السبت، 21 ديسمبر 2013

وعل في الغابة .. رياض الصالح حسين

القصايد دي لازم تخلد وكل الناس لازم تعرفها :)

شارع

هذه مدينة مليئة بالشوارع
شوارع مفتوحة
تؤدي إلى جميع الجهات
لكن، اسمعني، أرجوك
حياتنا مغلقة
و الشارع الوحيد العادل
ذلك الذي يأخذني إلى قلبك

الجدار
مثلما يمكن أن تصنع
من غصن الشجرة الأخضر هراوة
 و من زجاجة الكازوز الفارغة
أداة جارحة
مثلما يمكن أن تصنع
من الغرفة الأليفة زنزانة
و من الشارع الواسع مسرحًا للقتل
مثلما يمكن أن تكتب رسالة تهديد
بالقلم نفسه
الذي كتبت به رسائل الحب
و تستطيع أن ترسم مشنقة
بالريشة نفسها
التي رسمت بها طفلاً يضحك
و طائرًا يطير
و راعيًا يغني
هكذا تمامًا..
يتحوّل بعض البشر إلى جدران

قاسية و كتيمة كما ينبغي
جدران تستطيع أن تدق
مسمارًا فيها
أن تضع عليها الصحف
و الأواني
و الكراسي الخشبيّة
أن تفتّتها بالفؤوس و المطارق
لكن من المتعذر تمامًا
أن تقول للجدار: يا صديقي
فيرد عليك: يا أخي
نتفق أو لا نتفق

نحن متفقان:
الحياة جميلة
و الناس رائعون
و الطريق لم تنته
و لكن انظر إلي قليلاً
فإنني أتألم
كوحش جريح في الفلاة
نحن متفقان إذًا
الربيع سيأتي طبعًا
و الشمس ستشرق كل صباح
و في الصيف سيجني الفلاحون القمح
الربيع يكفينا
و الشمس ايضًا
و القمح إذا أردت
و لكن قل لي:
لماذا يملأ الدم
غرفتي و سريري و مكتبتي؟
و لماذا أحلم دائمًا
بطفل متطاير الأشلاء
و دمية محطّمة
و رصاصة تئز؟

غداً

عشرة آلاف غد
خرجتْ من حياتي البارحة
و ما زلت أقول غدًا..
غدًا تأتي الغيمة
و تبلل القلب المعطوب
غدًا يمد النهر أصابعه
و يربت على كتف عطشي
الغد يتحول إلى “اليوم”
اليوم يصير “البارحة”
و أنا أنتظر بلهفة
الغد الجديد

حتى الذئاب

عندما تكونين حزينة
يحزن معك النهر و الزورق
أشجار الصفصاف و الدوري الرمادي
الجبل و مصباح الغرفة
الستائر و ضوء الشمس
القلب في الصدر
و السمك في الأنهار
و حتى ذئاب البراري المتوحشة
حتى الذئاب
تدفن رؤوسها في الرمال و تبكي

تغيير

يرمي ثيابه في البئر
يرمي كتبه و خاتم الزواج
يرمي ماضيه المريض
و حاضره الخائف
يرمي أغانيه القديمة
و أصدقاءه المنافقين
يرمي كل ما تطاله يداه
من أوراق و مذكرات
من أفكار و دمى
يرمي بئر حياته في البئر
يرمي دماغه أخيرًا
و يستدير
نقيًا و أبيض و سهلاً
الآن فقط
يستطيع أن يقول: أحبك


العاشق
اعطِ القناص رصاصًا
و انتظر بضع دقائق
فسيملأ الشوارع بالجثث
اعطِ النجار خشبًا
و انتظر بضعة أيام
فسيملأ البئر بالنوافذ
اعطِ الحداد حديدًا
و انتظر بضعة أشهر
فسيملأ البراري برجال يشهرون السيوف
اعطِ البستاني بذارًا
و انتظر بضع سنوات
فسيملأ الصحارى بالأشجار
أما العاشق
أما العاشق
فلا تعطه شيئًا
ففي قلبه ما يكفي الدنيا
من السيوف و النوافذ
من الأشجار و الجثث

الراية
انظروا إليه
انظروا إليه فقط
لقد تفسخ جسده
منذ زمن بعيد
و ما زال يحمل راية الحرية

حياتنا الجميلة
الحياة حلوة
يقول العصفور
و يرتمي ميتًا قرب حذاء الصياد
الحياة حلوة
تقول الوردة
و ترتمي ميتة في يد الولد الوسيم
الحياة حلوة
يقول
و يطلق على رأسه النار
الحياة قبيحة، كريهة، فاسدة، شريرة
يقول الطاغية
و يقضم قطعة من البسكويت
............

"كانا اثنين
أهدته قلمًا للكتابة
و أهداها حذاء خفيفًا للنزهات
بالقلم كتب لها: "وداعًا"
و بالحذاء الخفيف جاءت لتودعه"
..........

"كان عليه أن ينظر مرة ثانية
وبعمق شديد
ليرى عينيه الضاحكتين الودودتين
تسخران من كل هذا الخراب"
.........
دائما

أنا الهواء في رئتيك
و الأزرار في قميصك
أينما كنتِ ستجدينني
براحتيَّ الدافئتين
و قامتي القصيرة
أنتظرك على الرصيف
أنتظرك في العمل
أنتظرك فوق السرير
واثقًا بأنك ستأتين
لأنني معك دائمًا
أخلط أيامك بالقُبل
و دمك بالأزهار
أنظر إليكِ من سمائي كإله
و أرفع يدي طالبًا مغفرتك

أنا صرخة الألم في حنجرتك
و الأغنية الجميلة التي ترددين
أنظر إليك من البعيد
و أخاف أن ألمسك
و حينما أمسك يدك
لا أستطيع أن أبتعد عنكِ

حيوانك المدلل أنا
و هوايتك المفضلة
بلادك النائية
و مستقبلك القريب
بقدميّ الحافيتين و قلبي المرتجف
أركض معك في الدروب الوعرة

أنا الغبار من حولك
و العرق الذي يسيل من مسام جسدك
أينما نظرتِ سترينني
على الطاولة و الكرسي و المدفأة
في المكتبة و الحمّام و الباص
في الحقول و المصانع و مظاهرات الطلبة
أنمو كالأعشاب في شرفتك المشمسة
و أتدلى من سقف غرفتك كالمصباح

بأصابعي العشرة أحتوي وجهك
و بأصابعي العشرة أدفع المتاعب عنكِ
بأصابعي العشرة أعدّ لك القهوة
و بأصابعي العشرة أسندك
إذ توشكين على السقوط

أنا الوردة في شَعرك الأسود
و الدبوس في عروة سترتك
عندما تنامين
أندس بين أحلامك و لا أنام
أضحك و أبكي و أتألم
و أحارب أعداءك القساة
و في الصباح
أتدحرج مع الماء على وجهك
و أجفّفه بشفتي

أنا التفاحة التي قطفت
و الأرض التي طردتِ إليها
أنا اللوحة التي تزينين بها
جدار حياتك الأسود
و الدم الذي يسيل منكِ
حينما يطلقون عليك الرصاص

يناديك النهار فألتفت
تبردين فيرتعش جسدي
بعيني تشاهدين الطيور
و بصوتك أطالب بالحرية
أما عندما تموتين
من الجوع أو الحب
فسأحاول ألاّ أموت معك
ذلك أن الموتى
بحاجة لمن يذكرهم
و لن يفعل ذلك أحد سواي






رسالة انتحار .. فيرجينيا وولف

" إنني على يقين من أنني أرجع لجنوني من جديد. أشعر أننا لا يمكن أن نمر في فترة أخرى من هذه الفترات الرهيبة.
وأنا لن اشفى هذه المرة. أبدأ بسماع أصوات، لا يمكنني التركيز. وأنا سأفعل ما يبدو أن يكون أفضل شيء ليفعل.
أعطيتني أكبر قدر ممكن من السعادة. وقد كنت أنت في كل شيء كل ما يمكن أن يكون أي شخص.
لا اعتقد أن شخصين من الممكن أن يكونا أكثر سعادة حتى جاء هذا المرض الرهيب. لا استطيع أن أقاوم المزيد.

وأنا أعلم أنني أفسد حياتك، و أنك دون وجودي يمكنك أن تعمل. وسوف تعرف. ترى
أنني لا أستطيع حتى كتابة هذه بشكل صحيح. لا أستطيع القراءة. ما أريد قوله هو أنني مدينة لك كل السعادة في حياتي.
وقد كنت معي صبورا تماما وجيدا وبشكل لا يصدق. أود أن أقول ذلك -- والجميع يعرفه.
إذا كان من الممكن أن ينقذني أحداً فسيكون أنت. كل شيء ذهب مني إلا اليقين بالخير الذي فيك.
لا أستطيع أن أزيد إفساد حياتك بعد الآن. لا أعتقد أن شخصين من الممكن أن يكون أكثر سعادة مما كنا نحن. فيه"

الأربعاء، 18 ديسمبر 2013

هدايا الصدفة

وأنا بنضف الأنبوكس بتاعي على موقع لتعلم اللغات اسمه Livemocha
كنت مسجلة فيه من 2009 عشان أقوي الإنجليزي بتاعي وأتعلم جنبه فرنساوي وألماني كبداية
رجعت تاني الموقع دلوقتي عشان أبدأ أراجع الفرنساوي، لأني بقيت مهتمة جدا اني أتعلم اللغة دي عشان أفهم أغاني داليدا ولارا فبيان وخوليو اجلاسيوس اللي هبلوني ..
لقيت رسالة كان بعتهالي شخص اسمه د/ روي .. أنا حقيقي مش فاكراه ابدا ولا فاكرة ليه هو بعت الرسالة دي لما قريتها صدفة غير لما قريت الطلب اللي أنا كنت بعتاهوله انه يديني نصيحة عشان أقوي الإنجليزي بتاعي بسرعة خاصة المحادثة ..
الرسالة حقيقي جميلة جدا والنصيحة هايلة ، اتبسطت بيها جدا وأكدتلي معنى صديقتي قالتهولي لو انتِ عايزة تتكلمي لغة معينة كل اللي عليكي هو انك تتكلميها وخلاص وما تركزيش على الأخطاء ومع الوقت هتتقنيها

ده نص الرسالة  :
From:
To:
Sent Date:
Dec 4, 2009, 8:25 pm
Subject:
Re: thank you
Message:

I don’t want you to be more careful, I want you to be less careful! Confidence in speaking any language comes from taking the risk that you might not speak a language perfectly, but we speak anyway. Risking that we may not be perfect is truly confidence. Speaking more than one language is not about attaining perfection, it’s about taking the risk to learn something new. Think of your language skills as second to no one. Think that you will eventually figure out or get the idea of what you hearing or saying. You don’t have to understand every word being said. Remember as you speak a new language you become comfortable with it, more and more each day.

Great people exchange ideas, average people exchange solutions, people who are neither thinking or unable to care about anyone, enjoy criticizing harshly the rest of us. So, right or wrong, speak and then speak some more! Your friend, Roy

أسبوع اسكندرية

أنا مش عارفة اكتب عنه ايه بس هكتب للتوثيق ليس إلا.
كنت مستنية من أول ما خدت الأجازة اني أسافر اقعد عنده شوية أفك وأغير جو وطبعا كالعادة كل حاجة بتمناها لازم لو حصلت تحصل بطلوع الروح، بحس اني بس اتمنى عشان تبدأ المشاكل تقف في طريق الحاجة اللي بتمناها وسقف تطلعاتي يبدأ يقل يقل لحد لما يبقى في الأرض وفي الأخر أرضى باللي ممكن احصل عليه واحاول أحصل على بعض البهجة من الباقية المتبقية !

طبعا الخناقة الكبيرة مع بابا يوم السفر بالظبط وانه منعني أسافر، وطبعا الخناقة دي كانت لازم تنتهي بالقطيعة بيني وبينه اللي كالعادة هتبقى فترة كبيرة جدا ربنا اللي يعلم هتخلص امتى وازاي، وطبعا من غير أي جانب مني كمحاولة لإنهائها لأنه بكل بساطة دي الإنتصارات البسيطة لكرامتي اللي بحس فيها بأني فعلا قدرت أخد حقي بما اني لسه ما واجهتش تحدي سلطة أكبر يقع عليّا مباشرة وأجرب نفسي هتصرف إزاي، ودي طبعا واحدة من الأسباب اللي بتخليني طول الوقت بترقب شكل المواجهة مع السلطة الأكبر اللي هتتحكم فيّا وازاي هقدر أقاوم وهصمد لأمتى وهأخد حقي ولا لأ ؟!

سافرت ممنية نفسي بآمال كبيرة لخروجات وفسح
ظبطت مع صاحبتي اني أحضر فيلم Amadeus في مكتبة أسكندرية تبع NeuroCinema هيشارك في مناقشته دكاترة Psychiatrists من الكلية
الفيلم كان مدته 3 ساعات قعدت اتفرج عليه متواصل من غير أي فواصل، حقيقي كنت مستمتعة بيه جدا وكنت متاخدة بشكل كبير بشخصية كل من موتسارت وسيالري ، والممثلين اللي أدوا أدوارهم حقيقي كانوا عباقرة. كنت متوقعة بعدها مناقشة ثمينة بس للأسف خيبت آمالي أو أقول كانت عكس توقعاتي !
في الوقت ده بدأت النوة، الحمدلله عدى اليوم بسلام وخلص اليوم الأول عشان ينذر بنوة عبارة عن كتلة من التلج على مدار 3 أو 4 أيام، يعني مقيمة في البيت لحد لما يتحسن الجو، يعني الأسبوع اللي كنت ناوية أخرج وأفك فيه اتضرب بالجزمة !

عدى تاني يوم مقيمة في البيت، اليوم التالت، اليوم ده كان صدفة لحاجة عرفتها من تدوينة شخصية "لإسلام يوسف" على مراجعته لأحد أجزاء " رباعية الأسكندرية" لـ "لورانس داريل" عن انه كان بيروح يتفرج على الفيلم اللي بتعرضه سينما "المركز الثقافي الفرنسي" في شارع النبي دانيال وبناءا عليه كان عندي عزم اني اروح استكشف المكان في وقت ما بس ما كنتش مُهيأة للفرصة دي!  اننا نمشي جنب شارع النبي دانيال واروح اسأل عن المركز وكمان ألاقي ورقة بالفاعليات بتاعتهم اللي يطلع من ضمنها فيلم " Sport des fillles " اللي هيتعرض تاني يوم الساعة 7

وقتها عرفت تاني يوم هنروح فين، هننزل نتفرج ع الفيلم طبعا، قعدنا نتراهن ان الفيلم مترجم ولا لأ، أنا كان عندي يقين إن الفيلم مترجم ، بس انا كان يقيني نابع ان الفيلم معروض للكل فأكيد هيراعوا حساب الناس اللي جاية من برا المركز  فهيكون ع الأقل فيه Subtitles انجليزي، وبناءا ع كده عملت رهان وتأكيدات وتطمينات وخلافه :))

نزلنا قبل الفيلم بساعتين، أول ما نزلنا عند مكتبة أسكندرية حسيت بشدة اني عايزة أقعد في "ديوان" بحس براحة في المكان ده ، ده مكان أقدر أقول اني بنتمي ليه لما بقعد فيه.


رحنا الفيلم متأخرين ربع ساعة بس لقينا لسه الفيلم ما اتعرضش لمشاكل تقنية حسينا انا الحظ حالفنا، قعدنا نستنى
الفيلم فعلا باظ وما اشتغلش فشغلوا مكانه فيلم اسمه " Quelques heures de printemps " مش مترجم ! طبعا انا طور الله في برسيمه ومفهمتش ولا كلمة، بس أكتر حاجة جذبتني للفيلم انه صامت بمعنى ان بس كلام الممثلين، صوت خطواتهم، شربهم، فتح الباب وقفل الباب وكده، ووقت لما الممثل كان بيقابل البنت اللي بيحبها كان فيه Soundtrack بيشتغل رائع جدا ، شدني بشكل مش ممكن وده كان شغال مع بداية الفيلم خالص مع تتر البداية للأسماء.

خلص اليوم الأخير، جاتلي خروجة مع أصحابي في الورشة، قعدنا في " الريحاني" ، على أمل اننا نأخد ورشة، قعدنا نتكلم ، بالنسبالي ده كان يوم كئيب بامتثال من أوله خالص.

لأول مرة أدير الورشة واقترح موضوع، واتناقشنا وكتبنا وقرينا اللي كتبناه. أنا لحد دلوقتي مستغربة النص اللي كتبته لأنه كان أبعد ما يكون عن إحساسي وقتها وأبعد ما يكون عن اللي كنت عايزة أكتبه، استنتجت اني كنت بهرب.
كتبت عن الصدف السعيدة والبهجة !! آه والله كتبت عن كده !!
النص كان

" لو كان للسعادة درب أو وصفة فهي الصدفة. صدفة من لا شيء تظهر فجأة تحسسك بإحساس اختلاس وقت مبهج من وتيرة مملة. السعادة وقتها أشبه بجملة اعتراضية وسط نص بايخ طويل.
لو كان الإحساس بيدوم فمتوقف على مدى قوة الصدفة دي وأد إيه هزتك، متوقف على عامل الإنتظار لشيء بتتمناه أو صدفة لشيء جديد تجربه,
نيقولا لما كتب لحبيبته المستقبلية شوكس رسالة قالها فيها :
" لو كنت أنا يا شوكس سأكون كما في الأحلام السعيدة "
شوكس حط نفسه جوا حلم، طفل عنده 11 سنة اختار انه يكون في حلم سعيد، بحاول اتخيل شكل حلم سعيد بالنسبة لطفل في سنه عامل ازاي ؟!

شيء خفي بيربطني بالأسكندرية، بالمكان، لما قريت "وجوه سكندرية" لعلاء خالد خلصت بعدها بجملة بترن في وداني بتقول " الأسكندرية كأنك على موعد مع الحب ! "
مدينة بتعود بيا لحنين غريب لزمن ما عشتهوش بس بيملأ الجو بعبق أشبه بحنين لجزء من نفسك المفقودة، المدينة بترجعك ليه.
أنا بيربطني بأسكندرية برضه عامل صدفة حتى لو كان فيه أسباب منطقية على السطح.

صدفة أنا ووسام على كونيش اسكندرية في النوة ..
الصباحات المبهجة ما هي إلا صدفة !
صدفة في سياق تشبه ترتيب القدر بس الأجمل لو آمنت إنها بمنطق العبث، صدفة تعثرت فيها فانتبهت فأختلست قدر من البهجة ! "

الثلاثاء، 10 ديسمبر 2013

2013 . .

ليلى الجهني

" هذه هي حياتي: طويلة وثقيلة وغير مكتملة لأنّي لم أمت بعد، لكنّها ناضجة. ربّما كانت سيئة أحيانًا، لكنّ ذلك لا يعني أبدًا أنّني كنتُ سيئة. كنتُ أحاول، وقد فشلتُ في مرّات وسأفشل، ونجحت مرّات وسأنجح، ولعل أكثر ما أفكر فيه الآن أنّني دافعتُ الأذى، لكنّني حاولت جاهدةً أن لا أُدافعه بالأذى. أتأمل وجهي، أتأمل عينيّ خاصة؛ فأشعر بوخزة من عرف ما لا ينبغي له أن يعرفه، لكن لا مناص من أن أمضي، سواء عرفت أم لم أعرف. وهذه الكتابة ليست في مديح ما مضى، بل لفهم معناه، ولن يفهم معناه سواي. لن يفهمه أحدّ كما فهمته وسأفهمه أنا، لأنّ أحدًا لم يعشه سواي بكل ما فيه من إنجاز وفضل وفرح وأسى وعفو وغضب. "

أثير عبد الله النشمي

"
بعض الذكريات عندما تقفز في ذاكرتنا، وبعض "الماضيين" الذين يظهرون فجأة في حيواتنا بين الحين والآخرة، يجعلوننا نبتسم لا سعادة ولا تهكما، بل لأن شيئا ماضيا جميلا، وأحيانا مرا، زارنا في وقت لم نتوقع فيه أية زيارات من الأمس البعيد "

"
بعض الاحداث والحوادث التي نمر فيها تعيد تشكيل حياتنا من جديد, نشعر بعدها وكأننا ولدنا أشخاصا آخرين أشخاصا لم يعودوا يشبهون أنفسهم "

" أعرف اليوم بأننا لا نودع الحزن إلا لنستقبل آخر . . بأن السعادة ماهي إلا فاصل زمني يفصل بين الحزن عن الحزن الآخر . . وبأن الحياة لئيمة ، لئيمة جدا مع الأذكياء . . وكأنها تعاقبهم على محاولاتهم لفهمها ولسبر أغوارها ! . . تعاقب الحياة الأذكياء والباحثين عن أسرارها فقط . . لا تقسو الحياة على غيرهم . . تحنو هي على كل البسطاء والسطحيين ، تترفهم ، تدللهم . . ولا ترفض لهم طلبا أبدا لأنهم لم يجروؤا يوما عليها "

" الموسيقى حالة لا تفهم .. لا تفهم!.. حالة تجعلنا نشعر بكل ما يمكن أن نشعر به.. الموسيقى تجردنا من كل ما هو مزيف .. تزيل فينا التزيف، التدليس والبهرجة الكاذبة .. الموسيقى حالة من حالات الخلق الإنسانية كالكتابة تمامًا "

" أنا رجل لايخاف الموت.. لكني احترمه ، احترمه أكثر من أي امر آخر .. احترم غموضه ، هيبته و وقاره الذي لايضاهيه وقار ! وقور هو الموت بحضوره، بموته بسواده، بصمته وبروده .. وقور هو بكل مافيه "

" بعض المقطوعات برزخية بلا أدنى شك، عندما تستمع إليها تشعر بأنّك عالق في مساحات ممتدّة النهايات حتى لا تنتهي "


أميل سيوران


" أفضل دليل علي أن الموسيقي ليست من جوهر إنساني بأي شكل من الأشكال هو أنها لا تبعث أبدا علي تصور الجحيم!
إنها الفن الوحيد الذي يضفي معني علي كلمة المطلق، إنها المطلق معيشا لكن عبر وهم كبير، لأنه يتلاشي مع عودة الصمت"

"
الاتصال الحقيقي بين الكائنات لا يتم إلا من خلال الحضور الصامت، من خلال اللاتواصل ظاهرياً ، من خلال التبادل الغريب، الخالي من الكلمات، و الذي يشبه الصلاة الداخلية "

أطول رسالة في العالم

"
لو كنت انا يا شوكس سأكون كما في الأحلام السعيدة "

حسين البرغوثي


" الحزنُ ضعف، ولو صرت به شبه إله. والشعورُ بالذنبِ ضعف، ولو صرت به قديساً. والشفقةُ على أيّ شيءِ وعلى نفسك ضعف، ولو صرت بها مسيحاً "
" في كل ذهن تسبح الأفكار و تبقي نتف، بين الفكرة الأولي و بين الفكرة الأخري هناك الكثير لكي يكتشف، و من هذه الكلمات شعرت أن روحي التي كانت تشبه كتلا متراصة، صارت غربالا انفتحت فراغات بين كل فكرة و أخري، و كأن ذهني صار جزرا صغيرة متباعدة في محيط أزرق مشمس، بين الجزيرة و الأخري معارف لا نهائية غير مكتشفة، و شعرت أن كل ما أعرفه لا شئ، مقارنة بما يمكن أن أعرفه "

" ورجعت لبودابست .. قبل هذه الزيارة كنت أحن إلى وطن وبيت وبقاع في الذاكرة تشكل مرجعية لي في المنفى والمتاهات، إلى شيء ثابت دائم لا يمكن أن يتغير أو يتم فقدانه. كنت كمن يعيش في بلاد مبنية على ظهر حوت فيها نخل وبحارة وأسواق وذهب وعبيد، بلاد متاهة، ولكن على الأقل ثابتة تحتها ثابت، وفجأة تحرك الحوت نحو الأعماق وبدأ كل شيء يغرف، الفكرة عن الثبات غرقت وكل عالمي صار أهوج لا سواحل له، يسكنه قراصنة على ظهر السفن "


" - أفتعرف معنى المنفى "بري" أفتعرف معنى المنفى ؟
- هذا الطفل الهش الصغير ، الدمية الحمراء ، في بطنه بحر وفيضانات مكبوحة ! "

الأحد، 8 ديسمبر 2013

كلنا تعبانين

الأفكار اللي بتجيلي قبل النوم والحوارات الوهمية اللي بخلقها مع نفسي بتخليني ما اعرفش أنام أو ادخل في النوم بسرعة، أقعد أفكر وأفكر وأفكر وبعدين أصحى من النوم تاني يوم ببقى مش عارفة أنا امتى تحديدا رحت في النوم.
مؤخرا نومي بقى مضطرب جدا، أغلبه صداع وافكار حية بتدور في دماغي كأني صاحية بالظبط، أي صوت بيحصل حتى لو صوت التفلزيون لو حد معدي في الشارع لو ماما بتتكلم برا بقى كفيل انه يصحيني من النوم بصداع قاتل.

امبارح كان فيه حوار تخيلي في دماغي بيني وبين عمي الكبير المريض بالسرطان.
حاولت ألاقي شكل لحوار ممكن يخفف عنه، أنا في الحقيقة بعجز عن اني أقول كل اللي حساه شعوريا لأني بحس اني هيبقى مبالغ فيّا او ممكن أقول كلام اللي قدامي ما يفهمنيش أو يفكرني بهرتل أو نوعية ثقافته ما تخلهوش يقدر يفهم اللي بقوله أو اللي بقوله يكون عامل تخفيف عنه لكن العكس.

كوني هبقى طبيبة فده بيحسسني بحمل كبير تجاه عمي اني لازم اخفف عنه ومش بس عمي لأ كل مريض أنا هتعامل معاه لازم أوصل لصيغة تهديه وتخليه يثق فيّا والأحرى انه يثق في نفسه كمان وإنه ايا كانت الأزمة اللي بيمر بيها سواء بمرضه أو عوامل تانية مؤثرة فهو لازم يقهرها وما يستسلمش.
تخيلتني بقول لعمي انه حتى لو مريض وفترة المرض مثلا ماكسيمام هتخليه يعيش 5 سنين، هو ممكن يتغلب على ده ممكن يتغلب على ال 5 سنين، ممكن يزودهم انه يقدر يتعايش معاه 10 سنين كمان ، 15 سنة كمان وليه لأ ؟!
ممكن يقهر الخلايا السرطانية ويجبرها تتعايش في جسمه زي مريض السكر والضغط وخلافه من الأمراض المزمنة.
حتى لو اتألم إيه يعني الألم ، الحياة معناها إيه اصلا من غير ألم ، احنا أوجدنا بألم وعايشين في ألم وهنغادر في ألم. فايدة الطب دلوقتي انه أوجد مسكنات وعلاجات للألم ده بطرق مختلفة تقدر تخلينا نقاوم ونحب وجودنا حتى لو بالألم ده.
لسه قدامه كتير يضحك كتير، ويفرح كتير، ويلم حبايبه حواليه، يخرج يشم طهارة الصبح، يسافر مكان بيحبه، يسترجع ذكريات تعينه أنه يحب الدنيا ويحب نفسه ويبقى أكبر تحدي ليه دلوقتي انه يفضل عايش، احسن منحة أوجدت لإنسان هي "الحياة"

تخيّل وجودنا لو احنا في الكون الكبير أوي أوي أوي ده لوحدنا ! معنى كده اننا معجزة ربنا، حياتنا ووجودنا معجزة ربنا في الوجود
واحنا غاليين أوي وقدراتنا تفوق أضعاف أضعاف اللي احنا متخيلينه على نفسنا.
 جميل ان احنا نفكر لو متوسط حياتنا مثلا 70 سنة ، 60 سنة فده قصاد العمر الكوني ولا شيء ، لا يحسب على الإطلاق
بس جميل اننا اقتطعنا الفترة دي ، ودخلنا النغم وعملنا ذبذابتنا الخاصة،  جميل اننا عملنا لحياتنا قيمة ، جميل اننا أوجدنا وموجودين !

تخيلتني بوصل مريضة فرضا تعمل أشعة وماشية معاها وهي بتتألم وحزينة، حاولت افتح معاها كلام واخفف عنها واقولها انها هتبقى زي الفل امال هي جاية تتعالج ليه وفايدة العلاج ايه ؟
أحلى حاجة انها تواجه الألم بضحكة صافية وقلب شاكر نعمة ربنا في السراء والضراء، ولازم تكون واثقة انها هتخف وهتكمل حياتها تاني عادي والألم فترة بسيطة جدا قصاد حياة تانية أجمل مستنياها، والألم ده شيء طبيعي .

بتخيل دايما ليه الناس بتفترض ان الألم شيء استثنائي المفروض ما نحسش بيه مع ان حياتنا كلها معاناة وأسسها الألم وده اللي بيخلي حلاوة أي حاجة في الدنيا بتكون بعد مرور أي أزمة والناس بتبدأ تدرك قيمة اللي عندهم وقد ايه حتى لو بسيط فهو غالي وغالي جدا ويستحق اننا نتمسك بيه لأنه أكيد أحسن من الصعب اللي جربوه.

الحياة الأخرى للأشياء الصغيرة

علاء خالد

مرة أخرى تجد أن العلاقة بين الصغر والأحجام الصغيرة الذي يسم الطفولة والكِبَر والضخامة النفسية الذي تراه به العين عندما تمر السنوات، هذه المفارقة التي أنضجها الزمن، هي الحياة الأخرى للأشياء الصغيرة، الحياة اللامرئية التي لم ندركها حينها لضعف بصيرتنا ولأننا كنا منجذبين أكثر لإحساس أعم، احساس السجن والملكية.

خطأ مكرر، تفاوت في الزمن والحجم والمسافة، عبر هذا التفاوت ينشأ الحنين والخوف من الموت والرفض. تلك الوحدات البسيطة لقياس الحياة وفي نفس الوقت غير قابلة للإلغاء. استمرارها الأبدي يجعل الرغبة ملحة في اكتشاف تلك الحياة الأخرى التي تنشأ من هذا التفاوت، من هذا الصراع.

الكتابة تعيش عل مكانية هذه التفاوتات، على تبديها الأشياء في لحظة صدامها، في لحظة استقرارها، في لحظة موتها. المهم أن تكون لحظة فارقة تجمع على مائدة واحدة الحاضر والغائب. من يملأ المسافة بين إيقاعنا الشخصي وإيقاع الحياة، بين ذاكرتنا التي تراكم وذاكرة الحياة التي تحذف !