الأربعاء، 25 يناير 2012

مُفَكِــــرة



- انها المرة الاولى لي التي لا اشعر فيها بالخوف او الخطر، انا دائما ما اخاف ابسط التفكير فهو عندي ينمو ويترعرع لافكار آثمة تطيح بايماني ولا يقبع غير الخوف. ربما يخاف غيري من اشياء معينة او احساس بعينه او يصيبه القرف من اشياء اخرى ويطلق ايضا على ذلك الشعور الاخير انه خائف، لكن خوفي ليس كخوفهم فهم يخافون بطبيعتهم لكني اخاف من معرفتي !

كانت هذه احدى هوامشه في هذه الليلة في مفكرته ذات الغلاف بني اللون واوراقها تبدو صفراء قديمة وكتب عليها رقم واحد بين قوسين -(1)-
في الليلة التي تليها بدأ، اثنان بين قوسين -(2)-
صديقان، حبيبان، زوجان يعصر جبهته بسبابته وابهامه ويتساءل لماذا هذا الرقم دائما يبعث في مشاعر الحنين؟!

على تلك الطاولة في مقهى تعرف عليه صدفة وهو يهيم في احد الشوارع وبجوار تلك النافذة التي تطل عل الشارع وبين حركة داخلية مترددة على المقهى وخارجية ممن يعبرون الطريق،
اخرج مفكرته -(3)-
في حالة من الهدوء وصفاء الذهن، لا تمتلكني فكرة بعينها، استنشق الهواء بقوة ليدخل رئتي في احساس يغمره بعض من السعادة المتسللة، افكر ماذا لو كنت اطير الآن وان بدى هذا غير منطقي فهل استطيع السير على ذلك الرصيف المقابل بخطوات راقصة ؟!
-(4)-
انتهيت من قراءة رواية منحتني شعور لم اعشه من قبل، جعلتني اشعر كما لو انني اشبه بنغمات موسيقية، كاصابع لبيانو او صوت لناي او عزف على الكمنجات. تلك الموسيقى منحتني شعور بالتحرر كما لو ان روحي حلقت بعيدا عني في ذلك الفراغ الواسع، لم تشعر بالحزن او بالفرح ولكن فقط راحة وهدوء، فلا صخب ولا ضجيج ولا صداع يؤلمني.
-(5)-
هو نفثة دخان سجائري على شكل حلقات كالرقم خمسة
نفثة غضب ونفثة لامبالاة ونفثة ملل ونفثة تعود ونفثة تحدي للمجهول
هذه السجائر تحترق مني فحلقاتها تشبهني.
رقم خمسة يذكرني بأي امتلاء صادفني كامتلاء الطماطم و سمنة النخلتين وحيوان الباندا !

اليوم هو اعلان نتيجة الامتحان، وجدت الورقة التي تحمل اسمي نجحت "بمقبول"
نظر الي العامل - فين حلاوتي ؟!
- انا جايب مقبول !!
نظر الي في اسى وطبطب على كتفي
- معلش تعوضها السنة الجاية وتجيب تقدير

-(6)-
س: كيف للمستغل ان يدعنا نضجر بسلام ؟
ج: هو لا يأخذ منا ما يريد عنوة لكنه يستغل مشاعرنا لصالحه

-(7)-، اليوم الذي يليه 8، 9، 10، .. .. .. .. .. .. الى ان امتلأت مفكرته
اعاد قرائتها -(1)-
"انها المرة الاولى لي التي لا اشعر فيها بالخوف او الخطر"

لم يتذكر السبب فهو لم يدونه في هوامشه، وبمرور الوقت اشترى العديد من المفكرات وفي كل مرة يستهل اولى صفحاتها ب" انها المرة الاولى لي التي لا اشعر فيها بالخوف او الخطر ولا ادري ما السبب . . . . . "

                                                              تمــت

الاثنين، 23 يناير 2012

كلاكيت تاني مرة

للمرة التانية نفس الاحداث بالظبط بس المرة دي تدخل اكثر قوة واكثر شجاعة ربما للتخلص من هول مفاجأة المرة الاولى.

للمرة التانية هكتب كما لم اكتب من قبل ، المرة دي هكتب بقوة اكتر وخوف من لا شيء.

من اكتر الحاجات اللي بتوجع وتكبت انك تبقى عايز تقول اللي جواك وتسكت، ما تخليش حاجة تكبتك ولا توجعك ولو لمرة واحدة جرب انك تقول اللي انت عايز تقوله بالظبط في الوقت اللي انت عايزه حتى لو اتمنعت او ما حدش سمعك كمل للآخر وعلي صوتك المهم تقول وماتخافش !

ولو لمرة واحدة جرب انك تقول لأ بكل قوة وانت فعلا تعني لأ، صرخ بيها !

ماتقراش حاجة انت مش مستمتع بيها وما تقدرش تمتثل بمبادئها خلي افعالك بقدر ايمانك بقرائتك، خليها تتغرس جواك، اقرأ لترتقي ولتنضج وتنفذ اللي انت قريته وما تبقاش بغبغان تردد مثاليات تعجز عن فعلها او الافظع لا تفهمها ولا تَمسك !

حافظ ع قلبك الطيب اللي جواك مهما حصل ومهما اتخدع ومهما اتصدم من اللي بيحبهم ، قلبك الطيب ده بتاعك ولو قسيّته هيقسى عليك انت اول واحد، حافظ على براءته وحنيته وكل لما ترويه كل ما هيزّهر جواك .

 ما تعملش حاجة انت مش عايز تعملها، اعتذر بكل بساطة وما تثقلش نفسك بعبء مش عايز تتحمله.

يارب انزع من نفسي اي غرور ولا تصغرني امام نفسي اولا ثم الآخرين.

الاثنين، 16 يناير 2012

انسي الحاج

انسي الحاج يقول / 


الصورة تعيدني الى نفس الاحساس اول مرة قرأتها
ـــ من هو الصديق؟
ـــ الذي تضايقه ويُطَمْئنك
ـــ هل هناك صديقة؟
ـــ تلك التي بقيَتْ رغم الحبّ الذي كان بينكما
ـــ ما هو الحبّ؟
ـــ هو عندما تنظر إليها فيؤلمك جمالها
ـــ ألا يهبط التأثير بعد تكرار النظر؟
ـــ الوجهُ المعشوق محاطٌ بهالة سحريّة والوجه المحاطُ بهالة سحريّة معشوق
ـــ من أين تنبع الهالة؟ من العينين؟
ـــ من كبْتٍ قديم حَوّله الشوق إلى شمسٍ سجينة في الأعماق”
في كل مرة اقرأها اشعر معه بذلك الالم الممزوج بابتسامة الحنين لعهد مضى :)

الجمعة، 13 يناير 2012

حب غير مكتمل التكوين

هناك من يتمنى ان يمسه الحب، يظل طوال الوقت ممهد لاستقباله، شغف به، يترقبه في ابسط الافعال والاقوال وحتى لو نظرات عابرة.
ليس لديه ادنى فكرة عن الشخص المرجو، الاهم ماذا سيهبه من حبه ؟
المهم الشعور بالحب واول انسان مستعد ان يهبه حبه عندها يتمسك به بشدة ويمد له يده ويتغير تبعا لتصرفاته ومزاجه الخاص ويصبح ما يهتم به هو نفس اهتمامه حتى وان لم يعتده من قبل او جربه وكل هذا ماهو الا محاولة لاثبات مدى التشابه بينهما ومن التشابه يتحقق التوافق ومن التوافق يكبر الحب ويستمر !

وان اصبح من الصعب الاستمرار وتغير الطرفين او احد منهما يكاد يكون من المستحيل ان تجد مبررات لاقناع الآخر انه لا يصلح ويظل واحد واثق من قراره والآخر في دور الضحية. لأن هناك طرف دائما متمسك باحساس الحب الاول حتى وان اقتنع ان الطرف الآخر غير مناسب وان هذه الاختلافات من الصعب تخطيها لأنها ليست ازمة او عقبة تواجه هذا الحب انما هو متعلق بالاشخاص انفسهم. فلاثنين اشبه بنغمتين مختلفتين كل واحدة منهما اذا عزفت منفردة بدت ممتازة اما في اجتماعهما يحدث النشاز !

يظل لفظة الحب الاول لها مهابتها ومكانتها التي تسبب الغصة لتذكره، فالمشاعر البِكر لها قدسيتها حتى وان انفقت في وقت خطأ الا انها تظل الاقوى امام سلطة العقل وقيود النفس البشرية حينها.

غالبا هو حب ينتهي باحساس بالاستهلاك والانتهاك مع تقديم مزيد من التنازلات للاحتفاظ به نظرا للتعّود وخوفا من مطاردة الذكريات.

كل من اتى قبل موعده ....
كل من تنازلنا كثيرا من اجل تجميله واستمراره ....
كل من تعبنا من كثرة تفسيره ....
كل من صبغنا انفسنا بالحزن المفتعل من اجله ....
كل من ادعينا التمسك به بشدة خوفا من فقدانه ....
ربما يطلق عليه حب او هو فعلا حب ولكنه غير ناضج
فالحب الناضج سيفرض نفسه في حياتك، سيقتحمها بدون سابق انذار .
هو الحب الذي سيقول لك/ كن نفسك اولا تكن لي

الثلاثاء، 10 يناير 2012

أوهام . . قصة قصيرة

"لوسمحتي"،
هكذا ناداها. لم تعيره انتباهها واكملت سيرها بمزيد من الثقة والاعتدال في مشيتها مع رفع رأسها قليلا عدة سنتيمترات لجلب احساس الشموخ.
"لوسمحتي"
ناداها مرة اخرى. ترددت قليلا. هي تفكر الآن سريعا ااجيبه ام لا؟، زادها التفكير ترددا وشكا في امره.
ربما يكون فعلا امرا ضروريا.
التفتت الى الوراء ونظرت في عينيه مباشرة مجيبة " نعم"
بادرها " ولا حاجة" مع ضحكة سخرية عالية.
تضرج وجهها بالاحمرار ممزوج بالغضب والاحراج.
تابعت سيرها واسرعت في مشيتها قليلا وبداخلها مزيد من السخط.
بعد عبور شارعين تلفتت وراءها، لم تجد احد. نظرت لأعلى ربما هناك من يتابعها بنظراته من احد الشرفات، لم تجد احد.
اسندت ظهرها لحائط احد البنايات، فتحت حقية يدها واخرجت المرآة واحمر الشفاة، طبعت بلونه القاتم على شفتيها. بدأت بالعليا ثم السفلى واطبقت فمها لتحقيق عدالة التوزيع.
اصلحت بعض الشعرات من على وجهها والتي بعثرها الهواء.
اطالت النظر الى نفسها في المرآة قليلا ثم اعادتها الى حقيبتها واكملت سيرها في هدوء.
عادت الى المنزل، دخلت غرفتها وقبل ان تستبدل ملابسها بملابس البيت، وقفت امام المرآة لترى نفسها كاملة وكيف كانت تبدو.
لا شيء لفت نظرها. تحققت اكثر واكثر، ابتعدت واقتربت، اعادت تمثيل مشيتها، لم تجد شيء.
ارتدت ملابس البيت وخرجت من غرفتها لتعد الطعام وبداخلها قررت انها لن ترتدي هذا الثوب مرة اخرى

الخميس، 5 يناير 2012

في عتمة الليل



مستقل ووحيد
لا انا بالحر او بالسجين
مكاني يقبع بينهما
لأني لا اعرف
ما اريد
او ما حققت
او ما خططته ليّ المقادير

مستقل ووحيد
بين هوجة من الافكار
وهدوء نفسي
يعصف وقتما يريد
اينما يريد
يشكلني بشكل الحزن
و انا لست بحزين
يسألونك ما بك؟
أبك شيء خطير؟
تجيبهم بنفس الهدوء
كلا ولكني سئمت التعابير

مستقل ووحيد
امسك قلمي
اخط كل احساس
كل تفكير
كل هاجس
اضخمه او افسره
اجرده او اكسيه
لــ اخلق احساس يشبهني
لا تهمني كلماته
الاصل معانيه

مستقل ووحيد
على صوت خلفية المطر
يهطل في الليل
كما لو انه يعكر
صفو الفراغ
ويكسر حدة الظلمة
ليخبرك انك لست وحدك
لقد اعطيتك قلماً وورقة
وضوضاء آتية من خلفك
تستفز ما بك من هدوء لتكتب
فاذا بها صرخة تتولد من عتمة الليل
لتستفز احساس اللامبالاة
وتخبرك انهم كثيرون هم
من يشاركونك الليل

ها انا الآن
مستقل ووحيد
احفل بارتجافة صوت المطر
فهو الآن يشبهني
صقيع يحتفل بصقيع