-
انها المرة الاولى لي التي لا اشعر فيها بالخوف او الخطر، انا دائما ما
اخاف ابسط التفكير فهو عندي ينمو ويترعرع لافكار آثمة تطيح بايماني ولا
يقبع غير الخوف. ربما يخاف غيري من اشياء معينة او احساس بعينه او يصيبه
القرف من اشياء اخرى ويطلق ايضا على ذلك الشعور الاخير انه خائف، لكن خوفي
ليس كخوفهم فهم يخافون بطبيعتهم لكني اخاف من معرفتي !
كانت هذه احدى هوامشه في هذه الليلة في مفكرته ذات الغلاف بني اللون واوراقها تبدو صفراء قديمة وكتب عليها رقم واحد بين قوسين -(1)-
في الليلة التي تليها بدأ، اثنان بين قوسين -(2)-
صديقان، حبيبان، زوجان يعصر جبهته بسبابته وابهامه ويتساءل لماذا هذا الرقم دائما يبعث في مشاعر الحنين؟!
على
تلك الطاولة في مقهى تعرف عليه صدفة وهو يهيم في احد الشوارع وبجوار تلك
النافذة التي تطل عل الشارع وبين حركة داخلية مترددة على المقهى وخارجية
ممن يعبرون الطريق،
اخرج مفكرته -(3)-
في حالة من الهدوء وصفاء
الذهن، لا تمتلكني فكرة بعينها، استنشق الهواء بقوة ليدخل رئتي في احساس
يغمره بعض من السعادة المتسللة، افكر ماذا لو كنت اطير الآن وان بدى هذا
غير منطقي فهل استطيع السير على ذلك الرصيف المقابل بخطوات راقصة ؟!
-(4)-
انتهيت
من قراءة رواية منحتني شعور لم اعشه من قبل، جعلتني اشعر كما لو انني اشبه
بنغمات موسيقية، كاصابع لبيانو او صوت لناي او عزف على الكمنجات. تلك
الموسيقى منحتني شعور بالتحرر كما لو ان روحي حلقت بعيدا عني في ذلك الفراغ
الواسع، لم تشعر بالحزن او بالفرح ولكن فقط راحة وهدوء، فلا صخب ولا ضجيج
ولا صداع يؤلمني.
-(5)-
هو نفثة دخان سجائري على شكل حلقات كالرقم خمسة
نفثة غضب ونفثة لامبالاة ونفثة ملل ونفثة تعود ونفثة تحدي للمجهول
هذه السجائر تحترق مني فحلقاتها تشبهني.
رقم خمسة يذكرني بأي امتلاء صادفني كامتلاء الطماطم و سمنة النخلتين وحيوان الباندا !
اليوم هو اعلان نتيجة الامتحان، وجدت الورقة التي تحمل اسمي نجحت "بمقبول"
نظر الي العامل - فين حلاوتي ؟!
- انا جايب مقبول !!
نظر الي في اسى وطبطب على كتفي
- معلش تعوضها السنة الجاية وتجيب تقدير
-(6)-
س: كيف للمستغل ان يدعنا نضجر بسلام ؟
ج: هو لا يأخذ منا ما يريد عنوة لكنه يستغل مشاعرنا لصالحه
-(7)-، اليوم الذي يليه 8، 9، 10، .. .. .. .. .. .. الى ان امتلأت مفكرته
اعاد قرائتها -(1)-
"انها المرة الاولى لي التي لا اشعر فيها بالخوف او الخطر"
لم
يتذكر السبب فهو لم يدونه في هوامشه، وبمرور الوقت اشترى العديد من
المفكرات وفي كل مرة يستهل اولى صفحاتها ب" انها المرة الاولى لي التي لا
اشعر فيها بالخوف او الخطر ولا ادري ما السبب . . . . . "