مع اقتراب موعد الاستفتاء على التعديلات الدستورية تذهلني الاخوان يوميا بما تصدره من تصريحات وما تتبناه من افعال.
لم ارى في الاخوان اي انفصال بينها وبين النظام السابق فكل منهما وجهان لعملة واحدة بل و تزيد الاخوان عليه تصنيفها انها جماعة دينية تتحدث باسم الاسلام ويترتب عليها انها اذا اساءت فهذا ليس مسئ لها فقط بل مسئ للدين الاسلامي ايضا
مع تحديد موعد الاستفتاء افاجئ بان هناك تيارين وحيدين او لنقول بالاخص " تيارين سياسين " وافقوا على التعديلات الدستورية و هم الاخوان المسلمين و الحزب الوطني !! أيعقل ذلك ؟!
عند ذلك ادركت فأي نهج ستتوجه اليه الثورة بعد نجاحها وما ستؤول اليه في النهاية
فالاخوان تتبع سياسةالنفس الطويل فمنذ تأسيسها عام 1928 الى الان و ع مدار تاريخها الطويل وما واجهته من مصير ع ايدي الحكومات فلا يحاول احد منهم الآن ان يقنعني انها لم و لن تكون طامعة للوصول للسلطة و التصدر لسدة الحكم _ فلتحترموا عقلية محدثيكم _
منذ متى والاخوان توافق ع الدساتير من الاصل و تشارك الان و بقوة من هذا المنطلق في التعديلات الدستورية و وضع دستور جديد ؟
لم ارى اي فصيل سياسي ضد التعديلات منذ تحديد موعد الاستفتاء يضع بوسترات او يوزع اوراق و يقول لا للتعديلات بل كل ما رأيت هو مناظرة بين الفكرتين سواء من توزيع الاوراق او عقد الندوات
ولكن الاخوان قامت بتعليق البوسترات و توزيع الاوراق وارسال الرسائل النصية بين الاصدقاء بل و استيقاف المواطنين في الشوارع و تقول " نعم " للتعديلات الدستورية !
عزيزتي الاخوان اهذا الاستفتاء مشروع انتخابي تدعو به لمرشحيكي ام انه استفتاء و طني لكل المصريين من حقهم ان يقولوا " نعم " او " لا " بكامل ارادتهم !
عندما تقوم الاخوان برفع اللافتات نعم للتعديلات لحماية مصر من البلطجية و نعم للتعديلات لانك لو قلت " لا " سيفرض الجيش الاحكام العرفية ! فما اشبه هذا بخطابات الرئيس السابق و تمسكه بالسلطة طوال فترة الستة اشهر حتى لا تغرق البلاد في الفوضى و لانه الوحيد القادر ع تعديل نصوص الدستور !! فمن الواضح انك لا تختلفي عنه كثيرا
عندما تقول الاخوان ان من يقول " لا " في الاستفتاء هم الحاصلين ع تمويل اجنبي فما يسعني ان اضحك ملئ الفم لأتذكر الاجندات و الكنتاكي
عندما تقول الاخوان ان صوتك بـ" نعم " ع الاستفتاء واجب شرعي !
فأقول شكرا عزيزتي الاخوان فكنت احسب ان مجرد فكرة الاستفتاء و الادلاء بصوتي سواء بنعم او لا هو واجب وطني!
انا لا استغرب موقف الاخوان هذا فلكم انتظرت هذه الفرصة ع مدار العقود بل و هي ايضا لم تكن تظن انها ستاتي اليها بذلك الشكل و بتلك السهولة فهي كانت تظن انها ستكون هي محدث التغيير و لم تتوقع ان يحدثه غيرها فليس من العجيب ان تستميت من اجل اقتناص تلك الفرصة
فهي الفصيل المنظم و المستعد الواثق مما يريد بل و اصبح معترف به ايضا ولم يعد محظورا
انا اقول و بشدة لا في الاستفتاء فمنذ سنتين كنت اتمنى ألا يكون اسمي موجود في الكشوف الانتخابية اما الآن فاتمنى ان يكون لي ع الاقل عشرة اصوات لاقول بهم" لا "هم ايضا
لان البرلمان القادم لن يمثلني و لن يمثل الكثير من الارادة الشعبية و سيكون مخيب للآمال ولا اثق به في تشكيل لجنة تأسيسية لوضع الدستور الذي سياتي بنهج و فكر فصيل معين وهم المنتفعين
اذا كانت الاخوان تقول انه " بــ نعم " تقطع الطريق ع الثورة المضادة فأقول لها سوف تقطعي عليهم الطريق من الشارع لتدخليهم البرلمان و تجعليهم يحددوا مصير شعب قام بثورة شعبية بدون اي انتماءات
انا لا اقبل ما انتهجته الاخوان للاعلان عن رايها في التعديلات الدستورية و اذا كنتم ترون ان هذا رأي غير ديمقراطي و غير مقبول ايضا فرأي و بكل بساطة ان الديمقراطية تشمل المساواة و تكافؤ الفرص فعند ضماني لوجود الكيان الذي يمثل الارادة الشعبية و الذي يمثلني بنفس المساواة مع الاخوان و غيرها عندها ساكون مطمئنة و عندها لن تعنيني ماذا تقول الاخوان او غيرها و ساتقبل كامل المواقف بحيادية
ان الثورة قامت بدون انتماءات و اُصر ع التكرار لاني ارى ان " نعم " تعني الاسراع في تسليم انجازات الثورة لاصحاب المصالح الشخصية و المنتفعين
مهما ان كان الرأي نعم او لا فأكيد صوتنا واجب وطني !