الأربعاء، 27 يونيو 2012

لا أعرف تلك المدينة !

مدينة تحترف الجنس والمال ! مدينة باتت تعشق الإبتذال. تغيرت كثيرا، تغير كل من فيها وما فيها.
تشوهت ! الرثِ المتهالك يسكن بجوار الفخم المجوف. مظهر ملفت وباطن خواء !
يا الله إنه حقا خير وصف لكل شيء فيها مبانيها وساكنيها " مظهر ملفت وباطن خواء "

لم أتعرف على بناتها المعهودات، رأيت مسوخ متماثلة ، لم استطع التعرف عليهن حتى من وجوههن.
ماذا حدث لهن؟ من اقنعهن بأن الجمال بالتماثل ، أن الجمال بالإبتذال ، أن الجمال بلفت الأنظار إلى هذا التشوه !
ضحكات خليعة ، نظرات جريئة ، مشية متأرجحة في هوادة ، ومساحيق ملونة تصرخ تريد الإمتزاج.

شارع تمتلئ انفك برائحة عطوره والصاعقة أن لرجالها نفس عطور نسائها !
يتطيبون بنفس الرائحة ويمشون مختالون بأناقاتهم التي بلغت حد اللاحد عندما يلمعون احذيتهم
ويصففون شعورهم المتلبدة بلزوجة ويزينون اعناقهم وايديهم بتميمة الحظ.

نساء يرتدين العبايات والتييرات باهظة الثمن والتي تشع أضواء صغيرة تحت ضوء عمود الإنارة ،
تطرقع كعوبهن ولا تستطيع أن تركز بصرك إلا على شيء واحد فقط لا غير ، نهود ضخمة مرتفعة لأعلى بمشدات ،
ويزينها مصحف كبير من الذهب الخالص مرصع بالأحجار !
ألا يصلح هذا المشهد لمادة إعلانية يظهر بعده على الشاشة ثلاث جمل ،
لا لخلط الدين بالمال ، لا لخلط الدين بالجنس ، لا لخلط الدين بالسلطة.

كرسي خشبي يجلس عليه ممسكا بخرطوم الشيشة أمام محل ويتدلى من خلفه ملابس داخلية بكل الألوان والأحجام والأنواع.
يجلس في المنتصف تماما وعينيه تدور يمينا ويسارا مُرّكَزة على تلك الدمى المارة التي تصلح لتجربة بضاعته.
كيف ومتى تحولت المدينة إلى محل " لانجيري " كبير ؟ لا ادري !

لم يكسر حدة الغربة غير ذلك الشارع الذي مازال على عهده الأول بهدوءه في الليل ورائحة هوائه الممزوجة بالرطوبة والدخان وبيوته المتهالكة والتي تجاور الجديد منها والذي بُني مؤخرا على استحياء.
فقد كان كفيلا بأن يطبع ابتسامة حنين تخشى ان تكون لعهد مضى .