الأحد، 8 أبريل 2018

وداعاً ريم بنا ..

"سافر وخدني معك بفطر على دُقة، بصبر على الجوع ما أصبر على الفرقة" ..
 يذكرني رحيلك يا ريم بتلك الأغنية كثيرا. تلك الأغنية التي حفرت مكانها في الذاكرة كشاهدة على وقت ولى وككل الأوقات الجميلة تنتهي، ككل الأوقات تنتهي. يذكرني رحيلك يا ريم بهذه الأغنية في تلك الحفلة التي كلما تذكرتها اسمع صوت الشاب الذي يجلس خلفي ينادي عليكي بأعلى صوته " بنحبك يا رييييييم " وتضحكين ونضحك جميعا. حضوري حفلتك في هذا الوقت كان ككل شيء جميل أخر يحدث حينما كان القلب مازال أخضر ويملك الحماسة لتحقيق ما ير
يد. فعلت كل ما في استطاعتي لاتمكن من الحضور واتمكن من المبيت واستطعت فعلا وحققت ما أريد.
 أذكر اندهاشي بحضورك القوي وصوتك الأقوى وامتلاكك مسرح المكتبة كنتي تملأينه وكنت منبهرة من هذا الحضور فمن يستطيع أن يملأ تلك السعة! أنتِ فعلتي وخطفتي قلوبنا وأبصارنا.
 كان كل شيء مكتمل كلوحة لا ينقصها شيء. لم يكن صوتك كأي غناء يتمايل معه الحضور كان صوتك تظاهرة نردد خلفها. كنتِ تدعونا لشيء آخر غير قضاء وقت لطيف كنتِ تأججين حماسة تشتعل وتشتعل وأجزم اني ابداً لم أكن مخطئة. فهناك ذلك الشاب بعد انتهاء الحفلة ليحتفي بك أشعل "شمروخ" داخل قاعة المكتبة لنجد الأمن يهرولوا مسرعين للسيطرة على الأمر. لم يكن احساسي كذب. أعطوكي علم فلسطين فأخذتيه بفخر شديد وتدثرتي به. كأنك تدثرين بالوطن، وهل الوطن غير هذا؟ رمزية بسيطة جسدتي بها كل ما نشعر به تجاه أوطاننا حتى وإن لفظتنا.
 أعود إلى أغنيتك يا ريم وقت كانت الحياة فعل انتظار لكل ما هو آتٍ بحماسة وإمكانية حدوثه ولكنه الآن وعندما وصلنا لزمن الانتظار لم نجد "من ينتظرنا على السفح ويدعونا لصلاة شكر لأننا وصلنا سالمين لا متفائلين ولا متشائمين". أتذكرك يا ريم ك اسم مرادف لفعل قاوم وأخبرك إنني مازلت مع كل رحيل امتلئ بالغضب أكثر من هذه الحياة التي تكسر الأقوياء واني مازلت احمل تلك الطفلة بداخلي التي لا تستطيع بعد أن تفهم كيف يموت أبطالها الخارقين.
 (6 ديسمبر 1966 - 24 مارس 2018)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق