السبت، 31 مارس 2012

بعض من البوح على الطريقة السريالية !

الأمور يا صديقي اعظم منك .. الأحداث جلل لإدراكها كاملة او للتعامل معها على النحو المطلوب.
مرحلة ضبابية تفتك بك من الحيرة وعدم وضوح الهدف.
ربما تفكر ايضا ما جدوى كل هذا طالما الى زوال
 او ربما تفكر بشكل آخر هو التضحية من اجل كل تلك الأمور العظيمة المؤمن بها اشد الإيمان
ولكنك تجد ان تلك التضحية ضيئلة جدا امامها خاصة ان لم تحقق الفائدة المرجوة.
تريد ولا تستطيع !

هل حقا الواقع يلائم الخيال؟
الواقع اضئل من ان يحتوي الخيال، الخيال ان انتقل للواقع شُوِه.
الواقع ردئ، نهرب منه الى الحلم، الحلم من صنعنا نحن، كما ان الحلم بسيط.
يقولون ان بإمكاننا تحقيق الحلم؟
هذا إذا كان الحلم شيء مادي قابل للتطبيق
ماذا عن الحلم بعالم سعيد؟
هناك معاني جُعلت للحلم فقط، الحلم ليس للاستحالة، الحلم شيء كافي لإحتواء ادراك الإنسان لأمور اكبر من واقعه.
لا تقول سأحقق حلمي بل قل سأحقق ما اريد.
ليس كل ما نحلم به بالضرورة نريده، نحن نحلم فقط حتى لا نشعر بالفراغ المحيط.

لا شيء يحدث بالكمال الذي نرجوه كما لو انها احدى السنن الكونية، ان لم تصدقني جرب، ستجد ان مازال هناك الكثير من الأشياء لإفساد كل شيء.
ربما انت ايضا احد تلك الأشياء وربما الواقع نفسه من اجترار الحلم اليه.

مازال لديك الكثير لتفكر فيه
الله / التاريخ / الوطن، الحاكم، المحكوم / الآخرين من حولك / انت نفسك ...
كلها امور اكبر منك؟
الناس لن تغفر لك خطيئة التفكير مهما حاولت من ابراز سلامة النية.
فهم منذ بعيد حددوا قوالب التفكير المتاحة لك واراحوك من عبء الأمور الأخرى فهي ليست من اختصاصاتك.
إما مسلم بها او شأن العلماء وحدهم، فهي اكبر منك حقا...
اذا فالناس حكموا عليك منذ بعيد انك غير مؤهل للتفكير وربما للحلم ايضا.
فهم يتسربوا اليك من كل حنايا العجز بداخلك !

هل الشيطان مفعول به ام فاعل؟
لا تفكر في امور تتعدى تفكيرك. لا اكذبك القول ولا اثبط من عزيمتك ولكن هذا السؤال سيزج بك إالى سؤال آخر
ماهو معيار الصح و الخطأ ؟
فالله غفر لأدم ولم يغفر للشيطان !
لقد وقعت في الزلل الأن ولا مناص من ذلك، لن تستطيع ان تدعي انك فقط تفكر وهذا من حقك.

يقول لي ابي وماهو الإنسان ان لم يكن متناقض حتى تجاه الشيء الواحد !
اقول له / هل تتعاطف مع انسان ولا تتعاطف معه في نفس الحدث؟
يقول لي / التعاطف مع النتائج امر حتمي لكني لا اتعاطف مع المسببات !
لا اكذبك القول ادعيت الفهم حينها !!

هل تريدني ان احدثك عن اصل العلة بي؟
الخوف.
انا اخاف من نفسي كثيرا، بعض الأحيان اخاف من التحديق الى نفسي في المرآة او حتى إالى راحة يدي
اشعر كما لو اني احدق إلى جسد ميت
ينتابني الذعر من ذلك التفكير، اتنفس سريعا، اشعر بقطرات العرق البارد تتفصدني، اجلس قليلا انتظر النهاية.
أتدري ماهو المرهق حقا؟
انها ابدا لا تأتي وقت التهيأ لها. لا اخفيك سرا اشعر بالإرتياح حينها فأنا اريدها ان تأتي فجأة..
أتراني اشعر بالإثم الداخلي من اختلافي عن الشعور الديني السائد تجاه تلك اللحظة؟
بالقطع لا !

منذ يومين تقريبا عطست فقالت لي امي يرحمكم الله
قلت لها لكني لم اقل الحمدلله واغلب الأحيان لا اقولها
تعجبت امي كثيرا. ذكرت الحدث مرة اخرى امام ابي واخوتي وعادته علي مرة اخرى ومازالت متعجبة مني إلى الآن
اما انا فمتعجبة من الأمر برمته !

يكفيني هذا الأن بدأت اشعر شعور الآثمة وعلي ان ارتاح قليلا.

الجمعة، 23 مارس 2012

رحمــاك ربي فقد استبد بي الوجع !

وجودهم وغيابهم منهك نفسيا وجسديا، لم اكن ادري حقا شعور ان يفنى الجسد وهو حي يرزق !
ان يصيبك الكسل التام كما لو اصابك الشلل، ان تهزل كما لو انك اوشكت ان تتلاشى، ان لا تجد في حلقك غير الغصة والمرارة،
لم يعد المقربين قادرين على اخراجك مما انت فيه، فهم اشبه بالمسكن يزول مفعوله بمجرد الافتراق.
اشد عذاب لك هو سؤال (لماذا) ؟!
ابغض هذه الصيغة الاستفهامية التي ليس لها جواب..لماذا..لماذا..لماذا؟!
حقيرة هذه الصيغة ووضيعة ايضا. هي الوحيدة القادرة على هزيمتي طوال الوقت. لا احتاج لأصارعها فهي دائما تصرعني،
وكم يبرع كل ما حولي في استخدامها ضدي !

هذه المرة الصفعة تعدت اقصى مراحل تحملي. الامر بالنسبة لي ابعد مما يبدو. لدي الكثير لأتشتت.
الكثير للإطاحة بكل الهدوء والسكون وكل محاولات التجاهل والنسيان لا تجدي.

انا لا اسأل عن الغياب او حتى اتمنى العودة، فأنا اتسائل لماذا حدث كل هذا من الأساس؟!
لم اكن اريد احدا ولم اكن ابحث عن احد، كنت مكتفية بنفسي ولنفسي وبذلك الوجود المبهم حولي.
احاول ان اجد تفسيرات ترضيني لهذا الكون، كنت احوم في عزلة خاصة بي ولم اكن اشكو منها ولم تكن توجعني
او تعكر صفو السكينة بداخلي.

يجتاحونك كالسيل العارم، يشعلون بداخلك تلك المشاعر التي تتولد من خلال  التفاصيل الصغيرة،
من اهتماماتك الصغيرة، من الأشياء التي تحبها كثيرا، واخيرا يتركوك لتلك التفاصيل بعد ان فقدت بهجتها وألوانها
لتظل توجعك بألم لا حد له.
فأنت لا تستطيع التخلي عنها لأنه ببساطة هو انت ، انت كل هذه التفاصيل الصغيرة !
يدمرونك بالحزن الصامت البطئ !
كم هو من الصعب ان تجد اشياء اخرى تكتسب نفس قيمة سابقتها عندك. لاشيء يطغى على مكانة شيء آخر مهما حاولت.

تحاول ان تجد لنفسك متنفس تنفذ من خلاله لعلك تستريح ويعينك على التحمل، تحاول ان تسامح لعلك تستريح
لكن هذا التسامح عسير. فأنت لا تغفر، لا تغفر ابدا مهما حاولت او ادعيت ذلك.
تجد ان شيء ما في اعماقك تحطم ولم يعد يجدي ترميمه، تجد ان هذا القلب لا يحمل طهر الملائكة وبراءة الأطفال
عليك ان تفيق من أحلامك عن الإنسان الطيب المسامح المسالم !
انت بشر إن لم تتفاعل مع كل مؤثر خارجي بطبيعتك حتماً ستفنى !!

تسترجع كل ما مضى وبداخلك تلك الصرخة المكتومة، لاتدعوا بأنه لم يكن هناك شيء على الإطلاق بل هو
خيالك من صور لك ذلك !
كذب كل هذا، كان هناك الكثير، كان هناك عالم كامل انشئ من اجلك ومازال يحمل اسمك !

انت لا تريدهم بعد الآن، ولا تسامحهم، ولا تريد رؤيتهم ايضا
كل ما تريده فقط معرفة لماذا انت؟!
لماذا انت بالذات من اختاروك ليغيروا سير حياتك الذي ألفته واعتدت عليه؟

ربي اشكو اليك بقلب هش مسه الوجع ولم يعد قادر ان يتحمل المزيد ان تريحه كيفما تشاء
ولكن ربي اتوسل اليك لا تؤجل الإجابة إلى حين.

الخميس، 22 مارس 2012

بالأمس حلمت بك

لم تحلم به بالأمس فقط ولكن لأيام متفرقة بأثر متصل. في كل حلم حادثة غريبة لأسباب نفسية متعلقة بها.
لبقايا تركها تقتص بعض منها، لأمنيات لم تتحقق ولذكرى لم يبرأ اثرها بعد.
صدق فرويد حين قال ان الحلم هو استكمال ليومنا، فهو ليس شيء منفصل بل هو رغبة باطنية كبتها الوعي وايقظها اللاوعي.
تذكر تلك الأحلام بتفاصيلها الصغيرة وذلك الأثر الشديد المصاحب لها حتى بعد الاستيقاظ.

ليس هناك اسوأ من ان تهرب مما يوجعك باللجوء الى النوم لتجده يتربص بك هناك في حلم تتجسد فيه امنيتك او يتجسد فيه حزنك !
في الغياب يقتلك الانتظار وعندما تملل الانتظار تدعي النسيان ولكن مازال هناك شيء بداخلك ينتظر لكن لم تعد تدري ماذا تنتظر بالتحديد أهو عودة الغائب نفسه ام عودة ذلك الشعور بالاطمئنان لوجوده.
لكن هذه المرة لمست نفسها ان الغياب لا عودة منه وان عاد فسيعود غريبا.
هذا الشعور بالفقد كيف لها النفس ان تصوغه في احلامها بغير ما الفته من شعور الفقد النهائي بالموت !

كان الحدث جلل والفجيعة لا حدود لها، غريبة هي وسط الجمع ترثي من لم يكن لها يوما
وهاهي اليوم تتعرف على اشياءه عن قرب ،غرفته، ملابسه، كتبه، اوراقه وتلك الورقة التي كُتب عليها حروف اسمها !

وبعد ايام تلته، تحلم بتلك الرقصة المشتهاة كما اسمتها. فان كان لابد من الرحيل فلتحقق تلك الرغبة بأن ترقص معه على وقع موسيقى من اختياراها
والمدهش في تلك الرقصة انها حافظت على تلك المسافة بينهما !
كم انت رائع يا فرويد. هاهو الواقع يفرض نفسه مرة اخرى في حلمها.

بالأمس حلمت بك، اسم حملته مجموعة قصصية للمبدع بهاء طاهر، وهو اسم ينطبق عليها هي الأخرى.
فبالأمس حلمت به يدون لها دعوة ما على اوراقها بشكل خفي وعلى عجل منه
لكنها تذكر ذلك الشعور بالضيق الذي اصابها فربما كانت الدعوة لشيء افتراضي آخر سئمت منه.

أمنية ..

متى نصحو من النوم وقد سددنا جميع نوافذ الذاكرة، واغلقنا جميع الأبواب المواربة،
فلا ننتظر احد ولا احد ينتظرنا، ولا ننتظر ما يحمله لنا الغد سواء بقريب هو ام ببعيد ..
متى نصحو من النوم لنعيش اليوم فقط لا لشيء سوى اننا نريد ان نحيا يوما خالي من خبرات سابقة،
إشارات سابقة، عبارات سابقة، احاسيس سابقة..
يوم مميز كونه لا يعي شيء عن الأيام التي سبقته ولا يكون بداية لأيام تلحقه ..
متى نصحو من النوم وكل ما نمتلكه من شعور كما لو اننا استيقظنا من العدم !