الثلاثاء، 31 يوليو 2012

برا الزووم

نزلت النهاردة الإبراهيمية مع اختي اشتري شوية حاجات، احساسي وانا مسافرة الأسكندرية كان مختلف كليا وكنت مستغربة نفسي
لأني كل يوم بسافر للكلية وبيبقى ملازمني احساس بالمسئولية والأهمية ، المرة دي كان العكس كنت حاسة احساس "شقي" اني بهرب من المذاكرة بحجة اني اجيب حاجات مش مهمة ابدا وبتفرج ع ناس بتصيف او مصيفيين وناس كلها اخدة اجازة وانا من كتر اللي ورايا قررت اضربها جزمة.
حسيت وقتها كمان بالغربة كأنه مكان غير اللي انا متعودة اجيه كل يوم لمدة خمس سنيين !!
البلد فعلا مش بلدي وكأن الناس كلها بتبصلي وقفشاني اني مش من هنا واني واحدة من المتطفلين اللي بيقتحموا عليهم مدينتهم كل صيف لدرجة انهم بيخلوهم يطفشوا ويسيبلوهم البلد.
من كتر الزحمة وناس رايحة وناس جاية وانا ماشية معاهم مش حاسة لا بأهميتهم ولا بأهميتي ،، إيه يعني مين دول ومين فاطمة ؟
فجأة فكرت ان ممكن حوالي تلات تربع الناس الماشية دي أكيد عندها حسابات تواصل ع مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وكل واحد ليه شخصيته وبيشارك بجزء منها وبيحس بمدى تأثيره بين اصحابه والمقربين ليه هناك مع ان الجو حوالين كل اللي ماشيين لا يوحي بأي شيء يميزهم ابدا إلا لو كان مظهر خارجي ملفت للبعض !
ساعتها حسيت بالإنفصال التام عن الواقع وعن نفسي كمان. استغربت القوقعة اللي احنا حاطين نفسنا فيها واللي بتدينا شعور بالأهمية والثِقل المعرفي اللي ممكن ما يكونوش موجودين اصلا .
كأننا وقعين تحت زووم العدسة ومافيش غيرنا لكن اول لما بننزل الشارع الكاميرا بتأخد كادر اوسع واحنا بنأخد ساعتها مكانا الطبيعي مع الموجودين.
شيء لطيف اننا نبقى عارفين كده وما نحاولش نمثل او نبقى مفتعلين.
طول الوقت اللي ببقى قاعدة فيه في البيت ببقى مفكرة ان الدنيا دي انا محورها. محورها عندي الكام كلمة اللي بذاكرهم او بكتبهم او حتى المسلسل اللي بتفرج عليه. ببقى مفكرة الدنيا هي كل اللي بشوفه بعيوني انا وبس!
بس اول لما بخرج باحس بأد ايه انا كنت محدودة الرؤية وفي ناس تانية كتير وحركة مستمرة طول الوقت.
مثلا من اللي بختلط بيه فيه مشاريع بيركبها مئات من الناس كل يوم كل واحد من مكان مختلف بمستوى مختلف وحياة مختلفة
في مثلا مئات البيون بيسكنها مئات الأسر وكل واحد بيعمل حاجة مختلفة عن التاني وفي نفس اللحظة
في خدمات طول الوقت بتتقدم لملايين من الناس ناس بتستخدمها وناس بتقدمهالها،، في حياة تانية برا مصر اصلا برا العالم العربي برا القارة الكون ذات نفسه في حركة دائمة لا تهدأ..
ليه أنا مصممة اخليه يهدي عندي انا ويخضع لتفسيراتي المحدودة وليه انا مش قادرة اخرج برا نفسي المحدودة دي واحترم قدراتي صح واني اقدر اعمل كل حاجة انا بقول عليها ما اعرفش َ
ليه احنا طول الوقت مش عارفين نشوف نفسنا كويس .. ليه مش قادرين نخرج برا الزوم ونأخد مكانا الطبيعي في الكادر ؟!

الأربعاء، 25 يوليو 2012

سنـــة كاملــة ..

سنة كاملة عبارة عن حلقة مفرغة كلها أخطاء وتغيير للأسوأ وصدمة في البعض مع شعور بالإستنزاف والإستهلاك.

سنة كاملة بدأت بتوقعات لا حدود لها إنتهت بنتائج مخيبة للأمال.
أحب اقتبس تعبير ( أروى صالح ) بأتطلع جوايا مش لاقية غير مقبرة جماعية !
سنة كاملة اكدتلي أني كنت صح لما بقول إن الناس اللي هيكملوا في حياتي هم اللي عرفتهم من زمان لدرجة أننا نسينا ليه وإزاي .
بقى وجودهم من كتر ماهو طبيعي ومسلم بيه بقوا زي الأهل ما بنسألش نفسنا ليه إحنا بنحبهم وإزاي هم موجودين !
أما الآخرين فظهروا كعابري السبيل كلٌ أدى ما وُكِل إليه وساب علامته وراح لحال سبيله .

سنة كاملة بمثابة صفعة على وشي عشان تفكرني " إياكي والأخطاء اللي تخليكي تفقدي إحترامك لنفسك "
وأد إيه أنا صغرت قدام نفسي أوي وأنا كنت طول الوقت في صراع عشان أكون حد غيري غير متزن وفي كل محاولة كنت برجع اتشبث برجعية وبأسلوب محافظ لم اعهد نفسي عليه كنوع من تهذيب النفس أو لعدم التمادي. وفي الاخر لم ينتج عنها غير نفس مشوهة للأسف ! نفس أصابها العطب.
بين محاولات الجود نفسيا طلبا للسكينة وبين محاولات لإستعادة الإتزان بعد الصفعات المتتالية والأخطاء المتكررة.
ونرجع تاني لنفطة الصفر " انا محور الكون " فكرة سيئة للغاية استبدلتها بـ " أنا محور ذاتي المفرغة " _كده أحسن وأسلم وفي حالي_

سنة كاملة خرجت منها بأنا المجوفة. أنا بعيدا عن الآخرين. أنا وحدي في الدرب.
فطوبى للمهمشين وطوبى للغرباء.


الاثنين، 16 يوليو 2012

الثلاثاء، 3 يوليو 2012

وجــهه

تعجبت له اليوم او بالأحرى صدمت !
ذلك الوجه البشوش واكثر ما يميزه ضحكة تجبرك مهما كنت أو في أي حال انت ان تضحك وتنسى معها كل ما يشغلك
او تغير مجرى حديث بأكمله.
ضحكة لن تسمعها من أحد غيره ابدا والتي طالما حاولنا مرار ان يخفض صوته قليلا ولكن عبثا.

عندما رأيته اليوم وقت الظهيرة ذهلت !
متى تقدم به السن إلى هذه الدرجة ؟
كيف تبدلت ملامحه لتأخذ هيئة الموظفين الرتيبة ؟
كأني أراه للمرة الأولى أو لم أره منذ زمن بعيد. ليس الشيب هو الأمر الملفت ،
بل ملامحه، خطوط وجهه، ذبول عينيه، رؤيته للوهلة الأولى تعطيك انطباع مغاير تماما.
ليس هو، إنه واحد من جلسة المكاتب الذين قتلهم الروتين منذ زمن واكتسبوا هيئة موحدة.

نحن معا كل يوم، نثرثر كثيرا ونضحك ونتشاجر كالأطفال ويكيد كل منا للآخر. نعقد رهانا يوميا على الأحداث الجارية واتعمد النسيان عندما تخيب توقعاتي وأهلل مُصرة على أخذ الرهان عندما أصيب.
اذهب إليه بمكر قطة وأنا احاول أن اتصنع البراءة لأطلب منه ما أريد.
أحدثه عن قائمة كتبي وأشاركه ما اقرأ واقرأ ما يقرأه لأجادله بالساعات حتى وان كنت على خطأ.

بالنسبة لي توقف بنا الزمن عند وقت معين، لا هو يكبر ولا أنا ايضا. معه لا أعد ابدا في الحسبان تأثير الزمن.
أتخيل الآخرون يتغيرون، يهرمون، يمرضون لكنهم آخرون، أما هو فيظل كما هو ضحكة بشوشة وقلب طفل.

لا أنكر السقطات المدوية ولا تلك الشروخ التي صدعتني ولكن كنت دائما اتعجب من نفسي كيف التمس له كل هذا الكم من الأعذار وأسامحه كما لو أن شيء لم يحدث !
تقول نور عبد المجيد :
  "ان كان الحب كبيرا لا يموت.. فهناك يوم تنتهي فيه أيام الفراق وتموت. ليأتي الحب محمولا من جديد علي كف النسيان والرحمة "

اليوم عندما أبصرته هكذا سخطت على الواقع كثيرا. سخطت على الحقائق التي تفرض نفسها علي بالقوة ولا تتركني لترف التجاهل لوقت أطول.
نعم ما يحدث للآخرين يحدث لنا.
نعم إنه لم يعد كما كان من قبل ولكن من الخارج فقط شكله فقط.
تلك الحقائق الجامدة وروتين الحياة اليومي لا تعبأ بالدواخل ولا بكون الإنسان إنسانا. فهو بالنسبة لها رقما عاديا يعيش دورة حياة الإنسان من الميلاد حتى الممات وما خلالهما فترة لا تعبأ بها كثيرا.

أدر ظهرك يا أبي لتلك الحياة ولا تكترث لهذا الجفاء فيكفيني أن انظر إليك لأرى نبع الحياة فيك
حفظك ربي من كل سوء. حفظك ربي لي ♥