السبت، 29 أكتوبر 2011

العبث

محفوظ في ثرثرة فوق النيل

" العبث هو فقدان المعنى، معنى اي شيء. انهيار الايمان، الايمان باي شيء و السير على الحياة بدافع الضرورة وحدها دون اقتناع وبلا امل حقيقي "

توقفت عندها كثيراً دفعتني لأفكر فيما يرهقني
هل لابد من الخوف لتمام الايمان وادراك الضعف والحاجة ؟
هل لابد من ان نحمل وزر الحياة على اكتافنا، اثقال يرهقنا حملها تجعلنا نبدو اكثر حكمة واعمق فلسفة _وهو العبث في ابهى صوره !_ ولكن لانملك لتفسيرها شيء وبعد ذلك نكتشف اننا تهنا في زحمة تلك الحياة وتناسينا التلقائية و العفوية والبراءة.
اصبحنا نحمل تفسيرات الحياة معنا من هنا لهناك ومن فم هذا و من فم ذاك لعلنا نخرج باجابة نرتضيها او ننتصر لمبدأ او منهج انتهجناه.

عزيزي محفوظ العبث ربما هو الانسان الاقرب للطبيعة المتوحد مع ما يريد
ربما هو يحمل قدر من الانسانية اكبر مننا جميعاً هو ما دفعه للعبث في غمار كل ذلك الايمان المزيف و الادعاءات
ربما هو من حاول ان يجد نفسه الحقة
لعلك لو فقدت المعنى تجده جلّه ويتراءى الزيف في ابهى صوره و اوضحها
لعلك لو فقدت المعنى تدرك معنى اخر ان اغلبية الاشياء بلا معنى لأنك عندها سوف تسأم من النسبية و عجزك عن الوصول للامر المطلق يجعلك تؤمن بالعبثية وتصبح هي كامل الايمان
اذا كان العبث يحتمل تأويله اللا اخلاقية فلماذا نتناسى انها بدافع العبث ايضاً
واذا كان العبث ماهو الا رحلة لادراك المعنى فهي ليست مبرر وكذلك العبثيّ مدرك انها حماقة ولكن حماقة مملوءة بالمعنى والعدمية الاثنين معاً
أترى هل نُجازى لانسانيتنا ام على قدر حملنا للاثقال و التأويلات والحجج
من يُحكم له بالصواب المجرد ام المثقل؟
ولعل المجرد كان الاكثر حملاً على الاطلاق !!

الجمعة، 7 أكتوبر 2011

ملناش غير بعض




ملناش غير بعض
غناء والحان : وجيه عزيز
كلمات : علي سلامة
. . . 
ملناش غير بعض حبيبى
ملناش غير بعض
أدينا الدنيا ساعات وتروح
وتروح
وتسيب جوانا فرح وجروح
ونروح نتغرب فين ما نروح
ملناش غير بعض
تنفض الناس ويغيب الضى
وأقول ده خلاص رايح مش جى
أتاريك مش زى الناس ولا زى
عايشين الدنيا على عيبها
تجرحنا ونعرف الاعيبها
وبنمسك فيها وبنسيبها
وبنحضن بعض
ملناش غير بعض حبيبى
ملناش غير بعض

الأربعاء، 5 أكتوبر 2011

الطابور الصباحي . . قصة قصيرة


وقف في طابور المدرسة الصباحي بتلك الهيئة المعتادة لمديري المدرسة ، تلك النظارة الثقيلة و البدلة المعتادة ذات الصديري و التي يتغير لونها ما بين اللون البني و الرمادي و احياناً الكحلي ، وذلك الشعر الابيض ع جانبي الرأس و الصلع في المنتصف الذي يعكس ضوء الشمس في الظهيرة، وينفلت من بين فراغ اسنانه تلك الجمل باللغة العربية المُشَّكلة و المشددة ، فخطأ واحد في ضم او فتح احدى الكلمات يعده جُرم فادح لا يُغتَّفر لأنه مدرس لغة عربية عظيم و اصبح مدير لتلك المدرسة العريقة لكفائته ربما وربما ايضاَ لأن سنه يسمح له بذلك !

وها هو حديث الصباح اليومي عن انجازاته وتفوقه الخرافي المعتاد عندما كان عمره في مثل عمرنا وحديثه اليوم عن تفوقه في مادة اللغة الانجليزية !!
لم استطع ان امنع نفسي من التهكم عليه هذا ليس لادراكي باستخفافه بنا لأننا مازلنا صغار كما يعتقد و حسب ولكني كنت دوماً اطلق عليه " استاذ ساندوتش "
فهو لا يلتهم الطعام بشراهة كما يبدو من النعت ولكنها الاموال !!

يكفيك ان تُرسَل لك دعوة لحضور مجلس الاباء حتى تنبهر بمجموعة من خطابات التسول والاستعطاف لانقاذ مصير مدرسة عريقة و تطوير المنشأت و المعامل والحفاظ على سلامة الأبناء و الكثير و الكثير مما يشبه المتسولين الذين تدرك من النظرة الاولى انهم محتالون ليس لأن هيئتهم تفضحهم ولكن لأنهم اغبياء!

انه ليس اجتماع للحديث عن مشاكل الطلاب او مناقشة خطة لتطوير العملية التعليمية بالمدرسة او محاولة لتقويم سلوك الطلاب، انه اجتماع يحضره اولياء الامور ممن لديه القدرة على الدفع و في نفس الوقت يضمن لأبنه او لأبنته الخدمة الخمس نجوم ممن يعرف الوالد السخي ذو المكانة المرموقة...

اطلقت النكتة بكل اريحية وبملئ فمي و لسوء حظي " النحس " لم انتبه لمكاني بالصف الاول من الطابور فسمعتني احدى معلماتي فتسائلت عن صاحبة النكتة فتقدمت بكل ثقة ولعلها مصحوبة بفخر ايضاً "انا من قلت ذلك" لا ادري ما دفعني للتقدم بتلك السرعة و التلقائية هل لأني حقاً من قلت ذلك ام لأني ظننتها ستتعاطف معي بل ستضحك ايضاً لأنها تعرفه جيداً ؟؟!
نهرتني بشدة وزجت بي لآخر الطابور متوعدة بالشكوى له بكل ما قلت ولن تهدأ الا باستدعاء ولي امري لينظر نتاج تربيته ...

اجتمع حولي الكثير من الزميلات محاولين الدفاع عني و الاعتذار منها ومع بدء اول حصة في اليوم حتى سرى الامر وتردد اسمي بين الاساتذة وجميع طلاب المدرسة كما لو انه احدى مشاهد الافلام الابيض و الاسود عندما يهلل بائع الجرائد " اقرأ الحادثة اقرأ الحادثة ! ".

لم يرني احد في ذلك اليوم الا و سألني عما قلته ووبخني بشدة على هول الفعلة و انا انظر لهم بكل دهشة واجدني بكل تلقائية اقول لهم " لم اقل ذلك ، انكم تعرفوني جيداً مستحيل ان يصدر عني ذلك القول !! " واذا بي اتمسك بقولي واُكذب كل ما قيل وانعته بالافتراء علي !

دخل مدير المدرسة في احدى الحصص المتأخرة من ذلك اليوم و نادى على اسمي لأقف امام الطلاب ونهرني بشدة قائلاً " اللي يجيب سيرتي بسوء مالوش عندي الا الجزمة !! "

اشتعلت غضباً وسخطاً واذا بصوتي يرتفع واهدد كما ان التعبير اثار سخط زميلاتي هم الاخريات فوقفن مدافعن عني مكذبين الحدث تماماً مشيدين بأخلاقي وادبي الجم ...

عُدتُ الى البيت و انا ابكي كما لم ابكي يوماً في حياتي شاكية لأمي ما حدث فاذا بها تتوعد هي الأخرى بكل حدة وغضب.

انسحبت لغرفتي و انا افكر في كذبتي و اذكره حينما استدعاني في الاذاعة المدرسية السنة الماضية و عنفني بشدة جراء شكوى والد زميلتي _احد الحضور الدائمين بمجلس الاباء_ بتعرضي لأبنته فاذا بي اشمر له عن ذراعي لأريه الاثر الازرق لتلك العضة وتلك الكدمة الاخرى تحت عيني اليسرى .