السبت، 19 يوليو 2014

بعض من مذكرات شارلي شابلن

* إن هذا الاتجاه نحو تصوير الفقر في صورة جذابة للآخرين أمر يبعث على الضيق. فلا انا عرفت حتى الآن رجلا فقيرا يحن الى الفقر أو يجد فيه حريته. ولا المستر "موم" يستطيع ان يقنع أي فقير بأن الشهرة والثراء الفاحش يعنيان القيود.
انني لا اجد قيد على الاطلاق في الثروة، بالعكس اجد فيها كثيرا من الحرية. ولست اظن ان "موم" يرضى بان ينسب مثل هذه الأفكار الزائفة إلى أية شخصية من رواياته ولو في أقلها شأنا.
فالقول بأن ( مناظر شوارع الحي الجنوبي في لندن تمثل البهجة والمرح والانطلاق في المغامرة ) قول يحمل طابعا من الميوعة والخفة يليق بماري انطوانيت !

انني لا ارى الفقر جذابا ولا بانيا للشخصية. فالفقر لم يعلمني شيئا غير تشويه القيم والمقاييس والتقدير المبالغ فيه لفضائل ومحاسن الأغنياء والذين يطلق عليهم صف الطبقات الأرقى.
اما الثروة والشهرة فإنهما على العكس قد علماني ان ارى العالم رؤية صحيحة وان اكتشف حين اقترب من البارزين من الرجال ان لهم نقائصهم الخاصة مثلنا جميعا. كما علمتني الثروة والشهرة ايضا ان انظر الى العلاقات العريقة المرسومة على السيوف والعصى وسياط الركوب باعتبارها نوعا من الادعاء، وان ادرك زيف اللهجة الجامعية كمقياس لذكاء الإنسان وجدارته ومدي الأثر المدمر لهذه الخرافة المحفورة على عقول الطبقة الوسطى الانجليزية. وان اعرف ان الثقافةليست بالضرورة نتيجة للتعليم أو معرفة الكلاسيكيات.

وبالرغم من افتراضات "موم" فأنا ككل انسان آخر لست إلا أنا. فرد قائم بذاته، مختلف عن غيره، له حوافز ونوازع ممتدة إليه عبر خيط وراثي قديم وتاريخ شخصي من الأحلام والرغبات والتجارب الخاصة ، أمثا أنا حصيلتها الكلية .


*  إني لأدرك أن الأيام والظروف قد جاملتني. وانني تغلغلت في عواطف العالم، وجربت حبه وكراهيته. نعم، ولكنه منحني الكثير من الحب والقليل من الكراهية. ومهما كانت قرارتي فانني أؤمن بأن الحظ والسوء يهبطان على الانسان اعتباطا كالسحب. ولأنني أعلم ذلك فإنني لا أصدم ابدا بما يصيبني من سوء واستقبل ما يصيبني من خير كمفاجأة أرحب لها. وليست لي خطة معينة اعيش بها أو فلسفة .. فنحن جميعا عقلاء وحمقى ومرغون على صراع الحياة !
وموقفي تجاه المصاعب لا يلبث على حال، ففي بعض الأحيان تثيرني أشياء تافهة، وفي بعض الأحيان أواجه الكوارث بغير اكتراث .. على أن حياتي الآن اكثر اثارة مما كانت في أي وقت مضى. فأنا في صحبة طيبة، ومازلت قادرا على الخلق، ولدي مشاريع لانتاج مزيد من الأفلام. قد لا اظهر فيها ولكن اكتبها واخرجها لأفراد أسرتي وبعضهم يملك مواهب مسرحية لا بأس بها.

ثم انني ما ازال بالغ الطموح ولن اعتزل على الإطلاق. فهناك اعمال كثيرة احب ان اقوم بها بالاضافة إلى ما عندي من سيناريوهات سينمائية تحتاج ان تستكمل، فانني اود لو اكتب مسرحية واوبرا اذا سمح الوقت.

ولقد قال شوبنهاور ان السعادة حالة سلبية ولكنني لا اوافقه. فأنا قد عرفت طوال الأعوام العشرين الماضية ماذا تعني السعادة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق