الأربعاء، 23 مارس 2011

الاخـــوان المتلونـــة

مع اقتراب موعد الاستفتاء على التعديلات الدستورية تذهلني الاخوان يوميا بما تصدره من تصريحات وما تتبناه من افعال.
لم ارى في الاخوان اي انفصال بينها وبين النظام السابق فكل منهما وجهان لعملة واحدة بل و تزيد الاخوان عليه تصنيفها انها جماعة دينية تتحدث باسم الاسلام ويترتب عليها انها اذا اساءت فهذا ليس مسئ لها فقط بل مسئ للدين الاسلامي ايضا

مع تحديد موعد الاستفتاء افاجئ بان هناك تيارين وحيدين او لنقول بالاخص " تيارين سياسين " وافقوا على التعديلات الدستورية و هم الاخوان المسلمين و الحزب الوطني !! أيعقل ذلك ؟!
عند ذلك ادركت فأي نهج ستتوجه اليه الثورة بعد نجاحها وما ستؤول اليه في النهاية

فالاخوان تتبع سياسةالنفس الطويل فمنذ تأسيسها عام 1928 الى الان و ع مدار تاريخها الطويل وما واجهته من مصير ع ايدي الحكومات فلا يحاول احد منهم الآن ان يقنعني انها لم و لن تكون طامعة للوصول للسلطة و التصدر لسدة الحكم _ فلتحترموا عقلية محدثيكم _

منذ متى والاخوان توافق ع الدساتير من الاصل و تشارك الان و بقوة من هذا المنطلق في التعديلات الدستورية و وضع دستور جديد ؟

لم ارى اي فصيل سياسي ضد التعديلات منذ تحديد موعد الاستفتاء يضع بوسترات او يوزع اوراق و يقول لا للتعديلات بل كل ما رأيت هو مناظرة بين الفكرتين سواء من توزيع الاوراق او عقد الندوات
ولكن الاخوان قامت بتعليق البوسترات و توزيع الاوراق وارسال الرسائل النصية بين الاصدقاء بل و استيقاف المواطنين في الشوارع و تقول " نعم " للتعديلات الدستورية !
عزيزتي الاخوان اهذا الاستفتاء مشروع انتخابي تدعو به لمرشحيكي ام انه استفتاء و طني لكل المصريين من حقهم ان يقولوا " نعم " او " لا " بكامل ارادتهم !

عندما تقوم الاخوان برفع اللافتات نعم للتعديلات لحماية مصر من البلطجية و نعم للتعديلات لانك لو قلت " لا " سيفرض الجيش الاحكام العرفية ! فما اشبه هذا بخطابات الرئيس السابق و تمسكه بالسلطة طوال فترة الستة اشهر حتى لا تغرق البلاد في الفوضى و لانه الوحيد القادر ع تعديل نصوص الدستور !! فمن الواضح انك لا تختلفي عنه كثيرا

عندما تقول الاخوان ان من يقول " لا " في الاستفتاء هم الحاصلين ع تمويل اجنبي فما يسعني ان اضحك ملئ الفم لأتذكر الاجندات و الكنتاكي

عندما تقول الاخوان ان صوتك بـ" نعم " ع الاستفتاء واجب شرعي !
فأقول شكرا عزيزتي الاخوان فكنت احسب ان مجرد فكرة الاستفتاء و الادلاء بصوتي سواء بنعم او لا هو واجب وطني!

انا لا استغرب موقف الاخوان هذا فلكم انتظرت هذه الفرصة ع مدار العقود بل و هي ايضا لم تكن تظن انها ستاتي اليها بذلك الشكل و بتلك السهولة فهي كانت تظن انها ستكون هي محدث التغيير و لم تتوقع ان يحدثه غيرها فليس من العجيب ان تستميت من اجل اقتناص تلك الفرصة
فهي الفصيل المنظم و المستعد الواثق مما يريد بل و اصبح معترف به ايضا ولم يعد محظورا

انا اقول و بشدة لا في الاستفتاء فمنذ سنتين كنت اتمنى ألا يكون اسمي موجود في الكشوف الانتخابية اما الآن فاتمنى ان يكون لي ع الاقل عشرة اصوات لاقول بهم" لا "هم ايضا
لان البرلمان القادم لن يمثلني و لن يمثل الكثير من الارادة الشعبية و سيكون مخيب للآمال ولا اثق به في تشكيل لجنة تأسيسية لوضع الدستور الذي سياتي بنهج و فكر فصيل معين وهم المنتفعين

اذا كانت الاخوان تقول انه " بــ نعم " تقطع الطريق ع الثورة المضادة فأقول لها سوف تقطعي عليهم الطريق من الشارع لتدخليهم البرلمان و تجعليهم يحددوا مصير شعب قام بثورة شعبية بدون اي انتماءات

انا لا اقبل ما انتهجته الاخوان للاعلان عن رايها في التعديلات الدستورية و اذا كنتم ترون ان هذا رأي غير ديمقراطي و غير مقبول ايضا فرأي و بكل بساطة ان الديمقراطية تشمل المساواة و تكافؤ الفرص فعند ضماني لوجود الكيان الذي يمثل الارادة الشعبية و الذي يمثلني بنفس المساواة مع الاخوان و غيرها عندها ساكون مطمئنة و عندها لن تعنيني ماذا تقول الاخوان او غيرها و ساتقبل كامل المواقف بحيادية

ان الثورة قامت بدون انتماءات و اُصر ع التكرار لاني ارى ان " نعم " تعني الاسراع في تسليم انجازات الثورة لاصحاب المصالح الشخصية و المنتفعين

مهما ان كان الرأي نعم او لا فأكيد صوتنا واجب وطني !

الحب لا تكفيه الكلمات

حالة - 1-

رأها في تظاهرة

كم كانت قوية و جميلة

تهتف بملئ قلبها

مع كل ترديد خلفها

تزداد حماسة على حماسة

تلك النظرة في عينيها

لا تعرف الاستسلام

بعد ان انتهت

استوقفها

ابدى اعجابه بها

عرض عليها خطبتها

تعجبت من عرضه

تذكر نظرتها

فقال بكل ثقة
يكفي الحب ان يتوافق حلمين !

•  •  •  •  •  •  •

حالة - 2-

قال لها: للمرة الالف اقول لكِ اني احبك

قالت له: اثبت ذلك

قال لها: لطالما كنت ضعيف في الرياضيات

قالت له: و ماذا عن كون الحب معادلة كيميائية

قال لها: اذا، لطالما كرهت العلوم بكل انواعها

قالت له: اذا في الرياضيات حبك كالصفر ع الشمال ليس له قيمة

اما في الكيمياء فهو عنصر خامل

و في الجغرافيا فهو اشبه بالصحراء

اما في التاريخ فانت عصر اضمحلالي !

•  •  •  •  •  •  •

حالة - 3 -

- فانت تحبها

- لا احبك انتِ

- لكني وعدتك ان لا احد يحبك اكثر مني

و ها انا اخلفت وعدي

لقد احبتك اكثر مني !

اذهب اليها

عندما رحل

اخذت ترتعد مرددة

اتمنى ان تكون احبتك اكثر مني بالفعل عندها ستعيدك الي !!

•  •  •  •  •  •  •

لا في الاستفتاء على التعديلات الدستورية

لن ابدا النوت بالحيادية او توخي الحذر فانا صاحبة قرار باذن الله و اؤيد و بشدة لا في الاستفتاء على التعديلات الدستورية.
اذا كنا حتى الآن لا نعي انها ثورة و لم نعطي الحدث مفهومه الحقيقي و مازلنا نشكك في النوايا فاضعف الايمان ان يحركنا دافع الحرية و العدالة و المساواة ، و هذا هو دافع الثورة وما طالبت به ولم تطالب باقل من ذلك كما انها لن ترضى ايضا باقل من ذلك .
اذا نسينا او نتناسى انها اقل حقوقنا كانسان وارتضينا بالقليل فلا تحملوا الثورة وزر النوايا !!

انا لا افهم في البدء باي منطق نتحدث عن التعديلات الدستورية؟ تعديلات على دستور فاقد الشرعية من البدء، دستور شوه من كثرة عمليات الترقيع حتى في تلك المحاولة الجاهدة للخروج منه بافضل صورة للتعديلات لم تستطع هي الاخرى ان تصل بنص حازم و فاصل و لايخلو من العيوب !

يقولون ان هذه التعديلات هي المطلب من البدء؟
تذكروا يا سادة ان مطلب التعديلات كان في البدء من قبل سقوط النظام بتلك الصورة، كان للسماح للمستقلين بالترشح والاشراف القضائي على الانتخابات لمنع التزوير و كانت هذه هي الصورة التي تعد الخلاص الوحيد لاجهاض مشروع التوريث الذي كان قادم لا محالة.
اما الان فقد سقط النظام باكمله فعلى ماذا نجري التعديلات؟؟ و نحن من الطبيعي ان يكون هناك دستور جديد للبلاد يتماشى مع ما نناشده من الديمقراطية و الحريات.

اما عن الاستقرار و ان " البلد بتضيع "
اذا كنتم تعنون بالاستقرار هو القدرة في الحصول على لقمة العيش و العيش في امان  فاسمحوا لي انا ارى انكم تحبون من يكذب عليكم ويبث فيكم روح الطمأنينة بغض النظر عن الوضع . اذا كنا نحن طلبة الجامعات ونتوزع ما بين الطبقات الاجتماعية المتوسطة والعليا مع اننا منا من هم ينتمون للدنيا ايضا ولكن ع الاقل فلنقول " الحالة مستورة "
فلننظر على حالة طبقة عريضة من الشعب او فلنلقي نظرة على انجازات النظام السابق مما حققه من استقرار ورخاء !
  • 1-      فلنحسب حجم ديون مصر
  • 2-      فلنحسب حجم المعونات وعلى ماذا تنفق
  • 3-      فلنحسب كم مليون مصري يعيش تحت خط الفقر ويسكن العشوائيات
  • 4-      فلنحسب كم مليون مصري يعاني من امراض السكر و الضغط والتهاب الكبدي الفيروسي و الامراض السرطانية
  • 5-      فلنحسب كم مليون مصري عاطل بدون شغل وكم مليون يعمل في غير تخصصه وكم مليون مصري مهاجر بحثا عن الكرامة و لقمة العيش
  • 6-      فلنحصي حالات الانتحار و القتل
  • 7-      فلنحصي اعمال الوساطة والمحسوبية لتصريف حتى اتفه الامور
  • 8-      فلننظر لاحتكار السلطة من قبل اصحاب النفوذ ورؤوس الاموال
  • 9-      فلنحصي حجم المشاريع التنموية و الخدمية وما انفق عليها وما انجز منها على ارض الواقع
اما عن زعزعة الامن فلم يكن الحال بافضل، فمن الاقوال الشائعة في النظام البائد ان من كثرة عدد المخبرين ورجال الامن " فلكل واحد مواطن مصري اتنين مخبرين"
لم يكن جهاز الامن لحفظ الامن و الامان كما كان للترهيب والتخويف والاعتقال و التعذيب، لم يكن للحفاظ على كرامة المصريين كما كان يهين كرامة المصريين ويعمل على اذلالهم و نشر الفتنة و ترسيخ نظرية المؤامرة وهو اول داعم لها

و بما ان شعبنا الحبيب يحب يمشي اموره فكانت افضل سياسة يتبعها لتمويه الاعداء هي " امشي جنب الحيطة" و امشي عدل يحتار عدوك فيك " و كلنا عارفين العدل لا ارى لا اسمع لا اتكلم

هذا مجرد احصاء بسيط لما توارد في الخاطر من مزايا النظام السابق في حفظ الامن و الاستقرار وعلى الرغم من ذلك لم يحرمنا المسئولين طلتهم البهية في وساائل الاعلام والصحف القومية مقررين لانجازاتهم وما يشيع في البلاد من حالة الرخاء الاقتصادي و ما تبحثه و تخطط له من مشاريع تنموية جديدة تدفع البلاد للحاق بركب التقدم !  وان المصري في حالة اقتصادية مزدهرة
وان كنتم لا تصدقون فلتنظروا لصناديق الزبالة وما تحويه من صفائح البيبسي و الكوكاكولا المعلبة او كما يطلق عليها الشعب المثقف " الكانز " !!

عذرا اذا استفضت و لكن اذا تناسينا هذا في خلال شهرين وارجعنا الامر كله كنتائج مخيبة للامال الناتجة عن الثورة فليس من العجب من ان نمكن الحزب الوطني في غضون ستة اشهر من تولي السلطة من جديد !
ان هذا جرم و تشنيع و كل ما فعلته الثورة ما هو الا كشف الغطاء عن الفساد السرطاني المتفشي و سقوط الاقنعة عن كل الآفاقين .
و لنتذكر جيدا في حين كان يردد الثوار سلمية سلمية تم :
1-      اطلاق الرصاص الحي و القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين
2-      سحب جهاز الشرطة باكمله من كافة انحاء الجمهورية
3-      اطلاق سراح البلطجية واعطائهم السلاح لترويع الآمنين
اما ما يحدث الآن ولا اتصوره بتلك البشاعة التي يصفون ما هو ناتج عن الثورة بل ناتج عن من اغتالوا احلامنا و حقوقنا المشروعة طوال تلك العقود.

اذا قلنا " لا" ستغرق البلاد في فراغ دستوري و فوضى؟
اذا قلنا لا سيعلن المجلس العسكري اعلان دستوري مؤقت يحدد معالم الفترة الانتقالية لتسليم السلطة لمدنيين و سيتم تشكيل لجنة تأسيسية منتخبة لوضع دستور جديد يمثل كافة التيارات و الاتجاهات دون استئثار لاغلبية بفكرها و نهجها وما تحاول بثه من افكار. سيتم مناقشته و الاتفاق عليه بكل تروي وستقوم الحكومة باداء كافة اعمالها على النحو الاكمل و استمرارية العمل و الانتاج. سيتم اطلاق الحريات و التعرف على البرامج الانتخابية مما يعطي الفرصة للكوادر للظهور و تعرف الشعب عليهم.

يكفي تأييد الحزب الوطني و الاخوان المسلمين للتعديلات لندرك ان هناك مؤامرة ما او استفادة لفصيل معين طالما تلون و تغير تبع السياسة الدارجة لتحقيق اهداف شخصية
فلا تجعلوهم يلعبوا على عاطفة الشعب وايثار مبدا السلامة و التخوف .
ليس هناك اكبر من اسقاط النظام السابق بذلك الشكل الذي لم يكن متخيل. فلنرسم الان لمصرنا مستقبل يليق بنا وبابنائنا، مستقبل يرد لمصر مكانتها المتميزة ولا ترضوا بالقليل
ان الشهيد لم يؤثر مبدأ السلامة والا لم يكن شهيداَ بل ضحى باغلى ما يملك لتشهد مصر عهد الحرية ولتحلق في الآفاق فلنكتب بدمه تاريخ مشرف
.
الارض لكم .. قدسوا الحرية حتى لا يحكمكم طغاة الارض .