الجمعة، 29 نوفمبر 2013

فانتازيا الثورة

" فينا نحمل الصخر فوق الجبل ونرميه ونعيد ونعيد ونعيد " #مشروع_ليلى
هو ده احساسي ناحية الثورة تماما ، الثورة بالنسبالي بعد السنتين دول أصبحت محاولة لعدم الفهم أو الإدراك ، الثورة بقت حالة من العشوائية والعبث اللذيذ جدا ، حالة فانتازيا وسرعة في تغيير الأحداث بحركات من المد والجزر ما أعتقدش حاجة تقدر تساويها غير احداث تتم بصورة قدرية بحتة الإنسان مش متوقعها إطلاقا فتكمن عنصر المفاجأة قصاد قوة تحمل الإنسان !

هي حالة لا يحكمها أي منطق ، ولا أي فعل إصلاحي بالمناسبة بطريقة قابلة للتنفيذ بشكل واقعي إلا لو فعلا الثورة امتلكت قوة التنظيم والإطاحة التامة للعناصر الفاسدة وهي في الحقيقة لا تملك ده إطلاقا لا دلوقتي ولا في الكام سنة اللي قدام حتى ، هي دلوقتي بتمر بعملية هدم هدم هدم هدم ، امتى البناء الله أعلم !

لو فيه عامل واحد بيشعل الأحداث ويضفي عليها صورة "هو ده الشباب الثوري الطاهر" _اللي بقت كليشيه دلوقتي بالمناسبة_ هي حاجة فعلا تستحق وصف الطهر ألا وهي البوصلة الإنسانية / الأخلاقية ، دي دايما الدفة أو الوجهة اللي بيولي الشباب شطرها ، كل اللي بيملكوها عوامل رفض ، حالة رفض لعدة ممارسات وقيود واستنزاف لحياتهم من قمع وقهر وخلافه.

أشخاص محددين فقط اللي ظبطت بوصلتي عليهم والحمدلله ظني لم يخيب إلى الآن، في الإحساس الإنساني والتضامن ده شيء مفيش فيه مناقشة بس كطريقة تفكير قلة هم اللي قدروا يوازنوا صح وحددوا أولوياتهم.
كان عندي إحساس غريب وأنا بشوف مظاهرات الإخوان ورابعة الصمود ومعنديش انتقاد ليهم طالما مستعدين يدفعوا تمن أفكارهم زي برضه ما كانش عندي انتقاد لأصحابي المتضامنين معاهم ضد الإنقلاب عشان كل الإنتهاكات الرهيبة ضد "الإنسان" اللي هو أرخص حاجة عند النظام.
هنا لقيت حد فاصل تاني بينا وبين جيل أهالينا ، أهالينا عندهم القدرة على الكره التام والحب التام بدون أي مواربة أو مرونة في تفكيرهم ومعنهدومش استعداد في اي لحظة انهم يعملوا لنفسهم نوع من المراجعة وبيزيد على ده حدة انهم عارفين اكتر مننا واننا لسه ما شوفناش حاجة !
يعني كرههم للاخوان واضح وصريح بدون اي شفقة أو رحمة على أي فرد واحد فيهم، وأمنيات الإبادة الجماعية ليهم صادقة لأبعد حد في قائمة الأمنيات. جيل اتجرع مرار طويل وكلمة أمل على مشارف انتهاء خط العمر الطويل يخلي وقع الكلمة ذاته ينفي احتمالية وجودهم لما يتحقق. فالقاطعية في الحكم بقت سمة أساسية لإثبات الوجود من غير مهادنات. "أنا رأيي كده ورأيي هو الصح أنا إذا موجود ! "
على عكسنا برغم اننا شهدنا وزامنا تماما خسة الإخوان وتضيعهم للثورة كاملة مكملة، وهم والنظام وجهين لعملة وسخة إلا اننا مازال عندنا مرونة وبراجماتية في التعامل وشايفين ان فينا أمل اننا ممكن نوصل لميناء سلام .
ما بنتكلمش بقطعية وبنمشي على كل أطياف الألوان وأنا شايفة ان ده مش رعونة في التفكير وإصدار الأحكام النهائية اللي هيخلينا أنضج، أنا شايفة ان ده طابع فينا في الوقت ده اننا لسه قلبنا أخضر حي ، لسه فينا حلم وأمل والمرار اللي بنشوفه بيخلينا نعافر ما ننهزمش.
" فينا نفتح عينينا لما يرموا فيها تراب " أيوة احنا كده
" فينا نرفض نأكل بعض لو الناس شافت عضامنا قلن مش جيعانين "

احنا هنفضل عاملين زي العيل الخيبان بس نفسه يتعلم، هيروح يأخد في الإمتحان الأول 5/10 بعدين يذاكر أكتر يبقوا 7/10 بعدين 8 ، 9 لحد لما يجيب الـ 10/10 أيوة هنجيبها أنا واثقة من كده حتى لو بقيت مكحكحة وسناني واقعة هطلع التدوينة دي واقراها تاني وهقول لنفسي أنا كنت صح :)

الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013

بلال علاء قال كله


أظن إني في طريقي لمغادرة مدونتي للأبد، بخفوت ما كان يمكنه أن يصنع سرابا ما،
لا يمكن لبدايات الدروب المتخيلة أن تكون جميلة، وبالوقت لا يعود ممكنا إجبار النفس على آمال البدايات، لا تعود البدايات المستأنفة جميلة، من فرط تكرارها، بالوقت ، لا يعود ممكنا مراوغة حقيقة أن الدرب لم يعد في بدايته،
لقد أثقل القلب، بمحاولاته لوصل ما لم يتصل، السرابات المترسبة فوق القلب،ومعها آمالها الخاصة، لا تترك براحا لأي إدعاء بالخفة، كما وهو الأساس،
لم يعد ممكنا الاستمرار فيما يضر الآخرين، أو يؤذيهم، أو يولد عندهم شعورا بالذنب، وإن كان ثمة من عزاء، فهو أن بداية الدرب، لم تبنأ بهذا أبدا، أن ينتهي كل شئ، بوطأة ثقيلة تكاد توقف القدرة على التنفس، وطأة السعي بوصال، لا يبدو أنه ترك أثرا سوى خليطا من العطف والأسي والإحساس بالمحاصرة وعقدة الذنب والعجز عن التفلت عند الآخرين ، لم يكن مفترضا لهذا أن يسبب الأذى لأحد،

لقد حاولت خلط هيستريتي بنوع من العقلانية الجافة، عل المشهد في النهاية لا يكون هيستريا جدا، فلم يخرج إلا مشهد لمجنون يعرف أنه مجنون، يقفز من سور مصحته، ويسير وسط الناس، مرتبكا ، ومحاولا في الوقت نفسه الظهور كشخص مبالغ في الجدية، فلا يمكنه سوى أن يكون هزليا بشكل شديد الجدية،
وإن كان من تقدير للنفس في هذا كله، فأعتقد أنني كنت شخصا مثابرا بشكل كبير، عاملا بالنصائح، وحين أبحرت لإيثاكا تمنيت من كل قلبي أن يكون الدرب طويلا، وإلم أعد أعتقد أن الوصول إليها قدري، وإن كان ثم من وسيلة للعمل ب"لتكن إيثاكا في روحك دائما"، فهو الاحتفاظ بها كأمل مغلق على نفسه، أمل بلا نهاية، أمل تجريدي بلا رحلة، لقد آن وقت الانتقال من اليأس المتخفي في ثياب أمل مقاتل، إلى اليأس العادي، التافه، غير الطموح، وغير المتهكم، لعل ذلك لا يؤذي أحدا ..

عندما تتهيأ للرحيل إلى إيثاكا،
تمن أن يكون الطريق طويلاً،
حافلاً بالمغامرات، عامراً بالمعرفة

لتكن ايثاكا في روحك دائماً.
الوصول إليها قدرك.
لكن لا تتعجل انتهاء الرحلة.
الأفضل أن تدوم سنوات طويلة
وأن تكون شيخاً حين تبلغ الجزيرة
ثرياً بما كسبته في الطريق،
غير آمل أن تهبك ايثاكا ثراءً.

إيثاكا منحتك الرحلة الجميلة.
لولاها ما كنت شددت الرحال.
وليس لديها ما تمنحك اياه أكثر من ذلك.
حتى وإن بدت لك ايثاكا فقيرة،
فإنها لم تخدعك.
ومادمت قد صرت حكيما، حائزاً كل هذه الخبرة،
فلا ريب أنك قد فهمت ما تعنيه الايثاكات.
#كفافيس

السبت، 23 نوفمبر 2013

عن المشاركة

لو بحب حاجة فأي حد يقدر يميزها جدا من شغفي وحبي ليها، لو فيه حاجة مميزة عندي فأكيد درجة استمتاعي بيها مالهاش حدود.
أغلب الحاجات اللي بحبها بعملها لوحدي، وأغلب الحاجات اللي بحبها اتعودت انها ما ينفعش تكون غير لوحدي في مساحتي الخاصة اللي على أدي، ما أعرفش يا ترى ينفع فيها إحساس المشاركة ولا لأ .
لما بقرأ كتاب، لما بسمع موسيقى، لما يمسني إحساس ديوان شعر معين وابقى speechless مش عارفة احكي عن حالته ولا اوصفها بس سايبلي حالة غامضة ومزاج متغير تماما، بيخليني أدور على عوالم تانية بعيدة جدا عن واقع سيء جدا قاتل لكل حلم وحياة قاسية على أي خيال.
فيه ناس معينة ببقى فرحانة لما اشاركهم حاجة بحبها وخاصة لو حاجة قريتها. القراية اتخطت عندي من كونها معرفة او كتاب بيتقرأ لمعلومة، لما بقرأ كتاب كأني بعيش حياة تانية، بتنفس مع الكتاب ، دماغي بتخلق عالم كامل تاني لحد آخر صفحة فيه، وبتبقى من اللحظات المحبطة لما اخلص كتاب مستمعة بيه عشان خلاص عارفة اني علاقتي بيه انتهت هنا وصعب اني اعيد قرايته تاني وحتى لو قريته تاني بيبقى انتهى الشغف والإنبهار ولحظات فض البكارة الأولى عن العوالم السحرية اللي بخلقها في دماغي.

لما بقرأ كتاب بنفعل معاه بكل حواسي وبنفصل عن العالم الخارجي لدرجة بتوصل اني ممكن اصرخ، اصقف، أعلق بصوت عالي أو لو كتاب وحش اني اشتم الكاتب وارمي الكتاب في الحيطة ! بتخيل مين اللي ممكن اقدر اشاركه لحظاتي الخاصة جدا دي ؟!
مين هيبقى عندي الشغف اني امسك سماعة التليفون وأكلمه احكيله عن الكتاب ده ، أو عن أفكاري ، أو عن خيالي ، أو ولعي بالناس اللي حالتهم وصلت للحالات الـ extremes في الدنيا !
مين هيتقبل حبي للمنتحرين، وللمرضى النفسيين، ونظرتي للمرض النفسي مش انه مرض لأ ده مرحلة البرزخ بين الواقع واللاواقع ، المعقول واللا معقول وان المريض النفسي عايش في فانتازيا الحياة ، كأنه مسته لحظات كشف خلته يشوف اللي احنا مش قادرين نشوفه ، حتى لو كان هوسه بالخوف والرهبة فكأنه اتطلع على احدى بوابات الجحيم !!

مين هيهديني كتاب ؟! او اسطوانة لمقطوعة موسيقية ؟! أو لوحة فيها تفاصيل كتير ؟! ما بحبش الصور الصامتة اللي احساسها بيبقى مبهم من اللحظة الأولى ، أحب تكبير التفاصيل واشوف كل عالم ليها ودرجة اتصاله/انفصاله عن العناصر التانية في اللوحة
مين مثلا ممكن يهديني لوحة لسلفادور دالي أو بيكاسو ؟! .. ايه احتمالية اصلا اني اعرف حد ممكن يشاركني أدق التفاصيل ويكون بيعرف دالي ؟!
بالرغم اني أهديت كتب إلا اني ولا مرة حد أهداني كتاب، إلا مرة واحدة حصلت بس أنا مش سعيدة بيها وما بعتبرهاش مرة لأنها كانت رسالة مبطنة لهدف تاني !

ايه هي مدى احتمالية اني اعرف حد يقرب من دايرتي الخاصة لدرجة المشاركة ويكون مهووس بعماد أبو صالح ووديع سعادة ؟!
أو محمود درويش ورياض الصالح حسين ؟! أو يكون بيحب السريالية وبيحب جنونهم ؟!
مين عنده المجازفة انه يشاركني لحظات مجنونة وجودي في المكان اللي انا فيه دلوقتي مقيدني ؟! مين هيشاركني ويديني حريتي كاملة ؟
مين هيسمعني في لحظات انفعالي وانا بقول خطب وما يقولش عليا مجنونة او يهاودني وخلاص ؟! مين هيدرك المعنى فعليا وهيحاول يغير معايا اللي نفسي فيه من غير ما يحبطني !

مين هيناقشني في الكون والوجود وربنا ، مين هيعلمني وينصحني واتقبل منه ده ، مين هيطمني ويتصور معايا جنة وجحيم غير الصور المادية اللي حشوا دماغنا بيها من واحنا صغيرين ، مين هيخليني افضل احب نفسي واحب الناس وما يبقاش بيني وبينهم استهجان عشان كرهت نمطيتهم ومحافظتهم وكلامهم وثوابتهم الإجتماعية المتخلفة ، كرهت ضعفهم وجهلهم وذلهم ، بيخلوني آآمن بيهم وأكفر فيهم في لحظة بس عمري ما شكيت لحظة انهم محتاجين مساعدة ومحتاجين وعي وعمري ما سبيتهم ، انا بسب الجهل وبسب المنظومة الفاسدة اللي أكلتنا وأهانتنا وشردتنا وحسرتنا على عمرنا المهدور !

إيه بقى مدى احتمالية اني ألاقي نوعية المشاركة دي في دايرتي الخاصة ؟! :)

الأربعاء، 20 نوفمبر 2013

الضوء الأزرق -- حسين البرغوثي


" غريب كم يبدو المكان كمصيدة ! كنت عاقلا، ومثقفا، وطالبا في الدراسات العليا، وكل شيء يبدو على مايرام وفي الداخل صحراء، فيها كائن قاعد على ركبتيه في الفراغ  "ويأكل قلبه" _كما يقول شاعر انجليزي_
فسألته: هل هو مر؟
قال: مر جدا يا صديق !
                                    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

" كأن كان قدرا يوجه خطاي دائما نحو أمكنة تبدو كمصيدة ! نحو الأمكنة الخطأ. حتى شعرت بأن حياتي مجرد انحرافات متوالية عن "حسين الحقيقي" عن حياة من المفروض أن اعيشها ولكنها تفلت مني باستمرار. "

                                   ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

" التاريخ يترك الناس أحيانا بلا شيء يفعلونه بتاريخهم ! "

                                  ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

" سألته: هل نحن داخل العقل كالنبي يونس في بطن الحوت؟
قال: نحن فيه وهو فينا. انظر إلى المَخرج الأخير يا رجل ماهو؟ مقهى؟
قلت: نعم مقهى وطاولات خشبية ومصابيح "كاز" ولوحات على الجدران
- لا لا هذا المقهى كان حلما في خيال صاحبه ! وبناه والآن نحن نلعب الشطرنج في داخل حلم صاحب المقهى، في دهاليز حلم سابق. تخيل ! توجد مجرة مضيئة ومنفصلة وتدور حول محورها وتسبح في داخل كل ذهن. "

                                 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

" لأن من طبيعة السمكة أن تسبح في كل ماء ..
هذا هو الفهم: سمكتك الذهبية من طبيعتها ان تسبح في كل نظرية، كل تجربة، كل رأي، كل نوع من انواع المعرفة، كل ماء وتبقى هي هي ، سمكة ذهبية. إن من طبيعة الذهن أن يفهم نفسه كما أن من طبيعة السمكة أن تسبح

- وأين يسبح العقل؟
- في نفسه، إنه الشلال والسمكة التي تسبح في الشلال. هل فهمت معنى قولك كن شلالا وكن سمكة؟
- فهمت
- ولمَ لم تفهم هذا سابقا؟
- لا أدري
- لأنك لا تتأمل الكون
- وما هو التأمل؟
- أن تتأمل نفسك يعني أن تفهم ما كنت تعرفه دائما من غير أن تفهمه. دائما كان قلبك يعرف معنى كن سمكة وكن شلالا حتى قبل أن تكتب الجملة كنت تعرفها ولكن دون ان تفهم ما تعرفه.

                            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

" كنت ذاكرة اليابسة أمام مسافات مفتوحة والبحر كان يعيد صياغة ذاكرتي "

                            ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

" إبريل أقسى شهور السنة حيث تمتزج الذكريات بالرغبات ! "

                                ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

" ومن انا الآن يا "بري" غير مجنون يركض في جبل مقمر في ذهن تاريخ مختل؟ من أين لي بالتوازن أو بتاريخ متوازن يا "بري" ؟ "

                              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


" لكن هناك نوعا من الناس مثلي لا يمكنه أن يحسم كل حياته كلها لآخر ذرة في قلبه من أجل أي شيء في الدنيا، وقدره أن يبقى "مشتتا" كالندى فوق العشب بدل أن تتوحد كل قطراته لتكون جدولا أو نهرا وتحسم نفسها بـ "اتجاه" ما، اتجاه واحد ولا رجعة عنه ولا شك فيه. اعني انني من هذا النوع الذي لا يحيا لأجل أي شيء إلا بنصف قلب على الأكثر وكل شروره تأتي من نصف القلب هذا، إن بقي لديه أي قلب أصلا ! "   

                            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

" لباس الكاراتيه يرتبط في قلبي بالقوة ..
هذه " الذاكرة" نائمة في اللباس نفسه مثلما كانت تنام معرفة الخير والشر في التفاحة الإلهية التي أكلت منها حواء وآدم في الجنة "

                             ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

" أفتعرف معنى المنفى "بري" أفتعرف معنى المنفى ؟
هذا الطفل الهش الصغير، الدمية الحمراء، في بطنه بحر ! وفيضانات مكبوحة ! "

                         
                            ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

" ورجعت لـ بودابست .. قبل هذه الزيارة كنت (احن) إلى (وطن) و(بيت) وبقاع في الذاكرة تشكل (مرجعية) لي في المنفى والمتاهات، إلى شيء ثابت، دائم لا يمكن ان يتغير أو يتم (فقدانه) . كنت كمن يعيش في بلاد مبنية على ظهر حوت فيها نخل وبحارة وأسواق وذهب وعبيد ، بلاد – متاهة ، ولكن على الأقل ثابتةـ تحتها ثابت، وفجأة تحرك الحوت نحو الأعماق وبدأ كل شيء يغرق، الفكرة عن الثبات غرقت وكل عالمي صار أهوج لا سواحل له، يسكنه قراصنة على ظهر السفن. "

                               ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

" على الجهة المقابلة بيت فلسطيني قديم وضخم، حوله أشجار صنوبر أضخم منه، ومحاطة بأسلاك شائكة تدهورت حالتها، جذبتني طاقة الحطام هذه، فصرت أعزف وأراقبه. شيء فيه يشبهني هكذا شعرت. في الليل تنبح كلاب كثيرة عددها لا معقول وتنبح وتنبح بجنون وغضب وكأن شيء يحدث في الداخل، داخل البيت او الكلاب أو داخلي انا. حدقت حولي في الشوارع ذات المصابيح الصفراء. الشوارع خالية لكي أرى إن كان هناك احد يسمع ما يحدث غيري، ولم ارَ غير شبابيك مغلقة تماما مرة وإلى الأبد، هكذا تبدو مغلقة مرة وإلى الأبد، خلفها عائلات أو عاهرات او لا أدري، خلفها مالا يفصح عن نفسه. حاولت أعزف ولكن النباح طغى على اللحن فوضعت الناي في حضني وشردت في منطق هذا المكان. الأمكنة كالناس تخفي وساوسها ومخاوفها في نفسها ولها كلام خاص بها ومنطق خاص بها "

                              __________________

"
كل فرد في العالم يقاتل أشباحا خاصة به "
                                       ________________

“الحزنُ ضعف، ولو صرت به شبه إله. والشعورُ بالذنبِ ضعف، ولو صرت به قديساً. والشفقةُ على أيّ شيءِ وعلى نفسك ضعف، ولو صرت بها مسيحاً.”

                                 _________________

“في كل ذهن تسبح الأفكار و تبقي نتف, بين الفكرة الأولي و بين الفكرة الأخري هناك الكثير لكي يكتشف,
و من هذه الكلمات شعرت أن روحي التي كانت تشبه كتلا متراصة, صارت غربالا انفتحت فراغات بين كل فكرة و أخري, و كأن ذهني صار جزرا صغيرة متباعدة في محيط أزرق مشمس, بين الجزيرة و الأخري معارف لا نهائية غير مكتشفة,و شعرت أن كل ما أعرفه لا شئ, مقارنة بما يمكن أن أعرفه.” 

                          ____________________

“لا أعرف عنك شيئاً , فعمق البحر لا يعرف شيئاً عن شواطئه .. وجهك شاطيء”

                                ________________

لأشهر لم أتكلم مع أحد, وأتسكع وحيداً بين أشجار الغابة, ليلاً وأفكر وأفكر..أفكر دائماً في شيء ما, في "ممضمون" ما, فلسفه ما, أفق ما..ولكن اكتشفت أن المشكله ليست في "ماذا" بل في "كيف" أفكر, ذهني كاميرا, عدستها غير دقيقة, أو منحرفة أو ببساطة غير صالحة وكل صورها غير دقيقة ومنحرفة وغير صالحة.. كيفية تفكري هي العدسة
منذ زمن وأنا أعتقد بأنني سأجن..أحدق في المرآه وأنا أحلق لحتي وأقول لنفسي "ابق على الخط"

الأحد، 17 نوفمبر 2013

16/11/2013 ( كل يوم سبت موعود )

الساعة دلوقتي 2:15 الصبح ، واحد من أطول الأيام اللي عيشناها ، بالنسبالي اليوم ده ما بدأش من ساعة ما صحيت النهاردة الساعة 6 الصبح وإن كان ده مجازاً ، اليوم ده بدأ من شهر 8 واحنا بنستناه ، بنعدي يوم وراء يوم وراء يوم عشان يجي ويجيب الخلاص ، اليوم بدأ بالنسبالي 6 الصبح ولماما واختي 5 الصبح ، طول اليوم بنستنى ، قلق وخوف وتوتر وفي الآخر كل اللي عملناها اننا استنينا ، الإنتظار قاتل لو مستني نتيجة معينة وماحصلتش ، لو متوقع حاجة سيئة هتحصل.

طلعت روحنا واحنا بنستنى أي خلاص أي فرحة بقى أي راحة وأي إحساس بالأمان ولسه ربنا ما أذنش ، تعبنا يا ربنا تعبنا أوي ومالناش حيلة غير اننا نستنى مشيئتك. إيه في الدنيا يهوّن لما تشوف مامتك والخوف بيموتها وانت مش عارف تعملها حاجة غير انك تواسيها بشوية كلام فارغين من المعنى لا انت مقتنع بيهم ولا هي بتسمعهم.
لما هي توصل لمرحلة انها فقدت أي أمل في العدالة وانت فقدت ده قبلها، لما موقف بسيط يخليني ألاحظ عقلها الباطن بيفكر ازاي ، استسهلت الموت على إن العدل يتحقق !

يارب العيب فينا ولا الحكمة صعبة اننا نفهمها ؟! ليه حاكمها علينا أوي كده ؟!
يا بكرة طلعت روحنا لأجل تيجي وبنستناك ، يا بكرة يا يوم الخلاص والفرج القريب نشّفت دمنا ولسه بتتقل علينا وبرضه بنترجاك ،
يا رحمة بعيدة حاوطينا بقى وطبطبي علينا ده احنا عضامنا بانت من كتر النخر من الخوف ، يا رب بصلنا بصة رحمة ، يا رب صبرنا وطمنا ، يا رب حبنا ..

الأربعاء، 13 نوفمبر 2013

اليوم الأخير لوقته 11/11/2013


محدش هيعرف يكتب حكايتنا غيرنا زي ما حدش يعرف يحكيها زينا حتى لو حفظها ورددها مرة بعد مرة ، كل مرة مع الحكي بتتضاف تفاصيل وتتضاف مشاعر وطاقة غريبة بتخلي للحكاية رونق جديد كأنها بتتحكي لأول مرة ، بس الحكاية عمرها ما هتتردد لو كان ناقصها الشغف.
يمكن انا معنديش غير حكايات بعدي بيها الوقت ، الحكايات بتحصل كل يوم بس أنا بشوف الحكاية وأنا عيني باصة لبعيد ، عندي شغف حفظها وترديدها ، ممكن أنسى الأسامي وأنسى الأيام بس ما أنساش إحساس اليوم بتاعها أقدر أشبه أي يوم زيه  بيه وأنا بسترجع رعشة في قلبي وإحساس وخز لطيف.


(1)
القلب بيتقل يوم عن يوم ، كنت فاكرة عشان القلب مخبي حكايات نفسه يحكيها لحد ما حكيت بس ما كانش ده السبب، القلب فرحان بأن حكاياته جواه بس هو تعبان ، تعبان وموجوع من خوفه على اللي بيحبهم ، كأن نصيبي أعيش ودايما قلبي موجوع على اللي بحبهم. كان أكتر خوفي في الدنيا إنه يصيبهم سوء وكأن خوفي ده تعويذة أو سحر مرتبط بهاجس عندي لو فكرت فيه يتحقق ، وكان إبتلائي في اللي خايفة منه ، أنا فقدتهم وبفقدهم وإحتمالية فقدانهم بتقرب مع الوقت.

لو الوقت بيعدي ما اقدرش انكر رهبته وهو بيعدي ، وقت بيعدي عشان مستنية حاجة هتحصل وكل لما يقرب الخوف يزيد ، النخز بيوصل للعضم ، الجلد بيتحرق ، شرارة كهرباء بتزيد ، مستنية  خلاص لو مجاش هيبقى مكانه واحدة من بوابات الجحيم.
وفي وقت بيعدي بتمنى إنه ما يعديش عشان بيتسرب في خفة ، بيسرق من عمرنا من غير ما نحس وفجأة هلاقيني وصلت لمرحلة مش عارفة أنا جيت هنا ازاي ؟ ازاي وصلت لكده ؟ امتى كل ده حصل ؟

(2)
كان لازم من حضور مكثف عشان ما يلاحظوش عزلتي، عشان ما يفسدوش لحظاتي الخاصة اللي انا دايما حاسة فيها بتأنيب ضمير ! هم ما بيحبوش يكونوا لوحدهم عشان فعلا البيت فضى عليهم بس أنا ما بقدرش استحمل اللي وصلنا ليه فبختار العزلة بإرادتي لأننا كده كده بقينا وحيدين .

كل حد يعرفني حتى من بعيد بيقول عليّا قوية وأقدر اتحمل ظروف صعبة ، أنا في تربيتي ما كانش عندي رفاهية اني اكون بنت مدللة أو اتدلع بس كان عندي الأفضل من كده وهو المعرفة، دي الحاجة الوحيدة اللي بدين لبابا فيها بكل الفضل إني خدت منه  الصفة دي ، الشغف للمعرفة وهو رباني على اني اتناقش معاه ورأيي حر واختياراتي تلزمني من غير ما يتدخلوا فيها حتى لو بتأثر بيهم بس من غير فرض أو إجبار.

لما أرجع دلوقتي ابص لنفسي في كادر من بعيد وأعمل مقارنة بيني وبين قرايبنا من العيلتين وطريقة التفكير والصفات والطباع بحمد ربنا اني فلت من مستنقع القطيع ، بس ده ما يمنعش اننا فعلا دفعنا التمن وهو فقدان الإحساس بالأمان لعدم انتمائنا ليهم !

 لما عرفت زمايلي في الكلية وقربت منهم وكونت صداقات عرفت اني اتربيت في ظروف صعبة مينفعش حتى اني احكي عنها، مختلفة تماما عن حياتهم في حين بعضهم بيعاني فراغ انهم مش عارفين يحسوا بمتعة في حياتهم وبين ناس تانية اتبنت قواضي بعيدة عنهم عشان يكسبوا لحياتهم قيمة ومعنى وناس تالتة بتستمتع بسنين الشباب وإن ده الوقت اللي هم فعلا لازم يعيشوا فيه ويجربوا لذة الإستمتاع بالحرية الفلتانة وسرقة عمر البهجة من الزمن.

لقتني انا وأهلي قضينا حياتنا كلها بنحارب عشان نعيش وما يغرقناش الفساد والجهل اللي محاوطنا من كل ناحية ، بنقاوم عشان نقف ثابتين وضهرنا مشدود ما يتحنيش مع العواصف اللي بتهب علينا من وقت للتاني بعد لما الدنيا تخدعنا اننا كده خلاص استريحنا، بنحارب عشان نأكل ، بنحارب عشان نلبس ، بنحارب عشان نفضل طيبيين ، بنحارب عشان نفضل في نفس المستوى ، ولما ارجع أبص لنفسي تاني بادرك قيمة التربية اللي أهلي ربوهالي وأدرك قيمة انهم عملوا مني (إنسانة) مش (عروسة باربي) ، اهتماماتي في اللي يخصني وازاي احققه مش ادور على مين يحققهالي  ، ده علمني الصدق والجرأة واتحمل مسئولية الوضع اللي انا فيه.

(3)
أخويا هرب من مسئوليته وزودنا بحمل الله وحده هو اللي يقدر يعينا عليه ، غيّر حياتنا تماما وساب لبابا وماما حسرة وليّا وأختي خوف ما بينتهيش ، بنجرب دنيا غريبة وحياة أشد في قسوتها عن أي وقت كان ، احنا ما بقيناش عايشين احنا بنحاول نعيش بنحاول نمثل اننا طبيعيين بس جوانا دمار وانهزام وضعف ، كل واحد فينا لما بيسكت بيبقى جواه دوشة وكلام كلنا عارفينه بس هنفضل نواسي في إيه ولا إيه.

(4)
المواقف الصعبة بتعلمنا ويمكن بتكون محور لبداية جديدة أو درس جديد هيفيدنا بعد كده ، المواقف الصعبة بتغير مننا سواء للأحسن او للأسوأ بس الإنسان بعدها غير قبلها ، أنا كان نفسي أقول اني اتعلمت حاجة جديدة بس لقيتني بتصرف كأن ده الإختبار اللي كنت طول الوقت بهيأ حياتي ليه ، لقيتني بحاول أتصرف باللي اتعلمته واللي علّم فيّا ، ده كان اختبار لنفسي وقوة تحملي للمسئولية وشدة ووطأة الظروف ، إلى الآن بحمد ربنا اني كنت اد المسئولية ، ده ما يمنعش اني ضعفت كتير وانهزمت كتير ، وتعبت من الحِمل ، وفقدت ايماني بين لحظة والتانية نتيجة للغضب ، بس لسه جوايا قادر يقاوم وحاسس انه في يوم هيجي خلاص بفرحة لا يشوبها أي خوف تاني ، عيني باصة لكده وبستنى ، لكن أكتر هلعي لو الظروف بقت أسوأ من كده ، مش قادرة اتخيل ان ممكن يبقى فيه اسوأ من كده ، الأسوأ من كده فعليا هيساوي انك بتردم على إنسان وهو حي وبتموته بكامل إرادتك !

(5)

الأمور القطعية اللي أي حد بيجزم فيها عندي بتقع تحت النسبية لأني مش عارفة بكرة هيبقى ازاي وانا بكرة هبقى ازاي فلازم  احتفظ بحقي اني اغير رأيي لما الأمور حواليّا تتغير وتوضح أكتر.
أنا دلوقتي اكتفيت ومش عايزة حد تاني، وما بفكرش في حد تاني، سكك من اهتماماتي بتتفتح قدامي عشان احقق حاجات بحلم بيها ، بيتهيألي ده أفضل حماية ليّا في الوقت الحالي ولازم اتمسك بيها واتحلى بجرأة ومبادرة اني آخد المخاطرة.
بس هيفضل جوايا حنين وامتنان وشغف همّ دول اللي صنعوا البني آدمة اللي اتمنى أكون عليها من غير ضغائن ولا حقد ولا كره