السبت، 21 ديسمبر 2013

وعل في الغابة .. رياض الصالح حسين

القصايد دي لازم تخلد وكل الناس لازم تعرفها :)

شارع

هذه مدينة مليئة بالشوارع
شوارع مفتوحة
تؤدي إلى جميع الجهات
لكن، اسمعني، أرجوك
حياتنا مغلقة
و الشارع الوحيد العادل
ذلك الذي يأخذني إلى قلبك

الجدار
مثلما يمكن أن تصنع
من غصن الشجرة الأخضر هراوة
 و من زجاجة الكازوز الفارغة
أداة جارحة
مثلما يمكن أن تصنع
من الغرفة الأليفة زنزانة
و من الشارع الواسع مسرحًا للقتل
مثلما يمكن أن تكتب رسالة تهديد
بالقلم نفسه
الذي كتبت به رسائل الحب
و تستطيع أن ترسم مشنقة
بالريشة نفسها
التي رسمت بها طفلاً يضحك
و طائرًا يطير
و راعيًا يغني
هكذا تمامًا..
يتحوّل بعض البشر إلى جدران

قاسية و كتيمة كما ينبغي
جدران تستطيع أن تدق
مسمارًا فيها
أن تضع عليها الصحف
و الأواني
و الكراسي الخشبيّة
أن تفتّتها بالفؤوس و المطارق
لكن من المتعذر تمامًا
أن تقول للجدار: يا صديقي
فيرد عليك: يا أخي
نتفق أو لا نتفق

نحن متفقان:
الحياة جميلة
و الناس رائعون
و الطريق لم تنته
و لكن انظر إلي قليلاً
فإنني أتألم
كوحش جريح في الفلاة
نحن متفقان إذًا
الربيع سيأتي طبعًا
و الشمس ستشرق كل صباح
و في الصيف سيجني الفلاحون القمح
الربيع يكفينا
و الشمس ايضًا
و القمح إذا أردت
و لكن قل لي:
لماذا يملأ الدم
غرفتي و سريري و مكتبتي؟
و لماذا أحلم دائمًا
بطفل متطاير الأشلاء
و دمية محطّمة
و رصاصة تئز؟

غداً

عشرة آلاف غد
خرجتْ من حياتي البارحة
و ما زلت أقول غدًا..
غدًا تأتي الغيمة
و تبلل القلب المعطوب
غدًا يمد النهر أصابعه
و يربت على كتف عطشي
الغد يتحول إلى “اليوم”
اليوم يصير “البارحة”
و أنا أنتظر بلهفة
الغد الجديد

حتى الذئاب

عندما تكونين حزينة
يحزن معك النهر و الزورق
أشجار الصفصاف و الدوري الرمادي
الجبل و مصباح الغرفة
الستائر و ضوء الشمس
القلب في الصدر
و السمك في الأنهار
و حتى ذئاب البراري المتوحشة
حتى الذئاب
تدفن رؤوسها في الرمال و تبكي

تغيير

يرمي ثيابه في البئر
يرمي كتبه و خاتم الزواج
يرمي ماضيه المريض
و حاضره الخائف
يرمي أغانيه القديمة
و أصدقاءه المنافقين
يرمي كل ما تطاله يداه
من أوراق و مذكرات
من أفكار و دمى
يرمي بئر حياته في البئر
يرمي دماغه أخيرًا
و يستدير
نقيًا و أبيض و سهلاً
الآن فقط
يستطيع أن يقول: أحبك


العاشق
اعطِ القناص رصاصًا
و انتظر بضع دقائق
فسيملأ الشوارع بالجثث
اعطِ النجار خشبًا
و انتظر بضعة أيام
فسيملأ البئر بالنوافذ
اعطِ الحداد حديدًا
و انتظر بضعة أشهر
فسيملأ البراري برجال يشهرون السيوف
اعطِ البستاني بذارًا
و انتظر بضع سنوات
فسيملأ الصحارى بالأشجار
أما العاشق
أما العاشق
فلا تعطه شيئًا
ففي قلبه ما يكفي الدنيا
من السيوف و النوافذ
من الأشجار و الجثث

الراية
انظروا إليه
انظروا إليه فقط
لقد تفسخ جسده
منذ زمن بعيد
و ما زال يحمل راية الحرية

حياتنا الجميلة
الحياة حلوة
يقول العصفور
و يرتمي ميتًا قرب حذاء الصياد
الحياة حلوة
تقول الوردة
و ترتمي ميتة في يد الولد الوسيم
الحياة حلوة
يقول
و يطلق على رأسه النار
الحياة قبيحة، كريهة، فاسدة، شريرة
يقول الطاغية
و يقضم قطعة من البسكويت
............

"كانا اثنين
أهدته قلمًا للكتابة
و أهداها حذاء خفيفًا للنزهات
بالقلم كتب لها: "وداعًا"
و بالحذاء الخفيف جاءت لتودعه"
..........

"كان عليه أن ينظر مرة ثانية
وبعمق شديد
ليرى عينيه الضاحكتين الودودتين
تسخران من كل هذا الخراب"
.........
دائما

أنا الهواء في رئتيك
و الأزرار في قميصك
أينما كنتِ ستجدينني
براحتيَّ الدافئتين
و قامتي القصيرة
أنتظرك على الرصيف
أنتظرك في العمل
أنتظرك فوق السرير
واثقًا بأنك ستأتين
لأنني معك دائمًا
أخلط أيامك بالقُبل
و دمك بالأزهار
أنظر إليكِ من سمائي كإله
و أرفع يدي طالبًا مغفرتك

أنا صرخة الألم في حنجرتك
و الأغنية الجميلة التي ترددين
أنظر إليك من البعيد
و أخاف أن ألمسك
و حينما أمسك يدك
لا أستطيع أن أبتعد عنكِ

حيوانك المدلل أنا
و هوايتك المفضلة
بلادك النائية
و مستقبلك القريب
بقدميّ الحافيتين و قلبي المرتجف
أركض معك في الدروب الوعرة

أنا الغبار من حولك
و العرق الذي يسيل من مسام جسدك
أينما نظرتِ سترينني
على الطاولة و الكرسي و المدفأة
في المكتبة و الحمّام و الباص
في الحقول و المصانع و مظاهرات الطلبة
أنمو كالأعشاب في شرفتك المشمسة
و أتدلى من سقف غرفتك كالمصباح

بأصابعي العشرة أحتوي وجهك
و بأصابعي العشرة أدفع المتاعب عنكِ
بأصابعي العشرة أعدّ لك القهوة
و بأصابعي العشرة أسندك
إذ توشكين على السقوط

أنا الوردة في شَعرك الأسود
و الدبوس في عروة سترتك
عندما تنامين
أندس بين أحلامك و لا أنام
أضحك و أبكي و أتألم
و أحارب أعداءك القساة
و في الصباح
أتدحرج مع الماء على وجهك
و أجفّفه بشفتي

أنا التفاحة التي قطفت
و الأرض التي طردتِ إليها
أنا اللوحة التي تزينين بها
جدار حياتك الأسود
و الدم الذي يسيل منكِ
حينما يطلقون عليك الرصاص

يناديك النهار فألتفت
تبردين فيرتعش جسدي
بعيني تشاهدين الطيور
و بصوتك أطالب بالحرية
أما عندما تموتين
من الجوع أو الحب
فسأحاول ألاّ أموت معك
ذلك أن الموتى
بحاجة لمن يذكرهم
و لن يفعل ذلك أحد سواي






رسالة انتحار .. فيرجينيا وولف

" إنني على يقين من أنني أرجع لجنوني من جديد. أشعر أننا لا يمكن أن نمر في فترة أخرى من هذه الفترات الرهيبة.
وأنا لن اشفى هذه المرة. أبدأ بسماع أصوات، لا يمكنني التركيز. وأنا سأفعل ما يبدو أن يكون أفضل شيء ليفعل.
أعطيتني أكبر قدر ممكن من السعادة. وقد كنت أنت في كل شيء كل ما يمكن أن يكون أي شخص.
لا اعتقد أن شخصين من الممكن أن يكونا أكثر سعادة حتى جاء هذا المرض الرهيب. لا استطيع أن أقاوم المزيد.

وأنا أعلم أنني أفسد حياتك، و أنك دون وجودي يمكنك أن تعمل. وسوف تعرف. ترى
أنني لا أستطيع حتى كتابة هذه بشكل صحيح. لا أستطيع القراءة. ما أريد قوله هو أنني مدينة لك كل السعادة في حياتي.
وقد كنت معي صبورا تماما وجيدا وبشكل لا يصدق. أود أن أقول ذلك -- والجميع يعرفه.
إذا كان من الممكن أن ينقذني أحداً فسيكون أنت. كل شيء ذهب مني إلا اليقين بالخير الذي فيك.
لا أستطيع أن أزيد إفساد حياتك بعد الآن. لا أعتقد أن شخصين من الممكن أن يكون أكثر سعادة مما كنا نحن. فيه"

الأربعاء، 18 ديسمبر 2013

هدايا الصدفة

وأنا بنضف الأنبوكس بتاعي على موقع لتعلم اللغات اسمه Livemocha
كنت مسجلة فيه من 2009 عشان أقوي الإنجليزي بتاعي وأتعلم جنبه فرنساوي وألماني كبداية
رجعت تاني الموقع دلوقتي عشان أبدأ أراجع الفرنساوي، لأني بقيت مهتمة جدا اني أتعلم اللغة دي عشان أفهم أغاني داليدا ولارا فبيان وخوليو اجلاسيوس اللي هبلوني ..
لقيت رسالة كان بعتهالي شخص اسمه د/ روي .. أنا حقيقي مش فاكراه ابدا ولا فاكرة ليه هو بعت الرسالة دي لما قريتها صدفة غير لما قريت الطلب اللي أنا كنت بعتاهوله انه يديني نصيحة عشان أقوي الإنجليزي بتاعي بسرعة خاصة المحادثة ..
الرسالة حقيقي جميلة جدا والنصيحة هايلة ، اتبسطت بيها جدا وأكدتلي معنى صديقتي قالتهولي لو انتِ عايزة تتكلمي لغة معينة كل اللي عليكي هو انك تتكلميها وخلاص وما تركزيش على الأخطاء ومع الوقت هتتقنيها

ده نص الرسالة  :
From:
To:
Sent Date:
Dec 4, 2009, 8:25 pm
Subject:
Re: thank you
Message:

I don’t want you to be more careful, I want you to be less careful! Confidence in speaking any language comes from taking the risk that you might not speak a language perfectly, but we speak anyway. Risking that we may not be perfect is truly confidence. Speaking more than one language is not about attaining perfection, it’s about taking the risk to learn something new. Think of your language skills as second to no one. Think that you will eventually figure out or get the idea of what you hearing or saying. You don’t have to understand every word being said. Remember as you speak a new language you become comfortable with it, more and more each day.

Great people exchange ideas, average people exchange solutions, people who are neither thinking or unable to care about anyone, enjoy criticizing harshly the rest of us. So, right or wrong, speak and then speak some more! Your friend, Roy

أسبوع اسكندرية

أنا مش عارفة اكتب عنه ايه بس هكتب للتوثيق ليس إلا.
كنت مستنية من أول ما خدت الأجازة اني أسافر اقعد عنده شوية أفك وأغير جو وطبعا كالعادة كل حاجة بتمناها لازم لو حصلت تحصل بطلوع الروح، بحس اني بس اتمنى عشان تبدأ المشاكل تقف في طريق الحاجة اللي بتمناها وسقف تطلعاتي يبدأ يقل يقل لحد لما يبقى في الأرض وفي الأخر أرضى باللي ممكن احصل عليه واحاول أحصل على بعض البهجة من الباقية المتبقية !

طبعا الخناقة الكبيرة مع بابا يوم السفر بالظبط وانه منعني أسافر، وطبعا الخناقة دي كانت لازم تنتهي بالقطيعة بيني وبينه اللي كالعادة هتبقى فترة كبيرة جدا ربنا اللي يعلم هتخلص امتى وازاي، وطبعا من غير أي جانب مني كمحاولة لإنهائها لأنه بكل بساطة دي الإنتصارات البسيطة لكرامتي اللي بحس فيها بأني فعلا قدرت أخد حقي بما اني لسه ما واجهتش تحدي سلطة أكبر يقع عليّا مباشرة وأجرب نفسي هتصرف إزاي، ودي طبعا واحدة من الأسباب اللي بتخليني طول الوقت بترقب شكل المواجهة مع السلطة الأكبر اللي هتتحكم فيّا وازاي هقدر أقاوم وهصمد لأمتى وهأخد حقي ولا لأ ؟!

سافرت ممنية نفسي بآمال كبيرة لخروجات وفسح
ظبطت مع صاحبتي اني أحضر فيلم Amadeus في مكتبة أسكندرية تبع NeuroCinema هيشارك في مناقشته دكاترة Psychiatrists من الكلية
الفيلم كان مدته 3 ساعات قعدت اتفرج عليه متواصل من غير أي فواصل، حقيقي كنت مستمتعة بيه جدا وكنت متاخدة بشكل كبير بشخصية كل من موتسارت وسيالري ، والممثلين اللي أدوا أدوارهم حقيقي كانوا عباقرة. كنت متوقعة بعدها مناقشة ثمينة بس للأسف خيبت آمالي أو أقول كانت عكس توقعاتي !
في الوقت ده بدأت النوة، الحمدلله عدى اليوم بسلام وخلص اليوم الأول عشان ينذر بنوة عبارة عن كتلة من التلج على مدار 3 أو 4 أيام، يعني مقيمة في البيت لحد لما يتحسن الجو، يعني الأسبوع اللي كنت ناوية أخرج وأفك فيه اتضرب بالجزمة !

عدى تاني يوم مقيمة في البيت، اليوم التالت، اليوم ده كان صدفة لحاجة عرفتها من تدوينة شخصية "لإسلام يوسف" على مراجعته لأحد أجزاء " رباعية الأسكندرية" لـ "لورانس داريل" عن انه كان بيروح يتفرج على الفيلم اللي بتعرضه سينما "المركز الثقافي الفرنسي" في شارع النبي دانيال وبناءا عليه كان عندي عزم اني اروح استكشف المكان في وقت ما بس ما كنتش مُهيأة للفرصة دي!  اننا نمشي جنب شارع النبي دانيال واروح اسأل عن المركز وكمان ألاقي ورقة بالفاعليات بتاعتهم اللي يطلع من ضمنها فيلم " Sport des fillles " اللي هيتعرض تاني يوم الساعة 7

وقتها عرفت تاني يوم هنروح فين، هننزل نتفرج ع الفيلم طبعا، قعدنا نتراهن ان الفيلم مترجم ولا لأ، أنا كان عندي يقين إن الفيلم مترجم ، بس انا كان يقيني نابع ان الفيلم معروض للكل فأكيد هيراعوا حساب الناس اللي جاية من برا المركز  فهيكون ع الأقل فيه Subtitles انجليزي، وبناءا ع كده عملت رهان وتأكيدات وتطمينات وخلافه :))

نزلنا قبل الفيلم بساعتين، أول ما نزلنا عند مكتبة أسكندرية حسيت بشدة اني عايزة أقعد في "ديوان" بحس براحة في المكان ده ، ده مكان أقدر أقول اني بنتمي ليه لما بقعد فيه.


رحنا الفيلم متأخرين ربع ساعة بس لقينا لسه الفيلم ما اتعرضش لمشاكل تقنية حسينا انا الحظ حالفنا، قعدنا نستنى
الفيلم فعلا باظ وما اشتغلش فشغلوا مكانه فيلم اسمه " Quelques heures de printemps " مش مترجم ! طبعا انا طور الله في برسيمه ومفهمتش ولا كلمة، بس أكتر حاجة جذبتني للفيلم انه صامت بمعنى ان بس كلام الممثلين، صوت خطواتهم، شربهم، فتح الباب وقفل الباب وكده، ووقت لما الممثل كان بيقابل البنت اللي بيحبها كان فيه Soundtrack بيشتغل رائع جدا ، شدني بشكل مش ممكن وده كان شغال مع بداية الفيلم خالص مع تتر البداية للأسماء.

خلص اليوم الأخير، جاتلي خروجة مع أصحابي في الورشة، قعدنا في " الريحاني" ، على أمل اننا نأخد ورشة، قعدنا نتكلم ، بالنسبالي ده كان يوم كئيب بامتثال من أوله خالص.

لأول مرة أدير الورشة واقترح موضوع، واتناقشنا وكتبنا وقرينا اللي كتبناه. أنا لحد دلوقتي مستغربة النص اللي كتبته لأنه كان أبعد ما يكون عن إحساسي وقتها وأبعد ما يكون عن اللي كنت عايزة أكتبه، استنتجت اني كنت بهرب.
كتبت عن الصدف السعيدة والبهجة !! آه والله كتبت عن كده !!
النص كان

" لو كان للسعادة درب أو وصفة فهي الصدفة. صدفة من لا شيء تظهر فجأة تحسسك بإحساس اختلاس وقت مبهج من وتيرة مملة. السعادة وقتها أشبه بجملة اعتراضية وسط نص بايخ طويل.
لو كان الإحساس بيدوم فمتوقف على مدى قوة الصدفة دي وأد إيه هزتك، متوقف على عامل الإنتظار لشيء بتتمناه أو صدفة لشيء جديد تجربه,
نيقولا لما كتب لحبيبته المستقبلية شوكس رسالة قالها فيها :
" لو كنت أنا يا شوكس سأكون كما في الأحلام السعيدة "
شوكس حط نفسه جوا حلم، طفل عنده 11 سنة اختار انه يكون في حلم سعيد، بحاول اتخيل شكل حلم سعيد بالنسبة لطفل في سنه عامل ازاي ؟!

شيء خفي بيربطني بالأسكندرية، بالمكان، لما قريت "وجوه سكندرية" لعلاء خالد خلصت بعدها بجملة بترن في وداني بتقول " الأسكندرية كأنك على موعد مع الحب ! "
مدينة بتعود بيا لحنين غريب لزمن ما عشتهوش بس بيملأ الجو بعبق أشبه بحنين لجزء من نفسك المفقودة، المدينة بترجعك ليه.
أنا بيربطني بأسكندرية برضه عامل صدفة حتى لو كان فيه أسباب منطقية على السطح.

صدفة أنا ووسام على كونيش اسكندرية في النوة ..
الصباحات المبهجة ما هي إلا صدفة !
صدفة في سياق تشبه ترتيب القدر بس الأجمل لو آمنت إنها بمنطق العبث، صدفة تعثرت فيها فانتبهت فأختلست قدر من البهجة ! "

الثلاثاء، 10 ديسمبر 2013

2013 . .

ليلى الجهني

" هذه هي حياتي: طويلة وثقيلة وغير مكتملة لأنّي لم أمت بعد، لكنّها ناضجة. ربّما كانت سيئة أحيانًا، لكنّ ذلك لا يعني أبدًا أنّني كنتُ سيئة. كنتُ أحاول، وقد فشلتُ في مرّات وسأفشل، ونجحت مرّات وسأنجح، ولعل أكثر ما أفكر فيه الآن أنّني دافعتُ الأذى، لكنّني حاولت جاهدةً أن لا أُدافعه بالأذى. أتأمل وجهي، أتأمل عينيّ خاصة؛ فأشعر بوخزة من عرف ما لا ينبغي له أن يعرفه، لكن لا مناص من أن أمضي، سواء عرفت أم لم أعرف. وهذه الكتابة ليست في مديح ما مضى، بل لفهم معناه، ولن يفهم معناه سواي. لن يفهمه أحدّ كما فهمته وسأفهمه أنا، لأنّ أحدًا لم يعشه سواي بكل ما فيه من إنجاز وفضل وفرح وأسى وعفو وغضب. "

أثير عبد الله النشمي

"
بعض الذكريات عندما تقفز في ذاكرتنا، وبعض "الماضيين" الذين يظهرون فجأة في حيواتنا بين الحين والآخرة، يجعلوننا نبتسم لا سعادة ولا تهكما، بل لأن شيئا ماضيا جميلا، وأحيانا مرا، زارنا في وقت لم نتوقع فيه أية زيارات من الأمس البعيد "

"
بعض الاحداث والحوادث التي نمر فيها تعيد تشكيل حياتنا من جديد, نشعر بعدها وكأننا ولدنا أشخاصا آخرين أشخاصا لم يعودوا يشبهون أنفسهم "

" أعرف اليوم بأننا لا نودع الحزن إلا لنستقبل آخر . . بأن السعادة ماهي إلا فاصل زمني يفصل بين الحزن عن الحزن الآخر . . وبأن الحياة لئيمة ، لئيمة جدا مع الأذكياء . . وكأنها تعاقبهم على محاولاتهم لفهمها ولسبر أغوارها ! . . تعاقب الحياة الأذكياء والباحثين عن أسرارها فقط . . لا تقسو الحياة على غيرهم . . تحنو هي على كل البسطاء والسطحيين ، تترفهم ، تدللهم . . ولا ترفض لهم طلبا أبدا لأنهم لم يجروؤا يوما عليها "

" الموسيقى حالة لا تفهم .. لا تفهم!.. حالة تجعلنا نشعر بكل ما يمكن أن نشعر به.. الموسيقى تجردنا من كل ما هو مزيف .. تزيل فينا التزيف، التدليس والبهرجة الكاذبة .. الموسيقى حالة من حالات الخلق الإنسانية كالكتابة تمامًا "

" أنا رجل لايخاف الموت.. لكني احترمه ، احترمه أكثر من أي امر آخر .. احترم غموضه ، هيبته و وقاره الذي لايضاهيه وقار ! وقور هو الموت بحضوره، بموته بسواده، بصمته وبروده .. وقور هو بكل مافيه "

" بعض المقطوعات برزخية بلا أدنى شك، عندما تستمع إليها تشعر بأنّك عالق في مساحات ممتدّة النهايات حتى لا تنتهي "


أميل سيوران


" أفضل دليل علي أن الموسيقي ليست من جوهر إنساني بأي شكل من الأشكال هو أنها لا تبعث أبدا علي تصور الجحيم!
إنها الفن الوحيد الذي يضفي معني علي كلمة المطلق، إنها المطلق معيشا لكن عبر وهم كبير، لأنه يتلاشي مع عودة الصمت"

"
الاتصال الحقيقي بين الكائنات لا يتم إلا من خلال الحضور الصامت، من خلال اللاتواصل ظاهرياً ، من خلال التبادل الغريب، الخالي من الكلمات، و الذي يشبه الصلاة الداخلية "

أطول رسالة في العالم

"
لو كنت انا يا شوكس سأكون كما في الأحلام السعيدة "

حسين البرغوثي


" الحزنُ ضعف، ولو صرت به شبه إله. والشعورُ بالذنبِ ضعف، ولو صرت به قديساً. والشفقةُ على أيّ شيءِ وعلى نفسك ضعف، ولو صرت بها مسيحاً "
" في كل ذهن تسبح الأفكار و تبقي نتف، بين الفكرة الأولي و بين الفكرة الأخري هناك الكثير لكي يكتشف، و من هذه الكلمات شعرت أن روحي التي كانت تشبه كتلا متراصة، صارت غربالا انفتحت فراغات بين كل فكرة و أخري، و كأن ذهني صار جزرا صغيرة متباعدة في محيط أزرق مشمس، بين الجزيرة و الأخري معارف لا نهائية غير مكتشفة، و شعرت أن كل ما أعرفه لا شئ، مقارنة بما يمكن أن أعرفه "

" ورجعت لبودابست .. قبل هذه الزيارة كنت أحن إلى وطن وبيت وبقاع في الذاكرة تشكل مرجعية لي في المنفى والمتاهات، إلى شيء ثابت دائم لا يمكن أن يتغير أو يتم فقدانه. كنت كمن يعيش في بلاد مبنية على ظهر حوت فيها نخل وبحارة وأسواق وذهب وعبيد، بلاد متاهة، ولكن على الأقل ثابتة تحتها ثابت، وفجأة تحرك الحوت نحو الأعماق وبدأ كل شيء يغرف، الفكرة عن الثبات غرقت وكل عالمي صار أهوج لا سواحل له، يسكنه قراصنة على ظهر السفن "


" - أفتعرف معنى المنفى "بري" أفتعرف معنى المنفى ؟
- هذا الطفل الهش الصغير ، الدمية الحمراء ، في بطنه بحر وفيضانات مكبوحة ! "

الأحد، 8 ديسمبر 2013

كلنا تعبانين

الأفكار اللي بتجيلي قبل النوم والحوارات الوهمية اللي بخلقها مع نفسي بتخليني ما اعرفش أنام أو ادخل في النوم بسرعة، أقعد أفكر وأفكر وأفكر وبعدين أصحى من النوم تاني يوم ببقى مش عارفة أنا امتى تحديدا رحت في النوم.
مؤخرا نومي بقى مضطرب جدا، أغلبه صداع وافكار حية بتدور في دماغي كأني صاحية بالظبط، أي صوت بيحصل حتى لو صوت التفلزيون لو حد معدي في الشارع لو ماما بتتكلم برا بقى كفيل انه يصحيني من النوم بصداع قاتل.

امبارح كان فيه حوار تخيلي في دماغي بيني وبين عمي الكبير المريض بالسرطان.
حاولت ألاقي شكل لحوار ممكن يخفف عنه، أنا في الحقيقة بعجز عن اني أقول كل اللي حساه شعوريا لأني بحس اني هيبقى مبالغ فيّا او ممكن أقول كلام اللي قدامي ما يفهمنيش أو يفكرني بهرتل أو نوعية ثقافته ما تخلهوش يقدر يفهم اللي بقوله أو اللي بقوله يكون عامل تخفيف عنه لكن العكس.

كوني هبقى طبيبة فده بيحسسني بحمل كبير تجاه عمي اني لازم اخفف عنه ومش بس عمي لأ كل مريض أنا هتعامل معاه لازم أوصل لصيغة تهديه وتخليه يثق فيّا والأحرى انه يثق في نفسه كمان وإنه ايا كانت الأزمة اللي بيمر بيها سواء بمرضه أو عوامل تانية مؤثرة فهو لازم يقهرها وما يستسلمش.
تخيلتني بقول لعمي انه حتى لو مريض وفترة المرض مثلا ماكسيمام هتخليه يعيش 5 سنين، هو ممكن يتغلب على ده ممكن يتغلب على ال 5 سنين، ممكن يزودهم انه يقدر يتعايش معاه 10 سنين كمان ، 15 سنة كمان وليه لأ ؟!
ممكن يقهر الخلايا السرطانية ويجبرها تتعايش في جسمه زي مريض السكر والضغط وخلافه من الأمراض المزمنة.
حتى لو اتألم إيه يعني الألم ، الحياة معناها إيه اصلا من غير ألم ، احنا أوجدنا بألم وعايشين في ألم وهنغادر في ألم. فايدة الطب دلوقتي انه أوجد مسكنات وعلاجات للألم ده بطرق مختلفة تقدر تخلينا نقاوم ونحب وجودنا حتى لو بالألم ده.
لسه قدامه كتير يضحك كتير، ويفرح كتير، ويلم حبايبه حواليه، يخرج يشم طهارة الصبح، يسافر مكان بيحبه، يسترجع ذكريات تعينه أنه يحب الدنيا ويحب نفسه ويبقى أكبر تحدي ليه دلوقتي انه يفضل عايش، احسن منحة أوجدت لإنسان هي "الحياة"

تخيّل وجودنا لو احنا في الكون الكبير أوي أوي أوي ده لوحدنا ! معنى كده اننا معجزة ربنا، حياتنا ووجودنا معجزة ربنا في الوجود
واحنا غاليين أوي وقدراتنا تفوق أضعاف أضعاف اللي احنا متخيلينه على نفسنا.
 جميل ان احنا نفكر لو متوسط حياتنا مثلا 70 سنة ، 60 سنة فده قصاد العمر الكوني ولا شيء ، لا يحسب على الإطلاق
بس جميل اننا اقتطعنا الفترة دي ، ودخلنا النغم وعملنا ذبذابتنا الخاصة،  جميل اننا عملنا لحياتنا قيمة ، جميل اننا أوجدنا وموجودين !

تخيلتني بوصل مريضة فرضا تعمل أشعة وماشية معاها وهي بتتألم وحزينة، حاولت افتح معاها كلام واخفف عنها واقولها انها هتبقى زي الفل امال هي جاية تتعالج ليه وفايدة العلاج ايه ؟
أحلى حاجة انها تواجه الألم بضحكة صافية وقلب شاكر نعمة ربنا في السراء والضراء، ولازم تكون واثقة انها هتخف وهتكمل حياتها تاني عادي والألم فترة بسيطة جدا قصاد حياة تانية أجمل مستنياها، والألم ده شيء طبيعي .

بتخيل دايما ليه الناس بتفترض ان الألم شيء استثنائي المفروض ما نحسش بيه مع ان حياتنا كلها معاناة وأسسها الألم وده اللي بيخلي حلاوة أي حاجة في الدنيا بتكون بعد مرور أي أزمة والناس بتبدأ تدرك قيمة اللي عندهم وقد ايه حتى لو بسيط فهو غالي وغالي جدا ويستحق اننا نتمسك بيه لأنه أكيد أحسن من الصعب اللي جربوه.

الحياة الأخرى للأشياء الصغيرة

علاء خالد

مرة أخرى تجد أن العلاقة بين الصغر والأحجام الصغيرة الذي يسم الطفولة والكِبَر والضخامة النفسية الذي تراه به العين عندما تمر السنوات، هذه المفارقة التي أنضجها الزمن، هي الحياة الأخرى للأشياء الصغيرة، الحياة اللامرئية التي لم ندركها حينها لضعف بصيرتنا ولأننا كنا منجذبين أكثر لإحساس أعم، احساس السجن والملكية.

خطأ مكرر، تفاوت في الزمن والحجم والمسافة، عبر هذا التفاوت ينشأ الحنين والخوف من الموت والرفض. تلك الوحدات البسيطة لقياس الحياة وفي نفس الوقت غير قابلة للإلغاء. استمرارها الأبدي يجعل الرغبة ملحة في اكتشاف تلك الحياة الأخرى التي تنشأ من هذا التفاوت، من هذا الصراع.

الكتابة تعيش عل مكانية هذه التفاوتات، على تبديها الأشياء في لحظة صدامها، في لحظة استقرارها، في لحظة موتها. المهم أن تكون لحظة فارقة تجمع على مائدة واحدة الحاضر والغائب. من يملأ المسافة بين إيقاعنا الشخصي وإيقاع الحياة، بين ذاكرتنا التي تراكم وذاكرة الحياة التي تحذف !

الجمعة، 29 نوفمبر 2013

فانتازيا الثورة

" فينا نحمل الصخر فوق الجبل ونرميه ونعيد ونعيد ونعيد " #مشروع_ليلى
هو ده احساسي ناحية الثورة تماما ، الثورة بالنسبالي بعد السنتين دول أصبحت محاولة لعدم الفهم أو الإدراك ، الثورة بقت حالة من العشوائية والعبث اللذيذ جدا ، حالة فانتازيا وسرعة في تغيير الأحداث بحركات من المد والجزر ما أعتقدش حاجة تقدر تساويها غير احداث تتم بصورة قدرية بحتة الإنسان مش متوقعها إطلاقا فتكمن عنصر المفاجأة قصاد قوة تحمل الإنسان !

هي حالة لا يحكمها أي منطق ، ولا أي فعل إصلاحي بالمناسبة بطريقة قابلة للتنفيذ بشكل واقعي إلا لو فعلا الثورة امتلكت قوة التنظيم والإطاحة التامة للعناصر الفاسدة وهي في الحقيقة لا تملك ده إطلاقا لا دلوقتي ولا في الكام سنة اللي قدام حتى ، هي دلوقتي بتمر بعملية هدم هدم هدم هدم ، امتى البناء الله أعلم !

لو فيه عامل واحد بيشعل الأحداث ويضفي عليها صورة "هو ده الشباب الثوري الطاهر" _اللي بقت كليشيه دلوقتي بالمناسبة_ هي حاجة فعلا تستحق وصف الطهر ألا وهي البوصلة الإنسانية / الأخلاقية ، دي دايما الدفة أو الوجهة اللي بيولي الشباب شطرها ، كل اللي بيملكوها عوامل رفض ، حالة رفض لعدة ممارسات وقيود واستنزاف لحياتهم من قمع وقهر وخلافه.

أشخاص محددين فقط اللي ظبطت بوصلتي عليهم والحمدلله ظني لم يخيب إلى الآن، في الإحساس الإنساني والتضامن ده شيء مفيش فيه مناقشة بس كطريقة تفكير قلة هم اللي قدروا يوازنوا صح وحددوا أولوياتهم.
كان عندي إحساس غريب وأنا بشوف مظاهرات الإخوان ورابعة الصمود ومعنديش انتقاد ليهم طالما مستعدين يدفعوا تمن أفكارهم زي برضه ما كانش عندي انتقاد لأصحابي المتضامنين معاهم ضد الإنقلاب عشان كل الإنتهاكات الرهيبة ضد "الإنسان" اللي هو أرخص حاجة عند النظام.
هنا لقيت حد فاصل تاني بينا وبين جيل أهالينا ، أهالينا عندهم القدرة على الكره التام والحب التام بدون أي مواربة أو مرونة في تفكيرهم ومعنهدومش استعداد في اي لحظة انهم يعملوا لنفسهم نوع من المراجعة وبيزيد على ده حدة انهم عارفين اكتر مننا واننا لسه ما شوفناش حاجة !
يعني كرههم للاخوان واضح وصريح بدون اي شفقة أو رحمة على أي فرد واحد فيهم، وأمنيات الإبادة الجماعية ليهم صادقة لأبعد حد في قائمة الأمنيات. جيل اتجرع مرار طويل وكلمة أمل على مشارف انتهاء خط العمر الطويل يخلي وقع الكلمة ذاته ينفي احتمالية وجودهم لما يتحقق. فالقاطعية في الحكم بقت سمة أساسية لإثبات الوجود من غير مهادنات. "أنا رأيي كده ورأيي هو الصح أنا إذا موجود ! "
على عكسنا برغم اننا شهدنا وزامنا تماما خسة الإخوان وتضيعهم للثورة كاملة مكملة، وهم والنظام وجهين لعملة وسخة إلا اننا مازال عندنا مرونة وبراجماتية في التعامل وشايفين ان فينا أمل اننا ممكن نوصل لميناء سلام .
ما بنتكلمش بقطعية وبنمشي على كل أطياف الألوان وأنا شايفة ان ده مش رعونة في التفكير وإصدار الأحكام النهائية اللي هيخلينا أنضج، أنا شايفة ان ده طابع فينا في الوقت ده اننا لسه قلبنا أخضر حي ، لسه فينا حلم وأمل والمرار اللي بنشوفه بيخلينا نعافر ما ننهزمش.
" فينا نفتح عينينا لما يرموا فيها تراب " أيوة احنا كده
" فينا نرفض نأكل بعض لو الناس شافت عضامنا قلن مش جيعانين "

احنا هنفضل عاملين زي العيل الخيبان بس نفسه يتعلم، هيروح يأخد في الإمتحان الأول 5/10 بعدين يذاكر أكتر يبقوا 7/10 بعدين 8 ، 9 لحد لما يجيب الـ 10/10 أيوة هنجيبها أنا واثقة من كده حتى لو بقيت مكحكحة وسناني واقعة هطلع التدوينة دي واقراها تاني وهقول لنفسي أنا كنت صح :)

الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013

بلال علاء قال كله


أظن إني في طريقي لمغادرة مدونتي للأبد، بخفوت ما كان يمكنه أن يصنع سرابا ما،
لا يمكن لبدايات الدروب المتخيلة أن تكون جميلة، وبالوقت لا يعود ممكنا إجبار النفس على آمال البدايات، لا تعود البدايات المستأنفة جميلة، من فرط تكرارها، بالوقت ، لا يعود ممكنا مراوغة حقيقة أن الدرب لم يعد في بدايته،
لقد أثقل القلب، بمحاولاته لوصل ما لم يتصل، السرابات المترسبة فوق القلب،ومعها آمالها الخاصة، لا تترك براحا لأي إدعاء بالخفة، كما وهو الأساس،
لم يعد ممكنا الاستمرار فيما يضر الآخرين، أو يؤذيهم، أو يولد عندهم شعورا بالذنب، وإن كان ثمة من عزاء، فهو أن بداية الدرب، لم تبنأ بهذا أبدا، أن ينتهي كل شئ، بوطأة ثقيلة تكاد توقف القدرة على التنفس، وطأة السعي بوصال، لا يبدو أنه ترك أثرا سوى خليطا من العطف والأسي والإحساس بالمحاصرة وعقدة الذنب والعجز عن التفلت عند الآخرين ، لم يكن مفترضا لهذا أن يسبب الأذى لأحد،

لقد حاولت خلط هيستريتي بنوع من العقلانية الجافة، عل المشهد في النهاية لا يكون هيستريا جدا، فلم يخرج إلا مشهد لمجنون يعرف أنه مجنون، يقفز من سور مصحته، ويسير وسط الناس، مرتبكا ، ومحاولا في الوقت نفسه الظهور كشخص مبالغ في الجدية، فلا يمكنه سوى أن يكون هزليا بشكل شديد الجدية،
وإن كان من تقدير للنفس في هذا كله، فأعتقد أنني كنت شخصا مثابرا بشكل كبير، عاملا بالنصائح، وحين أبحرت لإيثاكا تمنيت من كل قلبي أن يكون الدرب طويلا، وإلم أعد أعتقد أن الوصول إليها قدري، وإن كان ثم من وسيلة للعمل ب"لتكن إيثاكا في روحك دائما"، فهو الاحتفاظ بها كأمل مغلق على نفسه، أمل بلا نهاية، أمل تجريدي بلا رحلة، لقد آن وقت الانتقال من اليأس المتخفي في ثياب أمل مقاتل، إلى اليأس العادي، التافه، غير الطموح، وغير المتهكم، لعل ذلك لا يؤذي أحدا ..

عندما تتهيأ للرحيل إلى إيثاكا،
تمن أن يكون الطريق طويلاً،
حافلاً بالمغامرات، عامراً بالمعرفة

لتكن ايثاكا في روحك دائماً.
الوصول إليها قدرك.
لكن لا تتعجل انتهاء الرحلة.
الأفضل أن تدوم سنوات طويلة
وأن تكون شيخاً حين تبلغ الجزيرة
ثرياً بما كسبته في الطريق،
غير آمل أن تهبك ايثاكا ثراءً.

إيثاكا منحتك الرحلة الجميلة.
لولاها ما كنت شددت الرحال.
وليس لديها ما تمنحك اياه أكثر من ذلك.
حتى وإن بدت لك ايثاكا فقيرة،
فإنها لم تخدعك.
ومادمت قد صرت حكيما، حائزاً كل هذه الخبرة،
فلا ريب أنك قد فهمت ما تعنيه الايثاكات.
#كفافيس

السبت، 23 نوفمبر 2013

عن المشاركة

لو بحب حاجة فأي حد يقدر يميزها جدا من شغفي وحبي ليها، لو فيه حاجة مميزة عندي فأكيد درجة استمتاعي بيها مالهاش حدود.
أغلب الحاجات اللي بحبها بعملها لوحدي، وأغلب الحاجات اللي بحبها اتعودت انها ما ينفعش تكون غير لوحدي في مساحتي الخاصة اللي على أدي، ما أعرفش يا ترى ينفع فيها إحساس المشاركة ولا لأ .
لما بقرأ كتاب، لما بسمع موسيقى، لما يمسني إحساس ديوان شعر معين وابقى speechless مش عارفة احكي عن حالته ولا اوصفها بس سايبلي حالة غامضة ومزاج متغير تماما، بيخليني أدور على عوالم تانية بعيدة جدا عن واقع سيء جدا قاتل لكل حلم وحياة قاسية على أي خيال.
فيه ناس معينة ببقى فرحانة لما اشاركهم حاجة بحبها وخاصة لو حاجة قريتها. القراية اتخطت عندي من كونها معرفة او كتاب بيتقرأ لمعلومة، لما بقرأ كتاب كأني بعيش حياة تانية، بتنفس مع الكتاب ، دماغي بتخلق عالم كامل تاني لحد آخر صفحة فيه، وبتبقى من اللحظات المحبطة لما اخلص كتاب مستمعة بيه عشان خلاص عارفة اني علاقتي بيه انتهت هنا وصعب اني اعيد قرايته تاني وحتى لو قريته تاني بيبقى انتهى الشغف والإنبهار ولحظات فض البكارة الأولى عن العوالم السحرية اللي بخلقها في دماغي.

لما بقرأ كتاب بنفعل معاه بكل حواسي وبنفصل عن العالم الخارجي لدرجة بتوصل اني ممكن اصرخ، اصقف، أعلق بصوت عالي أو لو كتاب وحش اني اشتم الكاتب وارمي الكتاب في الحيطة ! بتخيل مين اللي ممكن اقدر اشاركه لحظاتي الخاصة جدا دي ؟!
مين هيبقى عندي الشغف اني امسك سماعة التليفون وأكلمه احكيله عن الكتاب ده ، أو عن أفكاري ، أو عن خيالي ، أو ولعي بالناس اللي حالتهم وصلت للحالات الـ extremes في الدنيا !
مين هيتقبل حبي للمنتحرين، وللمرضى النفسيين، ونظرتي للمرض النفسي مش انه مرض لأ ده مرحلة البرزخ بين الواقع واللاواقع ، المعقول واللا معقول وان المريض النفسي عايش في فانتازيا الحياة ، كأنه مسته لحظات كشف خلته يشوف اللي احنا مش قادرين نشوفه ، حتى لو كان هوسه بالخوف والرهبة فكأنه اتطلع على احدى بوابات الجحيم !!

مين هيهديني كتاب ؟! او اسطوانة لمقطوعة موسيقية ؟! أو لوحة فيها تفاصيل كتير ؟! ما بحبش الصور الصامتة اللي احساسها بيبقى مبهم من اللحظة الأولى ، أحب تكبير التفاصيل واشوف كل عالم ليها ودرجة اتصاله/انفصاله عن العناصر التانية في اللوحة
مين مثلا ممكن يهديني لوحة لسلفادور دالي أو بيكاسو ؟! .. ايه احتمالية اصلا اني اعرف حد ممكن يشاركني أدق التفاصيل ويكون بيعرف دالي ؟!
بالرغم اني أهديت كتب إلا اني ولا مرة حد أهداني كتاب، إلا مرة واحدة حصلت بس أنا مش سعيدة بيها وما بعتبرهاش مرة لأنها كانت رسالة مبطنة لهدف تاني !

ايه هي مدى احتمالية اني اعرف حد يقرب من دايرتي الخاصة لدرجة المشاركة ويكون مهووس بعماد أبو صالح ووديع سعادة ؟!
أو محمود درويش ورياض الصالح حسين ؟! أو يكون بيحب السريالية وبيحب جنونهم ؟!
مين عنده المجازفة انه يشاركني لحظات مجنونة وجودي في المكان اللي انا فيه دلوقتي مقيدني ؟! مين هيشاركني ويديني حريتي كاملة ؟
مين هيسمعني في لحظات انفعالي وانا بقول خطب وما يقولش عليا مجنونة او يهاودني وخلاص ؟! مين هيدرك المعنى فعليا وهيحاول يغير معايا اللي نفسي فيه من غير ما يحبطني !

مين هيناقشني في الكون والوجود وربنا ، مين هيعلمني وينصحني واتقبل منه ده ، مين هيطمني ويتصور معايا جنة وجحيم غير الصور المادية اللي حشوا دماغنا بيها من واحنا صغيرين ، مين هيخليني افضل احب نفسي واحب الناس وما يبقاش بيني وبينهم استهجان عشان كرهت نمطيتهم ومحافظتهم وكلامهم وثوابتهم الإجتماعية المتخلفة ، كرهت ضعفهم وجهلهم وذلهم ، بيخلوني آآمن بيهم وأكفر فيهم في لحظة بس عمري ما شكيت لحظة انهم محتاجين مساعدة ومحتاجين وعي وعمري ما سبيتهم ، انا بسب الجهل وبسب المنظومة الفاسدة اللي أكلتنا وأهانتنا وشردتنا وحسرتنا على عمرنا المهدور !

إيه بقى مدى احتمالية اني ألاقي نوعية المشاركة دي في دايرتي الخاصة ؟! :)

الأربعاء، 20 نوفمبر 2013

الضوء الأزرق -- حسين البرغوثي


" غريب كم يبدو المكان كمصيدة ! كنت عاقلا، ومثقفا، وطالبا في الدراسات العليا، وكل شيء يبدو على مايرام وفي الداخل صحراء، فيها كائن قاعد على ركبتيه في الفراغ  "ويأكل قلبه" _كما يقول شاعر انجليزي_
فسألته: هل هو مر؟
قال: مر جدا يا صديق !
                                    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

" كأن كان قدرا يوجه خطاي دائما نحو أمكنة تبدو كمصيدة ! نحو الأمكنة الخطأ. حتى شعرت بأن حياتي مجرد انحرافات متوالية عن "حسين الحقيقي" عن حياة من المفروض أن اعيشها ولكنها تفلت مني باستمرار. "

                                   ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

" التاريخ يترك الناس أحيانا بلا شيء يفعلونه بتاريخهم ! "

                                  ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

" سألته: هل نحن داخل العقل كالنبي يونس في بطن الحوت؟
قال: نحن فيه وهو فينا. انظر إلى المَخرج الأخير يا رجل ماهو؟ مقهى؟
قلت: نعم مقهى وطاولات خشبية ومصابيح "كاز" ولوحات على الجدران
- لا لا هذا المقهى كان حلما في خيال صاحبه ! وبناه والآن نحن نلعب الشطرنج في داخل حلم صاحب المقهى، في دهاليز حلم سابق. تخيل ! توجد مجرة مضيئة ومنفصلة وتدور حول محورها وتسبح في داخل كل ذهن. "

                                 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

" لأن من طبيعة السمكة أن تسبح في كل ماء ..
هذا هو الفهم: سمكتك الذهبية من طبيعتها ان تسبح في كل نظرية، كل تجربة، كل رأي، كل نوع من انواع المعرفة، كل ماء وتبقى هي هي ، سمكة ذهبية. إن من طبيعة الذهن أن يفهم نفسه كما أن من طبيعة السمكة أن تسبح

- وأين يسبح العقل؟
- في نفسه، إنه الشلال والسمكة التي تسبح في الشلال. هل فهمت معنى قولك كن شلالا وكن سمكة؟
- فهمت
- ولمَ لم تفهم هذا سابقا؟
- لا أدري
- لأنك لا تتأمل الكون
- وما هو التأمل؟
- أن تتأمل نفسك يعني أن تفهم ما كنت تعرفه دائما من غير أن تفهمه. دائما كان قلبك يعرف معنى كن سمكة وكن شلالا حتى قبل أن تكتب الجملة كنت تعرفها ولكن دون ان تفهم ما تعرفه.

                            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

" كنت ذاكرة اليابسة أمام مسافات مفتوحة والبحر كان يعيد صياغة ذاكرتي "

                            ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

" إبريل أقسى شهور السنة حيث تمتزج الذكريات بالرغبات ! "

                                ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

" ومن انا الآن يا "بري" غير مجنون يركض في جبل مقمر في ذهن تاريخ مختل؟ من أين لي بالتوازن أو بتاريخ متوازن يا "بري" ؟ "

                              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


" لكن هناك نوعا من الناس مثلي لا يمكنه أن يحسم كل حياته كلها لآخر ذرة في قلبه من أجل أي شيء في الدنيا، وقدره أن يبقى "مشتتا" كالندى فوق العشب بدل أن تتوحد كل قطراته لتكون جدولا أو نهرا وتحسم نفسها بـ "اتجاه" ما، اتجاه واحد ولا رجعة عنه ولا شك فيه. اعني انني من هذا النوع الذي لا يحيا لأجل أي شيء إلا بنصف قلب على الأكثر وكل شروره تأتي من نصف القلب هذا، إن بقي لديه أي قلب أصلا ! "   

                            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

" لباس الكاراتيه يرتبط في قلبي بالقوة ..
هذه " الذاكرة" نائمة في اللباس نفسه مثلما كانت تنام معرفة الخير والشر في التفاحة الإلهية التي أكلت منها حواء وآدم في الجنة "

                             ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

" أفتعرف معنى المنفى "بري" أفتعرف معنى المنفى ؟
هذا الطفل الهش الصغير، الدمية الحمراء، في بطنه بحر ! وفيضانات مكبوحة ! "

                         
                            ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

" ورجعت لـ بودابست .. قبل هذه الزيارة كنت (احن) إلى (وطن) و(بيت) وبقاع في الذاكرة تشكل (مرجعية) لي في المنفى والمتاهات، إلى شيء ثابت، دائم لا يمكن ان يتغير أو يتم (فقدانه) . كنت كمن يعيش في بلاد مبنية على ظهر حوت فيها نخل وبحارة وأسواق وذهب وعبيد ، بلاد – متاهة ، ولكن على الأقل ثابتةـ تحتها ثابت، وفجأة تحرك الحوت نحو الأعماق وبدأ كل شيء يغرق، الفكرة عن الثبات غرقت وكل عالمي صار أهوج لا سواحل له، يسكنه قراصنة على ظهر السفن. "

                               ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

" على الجهة المقابلة بيت فلسطيني قديم وضخم، حوله أشجار صنوبر أضخم منه، ومحاطة بأسلاك شائكة تدهورت حالتها، جذبتني طاقة الحطام هذه، فصرت أعزف وأراقبه. شيء فيه يشبهني هكذا شعرت. في الليل تنبح كلاب كثيرة عددها لا معقول وتنبح وتنبح بجنون وغضب وكأن شيء يحدث في الداخل، داخل البيت او الكلاب أو داخلي انا. حدقت حولي في الشوارع ذات المصابيح الصفراء. الشوارع خالية لكي أرى إن كان هناك احد يسمع ما يحدث غيري، ولم ارَ غير شبابيك مغلقة تماما مرة وإلى الأبد، هكذا تبدو مغلقة مرة وإلى الأبد، خلفها عائلات أو عاهرات او لا أدري، خلفها مالا يفصح عن نفسه. حاولت أعزف ولكن النباح طغى على اللحن فوضعت الناي في حضني وشردت في منطق هذا المكان. الأمكنة كالناس تخفي وساوسها ومخاوفها في نفسها ولها كلام خاص بها ومنطق خاص بها "

                              __________________

"
كل فرد في العالم يقاتل أشباحا خاصة به "
                                       ________________

“الحزنُ ضعف، ولو صرت به شبه إله. والشعورُ بالذنبِ ضعف، ولو صرت به قديساً. والشفقةُ على أيّ شيءِ وعلى نفسك ضعف، ولو صرت بها مسيحاً.”

                                 _________________

“في كل ذهن تسبح الأفكار و تبقي نتف, بين الفكرة الأولي و بين الفكرة الأخري هناك الكثير لكي يكتشف,
و من هذه الكلمات شعرت أن روحي التي كانت تشبه كتلا متراصة, صارت غربالا انفتحت فراغات بين كل فكرة و أخري, و كأن ذهني صار جزرا صغيرة متباعدة في محيط أزرق مشمس, بين الجزيرة و الأخري معارف لا نهائية غير مكتشفة,و شعرت أن كل ما أعرفه لا شئ, مقارنة بما يمكن أن أعرفه.” 

                          ____________________

“لا أعرف عنك شيئاً , فعمق البحر لا يعرف شيئاً عن شواطئه .. وجهك شاطيء”

                                ________________

لأشهر لم أتكلم مع أحد, وأتسكع وحيداً بين أشجار الغابة, ليلاً وأفكر وأفكر..أفكر دائماً في شيء ما, في "ممضمون" ما, فلسفه ما, أفق ما..ولكن اكتشفت أن المشكله ليست في "ماذا" بل في "كيف" أفكر, ذهني كاميرا, عدستها غير دقيقة, أو منحرفة أو ببساطة غير صالحة وكل صورها غير دقيقة ومنحرفة وغير صالحة.. كيفية تفكري هي العدسة
منذ زمن وأنا أعتقد بأنني سأجن..أحدق في المرآه وأنا أحلق لحتي وأقول لنفسي "ابق على الخط"

الأحد، 17 نوفمبر 2013

16/11/2013 ( كل يوم سبت موعود )

الساعة دلوقتي 2:15 الصبح ، واحد من أطول الأيام اللي عيشناها ، بالنسبالي اليوم ده ما بدأش من ساعة ما صحيت النهاردة الساعة 6 الصبح وإن كان ده مجازاً ، اليوم ده بدأ من شهر 8 واحنا بنستناه ، بنعدي يوم وراء يوم وراء يوم عشان يجي ويجيب الخلاص ، اليوم بدأ بالنسبالي 6 الصبح ولماما واختي 5 الصبح ، طول اليوم بنستنى ، قلق وخوف وتوتر وفي الآخر كل اللي عملناها اننا استنينا ، الإنتظار قاتل لو مستني نتيجة معينة وماحصلتش ، لو متوقع حاجة سيئة هتحصل.

طلعت روحنا واحنا بنستنى أي خلاص أي فرحة بقى أي راحة وأي إحساس بالأمان ولسه ربنا ما أذنش ، تعبنا يا ربنا تعبنا أوي ومالناش حيلة غير اننا نستنى مشيئتك. إيه في الدنيا يهوّن لما تشوف مامتك والخوف بيموتها وانت مش عارف تعملها حاجة غير انك تواسيها بشوية كلام فارغين من المعنى لا انت مقتنع بيهم ولا هي بتسمعهم.
لما هي توصل لمرحلة انها فقدت أي أمل في العدالة وانت فقدت ده قبلها، لما موقف بسيط يخليني ألاحظ عقلها الباطن بيفكر ازاي ، استسهلت الموت على إن العدل يتحقق !

يارب العيب فينا ولا الحكمة صعبة اننا نفهمها ؟! ليه حاكمها علينا أوي كده ؟!
يا بكرة طلعت روحنا لأجل تيجي وبنستناك ، يا بكرة يا يوم الخلاص والفرج القريب نشّفت دمنا ولسه بتتقل علينا وبرضه بنترجاك ،
يا رحمة بعيدة حاوطينا بقى وطبطبي علينا ده احنا عضامنا بانت من كتر النخر من الخوف ، يا رب بصلنا بصة رحمة ، يا رب صبرنا وطمنا ، يا رب حبنا ..

الأربعاء، 13 نوفمبر 2013

اليوم الأخير لوقته 11/11/2013


محدش هيعرف يكتب حكايتنا غيرنا زي ما حدش يعرف يحكيها زينا حتى لو حفظها ورددها مرة بعد مرة ، كل مرة مع الحكي بتتضاف تفاصيل وتتضاف مشاعر وطاقة غريبة بتخلي للحكاية رونق جديد كأنها بتتحكي لأول مرة ، بس الحكاية عمرها ما هتتردد لو كان ناقصها الشغف.
يمكن انا معنديش غير حكايات بعدي بيها الوقت ، الحكايات بتحصل كل يوم بس أنا بشوف الحكاية وأنا عيني باصة لبعيد ، عندي شغف حفظها وترديدها ، ممكن أنسى الأسامي وأنسى الأيام بس ما أنساش إحساس اليوم بتاعها أقدر أشبه أي يوم زيه  بيه وأنا بسترجع رعشة في قلبي وإحساس وخز لطيف.


(1)
القلب بيتقل يوم عن يوم ، كنت فاكرة عشان القلب مخبي حكايات نفسه يحكيها لحد ما حكيت بس ما كانش ده السبب، القلب فرحان بأن حكاياته جواه بس هو تعبان ، تعبان وموجوع من خوفه على اللي بيحبهم ، كأن نصيبي أعيش ودايما قلبي موجوع على اللي بحبهم. كان أكتر خوفي في الدنيا إنه يصيبهم سوء وكأن خوفي ده تعويذة أو سحر مرتبط بهاجس عندي لو فكرت فيه يتحقق ، وكان إبتلائي في اللي خايفة منه ، أنا فقدتهم وبفقدهم وإحتمالية فقدانهم بتقرب مع الوقت.

لو الوقت بيعدي ما اقدرش انكر رهبته وهو بيعدي ، وقت بيعدي عشان مستنية حاجة هتحصل وكل لما يقرب الخوف يزيد ، النخز بيوصل للعضم ، الجلد بيتحرق ، شرارة كهرباء بتزيد ، مستنية  خلاص لو مجاش هيبقى مكانه واحدة من بوابات الجحيم.
وفي وقت بيعدي بتمنى إنه ما يعديش عشان بيتسرب في خفة ، بيسرق من عمرنا من غير ما نحس وفجأة هلاقيني وصلت لمرحلة مش عارفة أنا جيت هنا ازاي ؟ ازاي وصلت لكده ؟ امتى كل ده حصل ؟

(2)
كان لازم من حضور مكثف عشان ما يلاحظوش عزلتي، عشان ما يفسدوش لحظاتي الخاصة اللي انا دايما حاسة فيها بتأنيب ضمير ! هم ما بيحبوش يكونوا لوحدهم عشان فعلا البيت فضى عليهم بس أنا ما بقدرش استحمل اللي وصلنا ليه فبختار العزلة بإرادتي لأننا كده كده بقينا وحيدين .

كل حد يعرفني حتى من بعيد بيقول عليّا قوية وأقدر اتحمل ظروف صعبة ، أنا في تربيتي ما كانش عندي رفاهية اني اكون بنت مدللة أو اتدلع بس كان عندي الأفضل من كده وهو المعرفة، دي الحاجة الوحيدة اللي بدين لبابا فيها بكل الفضل إني خدت منه  الصفة دي ، الشغف للمعرفة وهو رباني على اني اتناقش معاه ورأيي حر واختياراتي تلزمني من غير ما يتدخلوا فيها حتى لو بتأثر بيهم بس من غير فرض أو إجبار.

لما أرجع دلوقتي ابص لنفسي في كادر من بعيد وأعمل مقارنة بيني وبين قرايبنا من العيلتين وطريقة التفكير والصفات والطباع بحمد ربنا اني فلت من مستنقع القطيع ، بس ده ما يمنعش اننا فعلا دفعنا التمن وهو فقدان الإحساس بالأمان لعدم انتمائنا ليهم !

 لما عرفت زمايلي في الكلية وقربت منهم وكونت صداقات عرفت اني اتربيت في ظروف صعبة مينفعش حتى اني احكي عنها، مختلفة تماما عن حياتهم في حين بعضهم بيعاني فراغ انهم مش عارفين يحسوا بمتعة في حياتهم وبين ناس تانية اتبنت قواضي بعيدة عنهم عشان يكسبوا لحياتهم قيمة ومعنى وناس تالتة بتستمتع بسنين الشباب وإن ده الوقت اللي هم فعلا لازم يعيشوا فيه ويجربوا لذة الإستمتاع بالحرية الفلتانة وسرقة عمر البهجة من الزمن.

لقتني انا وأهلي قضينا حياتنا كلها بنحارب عشان نعيش وما يغرقناش الفساد والجهل اللي محاوطنا من كل ناحية ، بنقاوم عشان نقف ثابتين وضهرنا مشدود ما يتحنيش مع العواصف اللي بتهب علينا من وقت للتاني بعد لما الدنيا تخدعنا اننا كده خلاص استريحنا، بنحارب عشان نأكل ، بنحارب عشان نلبس ، بنحارب عشان نفضل طيبيين ، بنحارب عشان نفضل في نفس المستوى ، ولما ارجع أبص لنفسي تاني بادرك قيمة التربية اللي أهلي ربوهالي وأدرك قيمة انهم عملوا مني (إنسانة) مش (عروسة باربي) ، اهتماماتي في اللي يخصني وازاي احققه مش ادور على مين يحققهالي  ، ده علمني الصدق والجرأة واتحمل مسئولية الوضع اللي انا فيه.

(3)
أخويا هرب من مسئوليته وزودنا بحمل الله وحده هو اللي يقدر يعينا عليه ، غيّر حياتنا تماما وساب لبابا وماما حسرة وليّا وأختي خوف ما بينتهيش ، بنجرب دنيا غريبة وحياة أشد في قسوتها عن أي وقت كان ، احنا ما بقيناش عايشين احنا بنحاول نعيش بنحاول نمثل اننا طبيعيين بس جوانا دمار وانهزام وضعف ، كل واحد فينا لما بيسكت بيبقى جواه دوشة وكلام كلنا عارفينه بس هنفضل نواسي في إيه ولا إيه.

(4)
المواقف الصعبة بتعلمنا ويمكن بتكون محور لبداية جديدة أو درس جديد هيفيدنا بعد كده ، المواقف الصعبة بتغير مننا سواء للأحسن او للأسوأ بس الإنسان بعدها غير قبلها ، أنا كان نفسي أقول اني اتعلمت حاجة جديدة بس لقيتني بتصرف كأن ده الإختبار اللي كنت طول الوقت بهيأ حياتي ليه ، لقيتني بحاول أتصرف باللي اتعلمته واللي علّم فيّا ، ده كان اختبار لنفسي وقوة تحملي للمسئولية وشدة ووطأة الظروف ، إلى الآن بحمد ربنا اني كنت اد المسئولية ، ده ما يمنعش اني ضعفت كتير وانهزمت كتير ، وتعبت من الحِمل ، وفقدت ايماني بين لحظة والتانية نتيجة للغضب ، بس لسه جوايا قادر يقاوم وحاسس انه في يوم هيجي خلاص بفرحة لا يشوبها أي خوف تاني ، عيني باصة لكده وبستنى ، لكن أكتر هلعي لو الظروف بقت أسوأ من كده ، مش قادرة اتخيل ان ممكن يبقى فيه اسوأ من كده ، الأسوأ من كده فعليا هيساوي انك بتردم على إنسان وهو حي وبتموته بكامل إرادتك !

(5)

الأمور القطعية اللي أي حد بيجزم فيها عندي بتقع تحت النسبية لأني مش عارفة بكرة هيبقى ازاي وانا بكرة هبقى ازاي فلازم  احتفظ بحقي اني اغير رأيي لما الأمور حواليّا تتغير وتوضح أكتر.
أنا دلوقتي اكتفيت ومش عايزة حد تاني، وما بفكرش في حد تاني، سكك من اهتماماتي بتتفتح قدامي عشان احقق حاجات بحلم بيها ، بيتهيألي ده أفضل حماية ليّا في الوقت الحالي ولازم اتمسك بيها واتحلى بجرأة ومبادرة اني آخد المخاطرة.
بس هيفضل جوايا حنين وامتنان وشغف همّ دول اللي صنعوا البني آدمة اللي اتمنى أكون عليها من غير ضغائن ولا حقد ولا كره

السبت، 19 أكتوبر 2013

حلقة الـ Dilemma 1

بداية سؤال (1) عن فكرة الخلق ، في واحدة من الأسئلة المؤرقة لي بشكل بائس ، بدأت السؤال على موقع "جودريدز" كنت اريد أن اعرف هل هناك وجهة أخرى ممكن أدير بها الدفة في التفكير بدلا من التفكير الأحادي .
الإجابات التي حصلت عليها تخبرني اني لا اختلف عن الآخرين في شيء ، وكلهم لا يملكون اجابة وبالقطع لم أكن ابحث عندهم عن الإجابة ولكن وجهة التفكير عندنا متقاربة بنفس الأسلوب ونفس نهج الإجابة والبحث _إلى الآن_

العرض :

 
انا عارفة انه مش اي حد بيحب يناقش افكاره أو هواجسه مع حد ، بس انا عايزة ألاقي مساعدة ، مصادر ، بحث ، الأسئلة اللي في دماغي مش انا اول ولا آخر واحدة اسألها ، واكيد هي قديمة بقدم البشرية يعني وفي ناس توصلت لإجابات لازم يعني ، حتى لو مش حاسمة هي أكيد مش حاسمة بس ممكن منطقية ومرضية إلى حد ما ...

إيه فكرة الخلق ؟! إيه الهدف من الخلق ؟! احنا اتخلقنا ليه ؟!

البشرية لو وجدت من ملايين السنين واتطورت وحاج...ات ظهرت وحاجات اندثرت وحاجات اتقدمت وحاجات اتخلفت والخ الخ الخ
الكون انشأه الله ، بعدين كل واحد يبص لنفسه يلاقي فيه نقص والكمال لله وحده ، ده بالضرورة أوجد فكرة الجنة ، اللي هي الخلاص الأخير ، الفردوس الأبدي ، الحياة المطلقة ، كل واحد يتخيل جنته بالشكل المرضي للراحة التامة ،
الرسول قال : الجنة مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
يعني المفترض لو الواحد سرح بخياله يعجَز وآخر حاجة هيتوصلها انها مش هتكون زي الدنيا في شيء ، يعني ممكن تخيل لكون آخر او وجود آخر او ماهية أخرى ..
وللتوازن لازم الخير يقابله الشر ، وبالتالي فكرة العقاب

فجأة الكون انشئ ، فجأة الكون انتهى ، قامت القيامة ، الحساب ، جنة ونار فخلود في اي من المكانين ،ده الطريق قدام معتنقي الأديان
بس تظل فكرة الخلق هي فكرة (الله) اللي انشأنا !

طبعا قريت افكار بتداول فكرة الخلق من وجهة نظر (الله) زي انه محتاجنا او هو كملك بيلهو بالرعية ، او ناتج عن فراغ والخ الخ من الأفكار اللي برضه لا تقل سخافة عن اصحاب الأفكار الجامدة اللي النقاش هيفضل يدور حوالين فكرة العبادة وتعمير الكون !

لو فرضنا ان ربنا اخد مننا عهد قبل الإنشاء وكله كان بطوعنا ، وحصلنا دلوقتي عملية مسح الذاكرة ، واحنا بنعيش زي ما اوجدنا لأننا مالناش دخل في كده وهكذا ووقت الحساب مع عرض كل ما خفي عنا ، لاقينا ده حقيقي واننا كنا متحمسين جدا للفكرة وقبلنا كده بكامل ارادتنا ، بس هل غياب الحقيقة دي عنا طول ما احنا عايشين زي حقايق تانية ما يعتبرش نوع من الخداع ؟ او نفترض الظلم لتلك النفس الضعيفة ؟!

احنا بنعيش في وجود موجود بالفعل ، ومعانا ادوات المعايشة دي ، في داخل الوجود تبدو المنظومة متزنة والفكرة قابلة للبقاء ، لكن فكرة الوجود ذات نفسه بتقوم على إيه ؟!!

أي مساعدة ؟! أي حاجة تخليني ابص بمنظور تاني ؟! مش هعلق انا عايزة اعرف فقط لا غير

أحد الإجابات التي راقتني كثيرا
محمد ذهني :

أي محاولة للتفكير دايماً بتكون من المنظور البشري "القاصر" فلن تتعدى مجرد فرضية لها ألف رد يدحضها. في كتاب ستيفن هوكنز " تاريخ موجز للزمن" أورد سؤال: ماذا كان الرب يفعل في ملايين السنين التي سبقت خلقه للكون. أحد الإجابات كانت "كان يخلق جهنم لمن يسأل تلك الأسئلة" بينما كانت الإجابة الواقعية: " الوقت خلق مع الكون. قبل خلق الكون لم يكن هناك وقت!!" إجابة واقعية لكن غير متخيلة.. هل تتخيلين عدم وجود وقت؟ لماذا أذكر هذا.. لأوضح أن العقل البشري يقف أحياناً عاجزاً فيحيل الله للصورة البشرية ليفهم. فينتج أسئلة مثل: إذا كان لكل شيء خالق أو صانع"صورة أرضية. والله خلقنا"علاقة بين الأرض والسماء". فمن خلق الله "إحالة السماء للصورة الأرضية". حتى القرآن استعان بتلك الصور الأرضية ليفهم الناس فصور الله بالملك وتكلم عن عرش وأن الجحيم نار وأن الجنة خضرة ونعيم. وهي منظورات ليست أرضية فقط بل أقرب لعقلية زمن النزول ذاته.

طيب لماذا خلق الله الكون؟ تخيل السؤال من جهة الله لن يفيد بشيء لقصور عقلنا ذو المقاييس الأرضية.لذلك يمكن تخيله بصورة أرضية. الإنسان يحب الخلق. يحب أن يكون له شيء ينتمي له. ابناء- أسرة- رواية- قصيدة- بيت- مسجد. أي شيء له. ينسب إليه. يسعى لتخليد اسمه.أو لفعل شيء يشعر معه أنه له معنى. لماذا يحب الإنسان هذا؟ لأنه جزء من الله. وضع فيه صفاته.فالله خلقنا وخلق الكون لنكون له. طبعا خارج نطاق الكون لن نفهم شيئاً. وخارج تخيلنا الأرضي سيصبح الأمر عبثي. لكن اسألي أي كاتب: لماذا كتبت؟ لن تجدي إجابة أكبر من أنه لم يكن هناك اختيار. هي رغبته في الخلق التي لا مناص منها. اسأليه لماذا فعلت كذا وكذا في الأبطال. طبعا سيتكلم عن حريته في خلقه ولكن الأصح أنه لم يكن هناك بد إلا ما وصل إليه. وإلا فليس هناك داع لكتابته أصلاً

الخميس، 17 أكتوبر 2013

خفــــة

هو عامة امبارح كانت واحدة من اللحظات اللي بقالي فترة كبيرة جدا مستنياها عشان اقدر أوصل لأي حالة تندرج تحت مسمى (سوية) ، مفيش حاجة بتحصل من غير فعل يحركها ، الإنتظار في العموم بيندرج تحت مسمى حاجة برضه اسمها (البؤس) ، الفكرة في الإنتظار للمواجهة دي ما كانتش انتظار يتدخل في احداثه (القدر) هو كان انتظار لحظة مناسبة مش أكتر ، لما يبقى جواك متخزن كل الأحداث والنتايج بس اكتر سؤال مؤرقك هو (ليه ؟) ، ولما تبقى واعي جدا لكل اللي حصل وتم استغفالك بتبقى مستني اللحظة المناسبة عشان تكشف الحقايق كلها و ينهار سد كامل من الأكاذيب ، هو اللي حصل انه ما انهارش ولا اتصدع ولا حصل اي شيء هي المحصلة كانت (صفر) ، صفر على مستوى الحدث والطاقة المستنفذة ، بس أي (صفر) يعني تخلي، يعني لا شيء، يعني مرحلة من غير انتماء، او مرحلة بتتخلص نفسك فيها تماما من اي اثر مرهق شايله جواك لمجرد عدم الحكي ، مرحلة بتتخلص فيها من حاجات أخلاقية أو إنسانية كانت بتزيد من إرهاقك ، (الصفر) هو مرحلة التخفف من الأعباء ..
اكتشفت ان الحكي مش مريح إطلاقا في العموم، الحكي بيبدأ بمرحلة اللحظة المناسبة تبدأ تسترسل بعدين تبدأ تسترجع الأحداث بشكل واضح تماما ، مع استرجاعها تبدأ تحس بألمها ، تنفعل ، الإنفعال يزيد تدريجيا ، تدخل في حالة ثورة وفوران غضب ، العياط يتحول لهستيريا ، مع النهاية بتكون اُنهكت تماما وبعدها تبدأ تتعامل مع الأثار الجسدية المصاحبة اللي بتزود الألم ببشاعة ..
انت استهلكت تماما ، الآخر لا شيء ، لاشيء على الإطلاق صمت فقسوة !

الأسئلة بتفترض دايما وجود الإجابة، هو خليني اقول ان احنا اللي بنفترض وجود الإجابة بمجرد ما نوجه السؤال ، لأن توجيه السؤال في حد ذاته بالنسبالنا الشق الأصعب على الإطلاق لأنه محتاج مننا جرأة مضاعفة ، بس بصياغة التجربة، الآخر لا يملك الإجابة ، الآخر لا يدرك وجود سؤال من الأساس ، الآخر دائما اضعف وأجبن مما نتخيل ونفترض في نفسنا تجاهه ، والأمر لا يستحق كل العناء اللي بنتكبده بحثا عن اجوبة ، هو الشيء الأفضل على الإطلاق هو مرور التجربة اللي أوجدت السؤال ما نحاولش ندور على المعنى لأن الآخر لايدرك وجود المعنى ، وأي معنى !

انا كده اتخففت من العبء مرتين في فترة زمنية متقاربة ، التخفف من العبء مصاحب بخسارة مسميين كبار من العلاقات الإنسانية اللي كنت بتعكز عليهم ، الخسارة في الأوقات العادية اوقات الدفء بتبقى قاسية عشان بتسيب وراها حالة خواء فتبدأ تيارات البرد تتصارع جواك ، لكن الخسارات مع النفس المُثقلَة المُحمّلة بكل ما هو مرهق يعتبر شيء صحي ليها عشان توصل لأي تون هادي او رتم معتدل يبدو سوي او يحيد بها شوية عن التشوه.

دايما اقول الوقت بيتحالف مع الآخر لإرتكاب المذابح ضدنا ، انا دايما عامل الوقت ضدي لأنه دايما بيأجل كل حاجة لما بعد ، مفيش حاجة بتتعالج بشكل سليم ، ومفيش حاجة بتحصل في وقتها.

هو عامة لازم الناس تراجع قاموس الشتايم في السنتين اللي فاتوا عشان فعلا مش كفاية ولازم يبقى فيه شتايم مركبة ولازم تندرج تحت الوصف مش الأباحة ، عشان في حالات الغضب هتلاقي ان كل الشتايم دي اصلا مش كفاية انت تتمنى تخترع لفظة جديدة توصف اللي جواك حرفيا ساعتها هتهدأ وترتاح

الأربعاء، 9 أكتوبر 2013

أزرق

في حلم جاء من الماضي
عن مدينة رخامية
منحوتة التماثيل بالأبيض
غبار يكسوها
تيجانها تملأها الفراغات
بالأسود
يلقي الحلم ظلال رمادية
وظلال سوداء

الأرض بلاطات كبيرة
المار عليها
كقطعة الشطرنج
على الرقعة
يتوسطها تماما
عندما تلقي عليه
نظرة رأسية

الحركة كثيرة
والممرات الجانبية
مسدودة
وليست متشعبة

العبادة طواف
تطوف الروح
بالأزرق
تمسح الأرض
وتنثر في الجو
غبار

الشمس بعيدة
تحتل زاوية جانبية
اشعة ذهبية مستقيمة
بحواف مدببة
قليلة
من الممكن عدها
تمتزج بهياج أسود
تشبه تلألئ الأصفر
في فجوة حالكة
السواد

الحلم داكنٌ
يمتص اللون
الأزرقُ داكنٌ
و الأصفر يلمع
بوهج الماضي

الحركة تتسارع
الفزع يزيد الحركة
يبدو المارة كأشباح
يهرولون بخفة
ثم ارتفاع

هي
تبدو واضحة تماما
تتوسط كادر
كل ما حولها مموج
ثنايا ثوبها
كانها مرسومة بقلم
مدبب
يعلو رأسها تاج
كتاج التماثيل
يملأه فراغ
أسود





الاثنين، 16 سبتمبر 2013

الحكاية علامة شفاء الراوي *

جملة قالها علاء خالد ممكن تكون مفتاح للوصول لبعض تصالح او سلوى اوحتى نسيان ، ممكن عشان لما اقلب الصفحة ما احسش بغليان خبي الحكاية وانها لسه ماخلصتش وان لسه في حاجات لازم تتقال ، جملة ممكن تخفف حدة الصمت !

في اعتاب المراحل الجديدة بعد الأحداث الأخيرة المتسارعة وفترة الهدنة المؤقتة لإستكمال امور كارثية محددة بزمن وقتي يخلي الإنحناء امام شدة الظروف حتمية لا مفر منها ، ويخلي الوهن نوع آخر من القوة لتعين على تحمل استنزاف الخوف البطيء .

ما بين  إن كل يوم بأخرج لنفسي بنظرية جديدة من التفسير بتدور حوالين فكرة ثابتة ، بلاقي ان الحياة بتتسرب من ايدي عشان تحطني على عتبة جديدة قربت ومعاها "الوحدة" ، كوني انسانة برتبط باللي حواليا المقربين بشكل يبدو للآخر فاتر بس من جوايا بتتحكم فيه ادق التفاصيل الصغيرة اللي بتربطني بيهم بشكل خفي داخلي بيخلي ان افظع حاجة ممكن تحصلي فيهم هو اني افقدهم .

اخويا سافر ، اختي هتسافر كليتها وتيجي في الأجازات ، شعور في الداخل بتأجج واحتقان على السطح بارد ، بارد حد الجفاء
أنا لسه في مكاني مفيش غير خسارات عمالة تأكل مني وتسيبلي ألم هش بيوجع لإستمراره ، كل الكبار حواليا بيعجزوا بسرعة مخيفة تخلي حمل مسئولية كبيرة يقرب مني يحسسني بإرتباك وخوف ، وأنا برضه لسه في مكاني الثابت وفكرتي الثابتة !

كل اللي قدرت أعمله اني اكون رد فعل واتحمل وطأة أمور قدرية مفجعة حصلت وراء بعضها بسرعة خلت إدراكها وقتها من الأمور المستحيلة ، اني ألاقي بس وقت اني اقعد افكر في ماهيتها كان مستحيل يساوي نفس إحساس المرارة لما ادركتها بعد كده في فترة الهدنة !

" الكلام اللي مش هيتقال"

اخويا لما سافر بسرعة ما كانش فيه وقت نقف على التفاصيل ، حتى لدرجة ان انت مش عايز تسيب لنفسك حاجة جواك توجعك من حاجة زي كده ، خليت كل حاجة تبقى عادي ، حتى الدموع مسحت عنيا بس ما نزلتش بحرارة تكفي لعنوان عودة " اللقا نصيب " !

حاجة جوايا بتغلي طول الوقت مع كل تفصيلة نقصاه واللي للأسف ان كل تفصيلة نقصاه بتحصل كل يوم ، يعني مثلا بنأكل كل يوم ، بنشوف بعض كل يوم ، بنتكلم كل يوم ، كل واحد فينا في الآخر بيدخل اوضته وينام ، هو غايب عن كل ده خلى كل حاجة تفقد بهجتها ، بإحساس الفقد وغياب بهجة اللمة والأمان من اننا كلنا مع بعض .

الكلام اللي مش هيتقال اللي بيفضل جوانا يحكي معانا احنا بس ونرد عليه ويبكينا ويفرحنا وبعدين يقولنا يالا قوم نام او يخلينا لأيام ما نامش .
كلام زي اني لما اكلمه واسمع صوته من الناحية التانية ما بقولش غير ازيك عامل ايه خد بالك من نفسك وبعد كده صمت ، صمت ، صمت وبعدين انتِ ازيك عاملة ايه ؟ خدي بالك من مذاكرتك ، اديني ماما
كل مرة كده ، كده وبس!

" الفكرة الثابتة"

الفكرة الثابتة اللي مفيش متغير حواليها غير جوا دماغك انت بس ، تلف حواليها من كذا طريق وترجعلها ، اللي بالنسبالك ما بتتغيرش لأن مفيش متغير حواليها فعلي ، وكون ان الكلام ما بيتقالش فهو أقل من انه يكون حدث ، بس هتتفاجئ ان الفكرة لقت طريقها طول الوقت ومشت فيه لدرجة انها وصلت للنهاية ، لنهاية طريقها بالرغم من انها ( أصغر من انها تكون حدث ظاهري) ! 

فيه خسارات بالمنطق تحس انها كده أفضل لأنها لو استمرت كانت الخسارة هتبقى أفدح ، بس مش هتقدر تتخلص من أثرها لما كل مرة تعرف ان خسارتك ليها امر حتمي، خسرت لأنك ضعيف وقليل الحيلة ، ودي واحدة من لحظات الضعف اللي هتفضل طول حياتك تكره حياتك بسببها وتحسسك بالعجز.

" الفقد "

شعور الفقد جربته بس من باب جحيمي شوية ، في الغالب شعور الفقد الأكثر إيلام هو فقدهم بالموت ، فقدهم للأبد.
أنا كمان فقدتهم بس ما كنتش عارفة إيه مصيرهم ، يمكن بالموت المصير معروف لكن انك تحمّل النهاية بسيناريوهات كلها كارثية  وقوع واحد فيهم هيوصل لتدمير نهائي ومش عارف امتى كمان!

الفقد الأولي ، الخلاص كان بيقرب وبيبعد فجأة بسد حالك السواد ، أمل بيقرب في حركة مد وجزر رهيبة
ولما بيطبق السواد ما بيبقاش في اي متنفس حتى لتصور الخلاص !

بالتجربة دي انا مستعدة ادفع عمري كله وما اتعرضش لإحتمالية تكراره تاني  ، هو ما كانش عجز بس لأ ده عجز مفهوش أي رحمة الخلاص ليك !
ساعات وطأة الحدث وشدته بتصيب الإنسان بعاهة تبرر العجز ده ، لكن اللي حصلي ماحصلش فيه كده ولا كان عندي أي مبرر منطقي يقنعني اني ازاي عايشة ومكملة ؟!


  " ماما مؤخرا بقت تقولي حاول تتجاوزي احساس المأساة وانتِ هتتعافي "

في وقت امتحان النسا كان كل امنيتي انه ينتهي عشان احس بشوية متنفس للراحة ، ضغط المذاكرة كان عامل كبير انه يؤجج التفكير اكتر ما هو ما بينتهيش ،لما كنت برد عليها كنت بقولها لو انا ما ادركتش حقيقة الأمر دلوقتي يبقى بغمي عنيّا .

في الحقيقة انا اللي مؤمنة بيه ان درجة احساسنا لأن فيه مأساة من عدمها هو درجة الوعي ناحيتها موجودة ولا لأ ، كل لما زاد الوعي والإدراك ليها كل لما شفناها بواقعيتها واثرها المصاحب كمان ، احساس مرهق بس لا يخلو من الصدق والإتساق مع النفس !

صادفتني رغبات كتيرة حادة لدرجة التطرف زي الإنتحار ، القدرة اني أذي حد ، عبثية وفوضى الحياة لدرجة انها غير محكومة بعدالة إلهية ، فقدت الإيمان بتلك العدالة عشان قلة الحيلة كانت اكبر من اني اقدر اتحملها !

الحاجة الوحيدة اللي حصنتني من كل ده هو " الصمت " انها لم تتعدى كونها افكار ، والحاجة التانية " الخوف "
 غياب الإرادة الجادة اني اعمل كده فعليا ، وكل مرة كنت بأسخط على نفسي أكتر وأدخل في دوامة القهر أكتر وأكتر .

الحاجة الوحيدة اللي اكتشفتها فيّا وكنت أجهلها تماما وكنت مفكرة نفسي بمارسها اصلا " هي القدرة على الكراهية " في وقت كنت في حاجة رهيبة اني اكره عشان امتلك القدرة اني أذي ،  مقدرتش اكره ما وصلتش لدرجة الكراهية الكافية اللي تخليني أعمل كده .

الكراهية إحساس بارد ، بيؤلم في لحظة وبيسيب أثر قاتل وبيرجع يدمر صاحبه بالبطيء ، لكن أنا طول الوقت كنت في فوران غضب ، كنت برجع بعد كده اندم أو أغير وجهة التفكير لما اهدأ!   

في الأخير عشان لما ارجع اقرأ ده تاني مرة بعد مرة
لقيت انه من البائس جدا اننا ندخر الحكاية لبعد كده ، بعد لما بيعدي الوقت بيخبو الصخب وتفضل الحكاية باردة ، فاترة ، فيها لمسة شاعرية ولمسة شجن ، بس لا تمتلك الأثر الأول اللي حفرته فينا وقت حدوثها . الإشارة ليها بعد كده كحدث عرضي بيخذل صاحبها زي ما الدنيا كل يوم بتأدبه بلطمة وراء التانية .