(( احساس انك مخنوق، محدود، عايش جوا قالب، بتتنفس ببطء وبعمق ))
هكذا قرأت تلك العبارات التي سجلها ع احد اوراقه قبل ان يخلد للنوم واستطاعت ان تقرأها قبل ان يخفيها كعادته _ ربما لم يلحظها لأنها كانت ورقة صغيرة بالية_ حمدت الله كثيراً انها وجدت فضيلة وحيدة لعادة استيقاظها مبكراً، فهي منذ ان بدأ يتغير وتغير معه كل شيء اعتادت عليه فيه. بدأت هي الاخرى في التغيير فأصبح يصيبها القلق المستمر و الخوف عليه. فهي تنام وقت صحوه وتظل تتأمله في نومه ومع تغيير عاداته اصبح لا ينام الا فجراً اذاً فيستوجب عليها الاستيقاظ لترعاه عن بُعد لأنه يأبى ان تشاركه وقت انفراده بنفسه.
نظرت لتلك العبارات بريبة وحزن عميق، ليته يحدثني عما يشعر به فاخفف عنه، ليته يخبرني ماذا حدث له مؤخراً دفعه لكل هذا الغموض و الابتعاد ؟! كم من الحيرة يتثاقل عليها لكنها لا تجد اي اجابة تشفي ما بها، فدائماً ما يكون رده (( هو مجرد وقت وهيعدي وساعتها هستريح باذن الله)) . . .
اصبح شارداً وصامتاً يتامل بعينيه كما لو انه ينظر لمجهول ما ! هو لم يكن هكذا من قبل فكان طبيعي في كل شيء، كان حديثه يخلق جو من الالفة فلديه من فيض الحديث الممتع الذي لا تكل من سماعه مراراً وتكراراً عن احداثه اليومية، ذكريات الطفولة ، خططه المستقبلية.
يدخل غرفة مكتبه اغلب الوقت ويطلب منها الا تزعجه والا تقلق عليه فهو يشعر بالراحة هكذا و يردد عبارته (( هو مجرد وقت وهيعدي وساعتها هستريح باذن الله))
ان شاء الله هكذا تجيبه وتعود لغرفتها بخيبة امل.
تتوالى الايام ولا شيء يفعله غير الانفراد في غرفة مكتبه و التدوين فهو يسجل كل ما يشعر به كل ما يجول بخاطره لايترك صغيرة ولا كبيرة الا ويذكرها هي تعلم ذلك جيداً لأنها تعرفه جيداً وتعرف انه اذا عجز عن البوح هم بالكتابة.
في احد الايام دخل ليخلد لنومه متأخراً كعادته الجديدة ولكنها وجدته يرتجف ويهذي (( اني انتظرك فلتأتِ الآن لا تطيل عذابي، فلتأتِ الآن والا لا تظل تطاردني وترسل لي بعلامات، انا مهيأ الآن فلتأتِ ! ))
احتضنته بقوة وبخوف شديد حاولت طمأنته الى ان استغرق في النوم. ادركت ان زوجها يهاب الموت !!
هذا ما غيره وهذا هو ما ينتظره كل ليلة الى ان يغلبه النعاس وهذا هو ما يرجوه من العلامات.
تُرى اي اشارات يبعث بها الموت اليك؟ وهل من الممكن ان تكون حقيقة وهو ادرى مني بذلك ؟؟ لعلها تكون آخر لحظاتي معه حقاً.
سيل من الافكار السوداء جاءتها بثوب الحداد اجتاحت رأسها في بضع لحظات. انقبض قلبها خوفاً عليه.
الموت ! اي مجهول انت تطاردنا ولا ندري لك هوية ولا ماهية. اني دائماً اؤمن ان العبرة ليست في الموت فكلنا متساوون امامه لكننا لسنا متساوون في حيواتنا .
تُرى ما يخيفنا منه؟ هل هو في حد ذاته ام انتظاره ام هو المجهول !
ترتقب انفاسه و تجده يتنفس في هدوء
تحدثه : سأنتظرك حتى تستيقظ لأرى هل الموت يبعث لك باشارات بالفعل !.
هكذا قرأت تلك العبارات التي سجلها ع احد اوراقه قبل ان يخلد للنوم واستطاعت ان تقرأها قبل ان يخفيها كعادته _ ربما لم يلحظها لأنها كانت ورقة صغيرة بالية_ حمدت الله كثيراً انها وجدت فضيلة وحيدة لعادة استيقاظها مبكراً، فهي منذ ان بدأ يتغير وتغير معه كل شيء اعتادت عليه فيه. بدأت هي الاخرى في التغيير فأصبح يصيبها القلق المستمر و الخوف عليه. فهي تنام وقت صحوه وتظل تتأمله في نومه ومع تغيير عاداته اصبح لا ينام الا فجراً اذاً فيستوجب عليها الاستيقاظ لترعاه عن بُعد لأنه يأبى ان تشاركه وقت انفراده بنفسه.
نظرت لتلك العبارات بريبة وحزن عميق، ليته يحدثني عما يشعر به فاخفف عنه، ليته يخبرني ماذا حدث له مؤخراً دفعه لكل هذا الغموض و الابتعاد ؟! كم من الحيرة يتثاقل عليها لكنها لا تجد اي اجابة تشفي ما بها، فدائماً ما يكون رده (( هو مجرد وقت وهيعدي وساعتها هستريح باذن الله)) . . .
اصبح شارداً وصامتاً يتامل بعينيه كما لو انه ينظر لمجهول ما ! هو لم يكن هكذا من قبل فكان طبيعي في كل شيء، كان حديثه يخلق جو من الالفة فلديه من فيض الحديث الممتع الذي لا تكل من سماعه مراراً وتكراراً عن احداثه اليومية، ذكريات الطفولة ، خططه المستقبلية.
يدخل غرفة مكتبه اغلب الوقت ويطلب منها الا تزعجه والا تقلق عليه فهو يشعر بالراحة هكذا و يردد عبارته (( هو مجرد وقت وهيعدي وساعتها هستريح باذن الله))
ان شاء الله هكذا تجيبه وتعود لغرفتها بخيبة امل.
تتوالى الايام ولا شيء يفعله غير الانفراد في غرفة مكتبه و التدوين فهو يسجل كل ما يشعر به كل ما يجول بخاطره لايترك صغيرة ولا كبيرة الا ويذكرها هي تعلم ذلك جيداً لأنها تعرفه جيداً وتعرف انه اذا عجز عن البوح هم بالكتابة.
في احد الايام دخل ليخلد لنومه متأخراً كعادته الجديدة ولكنها وجدته يرتجف ويهذي (( اني انتظرك فلتأتِ الآن لا تطيل عذابي، فلتأتِ الآن والا لا تظل تطاردني وترسل لي بعلامات، انا مهيأ الآن فلتأتِ ! ))
احتضنته بقوة وبخوف شديد حاولت طمأنته الى ان استغرق في النوم. ادركت ان زوجها يهاب الموت !!
هذا ما غيره وهذا هو ما ينتظره كل ليلة الى ان يغلبه النعاس وهذا هو ما يرجوه من العلامات.
تُرى اي اشارات يبعث بها الموت اليك؟ وهل من الممكن ان تكون حقيقة وهو ادرى مني بذلك ؟؟ لعلها تكون آخر لحظاتي معه حقاً.
سيل من الافكار السوداء جاءتها بثوب الحداد اجتاحت رأسها في بضع لحظات. انقبض قلبها خوفاً عليه.
الموت ! اي مجهول انت تطاردنا ولا ندري لك هوية ولا ماهية. اني دائماً اؤمن ان العبرة ليست في الموت فكلنا متساوون امامه لكننا لسنا متساوون في حيواتنا .
تُرى ما يخيفنا منه؟ هل هو في حد ذاته ام انتظاره ام هو المجهول !
ترتقب انفاسه و تجده يتنفس في هدوء
تحدثه : سأنتظرك حتى تستيقظ لأرى هل الموت يبعث لك باشارات بالفعل !.