لم تكن بالتأكيد على استعدادٍ كاف او تام ، لكي "يوقع" لها كتاباً ، او يؤكد لها منزلة ما !
ليست التي منعها ابوها او سوء الجو ، او كونها من محافظة بعيدة ، او يوم الجمعة وانشغالات العائلة أو كرهها لتواجد آخرين مكثف ، او تسليط الضوء عليه بهذ الطريقة هذه الليلة !
البنت التي قابلها ـأصلاـ قدراً فأخبرها ..
كل البنات كان يقابلهن قدراً
لم يفلح طوال سنوات عمره العشرين أن يضبط نفسه على "موعد" معها ، وفي كل مرة تصله رسالة اعتذار ركيكة على المحمول ، او يعود ليجد رسالة معلقة على شاشة المحادثة ! ولا ينزعج ..
البنت التي لم يهتم لأمرها ابداً ، وبالتالي لم تلق هي له بالا فيما يبدو ولا يحبها ولكن شعر انها لم تحضر عندما انتهى اليوم !
البنت الوحيدة (إذا) التي ستشك كثيرا انها المقصودة (جدا) بهذا الكلام ، فتحاول ان تقرأ ما بين السطور ، وسيحاول جاهدا ان يرهقها بالرموز المعقدة لكي تتوه بين السطور !
البنت الوحيدة (أصلا) التي لا/لم تقرأ له !
البنت الوحيدة (جدا) التي ـربماـ لم يدعها للحفل أصلا ..
البنت الوحيدة (فقط) التي ستموت مبكرا جدا من عمره !
وأقول لكم عن ثقة وخبرة وربما دراية ايضا ، انها البنت الوحيدة التي اكدت اكثر من مرة ان ستأتي وأن ذلك (ايضا) يسعدها جدا ، والتي أعد لحضورها أو لتواجدها اسطرا وكلمات ، وللكتابة لها اعتبارات خاصة جدا ، جديدة ومميزة ، وبالتالي أسعده أن تحمل له هذه المشاعر رغم ان علاقتهما (ملتبسة) .. !!
البنت التي ازعجه (حقا) ان تكون قد ماتت في هذا اليوم أو حدث لها مكروها (حقيقيا) منعها من المجيء والتي جعلته يفكر بإنزعاج كيف يمكن ان يصير يوم حفل توقيعه يوم شؤم عليها ؟!
ولكنه "لَّم" قلقه ووارى انزعاجه عندما علم بطريقة لم تبد مباشرة انها لا تزال بخير .
فيم/كيف يفكر نحوها/فيها الآن ..
البنت التي يعلم انها تسير فلا تلفت الأنظار ، وتتحدث فلا يسمعها أحد !
البنت التي عندما قابلها اول مرة ـ قدرا كما قلنا – ظل اسمها محفورا بتجاويف ذاكرته وربما كلماتها ..
البنت التي عرف كيف يحدثها على فترات متقطعة وبوسائل متعددة وشعر أن اسبابه تتصل باسبابها في كل مرة
البنت التي لم يرها قط ، ولم يحلم بها ابدا ولم يفكر فيها اصلا ، قد يسميها الغريبة أو الأخرى/المغايرة/المختلفة ..
البنت التي لولا كونها بنتا لما سأل نفسه عنها بعد ذلك ، لماذا لم تحضر حفل التوقيع ؟ وأخذ يرصد لها الأعذار كما فعل مع أصادقائه جميعا وكما التمس للآخرين مبرراتهم !
البنت التي ادرك في آخر الأمر انها لم تمت
ولم تصبها لعنة الحضور ولم تحل عليها بركة الغياب
ولم يمنعها أحد من المجيء أصلا ، بل خرجت في ذلك اليوم فعلا ، وكانت على استعداد تام للملاقاة الوشيكة ، ووصلت إلى المكتبة فعلا ..
البنت الوحيدة التي اقتربت من المكتبة ورأتك ولم تلحظها ثم سحبت نفسها وانصرفت ..
حينها ندمت لأنك لا تعرف إن كانت فعلت ذلك حقا أم لا !
من المجموعة القصصية (التحديق في العيون)
لـ/ إبراهيم عادل