الخميس، 23 أغسطس 2018

عن بسكاليا وإيملي بولان وفرانسيس ها

بينما أستمع إلى البلاي ليست أفاجئ ببسكاليا راجح داوود تقتحم الترتيب وتلعب كنت لأضحك : وأنا مالي يا لمبي هي اللي اشتغلت لوحدها ولكني لم أستمر مطولاً لأنها سحبتني إلى عالمها ككل مرة. تلك المقطوعة تجعلني أستعيد شعوري الممزق بين عالمين، عالم الحنين لكل ماهو أصيل وقديم وتم حجبه في ذاكرتنا بأنه بسيط وطيب وعالم الحالي عالم الحركة والاستمرارية والمضي قدماً إلى الأمام وإلى الأمام وإلى الأمام. عالم الحلم والنظرة المتعجلة لما سيحدث غداً وعالم الغد الذي خاب فيه جل آمالنا. هل كان علينا أن نصطدم بكل تلك الحقائق دفعة واحدة؟ هل كان علينا أن نحمل كل هذا الغضب؟
جميع أفلامي المفضلة تنتمي أيضاً لكلا العالمين. في عالم الشر أبحث عن الشخصية التي لم تتحول إلى واحد منهم أو من امتلك هذا القلب الذي لم يمت كلياً ويحمل ذكرياته معه منغلق عليها لئلا ترديه نقطة ضعفه قتيلا أو تكون هي من فعلت ذلك أو أبحث عن من امتلك المنطق لتبرير أفعاله فعلى الأقل جاوب على اسئلتي أخيراً. وبين شخصيتي "إميلي بولان" و"فرانسيس ها" أعرف جيداً لماذا أحببتهم بشدة، الخفة والثقل كلا منهما يكتسي برداء الأخر فلا الخفة محتملة ولا الثقل أيضاً. إميلي التي امتلكت الشغف والطفولة والبراءة ولكن لم يمنعاها من تجريب خيبة الأمل وفرانسيس طحنها الواقع بردائته وصوره المكررة الرديئة ومحاولتها لتجد شغفها ولتعرف ماذا تريد فتنطلق كحمقاء في نظر من يعرفها إلى أن تثبت نفسها أخيراً ولا تفقد أصالتها. لالا لاند وهل هو غير هذين العالمين ؟ الصور البراقة هوليوود المعلبة البحث عن كل ماهو سريع وجاذب المبهر في طلته وحلم بين شخصين شديد الكلاسيكية والرومانسية يضغط عليهم الواقع أوالتمسك بالحلم، كل منهم يمد اليد للآخر بأنك ستكون يوما ما تريد. كل منهم يمنح الأمان لشريكه بإدخاله عالم الأحلام ومساحة الأمان لكن لا تسير الأمور كما مقدر لها لأن لابد من دفع ضريبة الحلم في زمن عز فيه الأحلام في حياة قاتلة ضاغطة لكل نهاية مثالية أو إنه لا توجد نهاية مثالية عليك الاستيقاظ لأن هذا الحلم سيقبع في عالم الحنين، سيكون عليك استعادته كذكرى جميلة وككل الأوقات الجميلة ستكون ذكرى مفجرة للحنين والإمتنان.
أعظم الحفلات هي التي حضرتها وحدي وبكيت فيها وحدي وخرجت أحمل قلب ممتلئ بخفة بعد أن تحرر قليلا من الثقل. أعظم الأفلام هي التي شاهدتها وحدي وبكيت فيها وحدي ولم اكن مضطرة لشرح لماذا أحببتها بشدة وأنني شاهدت نفسي على الشاشة وأني لست وحدي الآن فهناك من عايش هذا غيري.
تحمل في قلبك الحب والأمل ولكن تجد أنهم أصبحوا العبء في قلبك وتجاوروا مع القسوة واليأس وتمضي ملتمساً طريقاً باحثاً عن النور لعلك تنجو.
أتمنى عندما أذهب إلى النوم أخيراً أحمل تلك النظرة على وجه ايزاك في المشهد الأخير نهاية فيلم wild strawberries نظرة الرضا الأخيرة عن كل ما كان، لا يشوبه مسحة الأسى ولا تلك الغصة بأنه كان بوسع كل هذا ألا يحدث أبداً، كان بوسع هذا الألم ألا يكون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق