الأحد، 9 مارس 2014

لو بعتني يا عم وسط الناس غليني

الحاجة الوحيدة اللي شايفاها تعرفني هي دراستي / شغلي ، اعتقد ان دي الحاجة الوحيدة لحد دلوقتي اللي انجزتها بنفسي وبإختياري ، وكوني الأولى في عيلتي في المجال ده فحققت ده بطريقتي الخاصة وبإسلوبي الخاص لأن مفيش خبرة أو تجربة سابقة اتعلم منها. وكأي طريق الإنسان بيمشيه بنفسه لازم بيلاقي مطب بيتكعبل فيه ،  المشترك برضه فيه انه لازم يواجهه لوحده ويحاول يتقبل العثرة دي في الأول وبعدين يتجاوزها ، او يتعامل مع المعطيات الجديدة كفرض واقعي،  بمعنى انه يحاول يتخلص من مرحلة الإنكار اللي للأسف ساعات بتيجي متأخر بعد تقبل وقتي للأمر يلاقي نفسه بعد كده ساخط جدا ومحاولة التقبل الزائفة ما كانتش غير فعل وقائي عشان يثبت لنفسه انه لسه متحكم وصاحب السيطرة.

انا طول الوقت كنت مدركة ان المرحلة الأولى ” للخلاص ” بالنسبالي هو اني انهي دراستي الموضوع بالنسبالي كان هدف حقيقي أكتر من انها مرحلة في حياتي من الطبيعي اني هعدي بيها ، عشان كده كان السبب الوحيد اللي بيمنعني من اني اتمادى في نقد طريقة التعليم واني ازود عدد سنين الدراسة اللي اصلا مش محتاجة كان هو ده ” انا لازم أخلص دراستي ” مش ممكن استنى ترم كمان ولا سنة ولا حتى شهر زيادة.

في مرحلة معينة بتضيق بينا نفسنا وبنضيق من اللي حوالينا خاصة لما تتأخر مرحلة مواجهة نفسنا بالعالم الخارجي ، بإننا نشوف حجمنا الحقيقي وقدراتنا الحقيقية ومدى تأثيرنا واحتياج الآخر لينا.
خاصة كمان لما تدرك ان حياتك كلها كانت مُسيّرة من قِبل شخص واحد ، الشخص الواهب أو اللي بيدفع فاتورتك من الآخر ، فاتورة حياة كاملة انت عايشها. لما تبدأ ترفض وتعترض بتلاقي ان جزء منك مكسوف وشايف انه كاذب لأنه عليه فواتير كتير ما ادفعتش ، وخاصة كمان لما اللي كان بيدفع ـ وانت كنت مفكر وقتها ان ده حقك الطبيعي ـ بدأ يطالب أو يفكرك انك عليك فواتير كتيرة أوي فأنت ما تستاهلش انك يدفعلك فاتورة كمان !

وعشان تبقى المحنة حقيقية وتحس بشدتها فعلا بتيجي في الحاجة اللي انت كنت بتقلق منها الأقل او بتتمناها الأكتر على حسب الأكثر إيلام ليك في اي جهة بالظبط ، انك تأخد ضربة غير متوقعة فتسببلك عجز تام في كل ردود أفعالك وتصرفاتك او تأخد ضربة في الحاجة اللي بتحبها الأكتر فتصاب بخيبة أمل كبيرة جدا تفقدك اتزانك وتخلي قدامك الطريق مموج أوحتى فجأة تلاشى.

أنا محنتي دايما متعلقة بإنتظار الخلاص على كل الأصعدة في حياتي الخاصة ، أي حاجة بتحصلي هو اني بستنى وبستنى وبستنى ، بستنى الأمور تتحسن ، بستنى ابدأ حياتي اللي بتمناها ، بستنى الخبرة الكافية عشان احقق شيء واقف على ارض صلبة ، بستنى حد يقول كلمة وما بيقولهاش ، بستنى عدالة ما بتجيش ، بستنى ناس تتغير وما بتتغيرش ، بستنى انا اتغير وبرضه ما بتغيرش.

برغم ان خلاصي من دراستي كان هدف أساسي بس ما كنتش أتخيل انه في يوم هيكون أشد حاجة محتاجاها في حياتي في المرحلة دي. انه تخطى فكرة *مرحلة* لفكرة *احتياج* عملت كل اللي أقدر عليه وقررت المواجهة ومهربتش واتحملت ضغط عصبي يفوق أضعاف اللي بيتحملوا زمايلي عشان اشبع الإحتياج ده ـ نظرا للظروف الخاصة اللي مريت بيها - بس برضه فشلت ، وفشلت على تقديرات بسيطة جدا
بيخليني قول لنفسي ان التجربة كانت ناجحة بالنسبالي جدا بس بتقديرات الآخرين اللي دايما بيهمهم النتيجة الأخيرة فهي فاشلة.

اتقلبت ما بين تقبل أولي عشان اتماسك ، لسخط عارم عشان أعرف المقابل اللي دفعت عليه التمن الغالي ده من حياتي من وقتي ،  لحالة صمت أجوف جوايا بيتحايل انه عادي مش هتفرق كتير عشان يغالب إحساس ان يبقى فيه ندم ما اقدرش احسس نفسي بيه لأني ما قصرتش فعلا فمش عايزة أظلمني بزيادة ، 
لإحساس انه ياما دقت ع الراس طبول *وده حقيقي جدا* إن مش اسوأ حاجة حصلت في حياتي هو ده لأ انا واجهت الأسوأ بكتير على كافة الأصعدة اللي يخليني أفضل متماسكة جدا.
كل السخط إن فعلا اللي دفع التمن في حياتنا * الكذبة * هم الناس الغلط اللي المفروض ما يدفعوش أي تمن في حين اللي غلط بجد حياته اتعادت ترتيبها بشكل أفضل واللي بيدفع التمن عنه حياته اتدمرت !

كل اللي محتاجاه اني أهرب مش هروب عاجز عشان سايبة حاجات تستحق انها تتقفل لأ هروب لبداية جديدة ، أهرب من مستنقع ما بيعملش حاجة غير انه يوسخك أكتر وأكتر ، عايزة أهرب قبل ما الكويس فيّا يتغير وبدل ما أكون قادرة اني أسامح امتلك قسوة يتحجر معاها حاجات كتير اتمنى انها تفضل حية فيّا يمكن تنقذ أي حاجة يمكن انقاذها مسقبليا عشان كده أنا كنت في * احتياج * اني أنهي كده وما يفضلش فيه قيد مكبلني مش قادرة اتحرر منه