الاثنين، 17 أبريل 2017

أبي طويل الساقين / صاحب الظل الطويل

" على الأقل يعتبر الحنين إلى البيت من الأمراض التي استطعت تجنبها، فأنا لم أشعر من قبل عن شخص شعر بالحنين إلى الملجأ " ....

" الشيء الوحيد الذي يعيب الدراسة في الكليات هو أنه من المفترض أن تعرف كل شيء، هذا يؤدي إلى ارتباكي في بعض الأحيان " ....

" هل تعلم يا أبي أن اللعب هو الذي يشق علي وليس العمل. فأنا لا أفهم نصف الوقت ما تتكلم عنه البنات، فنكاتهن تبدو كأنها تتعلق بماضٍ شاركت كل منهن فيه بنصيب ما عداي. إنني غريبة عن هذا العالم ولا أفهم لغته " ....

"وضعت لنفسي قاعدة، هي أن لا استذكر دروسي ليلا مهما كانت مطلوبة وملحة. بدلا من ذلك، سأقرأ كتبا خفيفة. أنا مضطرة لذلك لأنه يوجد خلفي ثمانية عشر عاما بيضاء. إنك قد لا تصدق يا والدي أن عقلي يسبح في بحر من الجهل " ....

" أردت هذه الليلة أن أكتب لك خطابا لطيفا مبهجا مسليا، لكن النوم يغالبني، كذلك ينتابني شعور جارف من الخوف. فالمستجدون دائما في خوف مقيم " ....

" دونما أشعر تنطلق الكلمات من فمي سريعا عندما أشعر بالدهشة. والدهشة تتملكني طوال الوقت. إنها تجربة مذهلة يا والدي أن تقضي ثمانية عشرة سنة في الملجأ ثم فجأة تجد من يدفعك قسراً لتواجه العالم " ....

" إنني في الحقيقة وحيدة وظهري ملتصق بالحائط، أحارب العالم كله، وأشعر بأن أنفاسي تقصر وأعاني اللهاث عندما أفكر في هذا " ....

" أعتقد أن كل شخص يجب أن تتوفر له طفولة سعيدة مهما كان مقدرا عليه أن يواجه الصعاب والمتاعب عندما يكبر، وذلك لكي يرجع بذكراه إليها ويجد السلوى فيها. إن كان حظي أن أنجب أطفالا في يوم من الأيام فإنني لن أدعهم يهتمون لشيء حتى يكبروا ويواجهوا الحياة بأنفسهم." ....

" يخيل إلي أن أي انسان يمكنه أن يتمسك بآرائه طوال سبع وأربعين سنة بدون أدنى تغيير، يجب أن يحفظ في متحف خاص كشيء مثير للفضول " ....

عندما تعتاد على أشخاص معينين أو حتى أماكن أو طرق معينة للحياة ثم تنتزع منك انتزاعا فإن هذا يترك مكانها إحساسا فظيعا مؤلما " ....

" لكي تجعل شخصا ما يتصرف بشكل منطقي فهناك طريقتان لا ثالثة لهما؛ إما أن تتملقه أو أن تكون غير ودي في معاملته. أنا أكره التملق لأحصل على ما أريد لذا أنا مضطرة اضطرارا إلى أن أكون غير لطيفة في معاملاتي معك " ....

" أعتقد أن ما يهم الانسان ليست الأفراح الكبرى لكن المسرات والمتع الصغيرة التي تصنع الشيء الكثير، لقد اكتشفت السر الحقيقي للسعادة يا والدي؛ وهو أن تعيش من الآن وتهتم فقط باللحظة الحاضرة. لا تندم على الماضي أو تعمل حسابا للمستقبل، لكن عليك أن تحصل على أكثر ما تستطيع من هذه اللحظة الحاضرة التي تعيش فيها. سأحاول أن أسعد بكل ثانية في حياتي؛ وسأعرف أنني أتمتع بها أثناء تمتعي بها فعلا. إن معظم الناس لا يعيشون، إنهم يتسابقون ويجرون، إنهم يحاولون الوصول إلى هدف يلوح بعيدا في الأفق، ومن خلال الجري ولهاث الأنفاس يفقدون كل قدرة على الرؤية الصحيحة للأرض الجميلة الهادئة التي يمرقون خلالها؛ ثم بعد ذلك فإن أول شيء يدركونه ويحسون به فعلا هو أنهم يلغوا أرذل العمر وأن التعب قد أضناهم ولا يهم بعد ذلك إذا كانوا قد بلغوا أهدافهم أم لا. إنني قررت أن أجلس وأتمهل في الطريق وأنهمك في جمع وتكويم نتف من المتع الصغيرة حتى ولو لم أصبح كاتبة كبيرة" ....

" إن الحياة في أحسن أحوالها تعتبر فظيعة، فأنت مضطر إلى أن تأكل وتشرب وتنام، لكن تخيل كم تبلغ فظاعتها إذا لم يحدث لك شيء غير متوقع بين وجبات طعامك" ....

" الإنسان لا يفتقد الأشياء التي لم يمتلكها من قبل أبدا، لكنه من الصعب عليه أن يعيش بدون الأشياء الذي يؤمن بأنها ملكه بموجب حقوقه الطبيعية. وتعتبر معيشتي مع سالي وجوليا عبئا رهيبا في فلسفتي اللامبالية، فإنهما تملكان منذ كانتا طفلتين صغيرتين؛ هما تتقبلان السعادة والتمته كأمر مفروغ منه؛ وتعتقدان ان العالم يدين لهما بكل شيء ترغبان فيه. ربما كان العالم فعلا مدينا لهما بكل شيء؛ وهو يعلم هذا ويسدد دينه بكل رحابة صدر وسرور. أما بالنسبة لي فهو ليس مدينا بشيء. وقد أخبرني بذلك منذ البدايةوبشكل حازم وباتٍ. لذا فليس من حقي أن أقترض منه على الحساب لأنه سيأتي الوقت الذي سينكر فيه إدعائتي ومطالبي " ....

" ألا تعتقد أنه من المسلي ان يتيسر لك أن تطلع على تاريخ حياتك مكتوبا بطريقة متقنة يشع من ثناياها الصدق بيد كاتب ماهر عليم بكل خفايا حياتك؟ ولو فرض واستطعت أن تقرأه، فإنك بالطبع لن تنسى شيئا وسوف تواصل حياتك وأنت تعلم مقدما نتيجة كل فعل تصنعه، كذلك سوف يتسنى لك أن تعرف الساعة والدقيقة التي يحل فيها أجلك. من هم في رأيك الذين يمكنهم التغلب على فضولهم بما فيه الكفاية ليمتنعوا عن قراءة تاريخ حياتهم؟ ومن هم الذين تتملكهم الشجاعة الكافية لفعل ذلك؛ علما بأنهم معرضون لأن يعيشوا حياتهم بلا أمل او مفاجآت ؟ " ....

" كم وددت لو عرفتك، حينئذ عندما نشعر بالتعاسة فإنه بإمكاننا أن نعزي بعضنا بعضا " ....

" نحن نشعر سويا وفي نفس اللحظة أن هذا وذاك مضحك، هذا يعتبر في رأيي كافياً لأنني أعتقد أنه من الفظاعة أن لا يتفق شعور اثنين تجاه الإحساس بالفكاهة والمرح هو أيضا " ....



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق