الأربعاء، 22 مايو 2013

كونٌ آخر

لماذا لا ينتهي العالم الآن في هذه اللحظة ؟!
سيكون وقتاً مثالياً لأمثالنا التعساء في هذا العالم وليذهب مدّعو الأمل إلى الجحيم !
انتهاء العالم ليس لأننا اخذنا منه ما نريد_ لاسمح الله _ لكن ترفعا منّا ، فنحن لا نريد المزيد من البؤس ، نريد ذلك الصمت المطبق والفراغ النهائي وكفى !
تُرى هل لو أصابنا الصمم سنتوقف عن سماع تلك الأفكار ؟!
نحن أيضا مثلهم مرضى مصابون بالأمل ولكن سئمنا هذا العالم البائس ، فقدنا الشغف ، نحن نبحث عن أمل ما هارب منّا في عالم آخر نطلق عليه عالم موازي ، كوكب آخر ، أو حتى الآخرة !
أياً كان فليأت ولندع أرواحنا هناك تعيش وتهدأ في سلام .

الجمعة، 17 مايو 2013

ماذا عن الإستغلال .. ؟

عندما لا تستطيع التفريق بينه وبين الإبتذاذ ، عندما يتم انتهاكك شعوريا في مقابل عمل تم من أجلك ، عندما يتم نعتك بعدم التقدير ، عدم الإهتمام ، الأنانية ، التجاهل ، الجفاء ، الخسة ، هل أكمل ؟!
لا شيء يُقَّدم إليك بدون مقابل حقيقة تَكشف عنها الأيام لكنها لصالحك !
بل وربما يُقَّدم إليك الشيء بنوع من الدهاء لا تفطن الغرض منه لإذلالك ، نعم ادري انه لفظ قاسي ولكنه أيضا لصالحك !
عمل يُقَّدم إليك يعمل على امتصاص كل طاقاتك حد الذبول ..
مَن يملك سلطة عليك يستغلك مقابل ضعفك ، مقابل عجزك ، يضعك بين كفي الرحى في محاولة مضنية منك طوال الوقت لإثبات حسن النية !
تجد أنك تفعل جل ما في إمكانك وللأسف لا يُرضي ، ولا ينتهي اللوم.
سوء تفاهم أحيانا سيكلفك إنسانيتك ! لأنها ستصبح مُهدرة تلوكها الألسنة فأنت ستوصم بالجاحد ناكر الجميل !
ستمتد إليك اليد لمساعدتك ولكن كل ما تريده هو أن تنبش سرك ، بعدها ستبتعد.

أما انت ستتغافل احيانا ، وتقسو احيانا أخرى ولكن أخيرا ستهرب ، ستعدو سريعا بعيدا عنهم مكتفيا بنفسك. أنت لست بحاجة لأحد ولم تكن لك يوما خصومات مع أي منهم ، يكفيك ما تسلبه منك الحياة يوما بعد يوم وتظل أنت في غمارها تكافح لإسترداده.
لا أحد يدري ان خصومتك في الأساس هي مع ذاتك ، مع عذاباتك الخاصة ، لم تكن تريد غير المشاركة وفقط
لكن يبدو انك تناسيت ان لكل مقابل ثمن !

الاثنين، 6 مايو 2013

إليكِ إيميليا

أتدرين يا إيميليا ماذا ستصبحين بعد ذلك ؟
ستتحولين إلى ذكرى بغيضة لأحدهم متمثلة في "شيء". سيظل عقله يبغضك إلى أن يحولك إلى "شيء" ، شيء كلما صادفه سيؤلمه ! سيؤلمه لأنه يكرهه وسيكرهه لأنه دائما سيذكره بعجزه !

انتِ حقا تملكين قلبا طيبا لكن فقد تماسكه ، قلبا طيبا مُهترء. اهترأ من كثرة استغلاله ومن كثرة مقاومته !
انتِ لست بشريرة كما تظنين ، بل الشر يكمن في كل ما حولك ، وكل محاولة لدفعك له يأخذ منك شيء ويمضي .
فقدانك القدرة على العطاء يصور لكِ ذلك !
لا تبتأسي عزيزتي ..

لعلك في بعض الأحيان كنتِ تبحثين عن حماية. ليس في بعض الأحيان بل كل الوقت ، لكنك بحثتي عنها بعيدا وكلما رنوتي إليهم الخطو ابتعدوا عنك هكذا بدون مقدمات وكل محاولة منك لإستبقائهم كنتِ تقدمين اعتذار لا تدري على ماذا ؟ لكنك كنتِ تعتذرين !
لعلك الآن أدركتِ انك كنتِ تعتذرين من اجلك ، ليس لشيء ارتكبتيه ولكن حتى لا يمضون بعيدا ! ترى ماذا ستفعلين الآن وهم بالفعل بعيدين؟ !

انتِ لم تحاولي استغلال أحد بكونك حزينة بعض الوقت ، كنتِ تهربين حتى لا تورطي احد معك وحتى لا تستجلبين على نفسك الشفقة.
أعلم كم تبغضيها وكم تتحسسي كثيرا اذا شعرتي هكذا من جانب أحدهم.
تختفي سريعا ، تغلقي هاتفك ولا تحاولي ابدا السؤال عن احوالهم ، تتجنبيهم وتظلي ساخطة على هذا الكون في عزلتك.

اعلم يا إيميليا أن قليلون هم من يشاركونا حزننا لأنهم يفهمونه ويفهمون منبعه ويفهمون حالته.
يفهمون أن أفضل وسيلة للتخفيف من حدته هو مشاركته ، لأنهم يعلمون جيدا بانه لا ينضب وبأنه كامن بداخلنا لكننا نبرع في مواراته وخداعهم بأننا أفضل.
الضحكة هي تماما كقناع المهرج ! أظنك تفهمين ما أعنيه جيدا .

فجعتي مؤخرا من اكتشافك. ان تقنعي نفسك على مدار العامين بانك تسيرين وفق ما تريدين لتُفأجئي بانك كنتِ تسيرين في الطريق المعاكس تماما. المواجهة الأولى مع الواقع أرتكِ هذا جليا !
سأخبرك أمرا نحن دائما نسعى إلى ما نهرب منه !

قاومي من اجل ما تؤمنين به. كل ما كنتِ تهربين منه هو إيمانك المستحيل فلهذا هربتي !
ربما ستتأخر المواجهة وربما لن تأتِ لكنك لن تنسي ابدا لحظات كهذه. لحظات رأيتي نفسك فيها تقفين وحدك ، بلا شيء ، بدون حماية ، كل ما تملكيه هو لحظة "صدق" !

أخيرا أذكرك إيميليا ، خففي عنك غضبك ، فالغضب يعمل على تآكلنا إذا أحكم سيطرته علينا وتمكن منا ، سريعا ينتهي الأمر مخلف دمار نفسي لا تغفره أبدا لحظة ندم !

الأربعاء، 1 مايو 2013

مفترق طرق

اعتقد ان الدور كده خلاص انتهى ، دوري انتهى ، الحكاية انتهت ، آن الآوان امشي في أرض الله الواسعة وأنا مطمنة ان كل واحد يقدر يدير شئونه الخاصة وأنا كنت مجرد كوبري للعبور للجانب الآخر ، فعلا استنزفت مني كتير بس اتعلمت اني اصمد “وحيدة” وأنا فعلا مكتفية وسعيدة !

هيبقى أصدق تعبير لوصف الحالة في النهاية هو التعبير التالي لـ “أروى صالح”


 " لقد مسه الحلم مرة ، و ستبقى تلاحقه دوماً ذكرى الخطيئة الجميلة ، لحظة حرية ، خفة ،لا تكاد تحتمل لفرط جمالها تبقى مؤرقة كالضمير و ملهمة ككل لحظة مفعمة بالحياة وفاعلية مؤلمة ! "تعتبر ملخص لكل لحظة حلوة
وملخص لكل حاجة أنا لسه بعافر عشانها
ومن غير ندم على الإطلاق !

ليس من ذلك بد

لا أشياء أملكها لتملكني " أعلنها مدوية بعد انفجار تلك الأفكار التي تغزو دماغه. كان عليه أن يقولها مدوية حتى لا ترديه صريعا. إن كانت أفكاره تتحكم به من خلال تلك التلافيف الدماغية فسيهزمها بالصوت ، بالجهر ، بالصريخ !
إن كان سمح لها بالتكاثر والإنتشار داخل تلك القشرة الدماغية فسيهزمها ببوح عكس ما تدفعه إليه وسيردأ عنه الجنون بالكلام ، هكذا ستُشّل حركتها وستتوقف قليلا من أثر الصدمة التي سببها لها .

لعبة الزجاجة عندما كان صغيرا مع اصدقائه وذلك الإنقباض الذي ينتابه عندما يختاره الدور ، يفكر جيدا قبل الإجابة ويفكر في الإحتمالات ، الإبتسامة الداخلية عندما يجيب برد يستهويه فيعمل على حفظه ليبادر به إن سُئل مرة أخرى !
تكررت اللعبة بينما ظلت الأسئلة كما هي والإجابات كما هي !
عندما ادرك قوانين اللعبة أدرك خدعة الإجابات أو كونه شخص مخدوع ، شخص مخدوع يقدم إجابات جاهزة ليرضي فضول مستمعين لا يعنيهم الأمر ولا يعنيهم إنتصاره الشخصي !

الأسئلة هي النَقلة الأخرى للدور
ما معنى الحياة ؟
لا يهم ، فالأهم وجودها بالفعل
الزمن هو الماضي والحاضر والمستقبل ونحن نمر خلاله
اللازمن يراه ذلك الصمت الكوني المخيف ، تلك العتمة التي لا يتخللها أي بصيص ضوء ، انبهار بالسعة اللانهائية وتلك الهوة التي لا قاع لها !

صمم في أذنيه لا حركة لا صوت فراغ قاتل محيط أعقبه تلك الصرخة المدوية !