ارجو الاستماع مع النص
موقع كـ "تمبلر" كان كفيلا لأكتشف اني حرمت من الجمال ، بل حتى حرمت من الخيال واغتيلت مخيلتي أمام الواقع الذي انتهكنا شعوريا وتسرب إلى لا وعينا واصبح كالضيف الثقيل ، في الأحلام لا يغادرنا ، فرش اسرتنا بالقلق والخوف .
موقع مليء بالصور لكل ما تريد على حسب ما تتابعه من مدونات سواء لأماكن للرحلات ، مناظر طبيعية ، أكلات ، تصميمات ، أفلام أو حتى مدونات شخصية تعكس أذواق اصحابها.
وجدتني اسرح أمام العديد من الصور انسج حولها حكايات واتخيلني هنا وهناك بصحبة أحدهم او وحيدة ، اجلس متأملة او يملأني الصخب ، اتنقل بين الأزمنة في تلك الصور الأبيض والأسود .
فصورة مقربة لـ "فنجان قهوة " يجعلك تتأمل نفسك بصحبته في صباح هادئ في مكان يغلب عليه البياض ، ترتشف منه في هدوء بإبتسامة هادئة وذهن صافٍ وربما تفكر في البعيدين الذين تركوك هنا الآن تتمتع بذلك الهدوء ولكن تحن لصحبتهم ويقلقك أمرهم ، ربما تفكر في ان تهاتفهم لتتمنى لهم صباح هادئ كصباحك وتغلق الهاتف مرة أخرى وانت تشعر بالإمتنان.
أو صورة في" الريف" الإنجليزي أو الفرنسي تجعلك تشتاق لملمس الأرض الرطبة المندّاة بأولى لحظات الصباح وقبل الشروق ، وذلك اللون الأخضر الذي يكسو مساحات شاسعة على مد البصر بسماء تمتزج بالزرقة .
صورة لـ"منزل" تشعرك بالحميمية والألفة كل ما فيه يلعب على وتر الحنين داخلك وكل اشيائه تذكرك بحدث ما ، بشخص ما ، بزمن ما تنسج فيه حكاياك ربما تغمض عينيك لتسترجع ما مضى وعلى وجهك شبح ابتسامة خافت حتى وان كانت لذكرى مؤلمة ولكنك بداخلك سعيد كونك اسير لمثل ذلك الحنين لعهد مضى.
ربما توقفت لتتأمل قصة خرافية يصنعها عقلك الآن لصورة مبهمة ، مشوشة ، بالأبيض والأسود والرمادي ، تشعر كما لو ان عينيك تتوغل خلالها لترى ذلك الشيء البعيد ، دائما تلك الصور تشعرك بالمسافة ، بالرحابة بداخلها بالرغم من كونها ضبابية
بحرماننا من الجمال والخيال نسير بخطى ثابتة نحو الكهولة ، نحو احساس العجز والكسل والشيب كما لو اننا تشبعنا من آلام الحياة فلا نريد منها شيء ولا حتى احتكاك بسيط ، كل ما نريده هو ان تولينا ظهرها وترتحل مبتعدة عنا ربما نستطيع ان نسكن قليلا ونشعر ببعض الهدوء.