسمت ألا ترى
رجلاً يهددها بصنع الذكريات
وربما اصطدمت بتاكسي في الطريق
إلي، فانطفأت كواكب مجرتها
ومازالت تعالَج بالمهدئ والنعاس
وربما نظرت إلى المرآة قبل خروجها
من نفسها، وتحسست أجاصتين كبيرتين
تموجان من حريرها، فتنهدت وترددت:
هل يستحق أنوثتي أحد سواي
وربما عبرت، مصادفة، بحب
سابق لم تشفَ من، فرافقته إلى
العشاء
وربما ماتت،
فإن الموت يعشق فجأة، مثلي،
وإن الموت، مثلي، لا يحب الانتظار
لَم تأتِ 
قُلتُ: ولنْ ..
  إذاً سَأعيدُ ترتيبَ المساءِ
  بِما يَليقُ بِخيبتي وغيابِها 
أطفأتُ نارَ شُموعِها 
أشعلتُ نورَ الكهرباء 
شِربتُ كأسَ نَبيذِها وكسرتُهُ
  بدلتُ موسيقى الكمنجاتِ السريعةِ بالأغاني الفارسية 
قُلتُ : لَنْ تَأتِ 
سأنضو ربطةَ العُنقِ الأنيقةَ 
هكذا أرتاحُ أكثر أرتدي بيجامةً زرقاءً 
أمشي حافياً لو شِئتُ 
أجلسُ بأرتِخاء القُرفُصاءِ 
على أريكتها فأنساها ..
  وأنسى كُلَّ أشياءِ الغياب
  أعدتُ ما أعدَدتُ من أدواتِ حَفلَتِنا إلى أدراجِها
  وفتحتُ كلَّ نوافذي وستائري 
لا سرَّ في جَسدي أمامَ الليل إلا ما انتظرتُ وما حَسِرتُ..
  سَخرتُ من هَوَسي بتنظيفِ الهواء لأجلها.. 
عَطرتُهُ بِرذاذ ماءِ الوردِ واللَيمون.. 
لَنْ تَأتِ..
  سأنقلُ زهرةَ الأوركيد من جِهةِ اليمينِ إلى اليسارِ
  لكي أُعاقِبَها على نِسيانِها 
غطيتُ مرآةَ الجِدارِ بمعطفِ
  كي لا أرى إشعاعَ صُورتها واندَم..
  قلتُ : أنسى ما اقتَبستً لها مِنَ الغزلِ القديم
  لأنها لا تستحقُ قصيدةً حتى ولو مسروقةً
  ونَسِيتُها.. 
وأكلتُ وجبَتيَ السريعةً واقفاً 
وقرأتُ فَصلاً من كتابِ مدرسيّ عن كواكِبِنا البَعيدة 
وكتبتُ .. كي أنسى إساءَتَها قَصِيدة هَذي القَصيدة !
اقسمت ألا ترى رجلاً يهددها بصنع الذكريات !

الجمعة، 29 يوليو 2011

ذاكـــرة عطــــر

تسمع الآن صوت القطار و هو قادم من بعيد و تتذكر معه تلك اللحظات عندما كان يخفق قلبها مع سماع ذلك الصوت فهو يبشر بعودة الغائبين. تجول بعينيها بين النازلين، ربما هذا او ذاك او ذاك تلمحه من بعيد انه هو فعلاً انه هو تهلل بأسمه تملأ الضحكة وجهها، احتضنها بشدة، شمت رائحة عطره المميزة، ابتسمت وحشتني.

مع عبورها بذلك الطريق الذي اعتادت المرور به يومياً في طريق ذهابها و ايابها من الكلية، اليوم تشعر فيه بشيء مختلف يدفعها للتباطؤ. تنظر لتلك الخطوط البيضاء في منتصف الطريق و التي اعيد طلائها، تتعجب من الاسراع في الرصف و التشجير على جانبي الطريق فلقد كان مهمل منذ سنوات لكنه الآن يُهيأ ليسير عليه رئيس الحي بموكبه ليستلم عمله الجديد. تحزن كثيراً فهي ولأول مرة تشعر بأنها اخطأت طريقها.

وهي تبحث في نوتة التليفونات عن رقم احد اقاربها لتخبر به و الدها وجدت عدة ارقام لأشخاص تعرفهم جيداً لكن مع مرور الوقت وتغير العمل واختلاف الظروف انقطعت الصلة بينها و بينهم. اخبرت والدها بالرقم المطلوب وقررت البحث مرة اخرى ولكن من البدء، اشخاص كثيرين مرت بهم منهم من تذكرتهم ومنهم من استعصى عليها ان تتذكره اعادت النوتة الى مكانها واعادت التفكير في هؤلاء فلقد كانوا يمثلون لها شيء في الماضي اما الآن فكل ما يربطهم بها هو رقم هاتف لن تستخدمه يوماً.

الاثنين، 25 يوليو 2011

نبـذة مما قرأت - 1

قالت ضحى - بهاء طاهر


في اجواء ما بعد الثورة وما اراه - انا - خيبة امل من تحقيق الاصلاح المنتظر وما اعقبه من تغير في مفاهيم الانسان وما يناضل من اجله وما يحلم به وما اصابه من حالة من الغموض المستمر .. هل انتهى الكفاح ضد الظلم ام انه مازال مستمر؟ ..

بين قيام ثورة 52 وما حدث بعدها فكل ما تغير هو ان اكتسبت الاحداث مسميات اخرى اخف وطأة ولكن تحمل بين طياتها نفس المشاعر من عودة الظلم واغتصاب الحقوق و تسلط اصحاب النفوذ وتحول رموز الوطنية الى اعداء ،

فهي رواية منسوجة من كل من الراوي و ضحى وسيد القناوي وحاتم وسلطان بك وعبد المجيد وشكري والاختين سعاد و سميرة وغيرهم اجتمعوا في موهبة العبقري بهاء طاهر ليروي لنا جزء من تاريخ ومن التوغل عبر الذات لم اعشه ولكنه وثقه


ماذا حدث للمصريين - جلال امين

ارجع د. جلال امين ماحدث للمصرين من تطورات في شتى المجالات في النصف الثاني من القرن العشرين لظاهرة " الحراك الاجتماعي " والانقسام الطبقي وصعود طبقات و هبوط اخرى ..
فهو يقارن بين ماحدث في اعقاب ثورة 52 وبعد نكسة 67 اي منتصف الستينات ثم منتصف السبعينات و الثمانينات ..
كم كانت الفكرة واقعية وصادقة جدا ..  فهذا الكتاب مؤرخ جيد لتلك الفترة .
اعجبني جدا الغلاف الساخر للمبدع حلمي التوني وكم هو معبر عن محتوى الكتاب.

من الاقوال التي اعجبتني هو ما ذكره الكاتب ع لسان احد اصدقائه وهو يقول :

" ان ( الافعال ) تتحول اكثر و اكثر الى ( اسماء ) فالمشي ع الاقدام يتحول الى سيارة و غسيل الملابس يتحول الى غسالة كهربائية وتبادل الحديث بين افراد الاسرة يتحول الى تليفون "


جبريال جارسيا ماركيز - مئة عام من العزلة


اثرتني بكل ما تحمله الكلمة من معنى، نقلتني لعالم آخر ولزمن آخر بخيال جامح،، ماركيز ما هذا الابداع وتضافر الشخصيات وذلك النسج الرائع.

طوال قرائتي اتسال هل هي من وحي الخيال ام مبنية ع قصة الى لحياة اشخاص حقيقيين؟؟
اتمنى الاجابة ع سؤالي بعد قرائتي لكتابه " عشت لأروي " في القريب العاجل باذن الله.

نهايتها جعلتني اضحك رافعة صوتي قائلة كم انت مبدع.


العنف و السخرية - ألبير قصيري
 
 
العنف والسخرية هذه هي الفكرة التي اثارها الكاتب " ألبير قصيري " في ردع الانظمة الفاسدة،

فهو مع مواجهة الفساد بالسخرية والعبث به مما يدفع تلك الانظمة لاسقاط انفسها.
و هو ضد فكرة العنف في مواجهتها حيث ان بذلك يصنع من الجناة شهداء.

ارى بعض الغموض في تلك الفكرة فاذا كان مع السخرية فلماذا احدى الشخصيات الذي يدعى "هيكل" وهو صاحب فكرة التمرد بالسخرية لم يشعر بالسعادة عند علمه باستقالة المحافظ مع انه حقق الهدف المنشود ؟؟!!

ارى انه نوع من التسلية الذاتية وليس فكرة قابلة للتطبيق ع ارض الواقع

اعجبني تصويره للسجن و حياة السجناء من خلال "كريم" الثائر ع الحكومة والذي اعتقل من قبلها فهو يقول:

" في السجن اختلطت بالشعب، انت تفهم انه في مصنع ما يعامل البشر كالحيوانات فليس لديهم وقت للحديث مع زملائهم و من ناحية اخرى فان موضوعات الحديث الوحيدة تتعلق بالعمل، البلاد الفقيرة، المرض ولا شئ سوى الموضوعات الصعبة
اما في السجن هناك وقت فراغ فهم يتحدثون من اجل المعرفة انه لامر غريب..
لكن السجان اقل بشاعة من اي مكان اخر، انت تعرف انه قبل الذهاب للسجن كنت اؤمن ان الشعب ذا طبيعة عبوسة و انه لا يعرف سوى المأساة،، لم اكن اعتقد قط انه ملئ بروح الفكاهة، اكتشفت هذه الحقيقة الاساسية لشعبنا فقط في السجن وعرفت ان افكاري كانت مزيفة "

وان كانت وجهة نظر الكاتب في دعم فكرته ولكنها اعجبتني.

استمتعت بالرواية و الاكثر امتاعا لي كانت نهايتها.


قداس الشيخ رضوان - خيري شلبي


لم يعجبني منها غير قداس الشيخ رضوان و ليلة السلعوة و حصاد البؤس.
" حصاد البؤس " صور حياة الفلاح المصري الاجير بمنتهي الدقة و التلميذ النفر و موسم الحصاد بروعة الجميل فيها أن أغلبها حكايات عشها الكاتب بنفسه فنقلها احساسها بمنتهي الصدق.

النبي - جبران خليل جبران


جبران بأي صفاء وحكمة وروحانية وشفافية كتبت النبي ،

شعرت كأنك نبي الحب و الحكمة معا

كتاب لايقرأ بالعين يقرأ بصفاء القلب وتحليلية العقل ..

لايمكن ان تكون محض كلمات ما بها من عمق يجعلها انشودة للخلود.


ذاكرة الجسد - احلام مستغانمي


أحلام مستغانمي ! ماذا عساني ان اقول ؟؟
كم احسد تلك المرأة ع تلك القوة وع تلك المقدرة في التسلل لخبايا النفس ..

" ذاكرة الجسد " انها حقاً لذاكرة ، لقد طافت بذكريات خالد وهواجسه وحواراته الذاتية الى اعمق ما يكون الانسان جردته واضافت اليه صبغتها من عشقها للفن،
وعن حياة كما صورتها بتلك الجبارة الابية المولعة بالذكاء والدهاء في نفس الوقت ! ...

اثارت بداخلي ذكريات لم ابرأ منها بعد ولا اظني يوم.

امريكا يا ويكا - محمود السعدني


"لقد البسونا ملابسهم و منحونا الههم لنعبده و اعطونا كتابهم المقدس لنقرأه و حرموا علينا الزراعة والصيد و فرضوا علينا العيش على اعانة الحكومة ثم قالوا لنا الان تحضرتم، لم اكن اعلم ان الحضارة والصياعة وجهان لعملة واحدة !!"

ظل الافعى - يوسف زيدان
 
ظل الافعى ..
اعادت للانثى مجدها ردها لاصل الحياة، منبعها الاصلي
نفض عنها كل الغبار الذي اعتلاها ع مدار التاريخ ، فهي ليست مجرد وعاء بل هي واهبة للحياة ..
فخورة باني حية.


اربع و عشرون ساعة فقط - يوسف القعيد


اربع وعشرون ساعة فقط ! احتجت لقرائتها اثنان وسبعون ساعة !!
رواية زاخرة بالاحداث والمفاجاءات الصادمة للام محروسة والتي كان وقعها عليها اشد من الزلزال فما اكتشفته عن حياة ابنائها هو الزلزال الحقيقي ..
كيف ان تغير البيئة والسعي وراء الماديات قادر تمام القدرة ع طمس كل القيم ومبادئ التربية القويمة.
ان كانت رواية مؤلفة من 300 صفحة الى انها تحوي بين طياتها سيرة حياة 9 من الاشخاص _ ان لم اخطئ _رواية تستحق القراءة.


ثلاثية غرناطة - رضوى عاشور



مع سقوط غرناطة وكل المحاولات لمحو كل ما يحمل صبغة عربية اسلامية .

بين الاستبشار بالثوار و تبدد الامل و حرقة القلب مع اجهاض كل محاولة لاسترداد الارض و الاصل و الهوية .

بين قرارات الترحيل و ما تعصف به رياح الذكريات و الحنين للارض و البيت وايام الطفولة .

بين تكرار المصائر بين الاباء و الاحفاد وازدياد الحنين .

بين كل ما يمر من شدائد ومصائر حالكة السواد و بين التمسك بالدعاء و ان فرج الله قريب وطرح تساؤل أخلقنا الله وهو مقدر لنا ما سيكون ؟

بين كل هذا نسجت تلك الرضوى هذه التحفة الادبية لتنهيها بنهاية تدمع لها العين و يسر لها القلب " لا وحشة في قبر مريمة ! "


 الطنطورية - رضوى عاشور

ان تطوي صفحة من تلك الرواية كانك تنقش في ذاكرتك ومخيلتك آلآم لبشر ربما اغلبنا لم يزامنهم ولكننا سمعنا ولو لمجرد السمع عنهم.
الموجع في حياتهم انهم كانوا " انسان " يريدون العيش بآمان في وطنهم لا اكثر من ذلك ولا اقل وانتهت حياتهم ايضا بسبب انهم " انسان " ! 

ما اصعب ان تنبش في ماضيك وتعيد الذاكرة ولا تجد فيها غير الالم والحسرة وتعود وتعود لاعماقها لتسترجع صور وذكريات من احببتهم لتستعين بها ع ذلك الحنين الذي يجرفك اليهم ولكن تٌشَل ذاكرتك كما لو انها عاجزة عن المضي ابعد من ان تصور لك صورهم وهم مع اكوام مثلهم يسيل منهم الدماء ورائحتهم متعفنة وتعبير واحد ع وجوهم " الفزع ". تجد ان كل ما تبنيه، حياتك باكملها بعد تلك المأساة ما هي الا ظل لما حدث في الماضي، فالماضي جلي كالشمس في الذاكرة والحاضر ظل له فهو حقا يفقد تفاصيل الماضي مجرد ( صورة مبهمة ) للتحايل عليك لاقناعك انك اليوم لا الامس .


اللاهوت العربي - يوسف زيدان

في مقدمة الكتاب يقول د/يوسف زيدان
لم يوضع هذا الكتاب للقارئ الكسول، ولا لاولئك الذين ادمنوا تلقي الاجابات الجاهزة عن الاسئلة المعتادة..
وهذه المقدمة تعد ايجاز رائع لما يحتويه هذا الكتاب من معلومات ثرية اضافت لي الكثير، تميز فيه د/يوسف بالاتزان والحيادية المطلقة فهو لم يؤثر ولم يفضل جانب ع حساب جانب او دين ع الآخر بل كان سرد متناسق ومرتب وموضوعي.
اثار نقاط هامة تدفع للبحث المعمق في اللاهوتيات،


ذكرني ذلك الكتاب بمقولة ل د/ نظمي لوقا حين يقول :
انا احلم بقارئ جاد يفكر ليتأثر وليس يتأثر فيفكر.


يوتوبيا - احمد خالد توفيق


يوتوبيا .... حيث صورها الكاتب وهي تلك المدينة بالساحل الشمالي، المحاطة بسور، يحرسها رجال المارينز حيث كل شئ فيها مثالي يقطنها الاغنياء فقط الذين يتسمون بكل مقومات الرقي الانساني والذين اقتصروا لانفسهم بذلك المجتمع الذين لايستطيعون العيش في سواه.

يوتوبيا .... حيث كل شئ هناك مثالي لافقر ، لا مرض، حتى الشيخوخة فقد تغلبوا عليها !!!

يوتوبيا حيث انقسم المجتمع الى طبقتين شتان بينهما، ومن المستحيل ان تجد رابط وحيد بين من يقطنون يوتوبيا ومن يقطنون الاحياء الفقيرة ....

فالاولى تحقق كل شئ لقاطنيها ...

اما الاخيرة فهي طبقة محرم عليها حتى الحلم في ان يتوافر لديها قوت يومها يوم بيوم، فهم يعانون الفقر والجهل والبطالة والمرض ومعهم انعدمت كل الاخلاق والقيم واصبحت الرذيلة احدى الوسائل المباحة في كسب العيش كالسرقة والغش ايضا.
وهذا لا يمنع ان بعضهم متدين لان الدين هو الامل الوحيد لهم في حياة افضل بعد الموت، وذلك نتيجة انه لايمكن ان يتعذب المرء طيلة حياته ثم يموت بدون ثواب ولا عقاب.

كما انهم وصلوا الى ان يأكوا الكلاب هذا ان وجدوها !!!!

وهنا يقول عبد الرحمن الابنودي:

احنا شعبين .. شعبين .. شعبين
شوف الاول فين والتاني فين؟
وادى الحظ ما بين الاتنين بيفوت
انتم بعتوا الارض بفاسها .. بناسها
في ميدان الدنيا فكيتوا لباسها
بانت وش وضهر ..
بطن وصدر ..
والريحة سبقت طلعت انفاسها
واحنا ولاد الكلب الشعب
احنا بتوع الاجمل وطريقة الصعب
والضرب ببوز الجزمة وبسن الكعب
والموت في الحرب ....

يوتوبيا .... حيث صورها الكاتب حين نضبت موارد دول الخليج وقامت بتهجير العمالة المصرية واصبحت اسرائيل اعز الاصدقاء وتم اختراع بديل للبترول يدعى " البايرول" و انقلب السحر على الساحر واصبحت الدول العربية هي من في اشد الحاجة اليه
وقام الكاتب بتصوير ذلك على لسان احد جنود المارينز والذي شارك في حرب فيتنام حيث كان يتحدث للشخصية اليوتوبية المحورية والذي يدعى " علاء " حيث قال: لم يكن لدى المصريين ما يباع سوى الماضي وقد اشتريناه بالبايرول !!!

يوتوبيا .... حيث يصيبك الملل من جراء انه لم يعد لديك شئ اخر لتحقيقه الا طريقة اخيرة للتسلية والتي ابتكرت لسكان يوتوبيا وهي ان يقوموا بخطف واحد من هؤلاء الفقراء ويقاومون بمطاردته ثم قتله ثم اخذ احد اعضاءه تذكار !!!

يوتوبيا ... حيث تذكرني " باليوجينيا " حيث البقاء للاصلح والعمل على اصلاح البشرية بالحفاظ على السلالات الارقى والتي تعطى حق التناسل والارتقاء مع القضاء على الجنس الادنى لانه يمثل الجهل والتخلف و الانحدار مما يدفع البشرية نحو الهاوية !

ويختتم الكاتب ذلك العمل الرائع بثورة هؤلاء الفقراء على ذلك الظلم والهوان والتي عانت منه طيلة تلك السنوات بمقتل احدهم والذي يدعى " جابر " نتيجة لغدر الشخصية اليوتوبية " علاء " به بعد ان نجح في اعادتهم الى يوتوبيا وقد صور الكاتب جابر بالشخصية المثقفة التي تعيش في ذالك المجتمع الدوني والذي حرم من اي مصدر للحياة الكريمة.

وهنا يأتي الحوار الرائع بين " لارين " والدة " علاء " حيث تقول في استخفاف:

انهم قد سلبوا كل شئ و ظلوا صامتين، فماذا يحدثه موت واحد من فارق؟؟ .. لا اظن الثورات تقوم لاسباب كهذه ...

علاء : بل لاتقوم الا لاسباب كهذه .. الصخرة تحملت الكثير من الضربات لكنهاتفتت عند الضربة الخمسين .. لم تكن الضربة الخمسين هي ما فعل ذلك لكن كل الضربات السابقة.






نبـذة مما قرأت

عائد الى حيفا - غسان كنفاني

الانسان ما هو الا قضية ؟!

ما هو الوطن ؟ ما هو الوطن يا صفية ؟
أتعرفين ما هو الوطن يا صفية؟
هو الا يحدث ذلك كله !

لقد اخطأنا حين اعتبرنا ان الوطن هو االماضي فقط، اما خالد فالوطن عنده هو المستقبل
وهكذا كان الافتراق.

فمن رضوى عاشور لغسان كنفاني اشعر بانتماء لفسطين كما لو اني عشت هذه الايام ومازلت اعيشها، كما لو انها موطني الآخر :)



الله - عباس محمود العقاد


الكتاب يعرض بالمراحل الزمنية المختلفة مدى تهيوء الذهن لفكرة التوحيد فمن عبادة الطواطم وتعدد الآلهة حسب الحاجة و الايمان بالاساطير وانصاف الآلهة و الحلولية الى الاديان الكتابية التي أصلت فكرة التوحيد واسقطت كل ايمان او محض تفكير عداها .. فوجود الله المطلق الذي لايحده مكان او زمان الكمال ..

فهو يمر بفكرة " الله " كما وجد في الحضارات القديمة كالمصرية و اليونانية والبابلية وفي عقيدة المجوس و الهند والخ، الله في الاديان الكتابية ، الفلسفة، الفلسفة بعد نزول الاديان الكتابية، الله في العلم الحديث و الفلاسفة المعاصرون.



شعراء الصوفية المجهولون - يوسف زيدان

يتحدث عن شعراء الصوفية الذين لم يسلط عليهم الضوء كالمتصوفة المشهورين ابن الفارض و ابن عربي.

فهو يتناول الحديث عن عشرة من شعراء المتصوفة كــ
1- سمنون المحب.
2- ابو علي الروذباري.
3- رشيد الدين ابن خليفة.
4- نجم الدين كبرى.
5- ابو الحسن الششتري.
6- نجم الدين ابن اسرائيل.
7- شهاب الدين ابن الخيمي.
8- ابن اسعد اليافعي.
9- عبد الهادي السودي اليمني.
10- ابراهيم حلمي القادري.

يبين د/يوسف زيدان انه طالما اهتم الباحثون بالمتصوفة في القرنين الثاني و الثالث الهجري حيث ان مواضيع التصوف كانت مقصورة ع المحبة وطالما اهمل البحث فيما بعد القرن السادس الهجري وحتى العاشر الهجري حيث تنوعت المواضيع الصوفية وازدهرت.

رغم ان الكتاب ليس دراسة متعمقة ولكنه يحث للمزيد من البحث عن التصوف . 


في القدس " شعر " - تميم البرغوثي



و رأيت العرش اجمل وهو خالِ
او هو العرش الذي فيه ملوك من خيال
آمنٌ من كل خيبات الامل
خير الجمال هو الجمال المحتمل
و النقص اشبه بالكمال من الكمال
ورُب قولٍ عندما نقص اكتمل
ولذا ترى الهلال له لمعان لسن في بدر الدجى

==========

فمرارة الصبر التي هي مضرب الامثال
مرجعها الى ان انتظار المرء
يجعل عمره صوماً
فيطلب ان يعوضه الزمان بجنة عن صومه
و الدهر ليس جنائنياً
لا ولا غرس النوى من علمه

===========

المفضل عندي قصيدتي " في القدس " و " يا هيبة العرش الخلي من الملوك ".  







الأحد، 17 يوليو 2011

من احب ما كتبت الى قلبي

ما اصعب ان تنبش في ماضيك وتعيد الذاكرة ولا تجد فيها غير الالم والحسرة وتعود وتعود لاعماقها لتسترجع صور وذكريات من احببتهم لتستعين بها على ذلك الحنين الذي يجرفك اليهم ولكن ذاكرتك يصيبها الشلل كما لو انها عاجزة عن المضي ابعد من ذلك.
تجد ان كل ما تبنيه، حياتك باكملها ما هي الا ظل لما حدث في الماضي،
فالماضي جلي كالشمس في الذاكرة والحاضر ظل له، فهو حقاً يفقد تفاصيل الماضي مجرد ( صورة مبهمة ) للتحايل عليك لاقناعك انك اليوم لا الامس!



من وحي " الطنطورية " لــ رضوى عاشور.

السبت، 25 يونيو 2011

فهو يهاب المجهول-قصة قصيرة


(( احساس انك مخنوق، محدود، عايش جوا قالب، بتتنفس ببطء وبعمق ))
هكذا قرأت تلك العبارات التي سجلها ع احد اوراقه قبل ان يخلد للنوم واستطاعت ان تقرأها قبل ان يخفيها كعادته _ ربما لم يلحظها لأنها كانت ورقة صغيرة بالية_ حمدت الله كثيراً انها وجدت فضيلة وحيدة لعادة استيقاظها مبكراً، فهي منذ ان بدأ يتغير وتغير معه كل شيء اعتادت عليه فيه. بدأت هي الاخرى في التغيير فأصبح يصيبها القلق المستمر و الخوف عليه. فهي تنام وقت صحوه وتظل تتأمله في نومه ومع تغيير عاداته اصبح لا ينام الا فجراً اذاً فيستوجب عليها الاستيقاظ لترعاه عن بُعد لأنه يأبى ان تشاركه وقت انفراده بنفسه.

نظرت لتلك العبارات بريبة وحزن عميق، ليته يحدثني عما يشعر به فاخفف عنه، ليته يخبرني ماذا حدث له مؤخراً دفعه لكل هذا الغموض و الابتعاد ؟!  كم من الحيرة يتثاقل عليها لكنها لا تجد اي اجابة تشفي ما بها، فدائماً ما يكون رده (( هو مجرد وقت وهيعدي وساعتها هستريح باذن الله)) . . .

اصبح شارداً وصامتاً يتامل بعينيه كما لو انه ينظر لمجهول ما ! هو لم يكن هكذا من قبل فكان طبيعي في كل شيء، كان حديثه يخلق جو من الالفة فلديه من فيض الحديث الممتع الذي لا تكل من سماعه مراراً وتكراراً عن احداثه اليومية، ذكريات الطفولة ، خططه المستقبلية.
يدخل غرفة مكتبه اغلب الوقت ويطلب منها الا تزعجه والا تقلق عليه فهو يشعر بالراحة هكذا و يردد عبارته (( هو مجرد وقت وهيعدي وساعتها هستريح باذن الله))
ان شاء الله هكذا تجيبه وتعود لغرفتها بخيبة امل.
تتوالى الايام ولا شيء يفعله غير الانفراد في غرفة مكتبه و التدوين فهو يسجل كل ما يشعر به كل ما يجول بخاطره لايترك صغيرة ولا كبيرة الا ويذكرها هي تعلم ذلك جيداً لأنها تعرفه جيداً وتعرف انه اذا عجز عن البوح هم بالكتابة.

في احد الايام دخل ليخلد لنومه متأخراً كعادته الجديدة ولكنها وجدته يرتجف ويهذي (( اني انتظرك فلتأتِ الآن لا تطيل عذابي، فلتأتِ الآن والا لا تظل تطاردني وترسل لي بعلامات، انا مهيأ الآن فلتأتِ ! ))
احتضنته بقوة وبخوف شديد حاولت طمأنته الى ان استغرق في النوم. ادركت ان زوجها يهاب الموت !!
هذا ما غيره وهذا هو ما ينتظره كل ليلة الى ان يغلبه النعاس وهذا هو ما يرجوه من العلامات. 
تُرى اي اشارات يبعث بها الموت اليك؟ وهل من الممكن ان تكون حقيقة وهو ادرى مني بذلك ؟؟ لعلها تكون آخر لحظاتي معه حقاً.

سيل من الافكار السوداء جاءتها بثوب الحداد اجتاحت رأسها في بضع لحظات. انقبض قلبها خوفاً عليه.
الموت ! اي مجهول انت تطاردنا ولا ندري لك هوية ولا ماهية. اني دائماً اؤمن ان العبرة ليست في الموت فكلنا متساوون امامه لكننا لسنا متساوون في حيواتنا .
تُرى ما يخيفنا منه؟ هل هو في حد ذاته ام انتظاره ام هو المجهول !
ترتقب انفاسه و تجده يتنفس في هدوء
تحدثه : سأنتظرك حتى تستيقظ لأرى هل الموت يبعث لك باشارات بالفعل !.

لا تنتظــــر احــــــد - قصة قصيرة

انها الساعة الثامنة و النصف لقد حان الوقت ليذهب فلا داعي لأن يتأخر فليذهب مبكراً قليلاً عن الموعد الذي حدده لها
فتلك اللحظة التي يهيأ نفسه من اجلها طوال الثلاثة شهور الأخيرة، فليسبقها الان فلطالما كانت تسبقه دائماً خطوة او لطالما شعر هو دائماً بذلك!. تعمد عند اختيار المكان ان يختاره بعيداً عن اي مكان تقابلا فيه حتى ولو لبعض الوقت محاولاً بذلك ان يهرب من اي مكان تلاحقه فيه عيناها التي تربكه بنظراتها. طوال الطريق يحاول الهروب من استرجاع اي ذكرى كانت لهما معاً او اي شيء ربطهما سوياً يوماً ما، فليكون اليوم هو يوم انتصاره وليحتفل بعد ذلك.

وصل الى المكان قبل الموعد بحوالي الساعة ، اختار طاولة بجوار احدى النوافذ المطلة على الشارع ليراها عند قدومها فيهيئ ما بداخله من حوار اعده مسبقاً ليخبرها به ويرحل محققاً انتصاره الذي يتمناه. سيتركها لتقتلها علامات الاستفهام خاصةً (لماذا؟). سيقتلها بلغز الرحيل، سيكسر فيها تلك الجرأة المستفزة ليس فقط في ان تستشف ما يدور بداخله ولكن ايضاً و تخبره (لماذا؟)!. سينهي تسلطها للأبد، سينهي تعوده عليها فلقد تدرب على ذلك جيداً الثلاثة شهور الأخيرة عندما اختفى عنها و اكتشف انه يستطيع البٌعد عنها و الوقت بالطبع كفيل بأن ينهي البقية.
سأهرب من مطاردة عينيها و سأتجنب الرد على تساؤلاتها ســ ......
 يغرق في تخيلاته واعداد حواره لكنه يتراجع في تفكيره ويرد بينه وبين نفسه ولما لا ؟ سأخبرها بكامل الحقيقة تلك هي فرصتي لأثبت لها اني اقوى مما تتخيل يسترجع حديثه معها عندما اخبرته انها ترى ان القوي ليس من يستطيع اخفاء مخاوفه بل هو مَن يستطيع البوح بما تعود كتمانه خاصةً مشاعره !!
فهي ترى ان القوة في البوح بأدق المشاعر التي تنتابنا فدائما ما يٌقدِر الناس القوة بأن يحتفظوا بكامل بنيتهم الجسدية القوية وان يخفوا ما يستطيعوا كتمانه، فلكم يتلونون لاخفاء مشاعر الغضب ليبدون عقلاء ومشاعر الحزن ليبدون سعداء حتى الحب يفضلون عليه الخوض في غمار الواقعية هروباً من القيود التي وٌضِعت لطمث اكثر المشاعر حرية وسعادة وجمال! 

اذاً سأعترف لها اني اكرهها حين تصيب واكرهها اكثر حين تعتذر اعتذار حنون عند الخطأ. سأخبرها اني اكره فلسفتها التي اٌصِر دائماً على خطأها بل سأزيد الاعتراف صراحة واخبرها اني لم افهمها يوماً ولم احاول فهمها بل كان يستهويني الاعتراض لا اكثر ولا اقل!
سأخبرها ان الحياة وضعتني انا وهي كأبطال لقصة بمحض الصدفة ولم يكن لنا فيها اي اختيار ولكنها تجبرنا ان ننهيها لأنها تكره النهايات المفتوحة والسعيدة منها ايضاً !!
وها انا سأنهيها، فانا انسان طالما كرهت ضعفي امامك ولابد ان اتحرر من قيودك اتحرر من تبعيتي لكِ، سأنهيها لأكسب نفسي وحسبي ذلك فهو خير انتصار !

قاطعه ذلك الصوت : عفواً سيدي ولكن أتريد شيء اخر؟
رد عليه في فتور : ليس الآن ربما بعد قليل
ينظر في ساعته في دهشة لقد قاربت الثانية عشر لقد تأخرت كثيراً عن الموعد المحدد. اصابه التوتر و القلق الذي يتزايد مع تحرك عقرب الثواني من ثانية لأخرى.
يقفز الى ذهنه قصيدة " في الانتظار " للشاعر محمود درويش " في الانتظار يصيبني هوس برصد الاحتمالات الكثيرة" ويظل يرددها الى ان انقبض قلبه عند "ربما ماتت .. فالموت يعشق فجأة مثلي .. و ان الموت مثلي لا يحب الانتظار " .
يزيح ذلك الهاجس من ذهنه و يضحك مازحاً ألم تجد غير ذلك اليوم لتموت فيه؟!
لا ربما ادركت ما اريد ان اخبرها اياه فرفضت اعطائي الفرصة الأخيرة لأثبت لها اني قوي او لعلها هربت من مطاردة شبح سؤال (لماذا؟!)

الجمعة، 27 مايو 2011

الفيسبوك ايه النظام ها ؟؟


لو حد سألنا يعني ايه فيسبوك اكيد هنرد عليه موقع اجتماعي بنتعرف فيه ع بعض وبنلاقي فيه بعض وحاجات تانية كده لما تدخل عليه هتعرف.
دايماً ببقى قاعدة ع الكمبيوتر وفاتحة الفيسبوك وحواليا العيلة الكريمة وهم في وادي وانا اكيد في وادي تاني خالص ، فجأة يلاقوا ضحكة كده تعليق كده الاقي كله بصلي باستغراب ع اساس اني اتجنيت او الاقي حد من اخواتي الطعمين يجي يشوف ايه اللي بيضحكني اوي كده. اقولهم صدقوني انا قاعدة معاكم شكلاً بس بس الشاشة اللي قدامي دي عالم تاني خالص في جوا حاجات كتير " احساس بانفصال عن العالم الخارجي 100%" .
بس المصيبة ان ده فعلاً صحيح. الفيسبوك بقى يستهلك حياتنا الطبيعية، بقى يستهلك انفعالتنا، مشاعرنا، حتى حياتنا الشخصية بقت كل حاجة محل تقييم ومشاركة صعبانية لايكية كومنتية !

الفيسبوك الكلام فيه معلهوش جمرك قول و عبر وعيش طالما انت داخل نفسك المصغرة " البروفايل بتاعك "

باتخيل كده لو حد نزل الصبح وكاتب ع وشه الاستاتس بتاعته يا ترى هياخد كام لايك و كام كومنت؟! :D

لو كل واحد قال الكومنت بتاعه وقتي في موقف حصله بحق وحقيق وما استناش لحد ما يروح البيت عشان يدخل الفيسبوك ويكتب عن الموقف ويبدأ يتناقش ويتحاور ويحلل،، ايه اللي هيحصل ؟! هيعبر بحرية اوي زي الفيس وهينتقد بحرية ولا هتبقى لافتة مختصرة في سياق الحدث الطبيعي من غير اضافات وتضخمات او ممكن ما نعلقش ع الموقف من اصله ونكبر دماغنا!

ع الفيس لو قلت رأيك هتلاقي اللي يوافقك و يعارضك عادي يعني بس كمان انت ممكن ما تستحملش حد كتير او تقفش جامد وتلاقي نفسك بتعمل ريموف او حتى بلوك وخلصت الليلة بس اكيد احنا في الواقع ما بنعملش كده لأن علاقتنا بتتسم بالعمق و انها طويلة الاجل مش هشة زي الصداقات الفيسبوكية المؤقتة.

في الطبيعي زي ما اخدنا ان لايك معناها " اعجبني " بس ع الفيسبوك معناها
- اعجبني.
- مجاملة.
- مكسل اقرأها فلايك هتقضي الغرض.
- ممكن تكون بالنسبالنا اكتر من اعجبني بس مش قادر اعلق عشان اتجنب سيل من الحوارات او التحليلات السيكوباتية لشخصيتي المعقدة المتعفنة او اتجنب الالش المصاحب بعلامات كــ :D ,, :P ,, :)) ,, او لو مسخسخ خالص بقى يبقى =))

الفيسبوك ده احنا بس من" جوا اوي " بيبين ازاي بنفكر، بيعبر عن حالتنا ايه بالظبط، ذوقنا الخاص كل واحد بيبرز فيه استايله المختلف و الحاجة اللي بتميزه عن التانيين يمكن دي ميزة ليه لأن الحياة الخارجية للأسف ما بتدناش فرصة اننا نظهر نفسنا او نعبر عنها بالشكل الكافي او نلاقي نفسنا في الحاجات اللي بنحبها او توفر لنا اهتمامتنا
بس ياريت بتفضل كده وبتخلينا احنا المتفردين لأ ده بيعملنا عملية برمجة بقينا كوبي وبيست للحاجات اللي بتعجبنا او اللي تفكيره مجعلص حبتين نحسه بيقول كلام مثقف مستعصي الفهم يبقى اكيد فاهم اكتر مننا وكلامه ده هيخلينا ننط فوق تفكيرنا سلمتين او تلاتة !

ساعات بتوصل لأحساس داخلي بالتنافس و اثبات الجدارة و اكيد الفاصل كام لايك و كام كومنت !

بحس اني في عالم وهمي استهلكت فيه حاجات كتير مش بس وقتي لأ و جهدي و عقلي و تركيزي ع حساب اولويات تانية وحاجات المفروض انها تتعمل الاول بس بأجلها وببرر لنفسي " اصل ساعة الحظ ما تتعوضش "

الفيسبوك رغم اني ليا فيه صولات و جولات و ممكن اكون حققت الرقم القياسي في استخدامه وخاصة فترة الامتحانات :D بس انا عملت بيه حاجات كويسة يعني

عرفت عليه اصحاب كتير خاصة من الكلية ودي الميزة فعرفتهم في الحقيقة وبقينا اصحاب برا الفيسبوك وجمعتنا اهتمامات و حوارات مشتركة


استفدت منه مش بس بفرغ نفسي فيه لأ كمان مكان للبحث وبدل ما بدور ع حاجة واحدة او بتابع حاجة واحدة بقوا اتنين وتلاتة والخ

بس بردو مازال عالم افتراضي بردود افعال مدروسة مع تلاعب في الحالة المزاجية يؤدي الى مزيد من الاستهلاك في الافعال البشرية
من الأخر كده ما فيهوش تلقائية وواقعية الحدث و الفعل ورد الفعل و التفاعل بالصوت و الصورة و الحركة ;):D